لجريدة عمان:
2024-10-02@00:19:40 GMT

كيف يصنع القرار؟

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

كيف يصنع القرار؟

شُغلت مراكز الدراسات والبحوث في العالم خلال العقود الماضية بالبحث عن إجابة حول سؤال مهم هو: كيف يُصنع القرار في العالم؟ كيف تَصنع الدول قراراتها الاستراتيجية والمصيرية؟

ورغم الكتب الضخمة التي خرجت للإجابة على سؤال «صناعة القرارات» بدءا من المستوى الشخصي وليس انتهاء بالقرارات الكبرى التي تتخذها الدول في اللحظات الصعبة والحاسمة إلا أن الأمر ما زال كثير التعقيد، ويخضع لتأثيرات مختلفة وعوامل متداخلة تحتاج إلى تقييم العديد من المؤثرات الداخلية والخارجية.

ويختلف الأمر من دولة إلى دولة ومن مرحلة زمنية إلى أخرى بناء على الهياكل السياسية والإدارية والثقافية لكن بوصف الأمر ممارسة علمية فإنه يحتاج إلى خطوات لا يستقيم دونها تجمع بين التحليل والتخطيط والتنفيذ والمتابعة، ولذلك فإن كل قرار يتخذ في أي مكان أو زمان تكون فاعليته متأثرة بمستوى تحليل المعلومات وحجم البيانات والقدرة على قراءتها في إطار تكاملي ورؤية واسعة تخرج من مساحتها المحلية إلى رؤية إقليمية وعالمية لا تهمل السياق التاريخي.

وهذا الأمر هو الذي تنتهجه بشكل دقيق كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية خلال تنفيذها للتمرين الوطني السنوي «صنع القرار» والذي يمكن وصفه بأنه البيان العملي الحقيقي لمختلف المعارف الفكرية التي اكتسبها المشاركون في دورة الدفاع الوطني، وترجمة عملية للبرامج النظرية والأكاديمية في مجال الدراسات الاستراتيجية التي نهل منها المشاركون خلال المرحلة الماضية. والحقيقة فإن أحد أهم أهداف أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية بمختلف كلياتها ومراكزها البحثية يتمثل في توسيع آفاق الفكر الإستراتيجي والقدرة التحليلية ومهارات التخطيط الإستراتيجي، وإعداد وتأهيل الكفاءات الوطنية. وهذا الدور هو تجسيد حقيقي لرؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي أعطى «صناعة القرار» عناية خاصة سواء عبر دعمه الخاص والمستمر لأدوار كلية الدفاع الوطني أو عبر توجيهه بإنشاء وحدة لدعم واتخاذ القرار تتبع الأمانة العامة لمجلس الوزراء وتهدف إلى رفع مستوى الأداء من خلال تعزيز كفاءة صنع القرار.

وبهذا المعنى فإن «القرار»، أي قرار كان، هو صناعة تحتاج إلى منهج علمي وإلى إعداد وتدريب وإلى معرفة تامة بكل المؤثرات المحيطة. وهذا ما يكسب التمرين الاستراتيجي الوطني «صنع القرار» السنوي أهمية خاصة فهو خطوة حاسمة وحيوية نحو إعداد قادة المستقبل سواء في المجال العسكري أو المدني. ويسهم التمرين في تطوير قدرات المشاركين على اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الأزمات.. وهذا أمر في غاية الأهمية خاصة في ظل التحولات اللحظية التي يشهدها العالم وتعقد مشاكلها وتداخلها بين المحلي الداخلي والاستراتيجي الدولي ما يتطلب أن يكون متخذ القرار على فهم ووعي بكل المتغيرات والبيئات السياسية والاستراتيجية الإقليمية والدولية.

