تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع يورج سورنسن Georg Sorensen أستاذ العلوم السياسية ونظم الحكم في جامعة آرهوس Aarhus University الدنماركية، في كتاب "إعادة النظر في النظام الدولي الجديد "Rethinking the New World Order، الذي نقله إلى العربية أسامة الغزولي، بقوله: نريد أن نعرف ما الأجندة الأمنية التى أسفرت عنها الحرب الباردة، وما النتائج التى ترتبت عليها، بالنسبة إلى الأمن الدولى.

على مدى أربع عشريات بقيت الحرب الباردة هى ما يحدد بنية الأمن الدولى. كانت المواجهة قائمة بين قوتين عظميين، مسلحتين بالسلاح النووى. تسليحا كثيفا، ساندت القوتين شبكات من التحالفات، وكانت القوتان مصممتين على أن تمضيا بالمواجهة إلى كل بقاع العالم. 

ومصدر اهتمام الأجندة الأمنية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة بالأمن الإنسانى هو انتشار الصراعات داخل الدول وتزايد التأكيد على حقوق الإنسان والديمقراطية. ووفقًا لهذه الرؤية تبقى المشكلة الأمنية الأشد خطرًا، من حيث الخسائر البشرية وإراقة الدماء، هى الصراعات داخل الدول الهشة. وتنشأ عن التركيز على الأمن الإنسانى مشكلة أمنية ثانية: وهى توسعة الأجندة الأمنية لتشمل عددًا متنوعًا من التهديدات للأفراد، بينها مسائل الأمن المادى كالإرهاب والتحديات البيئية والاقتصادية والأمراض الُمعدية وتهرب المخدرات والسلاح وجملة مخاطر أخرى. ويتصل الأمن الإنسانى، إذن، بالاهتمام بمواطنى كل البلدان، وبينها البلدان الجيدة التنظيم فى الشمال التى تعتبر، فى الأحوال العادية، محلا آمنا لمواطنيها. 

وقد تزايدت أهمية الأمن الجمعى أيضا. إبان الحرب الباردة كانت أى مبادرة تتصل بالأمن الجمعى يجرى تعطيلها من قَبِل قوة من القوتين العظميين. انتهى هذا المأزق بنهاية الحرب الباردة. وكنات نقطة التحول الأوضح هى رد فعل المجتمع الدولى إزاء الغزو العراقى للكويت فى الثانى من أغسطس من العام 1990.   

لكن الأمر لا يسير على المنوال القديم. حدث تحول رئيس باتجاه ما يدعوه إيان كلارك Ian Clark " إضفاء الطابع الجمعى على الأمن" فالدول كلها، وبينها القوى الكبرى، تسعى إلى تبرير أفعالها ليتاح لها ادعاء المشروعية.ويكون هذا هو الحال أيضا عندما ينتهكون الأعراف الدولية، كما وقع من الولايات المتحدة فى العراق فى العام 2003. ويرتبط هذا الانتقال إلى الجمعية وإلى طلب المشروعية باهتمام بالأمن الإنسانى يفوق، بكثير، ما كان عليه الحال إبان الحرب الباردة. وفى الوقت ذاته لم تختف أجندة الأمن التقليدية، وهى تتصل بنظام أمنى مستقر يقوم بين الدول فى مختلف المناطق، فى مواجهه التحولات فى توازانات القوة وظهور الصراعات وسوف يكون التركيز على منقطة آسيا والمحيط الهادى، وعلى الجوار القريب لروسيا، وعلى الشرق الأوسط.   

وبإيجاز هناك ثلاثة بنود رئيسة على الأجندة الأمينة الجديدة، وتتصل هذه البنود الثلاثة بالصراعات العنيفة فى الدول الهشة، وبالأجندة الأمنية التقليدية للنظام بين الدول، وبالأفق الأوسع للأمن الإنسانى. 

وكانت " أجندة للسلام " Agenda for Peace التى طرحها الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالى فى العام 1992 هى التى فتحت باب مرحلة جديدة من الانخراط الدولى للسلام. فى زمن الحرب الباردة كان التركيز ينصب على حفظ السلام، وعلى التوصل إلى إنهاء العدوات ورصد وقف إطلاق النار فى الصراعات بين الدول فدعت إلى بناء السلام وطرحت مجموعة إجراءات أوسع تستهدف تحقيق سلام أكثر رسوخا واستدامة. وشملت الإجراءات إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية استهدفت الأسباب الجذرية للعنف. وهكذا ينتقل التركيز من الصراعات الحادة إلى الإطار المجتمعى الأوسع. أفضى ذلك إلى مشروعات لبناء الدول وللتحول الديمقراطى وللحوكمة الرشيدة والتنمية الاقتصادية. 

وقد انتقل الأمن الإنسانى إلى مكانة أعلى كثيرًا على الأجندة الدولية منذ نهاية الحرب الباردة، وأدى ذلك إلى اهتمام بتعاسات البشر فى الدول الهشة. ويتصل العنف فى الدول الهشة اتصالا مباشرًا بحالة الأمن فى الديمقراطيات الليبرالية المتقدمة فى أوروبا الغربية والولايات المتحدة عن طريقين.يتعلق الأول بأعمال الإرهاب، مثل تلك التى وقعت فى باريس 2015. ويمثل تدفق اللاجئين المتجهين شمالا الطريق الثانى الرابط بين الاضطرابات فى الدول الهشة والأمن فى البلدان الغربية المتقدمة. ملايين اللاجئين يطلبون المأوى فى ألمانيا وفى غيرها من بلدان الاتحاد الأوروبى.

