على مر العصور والأزمنة يحاول الإنسان أن يفهم الكون والحياة من حوله لهذا اتجه إلى الرمز فى تصوير مظاهر الطبيعة على هيئة آلهة تتصارع لتحيا ما بين آلهة الحرب والحب والخصب والموت والشر والخير والجمال ومن هنا نشأت الأساطير الإغريقيّة والرومانية لتزدهر فنون مثل المسرح والموسيقى والرقص فى الغرب، حتى عندما دخلت المسيحية إلى أوروبا اهتم القساوسة والكهنة بأن تكون هناك مسرحيات دينية تعليمية فى قالب درامى رمزى وأن تنشد التراتيل الكنسية فى إطار موسيقى بأصوات ومجاميع ومنشدين كل هذا تحت عباءة التعاليم الدينية والشعائر والطقوس، وفى الشرق وعند العرب لم يكن للموسيقى أو المسرح أو الأساطير مكان إنما كان الشعر والبلاغة واللغة والخيال والفضاء الرحيب للكلم والحرف فجاءت معجزة القرآن وبعده بدأ البعض من أهل الذكر والشيوخ والأئمة فى تحريم العديد من الفنون مثل الموسيقى والرسم والغناء والتمثيل والأساطير ومع هذا ظلت فى بلادنا المصرية السير الشعبية المصحوبة بالموسيقى والغناء والموال، لكن ظلت دور العبادة والمساجد فى التعاليم والشعائر الإسلامية مقدسة ولها حرمة فلا تقدم بها مسرحيات ولا تراتيل ولا غناء ولا موسيقى ولا صور ولا تماثيل كما فى الكنائس القبطية الشرقية أو الغربية والتى يوجد بها كل أنواع الفنون الدينية فى مخبرها وجوهرها.
وهل يعقل أن تتحول الأماكن الأثرية التى لها مكانة وقيمة تاريخية وثقافية إلى صالات تؤجر للأفراح والمناسبات من طهور إلى خطبة إلى اعياد ميلاد إلى قاعات عشاء وغناء وحفلات سمر وطرب وقد وصل الحال فى القلعة ومسجد محمد عليو قصر عابدين والمتحف الكبير أو متحف الحضارة الذى عقدت به حفلات غناء وزواج ومؤتمرات وندوات وهو لم يفتتح بعد، وكل ما تم به ليس له أى علاقة من قريب أو بعيد بالآثار والثقافة والهوية والتاريخ وكأنما هو قاعة فى فندق يتم تأجيرها لمن يدفع ولا يهم المحتوى ولا المضمون..
علينا أن نعيد تقييم هذه السخافات التى تسيئ إلى حاضرنا ومجتمعنا وديننا، فلا يجوز ولا يصح خلط الأوراق والمفاهيم وتبرير الخطأ وإيجاد سبل للاستمرار، فلا يصح ان يكون المسجد مستباحًا وان تقام به الأفراح والليالى الملاح من رقص وغناء ولا يمكن أن نؤجر تاريخنا وتراثنا للشاورما والكفتة والكباب ولا أن نستخف ونهين احترام العالم للآثار المصرية القديمة ونفتح أبواب المتاحف لحفلات المليونيرات ورجال الأعمال الذين يرغبون فى ممارسة طقوسهم الحياتية فى حضرة وجلال آثارنا العظيمة بلا مهابة وتقدير... هل يقيمون حفلات تعميد أو إكليل أو عرس فى متحف اللوفر وقصر فرساى أو كنيسة روما؟! توقير الاماكن المقدسة واحترام التاريخ والآثار هو الحفاظ على الهوية والدين والكرامة...
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فى الغرب
إقرأ أيضاً:
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
القدس المحتلة - اقتحم عشرات المستوطنين، الاربعاء6نوفمبر2024، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، وفق وكالة قنا القطرية.
ويتعرض المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة بشكل يومي، عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات من المستعمرين بحماية قوات الاحتلال، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع في المسجد، وتقسيمه زمانيا.
Your browser does not support the video tag.