مرتدياً جلبابه الأبيض وممتطياً حصاناً أبيض، حاملاً المصحف الشريف بين يديه، وكأنه عريس فى ليلة زفافه، يتجول فى شوارع قرية عواجة التابعة لمحافظة أسيوط وخلفه عشرات الأطفال والرجال والنساء، يزفّونه بالطبل البلدى والمزمار تكريماً له.. يطرق الأبواب باباً وراء باب، يسلم على السيدات اللاتى كن عوناً له خلال رحلة حفظ القرآن الكريم التى استمرت عامين ونصف العام، فتنطلق الزغاريد من خلف الأبواب، ويتم توزيع الشربات والمثلجات فى كل أزقة القرية، احتفاءً بالشاب عمر سلامة، الذى أقلع عن التدخين واستطاع التغلب على المخدرات بحفظ القرآن.

في لحظة غيّر الله حياة «عمر»

صوت الشاب عمر سلامة العذب يصدح فى السماء حين يقرأ القرآن، وكأنه لم يكن ذلك الشاب الذى أدمن المخدرات والسجائر عدة سنوات، ثم ابتلاه الله بخسارة فادحة فى أرضه الزراعية فحوّل المحنة إلى منحة، حسب حديثه لـ«الوطن»: «ماكنتش مصدق نفسى، كنت بارتكب كل المعاصى، أدمنت مختلف أنواع المخدرات والسجائر ولم أستمع إلى نصائح أهلى ولا زوجتى، ذهبت إلى طريق الضياع وظننت أنه لا رجعة منه، لكن فى لحظة غيّر الله حياتى من حال إلى حال، لما خسرت كل فلوسى فى الزراعة وبقيت مديون، وقتها بصيت للسماء وكلمت ربنا، وقلت أنا عاوز أقرّب منك، ساعدنى يا رب».

خسارة كانت سببا في إقلاع «عمر» عن التدخين

الخسارة التى تعرّض لها الشاب العشرينى، كانت بداية الطريق الصحيح، إذ بدأ بأداء الصلوات والاستغفار والصلاة على النبى محمد، حتى فكّر فى حفظ القرآن فساعده مشايخ القرية: «ربنا هدانى للصلاة وكنت مع كل سجدة أقول يا رب نفسى أحفظ القرآن وأبطل مخدرات وسجاير، لحد ما قابلت الشيخ سعودى مدنى ابن قريتى، وقلت له عاوز أحفظ قرآن، فساعدنى وخُد بإيدى، ورغم إنى ضعيف فى القراءة والكتابة، لكن هو سبب إنى أحفظ، وبعد عام واحد أتممت حفظ نصف القرآن وحصلت على المركز الأول واتكرمت من أهل البلد، فده ساعدنى على إتمام الحفظ فى عامين ونصف، وحصلت على المركز الأول فى مسابقة إحدى الجمعيات».

زفة بالطبل البلدى والحصان أقامها أهالى القرية لـ«عمر» تكريماً وتشجيعاً له بعدما أتم حفظ القرآن الكريم وتعافى من التدخين والإدمان: «الناس كانت فرحانة بيّا، إزاى شاب مدمن مخدرات وسجاير حاله اتغير وبقى حافظ القرآن، أنا ربنا أحيانى بعد ما كنت ميت، وحياتى اتغيرت، وربنا فتحها عليّا من وسع، وباقول للشباب أرجوكم طريق المخدرات والسجاير ده طريق الضياع، كلموا ربنا والجأوا له فى الأوقات الصعبة مش هيخذلكم، هيقف معاكم ويهديكم للطريق الصح».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان التدخين الإقلاع عن التدخين الشاب عمر حفظ القرآن القرآن الكريم حفظ القرآن

إقرأ أيضاً:

حكم قراءة سورة الفاتحة في بداية مجالس الصلح ومجالس الفتوى

سورة الفاتحة.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءة سورة الفاتحة في بداية مجالس الصلح، أو مجالس العلم والفتوى أو غير ذلك من الأمور المهمة أمرٌ جائز شرعًا، ويُعدُّ من جملة فضائل الأمور وأحسنها؛ وعلى ذلك جرى عمل سلف الأمة وخلفها من غير نكير؛ فكانوا يقرؤونها لقضاء الحاجات وحصول المهمات.