تتصل أجندة الأمن الإنسانى بأخطار متباينة تهدد الناس فى كل مكان. وهذه الأجندة الأمنية الأوسع لم تتحقق لها السيطرة بعد، وبهذا المعنى، لا تزال الدول تركز على الشواغل الأمنية التقليدية. لكن الأمن الإنسانى يبقى مهما، أيا كانت الظروف، لأن الدول، غنيها وفقيرها على السواء، يحكم عليها الآن – وتتأثر مشروعيتها الداخلية والدولية – بمدى قدرتها واستعدادها للعناية بالسلامة العامة لسكانها.   وللحديث بقية. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إعادة النظر في النظام الدولي الجديد الحرب الباردة شواطئ الحرب الباردة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أممي: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يناقشان الأسبوع المقبل إعادة دعم سوريا

نيويورك-سانا

أعلن عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عزم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مناقشة إعادة دعم سوريا خلال اجتماع الأسبوع المقبل.

وقال الدردري في تصريح لوكالة رويترز: إن اجتماعاً بشأن سوريا تشارك به المملكة العربية السعودية والبنك الدولي سيعقد على هامش الاجتماعات السنوية للهيئات المالية الدولية في واشنطن الأسبوع المقبل، وسيناقش فيه المسؤولون خطوات رئيسية لإعادة تقديم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الدعم لسوريا رغم العقوبات التي لا تزال تشكل عقبة رئيسة أمام إعادة إعمار البلاد.

وتطرق الدردري إلى الأنباء حول عزم السعودية سداد حوالي 15 مليون دولار من متأخرات سوريا للبنك الدولي، مؤكداً أن سداد هذه الديون سيسمح للبنك الدولي بدعم سوريا من خلال المؤسسة الدولية للتنمية التابعة له، والتي تقدم أموالاً للدول منخفضة الدخل.

ولفت الدردي إلى حصول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إعفاء من العقوبات من وزارة الخزانة الأميركية لجمع ما يصل إلى 50 مليون دولار لإصلاح محطة دير علي لتوليد الكهرباء جنوب دمشق.

صندوق النقد الدولي 2025-04-19Zeinaسابق سوريا تنال عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لرياضات الكيك بوكسينغ انظر ايضاً مديرة صندوق النقد الدولي: جاهزون لدعم سوريا وبدأنا التواصل مع المسؤولين فيها

الرياض-سانا قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا: “إننا جاهزون لدعم سوريا، وأن التواصل …

آخر الأخبار 2025-04-19مسؤول أممي: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يناقشان الأسبوع المقبل إعادة دعم سوريا 2025-04-19سوريا تنال عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لرياضات الكيك بوكسينغ 2025-04-18مدير المدينة الصناعية في حسياء: تخفيض سعر الكهرباء للصناعيين ينعكس إيجاباً على العملية الإنتاجية 2025-04-18مدير مديرية أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ: أثناء حملة أمنية لإدارة الأمن العام في حي القدم، لوحظ وجود مجموعات تقوم بأعمال تخريب واعتداء على ممتلكات الأهالي، وعلى الفور تم التعامل معهم عبر محاولة توقيفهم، لتبادر هذه المجموعات باستهداف مجموعات الأمن العام وتقع عدة إصابات بصفوفنا 2025-04-18حمص تحيي ذكرى الاعتصام الأول في ساحة الساعة “ساحة الحرية” قبل أربعة عشر عاماً 2025-04-18وزير الصحة يتفقد العمل في عدد من مشافي محافظة دير الزور 2025-04-18الرئيس الشرع يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس 2025-04-18ضمن حملة “حمص بلدنا”… تنظيف وإنارة مستوصف بابا عمرو الصحي 2025-04-18عودة أكثر من 11 ألف سوري عبر معبر كسب قادمين من تركيا 2025-04-18الوزير الشعار: زيارة بولاط ستكون بداية لتعاون وشراكة اقتصادية ‏قوية بين سوريا وتركيا ‏

صور من سورية منوعات صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17 أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من توسع عمليات الاحتيال الآسيوية عبر الإنترنت عالميًا بفعل تشديد الإجراءات الأمنية
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية ينعي البابا فرنسيس:: كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير
  • يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان
  • حين تحولت الأجهزة الأمنية لمطاردة أصحاب الرأي بمصر.. ضياع الأمن وعودة قانون البلطجة
  • وسط أجواء مشحونة تجاريًا.. واشنطن تستقبل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي
  • سيناريوهات ومخاطر تشكيل النظام العالمي الجديد
  • إعادة تدوير أمراء الإرهاب.. ومخاطر السياسات قصيرة المدى
  • خلل بنيوي تاريخي، بتاع فنلتك
  • السلطات السورية تعتقل قائدا في المخابرات الجوية بنظام بشار الأسد
  • مسؤول أممي: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يناقشان الأسبوع المقبل إعادة دعم سوريا