يقول مراسل "تايمز" البريطانية في أفريقيا جوناثان كلايتون إن هذه القارة تواجه قنبلة موقوتة من الاضطرابات أصبحت تدق بقوة أكثر من أي وقت مضى، وإن القارة ليست بعيدة المنال من أحداث مثل ثورات الربيع العربي.

وكتب كلايتون تقريرا عن أحداث كينيا ليقول إن كل دول القارة تواجه وضعا مماثلا لما حدث هناك. وقال إن الاحتجاجات العنيفة في نيروبي، والانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا، والهجرة الجماعية إلى أوروبا، كلها دلائل على أن قنبلة البطالة ستنفجر قريبا في القارة السوداء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجلة أميركية: الأقنعة رمز للتضامن مع فلسطين فلا تدعوا الديمقراطيين ينزعونهاlist 2 of 2هآرتس: عشرات جنود الاحتياط يرفضون أداء الخدمة العسكريةend of list

وتحدث كلايتون عن البطالة في كينيا كخلفية لاحتجاجات نيروبي، قائلا إن الملايين من الكينيين من جميع الأعمار يائسون عن العثور على عمل. فقد تقدم مؤخرا، على سبيل المثال 2000 طالب للعمل بشركة الأمن "جي 4 إس" يتنافسون على حوالي 100 وظيفة ساع.

مثقلة بالديون

وأشار إلى ديون كينيا التي تثقل كاهلها، والتي دفعت حكومة الرئيس وليام روتو لتبني خطط لفرض المزيد من الضرائب -بما في ذلك الرسوم على التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول والمنتجات الرقمية التي كان من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على أنشطة الشباب عبر الإنترنت.

ورغم حاجة الحكومة لهذه الضرائب، يقول الكاتب، تراجع روتو بسرعة، تحت ضغط الداخل والخارج، وسحب خطته المثيرة للجدل. ومع ذلك لم تظهر الاحتجاجات أي علامة على التراجع وتحولت بسرعة إلى حركة تطلق على نفسها "يجب أن يذهب روتو".

وقال إن أحداث كينيا ليست ثورة معزولة، إذ يواجه جزء كبير من إفريقيا أزمة وظائف كبيرة.

غالبية الدول

في أوغندا، يتنافس حوالي 400000 خريج كل عام على 50000 فرصة عمل كحد أقصى. وفي جنوب إفريقيا، يغادر الشباب السود المؤهلون البلاد بشكل متزايد بأعداد أكبر من الأفريكانيين البيض المحبطين، وبلغت نسبة البطالة في هذا البلد -الذي كان في يوم من الأيام أغنى بلد في أفريقيا- حوالي 42% من السكان في سن العمل.

وفي غرب أفريقيا، القصة متشابهة. أكرا، عاصمة غانا، مليئة بقصص الخريجين الشباب الذين يبيعون الخبز المخبوز في المنزل في زوايا الشوارع أو يبيعون سلعا أخرى. وعبر منطقة الساحل، مجموعة الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، دعم الشباب المحبطون بالفعل سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدت الاطاحة بالأنظمة القديمة وأنصارها، وبهيمنة فرنسا. وصعدت "مجموعة فاغنر" الروسية، التي تسمى الآن فيلق إفريقيا، بسعادة إلى الفراغ.

مشكلة سكانية

واستمر كلايتون في سرد الضغوط التي ستواجهها أفريقيا، قائلا إنه وبعد عشر سنوات من الآن، سينضم 70 مليون شاب آخر إلى القوى العاملة فيها إفريقيا -وسيشكل من تقل أعمارهم عن 25 عاما ثلث سكان العالم. ووفقا للتوقعات الحالية، لن يتمكن العديد من هؤلاء الشباب أبدا من العثور على وظيفة.

وقال إن الدراسات تشير إلى أن أفريقيا بحاجة إلى خلق ما بين 18 إلى 30 مليون وظيفة سنويا حتى عام 2030 لمواجهة هذا التحدي. وفي الوقت الحالي، تخلق القارة 3 ملايين فرصة عمل سنويا فقط.

لا يسمعون الرسالة

ونقل عن مويليتسي مبيكي، شقيق رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي، قوله إنه على الرغم من نوبات الغضب العرضية في الشوارع، فإن النخبة الأفريقية لا تسمع الرسالة والحكومات بعيدة كل البعد عن تبني سياسات قد تواجه هذه التحديات.