قراءة سورة الفاتحة


وقراءة الفاتحة في بداية مجالس الصلح، أو مجالس العلم والفتوى، هو أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الشرعية المتكاثرة التي تدلُّ على خصوصية الفاتحة في إنجاح المقاصد وتيسير الأمور، وقضاء الحوائج وإجابة الدعاء.

ودلت الأدلة الشرعية على أنَّ فيها من الخصوصية ما ليس في غيرها؛ فمن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلمٌ وغيره، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَـرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

أقوال العلماء في عدد آيات سورة الفاتحة بالدلائل 
قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقهاء اختلفوا في عدد آيات سورة الفاتحة، هل هي سبع أو ست، أي إذا كانت ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية منها أو لا، ووقع الخلاف في احتسابها آية من كل سورة على أقوال أشهرها أربعة، هي:

الأول: أن البسملة آية كاملة في أول سورة الفاتحة وأول كل سورة من سور القرآن الكريم عدا براءة وهذا مذهب فقهاء مكة والكوفة وقرائهما، وإليه ذهب عبد الله بن المبارك والإمام الشافعي، وقد جزم بأنها آية في أول سورة الفاتحة، وأما في غيرها فقد روي عنه ثلاثة أقوال:

سورة الفاتحة
الأول: أنها بعض آية.
الثاني: أنها ليست من القرآن الكريم.
الثالث: أنها آية كاملة، وهذا هو صحيح مذهبه.

الثاني: أنها آية منفردة وضعت في أول كل سورة من القرآن -الفاتحة وغيرها- عدا براءة ولا تعد ضمن آيات كل سورة، وهذا مروي عن داود الظاهري وأحمد بن حنبل، وذهب إليه بعض فقهاء المذهب الحنفي منهم أبو بكر الرازي.

الثالث: أنها آية من الفاتحة وليست قرآنًا في غيرها من السور، وهذا مذهب سفيان الثوري وإسحاق والزهري وأبي عبيد وبعض فقهاء مكة والكوفة وأكثر أهل العراق ورواية عن أحمد وأحد الأقوال المنسوبة للشافعي.

الرابع: أنها ليست قرآنًا في فواتح السور وإنما وُضعت للفصل بين السور وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والأوزاعي ورواية عن أحمد.

وأكدت الإفتاء أن الظاهر من الآراء الثلاثة الأُوَل اتفاقها على أن البسملة آية من القرآن، وأن الرأي الثالث اعتبرها آية من سورة الفاتحة دون غيرها، وهذا الرأي هو المتفق مع إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على وضعها في المصحف العثماني على هذا الوجه.
 

مقالات مشابهة

  • حكم قراءة سورة الفاتحة في بداية مجالس الصلح ومجالس الفتوى
  • ختم القرآن الكريم في رمضان وبيان عدد الختمات في الشهر والعام
  • خالد الجندي يرد على منكري المعراج (فيديو)
  • دعاء ليلة الجمعة الثانية من شعبان .. ردده يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة
  • رائد العمري: أسرار من القرآن تجعلك تحصل على الأرزاق بسرعة.. فيديو
  • ياريت دفنتي لا تعلن.. منشور مفاجئ لـ شقيق ياسمين عبد العزيز
  • حكم قراءة القرآن بدون وضوء «الإفتاء توضح»
  • سبب نزول سورة الإخلاص وفضلها.. وهل قراءتها تعادل ثلث القرآن؟
  • بعد طلاقها.. أبرز تصريحات شيماء سيف عن طليقها وقصة تعارفهما
  • قراءة سورة البقرة يوميا.. أمور عجيبة تحدث فى منزلك