لجريدة عمان:
2025-02-01@01:47:36 GMT

الصحوة الإسلامية والانسداد الفكري والسياسي

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

يعتبر عام 1979م من الأعوام المهمة في تأريخ المنطقة، ففيه وقعت حادثة الحرم أو ما تسمى بحادثة جهيمان العتيبي (ت 1980م)، وفيه انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، وعلى إثرها قامت الحرب العراقية الإيرانية، واستمرت ثماني سنوات.

جهيمان العتيبي امتداد للفكر الديني في التفكير والتعامل مع الماضي، وتأثر بالإحياء الروائي والحديثي الذي قاده محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420هـ/ 1999م)، وقد أحدثت آراؤه جدلا في المدينة المنورة خصوصا عند طلاب الجامعة الإسلامية، مما أدى إلى إخراجه من المملكة، لهذا تبنى أتباع جهيمان العديد من آرائه الفقهية، كالصلاة بالحذاء، وعدم قول الصلاة خير من النوم في الأذان الثاني، وتطور الأمر إلى التعامل ظاهريا مع روايات أشراط الساعة وخروج المهدي، والاعتداد بالمنامات لكونها رؤى صادقة، وأنها انطبقت مع ظاهر الروايات على محمد بن عبدالله القحطاني (ت 1979م)، واعتبروه المهدي المنتظر.

ويعتبرهم بعض الباحثين امتدادا لإخوان بريدة، ولما تمكن الأمر في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود (ت 1373هـ/ 1953م)، وقرب الجماعات الإسلامية ذات الخط المنفتح على المدنية والتحديث كالإخوان المسلمين بدأ التزاوج بين التيار السلفي والتيارات الحركية، لتظهر لاحقا التيارات الصحوية والسرورية والقطبية.

جهيمان استخدم فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن تحت مظلة الاحتساب وليس الدولة، فأسس «الجماعة السلفية المحتسبة» مستغلا مباركة من عبدالعزيز ابن باز (ت 1420هـ/ 1999م)، لتحصر الدولة لاحقا مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت مظلتها، إلا أنه تضخم بذاته مع مرور الوقت، واصطدم مع طبيعة التحديث والتفكير في المجتمع.

في المقابل طور الخميني نظرية النائيني (ت 1355هـ/ 1936م) في حل الفراغ السياسي الذي سببته النظرية الشيعية بعد الغيبة الكبرى، ولكن هنا تحت مظلة ولاية الفقيه، والذي له النيابة المطلقة عن المعصوم أي المهدي، لتتشكل حكومة إسلامية ثيوقراطية كبديل عن الاتجاهات اللبرالية واليسارية.

لهذا بعض الباحثين يربط الصحوة الإسلامية بهذا العام، فانتصار الثورة الإيرانية أعطت نفسا إسلاميا وحركيا، استخدمته السياسات الخليجية ابتداء كورقة في القضاء التوجهات اليسارية ظاهريا، ورأوا الاكتفاء بالتحديث عند الحد المادي الأدنى دون التوسع في المطالبات الحقوقية والسياسية، فاحتوت التيارات الدينية لكن تحت مظلتها الرسمية.

في هذه الفترة الاتجاهات السياسية في الخليج أمام ثلاثة تحديات: الأول التخلص من الفكر المتشدد الذي نتج عنه جماعة جهيمان العتيبي، والثاني: مواجهة الاتحاد السوفييتي في صيغته الشيوعية والمنظمات اليسارية، والثالث الخوف من تمدد فكرة الثورة الإيرانية، لهذا كان الإخوان المسلمون من المؤهلين لهذه الفترة، لقوة خطابهم وانفتاحهم على الحركات الأخرى من حيث معرفة تشكلاتها ونواياها، ولما يملكونه من قدرة كتابية وخطابية، ولمواجهة تصدير إيران للثورة، والذين مالوا في الابتداء معها، ثم انقلبوا عليها، مما بدأ الانقسام الطائفي في المنطقة.

