الفاشر– بعد أن نزحت آمنة يوسف تيراب، وهي سيدة أربعينية من الفاشر، المدينة التي تشهد قتالا عنيفا، تقول: "بعد أن شهدت المدينة إطلاقا كثيفا للنيران من أسلحة ثقيلة، تخوفنا وخرجنا من منزلنا، وتوجهنا إلى حي بديل". وتصف آمنة رحلة الفرار من الفاشر قائلة: "تمكنا من مغادرة الفاشر ونحن مجموعة تضم 21 شخصا، ولدينا عائلات مفقودة لا نعرف مصيرها حتى الآن، هل هم في عداد الموتى أم أحياء!".

آمنة واحدة من نازحات وصلن إلى مدينة الضعين، هربا من القتال في الفاشر، التقت معهن الجزيرة نت في التخوم الشمالية الشرقية للمدينة، حيث يوجد النازحون تحت أشجارها في ظل غياب تام للمنظمات الإغاثية الأجنبية.

الأمم المتحدة: سكان 10 ولايات سودانية بينها ولايات دارفور يواجهون المجاعة (الجزيرة) أين بقية أسرتي؟

تقول آمنة للجزيرة نت: "حتى الآن لا أعرف مصير والدتي ولا أدري أين هي، مع أخي وأختي، فكلنا تشتتنا، ووصلتنا بعض الأخبار والمعلومات بوجودهم في معسكر أبو شوك للنازحين شمال الفاشر، لكنه مكان وقعت فيه عمليات حربية أخرى حسب ما علمنا، وليس لدينا وسيلة للتأكد بسبب قطع خدمات الاتصالات هناك ولا أدري أين بقية أسرتي".

وتابعت: "خرجت أنا وزوجي وأبنائي من الفاشر بعد القتال، وكان معنا أسر أخرى، لكننا فقدناهم ولا نعلم أي شيء عنهم حتى الآن". ووصفت وضع النزوح بالنسبة لهم بـ"الصعب جدا" في غياب مأوى يقلّهم من الحرّ أو الأمطار، مؤكدة: "ليس لدينا ما نأكله أو نشربه ونحن بحاجة لخيمة تحمينا من الأمطار والحرّ".

الحال لم يختلف كثيرا مع الأربعينية مقبولة مدني أحمد، التي هربت أيضا من الفاشر بسبب جحيم الاقتتال فيها، حيث بدأت حديثها بأنها بحاجة ماسة إلى الطعام والشراب لها ولأطفالها، الذين يفتقرون لأي مقومات للحياة.

وقالت: "خرجت مع أولادي من الفاشر وتركت بقية أسرتي، ولا ندري أي شيء عنهم، ومصيرهم حتى الآن مجهول، بعد انقطاع وسائل التواصل بيننا". ووجهت نداء عاجلا للمنظمات الإنسانية والإغاثية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم وحياة أولادهم.

نازحة مع أطفالها في طريقهم إلى مخيم للنازحين بالقرب من الفاشر، عاصمة شمال دارفور (اليونيسيف) فارون من الحرب

360 كيلومترا هي المسافة التي يقطعها الفارون من نيران الحرب في مدينة الفاشر شمال إقليم دارفور إلى مدينة الضعين في شرق الإقليم، مستخدمين في ذلك وسائل نقل متعددة تسير عبر طرقات تنتشر فيها العصابات وتغيب عنها مظاهر الدولة.

الوضع في الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، لم يكن هو المثالي، لكن على الأقل لا توجد فيها معارك برية منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ومع ذلك فإن الطيران الحكومي كثيرا ما يشن غارات جوية على المدينة، ما يخلع عنها صفة الأمان.

وتدور في الفاشر عمليات عسكرية شرسة بين الجيش السوداني وحلفائه من حركات التمرد الدارفورية سابقا (القوة المشتركة) من جانب وقوات الدعم السريع من جانب آخر، وهو ما أدى لسقوط مئات المدنيين، فضلا عن تدمير بنى تحتية ومستشفيات بالمدينة.

وصنف آخر تحديث صادر عن الأمم المتحدة الخميس الماضي شمال دارفور ضمن 10 ولايات سودانية يواجه فيها 755 ألف شخص مستوى الكارثة أو المجاعة في الأمن الغذائي، وتواجه قوافل الإغاثة صعوبات في الوصول إلى مدينة الفاشر بسبب القتال الضاري حولها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الفاشر حتى الآن

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها

تعهد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان  السبت باقتلاع المليشيات وتحرير كل شبر من الأرض، فيما أعلنت قوات الدعم السريع دخول الحرب مرحلة جديدة، متعهدة بتوجيه ضربات مؤلمة للجيش.

وقال عبد الفتاح البرهان إن الجيش انتقل من الدفاع إلى الهجوم ولن يهدأ له بال حتى يقتلع ما سماها المليشيا ومَن دعَمَها وساندها.

وخلال تدشينه مبادرة لدعم "أسر الشهداء والنازحين واللاجئين والمتضررين من الحرب" أكد البرهان أن "الأمور تسير كما خطط لها وسيتم تحرير كل شبر من أرض الوطن".

وأوضح البرهان أنه واثق من النصر وأن الشعب لن يسمع قريبا بمسيرات تقصف مرافق الخدمات المدنية.

في المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن استهداف قاعدة وادي سيدنا وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيرات ومخازن الأسلحة، هو بمثابة رسالة مفادها أن الحرب دخلت مرحلة جديدة الآن.

وشدد طبيق على أن الأيام القادمة سوف تشهد ضربات موجعة لمواقع استراتيجية لما سماها "مليشيات البرهان والكتائب الإرهابية وأن بورتسودان هي الهدف القادم وفقا لتعبيره".

قصف على الفاشر

وفي وقت سابق، أعلن الجيش السوداني مقتل 4 مدنيين وإصابة 12 آخرين جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.

إعلان

ومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.

ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

في ذات السياق، نددت وزارة الخارجية السودانية بمقتل 11مدنيا جراء استهداف الدعم السريع مركز إيواء نازحين بمدينة عطبرة شمالي البلاد، ووصفت الحادثة بأنها جريمة إرهابية

وقالت الخارجية في بيان "نندد بالجريمة الإرهابية النكراء التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع باستهدافها لمركز إيواء للنازحين بعطبرة، وقتل 11 من النازحين، وكذلك قصفها محطة كهرباء عطبرة التحويلية".

وفي الآونة الأخيرة، تكرر الهجوم بالطائرات المسيرة على محطات الكهرباء بمدن السودان الشمالية "مروي ودنقلا والدبة وعطبرة.

وتتهم السلطات السودانية الدعم السريع بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على محطات الكهرباء والبنية التحتية، دون تعليق من الأخيرة.

متغيرات ميدانية

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
  • ???? عبقرية البرهان العسكرية نسفت مسلّمة (الكترة غلبت الشطارة)
  • وزير الخارجية البريطاني: العنف في دارفور “قد يرقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية”
  • السودان .. قطع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل و البحر الأحمر
  • كارثة إنسانية في الفاشر.. مليون نازح سوداني ونداءات للتدخل العاجل
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • 7 أسئلة تشرح الوضع الحالي في مدينة الفاشر السودانية
  • الأمم المتحدة: نزوح جماعي من مخيم زمزم ويجب حماية المدنيين
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • نزوح جماعي في الفاشر.. والبرهان يتلقى رسالة من غوتيريش (شاهد)