إن وضع المشاركين في التمرين على محك سيناريوهات افتراضية مستقاة من جذور أحداث حقيقية يعزز قدرتهم على فهم العلاقات بين الأبعاد المحلية والدولية في بناء الاستجابات المنتظرة وهذا النوع من التدريب يساعدهم على تطوير رؤية شاملة ومتوازنة تُمكنهم من اتخاذ قرارات تخدم المصالح الوطنية ضمن إطار عالمي معقد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صنع القرار

إقرأ أيضاً:

لماذا يعد الأرز من المحاصيل الاستراتيجية؟

يعتبر محصول الأرز من المحاصيل الاستراتيجية الهامة نظراً لأهميته الزراعية والاقتصادية، حيث يعد أحد الثروات الزراعية والقومية التي يعتمد عليها الفلاحون في محافظة الشرقية، خاصة خلال فصل الصيف، لما يحققه من عائد مادي كبير. وتكتسي حالياً مساحات شاسعة من أراضي المحافظة باللون الذهبي، حيث يتوافد المزارعون على الحقول لحصاد المحصول، ويفضل العديد منهم الحصاد اليدوي لأنه يساعد في الحفاظ على جودة المحصول ويقلل من الفاقد.

غدا المنظمة العربية للتنمية الزراعية تحتفي بيوم الزراعة العربي لعام ٢٠٢٤

أفاد المهندس أشرف طه نصير، مدير عام الزراعة بمحافظة الشرقية، أن المساحة المزروعة بالأرز هذا العام بلغت 248 ألف فدان. وأوضح أن الأصناف المزروعة تشمل أصناف عريضة الحبة مثل سوبر 300، 108، 104، و101، بالإضافة إلى الأصناف الرفيعة مثل 178 و177. وأضاف أن الفلاحين في جنوب المحافظة يفضلون زراعة أصناف سوبر 300 و108، بينما يميل المزارعون في شمال المحافظة لزراعة الأصناف العريضة.

وأضاف نصير أن موسم الحصاد قد بدأ منذ أيام، وتبذل الجهات التنفيذية بالمحافظة جهوداً كبيرة لإدارة مخلفات الأرز بطريقة علمية تضمن حماية البيئة وتحقيق عائد اقتصادي إضافي للمزارعين. 

وأكد أن هناك تعاوناً بين المهندسين الزراعيين ورؤساء الوحدات المحلية وشرطة المسطحات المائية وجهاز شؤون البيئة لمتابعة عمليات الحصاد ومنع أي محاولة لحرق قش الأرز، كما تم تشكيل لجان مختصة لمراقبة الحقول على مدار الساعة وتطبيق العقوبات على المخالفين.

"الزراعة" تستعرض تقريرا بأنشطة "المركزية للإرشاد الزراعي" خلال أغسطس الماضي

توعوية للمزارعين

وأشار إلى أنه تم تنظيم 500 ندوة توعوية للمزارعين في الجمعيات الزراعية ومراكز الشباب، لتعريفهم بأهمية استغلال قش الأرز بطرق مستدامة والتحذير من المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن حرقه، بالإضافة إلى العقوبات التي قد تصل إلى مليون جنيه في حالة المخالفة. كما تم توفير المعدات اللازمة لتجميع وكبس القش لتسهيل عمليات نقله ومنع حرقه.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوفد الوطني يبارك العملية الإيرانية التي ضربت أهدافا عسكرية للعدو داخل فلسطين المحتلة
  • محمد بن زايد: نواصل العمل مع الصين لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية
  • كشف الاستراتيجية الجديدة لإسرائيل في لبنان
  • برلماني: الحوار الوطني منصة هامة لمناقشة القضايا التي تخص الأمن
  • جامعة الملك عبدالعزيز تنظم البرنامج التأهيلي للأكاديميين من جامعة الدفاع الوطني
  • لماذا يعد الأرز من المحاصيل الاستراتيجية؟
  • الحوار الوطني يستعرض أوجه الدعم المباشر التي تقدمها الدولة لمواطنيها
  • عمر مرموش يصنع ويسجل مجددًا.. ما ترتيبه بين هدّافي الدوري الألماني؟
  • هل يسرع المونديال أشغال إنجاز الطريق السيار فاس مراكش ؟
  • طهران تواجه الأمرّين.. غضب داخلي لتأخر الرد وتهديد أميركي إن فعلت