في هذه الأجواء تمازجت السلفية مع الإخوان فظهرت الصحوة، أو ما يسميها بعضهم بالسرورية أو القطبية، إلا أن العديد من الكتاب الإسلاميين يرفضون ربط الصحوة بهاتين الحادثتين، فيرى هاشم عبدالرزاق الطائي في كتابه التيار الإسلامي في الخليج العربي أن «الصحوة الإسلامية، وحركة إصلاح وتجديد إصلاح وتجديد الفكر الإسلامي الحديث، التي عمت معظم مناطق العالم الإسلامي؛ هي رد فعل للغزو الاستعماري الغربي لبلاد المسلمين»، في حين يرجعها القرضاوي (ت 2022م) في كتابه الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي إلى أنها «امتداد وتجديد لحركات إسلامية، ومدارس فكرية وعملية، انقرض بعضها، ولا يزال بعضها قائما... منهم دعوة محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن علي السنوسي، ومحمد بن أحمد المهدي، وجمال الدين الأفغاني، وعبدالرحمن الكواكبي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وسعيد النورسي، وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودي، وعبدالحميد بن باديس، ومصطفى السباعي، وسيد قطب».

عموما استخدم الخطاب الديني في هذه المرحلة ضد الاتجاهات الأخرى خصوصا اليسارية والتي كانت في المواجهة، وأكثر تنظيما داخليا وثقافيا، وتمددت إلى الأقليات المذهبية الأخرى كالإباضية والزيدية، وحتى غير الدينية؛ فهناك صحوة مسيحية أرثذوكسية مثلا في مصر أيام البابا شنودة الثالث (ت 2012م).

فحالة الصحوة لم تعد خصوصا من منتصف الثمانينيات وحتى بداية الألفية الثالثة حالة سنية سلفية أو شيعية خالصة خصوصا في جوها الأخباري، بل أصبحت حالة إسلامية بشكل كبير، في محاولة لأسلمة الدولة والمعرفة، وتمازجت مع أفكار المذهبين الإباضي والزيدي، حيث تشكلهما التأريخي كان سياسيا بشكل كبير، فيرى عبدالحليم محمود (ت 1978م): «أما رأيهم في الإمامة -أي الخوارج- فإنه هو الرأي الذي يؤيد الاتجاه الحديث» أي مع جماعات الإخوان المسلمين، ويتمثل هذا «أن الخليفة لا يكون إلا بانتخاب حر صحيح يقوم به عامة المسلمين لا فريق منهم»، «فليست الخلافة في قريش كما يقول غيرهم، وليست لعربي دون أعجمي، والجميع فيها سواء»، كما أن الفكر الزيدي قائم على فكرة الثورة منذ مقتل الإمام زيد بن علي (ت 122هـ) والذي خرج على الأمويين، وهذا خلاف الاتجاهات السنية والشيعية الأخبارية، فالأولى مالت إلى طاعة الحاكم وعدم جواز الخروج عليه متمثلة في أهل الحديث، والذين أثروا في الاتجاهات الكلامية السنية الأخرى كالأشاعرة، والثانية مالوا إلى الانزواء بعد الغيبة الكبرى كما أسلفنا.

ثم بعد الانفتاح على نظريات الدولة والحكامة في الغرب، وسقوط الخلافة الجامعة للكل، ولو تحت مظلة أن يكون الحاكم متغلبا، ولو كان غير عادل أو ملتزم دينيا، لكنه رمز جامع للكل، وما لازم سقوط الخلافة من تكون الدولة القطرية أو الوطنية، ثم تعدد التجارب السياسية، جميع هذا أحدث شيئا من الانسداد التأريخي والتراثي، ليولد من رحم الواقع توجهات إسلامية حركية، اصطدمت في منظومتها السياسية مع الدولة القطرية.

هذه التجربة بحاجة إلى قراءة تفكيكية ونقدية من جديد، وليست بحاجة إلى عنف يتولد عنه عنف أشد كما حدث في عهد جمال عبدالناصر (ت 1970م)، وقد رأينا العديد من القراءات الناقدة في ذلك في العقدين الأخيرين، ولكن نحن اليوم بحاجة إلى منظومة سياسية وآمنة تعطي مساحة واسعة من الحريات والدعم المادي في التفاعل البحثي والنقدي، بعيدا عن الغايات المصالحية، كانت دينية أو مذهبية أو سياسية.