وأضاف مبيكي أن الاقتصادات الأفريقية ليست في حالة مناسبة لتكون قادرة على التعامل معه هذا "لانتفاخ الشبابي" ومما يثير القلق، فإنها لا تظهر سوى القليل من الميل للقيام بذلك.

وأوضح الكاتب أن المراكز الحضرية، التي تغذي، تاريخيا، أحداث التمرد أكثر من المناطق الريفية، تنمو باطراد، والجيل الأصغر، أصبح أقل تسامحا من آبائهم مع الحرس القديم.

وأحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في وصول الشباب إلى المعلومات وجعلت نظرتهم متطرفة. كما شكل حجم البطالة الجماعية رابطة مشتركة بينهم تتجاوز الانقسامات العرقية القديمة التي اعتاد السياسيون استغلالها لإعمال مبدأ "فرق تسد". ونتيجة لذلك، فرضت كينيا قيودا على استخدام الإنترنت لأول مرة منذ عام 2015.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

لماذا يظل الذهب في مصر مستقرًا رغم الاضطرابات العالمية؟

لماذا يظل الذهب في مصر مستقرًا رغم الاضطرابات العالمية؟... على الرغم من التقلبات الكبيرة التي شهدتها الأسواق العالمية بسبب تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، حافظ الذهب في مصر على استقراره اليوم. هذا الاستقرار يأتي بعد سلسلة من الزيادات على المستوى الدولي، حيث ارتفع الطلب على الذهب بصفته ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

لماذا يظل الذهب في مصر مستقرًا رغم الاضطرابات العالمية؟

قرار البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة جعل الدولار أقل جاذبية، ما دفع العديد من المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو الذهب، مما ساهم في ارتفاع أسعاره عالميًا. ولكن، في السوق المصرية، ظلت الأسعار مستقرة إلى حد كبير، حيث سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 4109 جنيهات للجرام، في حين بلغ عيار 21 الأكثر تداولًا 3595 جنيهًا. أما عيار 18، الذي يحظى بشعبية بين الشباب والمقبلين على الزواج، فقد استقر عند 3081 جنيهًا للجرام. في حين بلغ سعر الجنيه الذهب 28،760 جنيهًا.

العوامل المؤثرة عالميًا:

على الصعيد العالمي، واصل الذهب ارتفاعه للأسبوع الثالث على التوالي، مسجلًا أرقامًا قياسية جديدة. وصل سعر الأونصة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2685 دولارًا، قبل أن ينخفض قليلًا إلى 2658 دولارًا بسبب البيانات الأمريكية المتعلقة بالتضخم. وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، فإن توقعات المحللين تشير إلى أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع، لا سيما مع استمرار تأثير تخفيض أسعار الفائدة على قيمة الدولار.

مستقبل الذهب وسط التوترات الاقتصادية:

من المتوقع أن يبقى الذهب في دائرة الاهتمام خلال الفترة المقبلة، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة عالميًا. المستثمرون يرون في الذهب وسيلة فعالة لحماية أموالهم من تقلبات السوق. مع استمرار الفيدرالي الأمريكي في اتباع سياسات نقدية تخفف من قيمة الدولار، فإن الذهب سيبقى وجهة رئيسية لمن يبحثون عن ملاذ آمن ضد التضخم والأزمات الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • الوحشية .. عائلات بأكملها قضت في غارات اسرائيلية على لبنان
  • مارب تدشن مارد الجمهورية...الدبابة التي مرغت انوف الحوثيين
  • عاجل.. وسام أبو علي: عائلتي بأكملها عالقة في لبنان تحت القصف
  • الكوميسا: 4% نصيب إفريقيا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • لماذا يظل الذهب في مصر مستقرًا رغم الاضطرابات العالمية؟
  • أمريكا تكشف نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل لاغتيال نصر الله
  • المبعوث الخاص للسودان يتوجه إلى كينيا وإثيوبيا
  • المنيا الأولى في تنفيذ مبادرة مشروعك حسب تقرير وزارة التنمية المحلية
  • المنيا الأولى في تنفيذ مبادرة "مشروعك"
  • المنيا تتصدر.. 23.5 ألف مشروع جديد توفر آلاف فرص العمل