لبنان ٢٤:
2024-11-25@06:33:49 GMT

حزب الله يواجه الخماسي بشروط مستحيلة؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

حزب الله يواجه الخماسي بشروط مستحيلة؟

كتب ابراهيم حيدر في" النهار": المؤشرات السياسية في ظل تسارع التوترات الأمنية الداخلية وانكشاف التوظيف الإقليمي لها على ما شهده مخيم عين الحلوة، والتطورات الخارجية التي تدفع الدول الى تحذير رعاياها بضرورة المغادرة، لا تعكس جهوزية لدى الأطراف لكسر الحواجز والانفتاح على مناقشة خريطة طريق للحل، خصوصاً لدى محور الممانعة.

ومنذ الآن بدأنا نشهد اصطفافاً جديداً على وقع هذه التطورات يعكس الصراع القائم بمزيد من التمسك بالشروط التي تفاقم الأزمة، حيث اندفع "حزب الله" للرد على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد بالدعوة إلى التنبّه لمخاطر ما يساق إليه لبنان من خلال الضغوط التي تُمارس عليه سواء في الاستحقاق الرئاسي أو بالتهديد بانهياره بكل مؤسساته. واتهم رعد الأميركيين بإدارة اللعبة إذ "لا يمكن لأطراف إقليمية نافذة أو محلية أن تقف موقفاً صادراً عن تقديرها الشخصي من دون رأيهم ومن دون الأخذ في الاعتبار موقف الأعداء الدوليين، في الوقت الذي يعرفون فيه أن الانهيار يشكل ضرراً على الجميع وعلى مصالحهم حتى، إلا أن خوفهم من الضرر الكبير يدفعهم لمدّ أيدي المصافحة والمذلة والقبول بما يفرضونه علينا".
ويبرز موقف "حزب الله" التصعيدي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حين قال رعد "إن هناك أشخاصاً لا نقبل بأن يكونوا حكّاماً في هذا البلد لأن تجربتنا معهم كانت مرّة، وكانوا جنباً الى جنب مع العدوّ الإسرائيلي في غزو بلدنا وفي هتك كرامة مواطنينا. نحن ندرك تماماً ماذا نريد، وإلى أين سنصل؟". ويعني ذلك وفق المصدر السياسي نسفاً للتشاور الثنائي كما في ضوء رسالتي الكونغرس الأميركي ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلى الرئيس جو بايدن، اللتين تدعوان إلى فرض عقوبات على لبنان وتصوّبان على رئيس مجلس النواب نبيه بري، علماً بأن الإدارة الأميركية وفق المصدر ليست في وارد فرض عقوبات على بري خصوصاً بعد التواصل الرئيسي معه في ملف النفط بعد ترسيم الحدود البحرية، وهي لا تضعه في خانة "حزب الله"، لكن الرسالتين تزيدان الضغوط وتفتحان على احتمالات عدة في الوضع اللبناني.
 
كل هذه التطورات ستنعكس على مهمة لودريان في أيلول المقبل، وهي تُعقّد إمكان الوصول إلى حل أو اجتراح تسوية للملف الرئاسي، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى تغيّر التحالفات السياسية بين القوى الحزبية، على وقع تمسّك "حزب الله" بمرشحه سليمان فرنجية للرئاسة والخطوط المفتوحة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يبدو أنه غيّر أولوياته، إضافة إلى اشتداد الأزمة السورية التي باتت تنعكس على لبنان بقوة في الشأنين السياسي والمالي. وبناءً على ذلك تُطرح تساؤلات عما إن كان لودريان سيستمر في مهمته وفق ما كرّسته الخماسية في الدوحة، خصوصاً مع اشتداد الضغوط الإقليمية، ومعرفته المسبقة بالشروط التي ارتفعت بعد جولته الأخيرة في لبنان، حيث ستصعب إمكان الوصول إلى تسوية.
 
هذه التطورات تطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، فيما الواقع يشير إلى استمرار الفراغ وعجز قوى المحاصصة عن الاتفاق على انتخاب رئيس. وتبقى المشكلة الأساسية وفق المصدر في أن "حزب الله" يقيّد مسار الاستحقاق والحل، وإذا استمر في سياسته القائمة على رهن لبنان لمشاريع إقليمية، ما دام الطرف القادر على قلب موازين القوى والمتحكم بقرار البلد، فإن الأمور ذاهبة إلى مزيد من المواجهة يعقبها انهيار شامل على كل المستويات.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر

عدنان ناصر الشامي

على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.

كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.

الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..

واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.

قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..

الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”

اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.

وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.

إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.

هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.

من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.

اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.

نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.

اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة في غزة
  • أونروا: الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة في غزة
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • غارات إسرائيلية تهز بيروت وتستهدف رئيس قسم العمليات بحزب الله.. من هو محمد حيدر؟
  • في مدينة صور.. بـوجه آخر يواجه الحرب
  • خبير عسكري: لبنان يواجه مرحلة حساسة.. والاحتلال بين المفاوضات ونيران المواجهة
  • خبير: لبنان يواجه مرحلة حساسة.. والاحتلال بين المفاوضات ونيران المواجهة
  • لبنان يتمسك بشروط السيادة وضمان أمن إسرائيل في يدها
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • وزير الثقافة: ليس دفاعاً عن وليد جنبلاط بقدر ما هو دفاعٌ عن لبنان من الفتن التي تحاك