بدر العبري كاتب مهتم بقضايا التقارب والتفاهم ومؤلف كتاب «فقه التطرف»

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خبراء يناقشون الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري بمعرض الكتاب

معرض القاهرة الدولي للكتاب.. استضافت القاعة الدولية ضمن محور "برنامج ضيف الشرف" ندوة بعنوان "الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري"، والتي تحدث فيها كلٌّ من الدكتور أسامة طلعت، والدكتور محمد الشعيلي، والدكتور نبهان الحراصي، وأدار الندوة الدكتور شريف شاهين.  

وتناول اللقاء المحور الأول، وهو دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث – تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات العامة والأهلية والمراكز الثقافية، وتحدث فيه الدكتور نبهان الحراصي، عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، ورئيس الاتحاد العماني للمكتبات والمعلومات.  

أما المحور الثاني، فقد تناول موضوع دار الكتب المصرية ودورها في حفظ التراث الإنساني، وتحدث فيه الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية.  

أما المحور الثالث، فتناول موضوع جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني، وتحدث فيه الدكتور محمد الشعيلي، عضو اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم بعمان، والذي شغل سابقًا منصب الأمين العام للاتحاد العماني لكرة الطائرة.  

بدأت الندوة بتقديم الدكتور شريف شاهين، حيث عرّف بالندوة والمشاركين فيها، متناولًا العلاقات التاريخية بين مصر وعمان، التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد بمبادرة تاريخية، حينما أمر بالتبرع بربع راتب العمانيين لدعم مصر خلال الحرب. وكان السلطان قابوس هو الحاكم الوحيد الذي لم يقطع علاقته بمصر إطلاقًا.  

كما شهدت العلاقات المصرية العمانية العديد من المحطات التاريخية، ويأتي على رأسها وقوف سلطنة عمان مع مصر خلال فترة اتفاقية السلام، واستمرار العلاقات خلال فترة النهضة العمانية، وصولًا إلى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة السلطان هيثم بن طارق.  

دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث

بدأ الدكتور نبهان الحراصي حديثه بتقديم الشكر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب على استضافة هذه الندوة، متناولًا تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات، وذلك من خلال ورقة بحثية بعنوان "دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث – تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات العامة والأهلية والمراكز الثقافية".  

وأكد الحراصي أهمية المكتبات الحكومية ودورها في تنمية المجتمع وإتاحة المعرفة، مشيرًا إلى أن المكتبات الأهلية تأتي ضمن النهج الذي تتبعه سلطنة عمان في إدارة العديد من المؤسسات، وأن الأمر لا يقتصر على المكتبات فقط، بل يشمل أيضًا المدارس النظامية.  

وأشار إلى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والأهلي، واصفًا إياه بالشريك الاستراتيجي في تنمية المجتمع داخل السلطنة.  

ولفت إلى أن هناك مكتبات كبيرة تتجاوز مساحتها خمسة آلاف متر مربع، أُنشئت بتمويل مجتمعي ويديرها أفراد المجتمع، ومنها مكتبة تجاوزت تكلفتها أكثر من مليون دولار، وجميعها تمت بجهود أهلية. وهذه التجربة تمتد لعقود، حيث يؤمن المجتمع بدوره في الحراك الاجتماعي والثقافي، وتُشرف عليها المؤسسات الرسمية لضمان استدامتها.  

وأوضح أن الجهات الحكومية، مثل وزارة الثقافة، تنظم مهرجانات وملتقيات لدعم المكتبات، بالإضافة إلى منح بعض المكتبات قطع أراضٍ لتوسعة منشآتها وتمكينها من توسيع أنشطتها. كما يتم إصدار التشريعات التي تنظم عمل هذه المكتبات بقوانين تسهم في استدامتها، وتقديم مختلف أشكال الدعم، خاصة للمكتبات في المناطق السياحية والقرى البعيدة.  

استدامة عمل المكتبات

أوضح الحراصي أنه لضمان استدامة عمل المكتبات، يتم تقديم منح مالية لها، حيث يُستقطع جزء من أجور العاملين بالدولة لدعمها. كما تحظى هذه المكتبات بتبرعات خاصة من الأهالي، تشمل مخطوطات وكتبًا نادرة.  

وأشار إلى أن بعض المكتبات تحولت إلى مراكز معلومات، حيث تحتوي على معامل خاصة بالذكاء الاصطناعي، وتقدم خدمات متقدمة للباحثين والمستفيدين.

