بوابة الوفد:
2024-07-03@18:28:33 GMT

المسجد والمتحف

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

على مر العصور والأزمنة يحاول الإنسان أن يفهم الكون والحياة من حوله لهذا اتجه إلى الرمز فى تصوير مظاهر الطبيعة على هيئة آلهة تتصارع لتحيا ما بين آلهة الحرب والحب والخصب والموت والشر والخير والجمال ومن هنا نشأت الأساطير الإغريقيّة والرومانية لتزدهر فنون مثل المسرح والموسيقى والرقص فى الغرب، حتى عندما دخلت المسيحية إلى أوروبا اهتم القساوسة والكهنة بأن تكون هناك مسرحيات دينية تعليمية فى قالب درامى رمزى وأن تنشد التراتيل الكنسية فى إطار موسيقى بأصوات ومجاميع ومنشدين كل هذا تحت عباءة التعاليم الدينية والشعائر والطقوس، وفى الشرق وعند العرب لم يكن للموسيقى أو المسرح أو الأساطير مكان إنما كان الشعر والبلاغة واللغة والخيال والفضاء الرحيب للكلم والحرف فجاءت معجزة القرآن وبعده بدأ البعض من أهل الذكر والشيوخ والأئمة فى تحريم العديد من الفنون مثل الموسيقى والرسم والغناء والتمثيل والأساطير ومع هذا ظلت فى بلادنا المصرية السير الشعبية المصحوبة بالموسيقى والغناء والموال، لكن ظلت دور العبادة والمساجد فى التعاليم والشعائر الإسلامية مقدسة ولها حرمة فلا تقدم بها مسرحيات ولا تراتيل ولا غناء ولا موسيقى ولا صور ولا تماثيل كما فى الكنائس القبطية الشرقية أو الغربية والتى يوجد بها كل أنواع الفنون الدينية فى مخبرها وجوهرها.

. واليوم نجد تحولًا فى العديد من المفاهيم والقيم والطقوس، فقد ظهرت حديثًا فكرة عقد القران وكتابة الكتاب فى المساجد مع إمكانية وجود صالة أو ما يسمى دار للمناسبات يسمح فيها بتواجد أهل العروسين وتقديم مشروبات مأكولات كل هذا فى إطار طقس دينى يحترم حرمة المكان بداية من دار الإفتاء إلى الأزهر إلى المساجد الكبرى لآل البيت.. المريب والعجيب هو أن تتحول هذه الدور والصالات الملحقة بالمساجد إلى صالات للأفراح يرقص فيها من يريد وترتفع فيها أصوات الغناء الغث والرديء وإيقاعات المهرجانات والتغيب العقلى والوجدانى بدعوى أنها منفصلة عن المسجد وفى الواقع هى جزء أصيل من هذا المكان الذى تقام به الشعائر وتؤدى الصلوات ويرفع الآذان احترامًا وإجلالًا ندخله فى طهارة ونظافة بعد الوضوء بلا دنس أو رجس متوجهين إلى القبلة مسلمين وجوهنا وأرواحنا إلى المولى العزيز القدير....

وهل يعقل أن تتحول الأماكن الأثرية التى لها مكانة وقيمة تاريخية وثقافية إلى صالات تؤجر للأفراح والمناسبات من طهور إلى خطبة إلى اعياد ميلاد إلى قاعات عشاء وغناء وحفلات سمر وطرب وقد وصل الحال فى القلعة ومسجد محمد عليو قصر عابدين والمتحف الكبير أو متحف الحضارة الذى عقدت به حفلات غناء وزواج ومؤتمرات وندوات وهو لم يفتتح بعد، وكل ما تم به ليس له أى علاقة من قريب أو بعيد بالآثار والثقافة والهوية والتاريخ وكأنما هو قاعة فى فندق يتم تأجيرها لمن يدفع ولا يهم المحتوى ولا المضمون..

