عرس وموسيقى بين الأنقاض.. كلنا في غزة مشاريع شهداء ولكننا نحب الحياة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
من مطبخ بيتها المقصوف، الذي يطل على حيها المدمر في غزة، توثق بسمة أبو شهلا حياتها اليومية في منزلها الذي رجعت إليه بعد 196 يوما من النزوح، بسمة أعادت ترتيب تنظيف ما بقي من أغراض فعادت الروح لبيتها، رغم كل المآسي التي تعيشها مع باقي أهالي القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 9 أشهر.
View this post on InstagramA post shared by Basma shahla | بسمة أبو شهلا (@basma_shahla)
قصة بسمة ليست الوحيدة التي تُظهر إصرار أهالي غزة على إكمال حياتهم بكل شغف وحب وتحد واضح للاحتلال الإسرائيلي، فقد نشر الصحفي حازم سليمان مقطعا لعائلة فلسطينية تعيد ترميم منزلها الذي دمر جزء منه بسبب قصف الاحتلال.
A post shared by الصحفي حازم سليمان (@hazmaslman)
وهنا قصة أخرى تدل على أن أهل غزة صامدون ورحماء في ما بينهم، رغم عيشة الضنك التي يعيشونها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، إذ نشرت المذيعة الفلسطينية أمل حبيب مقطع فيديو يظهر كيفية استقبال أهالي حي الدرج والصحابة النازحين من حي الشجاعية، وكيف أن الناس تتسارع لخدمتهم.
View this post on InstagramA post shared by أمل حمدان حبيب (@aml.habib35)
وعن إكمال الشباب في غزة "نصف دينهم" رغم كل الصعاب التي يواجهونها، نشر الناشط والصحفي أيمن الجدي فيديو عبر حسابه على إنستغرام يعلن فيه زفافه من المخيم، وكتب قائلا: "أفراحنا صامتة، وفاءً لدماء شهدائنا وللمنكوبين، فقد تم زواجي دون أي مراسم للفرح".
View this post on InstagramA post shared by أيمن الجدي ✌️ ????????ayman al gedi (@aymanalgedi12)
"كلنا مشاريع شهادة، ولكننا شعب يحب الحياة".. بهذه العبارة علق أحد أهالي القطاع على المشاهد التي يتحدى بها الغزيون الإسرائيليين في تمسكهم بأرضهم وإكمال حياتهم اليومية بكل عزيمة وقوة وفرح.
وعلق أحد المدونين على هذه المشاهد بالقول إن الاحتلال يسعى منذ أن اجتاح القطاع إلى كسر إرادة الغزيين وبث الرعب في نفوسهم، ولكن مع مرور كل يوم يثبت أهالي غزة أنهم صامدون باقون في أرضهم يرسمون الفرح في حياتهم اليومية رغم حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 9 أشهر.
تغطية صحفية: رغم حرب الإبـــادة المستمرة.. فلسطيني يواصل عمله في محله التجاري لبدل العرائس بخانيونس. pic.twitter.com/VhAhX0a9Ct
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 1, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
كلنا نعيش بستر الله
في حياتنا اليومية، قد نعتقد أننا نعرف الأشخاص من حولنا بناءً على تصرفاتهم الظاهرة، مظهرهم الخارجي، أو حتى ما يعبرون عنه في مناسبات محدودة. لكن الحقيقة التي تغيب عن أذهاننا أحياناً هي أن جوهر الإنسان يظهر غالباً في لحظات الغضب أو الضغط، حيث تُسقط الأقنعة وتظهر النفوس على حقيقتها.
كثيراً ما نتفاجأ بمواقف غير متوقعة من أشخاص كنا نعتقد أنهم معتدلون أو متوازنون في آرائهم وتصرفاتهم، لكن عند التعمق في تعليقاتهم على الأحداث العالمية أو مواقفهم أثناء الأزمات، تظهر حقائق قد تكون صادمة. فقد تكتشف أن شخصاً كنت تعتبره نموذجاً للإعتدال، يحمل في داخله أفكاراً متطرفة تدعو لإبادة شعب أو ديانة بأكملها، أو أن آخر يبدو متزناً، لكنه في الواقع غير سوي، أو أن هناك من يمتلك ثروات طائلة، ومع ذلك يلجأ للاحتيال. هذه التناقضات تطرح سؤالاً كبيراً: لماذا يقدم هؤلاء الأشخاص على أفعال تتنافى مع ما يظهرونه للعالم؟
الحقيقة أننا جميعاً نعيش تحت ستر الله. الستر الذي يغطي عيوبنا وأخطاءنا، ويمنحنا فرصة لإعادة النظر في تصرفاتنا وسلوكياتنا. لكن ماذا لو أُزيل هذا الستار فجأة؟ ماذا لو ظهرت حقيقتنا، وحقيقة الآخرين أمام الجميع دون تصنع أو تجميل؟ كيف ستكون ردة فعلنا حين نرى الجانب الذي نخفيه عن الآخرين؟ وهل سنكون مستعدين لتقبل بعضنا كما نحن، أم أن العلاقات ستنهار تحت وطأة الحقائق المكشوفة؟
الستر هو نعمة عظيمة منحها الله لنا، فهي ليست فقط حماية لخصوصيتنا بل فرصة للتوبة والتغيير. عندما نرى أخطاء الآخرين أو نكتشف حقائق مخفية عنهم، علينا أن نتذكر أننا لسنا معصومين من الزلل، وأننا في حاجة إلى الستر مثلهم تماماً. لذا بدلاً من التركيز على عيوب الآخرين، يجب أن نسأل أنفسنا: كيف يمكن أن نحسن من ذواتنا؟ كيف نعيش حياة صادقة ومتزنة بعيداً عن الأقنعة؟
في النهاية، العبرة ليست في كشف الحقائق أو الفضح، بل في إدراك أهمية السعي نحو تحسين أنفسنا والارتقاء بأخلاقنا وسلوكياتنا. كلنا بشر، نحمل في داخلنا نقاط ضعف وأخطاء، لكن الفارق يكمن في من يستغل ستر الله ليتغير نحو الأفضل، ومن يستغل هذا الستر ليتمادى في أخطائه.