وأكد أن قطاع المكتبات والمعلومات في سلطنة عمان يحظى باهتمام كبير، حيث يجري حاليًا إنشاء المكتبة الوطنية العمانية، التي ستلعب دورًا رئيسيًا في حفظ التراث العربي والإسلامي، إضافة إلى عمليات رقمنة التراث العماني، لإنتاج نسخة رقمية تمثل ذاكرة الوطن، وتضم الإنتاج الفكري العماني بكامله.  

دور دار الكتب والوثائق القومية في حفظ التراث

بدأ الدكتور أسامة طلعت حديثه بتقديم الشكر للحضور، معبرًا عن سعادته وحبه لسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية العمانية عريقة وتعود إلى قدم التاريخ، حيث توثق بعض الرسومات الجدارية على المعابد الأثرية العلاقات بين مصر وجيرانها، ومنهم سلطنة عمان.  

وتحدث عن دور دار الكتب والوثائق القومية، موضحًا أنها بدأت مع عصر محمد علي، الذي أنشأ الدفترخانة في القرن التاسع عشر، عام 1805، لحفظ الأرشيف الوطني.  

وفي عصر الخديوي إسماعيل، تم إنشاء دار الكتب خانة، وهو الاسم الذي لا يزال مسجلًا حتى الآن في الوثائق المصرية. ومع العصر الحديث، تم دمج دار الكتب خانة مع الوثائق القومية، لتصبح دار الكتب والوثائق القومية، المسؤولة عن حفظ ذاكرة الوطن والدول العربية.  

وأشار إلى التفجير الإرهابي الذي استهدف دار الكتب والوثائق في باب الخلق، موضحًا أن الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة وعضو مجلس الأمناء، تبرع لإعادة ترميمها وإعادة الروح إليها.  

كما تطرق إلى المقتنيات النادرة التي تحتفظ بها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ومنها وثائق ومخطوطات نادرة، وحجج وأوقاف للأمراء والسلاطين، مثل حجة أوقاف وأملاك الملك قلاوون، والملك قيتباي، ومجالس السلطان الغوري، إضافة إلى أقدم نسخ المصاحف النادرة، التي لا يوجد لها مثيل، ومنها ما كُتب بماء الذهب.  

جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني

استعرض الدكتور محمد بن حمد الشعيلي مداخلته بعنوان "جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني"، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث قدم نموذجًا حول جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الإنساني، وضرورة حمايته من التلف والضياع.  

وأشار إلى أن سلطنة عمان تزخر بتراث عريق، يمتد عبر التاريخ، ويشمل مكونات حضارية وثقافية متنوعة.  

وأوضح أن السلطنة اتخذت إجراءات عديدة للحفاظ على التراث، منها إنشاء المتاحف القومية والأهلية، ومجمع عمان الثقافي، وهو أحدث وأضخم المشروعات الثقافية في السلطنة، حيث وُضع حجر أساسه العام الماضي، بميزانية تتجاوز مليارات الدولارات.  

كما أشار إلى التشريعات التي صدرت لحماية التراث، مثل قانون حماية التراث القومي لعام 1980، وقانون التراث الثقافي لعام 1996، الذي نصّ على أن الدولة تحمي التراث الوطني وتحافظ عليه، إضافة إلى قانون التراث الثقافي لعام 2019، الذي احتوى على 82 مادة، تناولت جميع الجوانب المتعلقة بحفظ وصيانة التراث المادي وغير المادي.

مقالات مشابهة

  • السبت .. أجواء باردة نسبياً 
  • 1400 مستفيد من الخدمات الاستباقية لـ«إسلامية دبي»
  • 1400 مستفيد من الخدمات الاستباقية لـ«إسلامية دبي»
  • هزاع بن زايد: "الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" يوثق الإرث الفكري للقيادة
  • العقيدة الإسلامية من الدلالة الغيبية النظرية المؤسّسة إلى البعد العملي
  • خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري
  • لتوثيق 12 عامًا من العمل الشبابي والسياسي.. كيان شباب مصر يُصدر "الحكاية"
  • الأمن الفكري والتصدي للشائعات.. ندوه بمركز النيل للإعلام بالوادي الجديد
  • خبراء يناقشون الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري بمعرض الكتاب
  • الدوبرداني: جهات خارجية تتحكم بنينوى وتهيمن على قرارها الإداري والسياسي