جاءنى صوت صديقى الصيدلى المخضرم حزينًا على ما آل إليه حاله وحال مهنة الصيدلة.
فخلال ثلاثة أعوام من التخبط والارتباك فى سوق الدواء تدهورت أحواله المالية بشدة مع تدهور السوق، وفقد صيدليتين كان يستأجرهما منذ فترة طويلة واضطر إلى العمل مديرًا لإحدى الصيدليات.
الصيدلى المخضرم ارجع أسباب تدهور سوق الدواء إلى ارتفاع أسعار الدولار وعدم توافره لفترات طويلة ما أدى إلى نقص المواد الخام مع ارتفاع اسعارها بشكل كبير وهو ما انعكس مباشرة على أسعار الأدوية وأدى إلى اختفاء أصناف كثيرة منها وباتت ارفف الصيدليات خالية من الأدوية.
النواقص بحسب صديقى الصيدلى وصلت حتى الآن إلى حوالى ثلاثة آلاف صنف رغم أن الرقم الرسمى الذى أعلنته هيئة الدواء أقل من ألف صنف.
والكارثة كما ذكرها هى إلزام هيئة الدواء للصيدليات البيع بسعرين مما كان سببًا رئيسيًا لتأكل رأس المال مع الارتفاعات المتتالية لأسعار الأدوية، وزيادة أسعار الخدمات من كهرباء ومياه وعمالة دفعت كثيرًا من أصحاب الصيدليات إلى الإغلاق، وللأسف هذه الأزمة طالت سلاسل الصيدليات الكبرى التى بلغت ديونها لشركات الأدوية والمصانع مبالغ فلكية تقدر بمليارات.
حالة الارتباك والتخبط فى سوق ألقت بظلالها أو قل بسوادها على المريض الغلبان الذى يعانى أصلا من الغلاء الفاحش فى أسعار الأكل والشرب وجميع الخدمات.
هذا الغلاء امتد إلى الدواء الذى ظل على مدى سنين طويلة خطا أحمر غير مسموح من الاقتراب منه، فارتفعت أسعار كثير من الأدوية تقريبًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسب تجاوزت نسبة 100% 100 والأسوأ أن كثيرا من هذه الأصناف غير متوافرة منذ عدة أشهر ويعرض حياة أصحاب الأمراض المزمنة للخطر، ومنها على سبيل المثال كونكور منظم ضربات القلب مختف بكل تركيزاته والبدائل، رغم أنه من أقدم الأدوية وموجود فى الأسواق منذ ثلاثين عامًا تقريبا، وديامكرون لمرضى السكر، والتروكسين لمرضى الغدة ودافلون لمرضى الدوالى، وكل أدوية الضغط المرتفع والمنخفض.
نواقص الأدوية شملت مجموعات بأكملها، رغم ادعاء هيئة الدواء أن أغلب الأصناف المختفية لها بدائل!!!
فعلى سبيل المثال فوارات الأملاح ومنها يورسلفين ويوريفين ويورايد وغيرها وحتى البدائل من الكبسولات والاقراص مختفية تماما من الصيدليات والمستشفيات الحكومية والتأمين الصحى، وأدوية المرارة مثل رواكول وبايليكول أيضا ضمن النواقص وليس لها بدائل، أغلب المضادات الحيوية مختفية وما ظهر منها مؤخرا ظهر بزيادة لاتقل عن 40%، ووفقا لخبراء فى مجال الدواء فإن أغلب المصانع لجأت إلى تعطيش الأسواق للضغط على هيئة الدواء لرفع أسعار الأدوية المختفية ما بين 25% إلى 40% قبل إعادتها للأسواق ليجد المريض نفسه بين مطرقة الغلاء وسندان الاختفاء مضطرا لتخفيض احتياجاته من الدواء إلى شريط من كل صنف أو الاستغناء عن بعضها وتحمل الآلام المرض.
وعلى الجانب الآخر فقد خلف اختفاء الدواء وارتفاع الأسعار ولجوء المرضى لتخفيض الكميات حالة من الركود والخسائر المتلاحقة قد تؤدى إلى إغلاق مزيد من الصيدليات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهنة الصيدلة هیئة الدواء
إقرأ أيضاً:
فعالية توعوية في التعامل مع الأدوية برمضان
عمان: نظمت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي ( دائرة الرعاية الصيدلانية ) بمول ذا فيليج ـ السيب ـ حلقة عمل "انا ودوائي في رمضان" تحت رعاية الدكتور محمد بن حمدان الربيعي ، وبحضور ابراهيم بن ناصر الراشدي ـ مدير عام مركز سلامة الدواء بوزارة الصحة وعدد من المسولين والعاملين بالمديرية العامة للتموين الطبي ـ وبمشاركه عدة جهات منها دوائر وأقسام الرعاية الصيدلانية بالوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة ، ومن المدينة الطبية الجامعية ممثلة بمستشفى جامعة السلطان قابوس ومجمع الديوان الصحي وعدد من الجامعات والكليات بسلطنة عمان ، الجامعة التقنية و العلوم التطبيقية ، كلية عمان للعلوم الصحية برنامج الصيدلة و الجامعه الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.
وحظيت الفعالية بحضور من مختلف أفراد المجتمع ، ونالت على استحسان ورضا زوار الفعالية
تم خلال الحلقة التركيز على عـدد من الجوانب أهمها : كيفية تنظيم تناول أدوية الأمراض المزمنة بشكل عام وأدوية الضغط والسكري والأدوية النفسية والمضادات الحيوية بشكل خاص خلال الشهر الفضيل ، وذلك للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة وطرق التغلب على الجوانب السلبية لإستخدام الدواء ووسائل المحافظة على الصحة خلال فترة الصيام ، كما اشتملت الفعالية على العديد من الفقرات المتعددة منها تقديم عروض مرئية عن التوعوية والتثقيف عن استخدام الأدوية في شهر رمضان المبارك .