علينا أن نعيد تقييم هذه السخافات التى تسيئ إلى حاضرنا ومجتمعنا وديننا، فلا يجوز ولا يصح خلط الأوراق والمفاهيم وتبرير الخطأ وإيجاد سبل للاستمرار، فلا يصح ان يكون المسجد مستباحًا وان تقام به الأفراح والليالى الملاح من رقص وغناء ولا يمكن أن نؤجر تاريخنا وتراثنا للشاورما والكفتة والكباب ولا أن نستخف ونهين احترام العالم للآثار المصرية القديمة ونفتح أبواب المتاحف لحفلات المليونيرات ورجال الأعمال الذين يرغبون فى ممارسة طقوسهم الحياتية فى حضرة وجلال آثارنا العظيمة بلا مهابة وتقدير... هل يقيمون حفلات تعميد أو إكليل أو عرس فى متحف اللوفر وقصر فرساى أو كنيسة روما؟! توقير الاماكن المقدسة واحترام التاريخ والآثار هو الحفاظ على الهوية والدين والكرامة...

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى الغرب

إقرأ أيضاً:

مقتل 116 شخص على الأقل في تدافع خلال مناسبة دينية في الهند

يوليو 2, 2024آخر تحديث: يوليو 2, 2024

المستقلة/- قالت السلطات إن 116 شخص على الأقل، كثيرون منهم نساء و أطفال، قتلوا في تدافع عند تجمع ديني هندوسي في شمال الهند اليوم الثلاثاء، في واحدة من أسوأ المآسي التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

و وقع التدافع في قرية بمنطقة هاثراس على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة نيودلهي حيث قالت السلطات إن الآلاف تجمعوا وسط درجات حرارة شديدة الحرارة بعد الظهر.

و قال أشيش كومار، مدير منطقة هاثراس في ولاية أوتار براديش، الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند، للصحفيين: “وقع الحادث بسبب الاكتظاظ في الوقت الذي كان فيه الناس يحاولون مغادرة المكان”.

و قال شيترا في، و هو مسؤول كبير آخر في الدولة، لقناة إنديا توداي إن التدافع ربما حصل أثناء سعي الناس للحصول على الماء في وسط درجات الحرارة العالية.

و أضافت: “كان هناك طين مبلل في أحد الأماكن حيث ربما انزلق الناس. و بسبب الحرارة أيضًا، ربما شق الناس طريقهم إلى المكان الذي تم الاحتفاظ بالمياه فيه، و قد يكون ذلك هو سبب الحادث أيضًا”.

و أظهرت مقاطع فيديو جثث مكدسة في الجزء الخلفي من الشاحنات.

و تكدست المتعلقات الشخصية كالحقائب و الهواتف في المكان في انتظار أن يطالب بها أصحابها.

و أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي حشدً كبير و مكتظ في منطقة خيام، واقفين يستمعون إلى الألحان التعبدية و هم يلوحون بأيديهم في اتجاه الزعيم الديني الذي جلس على المسرح.

وقال سوريش شاندرا، أحد الشهود الذين حضروا التجمع لوسائل الإعلام المحلية: “لا بد أنه كان هناك حوالي 50 ألف شخص… عند البوابة على الطريق السريع، كان بعض الناس يتجهون يسارًا و بعضهم يتجهون يمينًا، و كان سبب التدافع هو هذا الارتباك”.

و قالت سيما، و هي امرأة سافرت من بلدة تبعد حوالي 60 كيلومترا لحضور الحدث، إنها كانت تغادر المكان عندما وقع التدافع. و كان برفقتها ثلاثة من أقاربها، قُتل اثنان منهم.

وأمر رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوغي أديتياناث، بإجراء تحقيق.

و قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن الحكومة الفيدرالية تساعد الولاية و أعلن عن تعويض قدره 200 ألف روبية (2400 دولار) لأسر القتلى و 50 ألف روبية للمصابين.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • رصاصات عصابة للاتجار في المخدرات ترسل عشرينيا للمستعجلات بطنجة
  • نصائح لا غنى عنها.. ماذا تفعل عند وقوع حريق؟
  • مقتل 116 شخص على الأقل في تدافع خلال مناسبة دينية في الهند
  • سيارات الدفاع المدني توجهت إلى المكان.. ماذا يجري في منطقة كسارة زحلة؟
  • بـ 4 مسرحيات.. إدارة مهرجان العلمين تعلن تعاونها مع موسم الرياض
  • عمرو الفقي: مهرجان العلمين محاولة لتنمية الترفيه في مصر
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • بارولين لم يفشل ورسائل مناسبة في المكان المناسب