الباحة – الجزيرة

فوق قمة أحد الجبال الصخرية البيضاء في محافظة المخواة بمنطقة الباحة، تتربع قرية ذي عين الأثرية بتصميمها الفريد ومياهها الدفاقة، ومزارعها الغنية بالفواكه والنباتات العطرية، لتحكي للزائرين تاريخها العريق، وأسرارها المذهلة التي جعلت منها إحدى أهم القرى السياحية والأثرية في المملكة.

وتستقبل قرية ذي عين الأثرية أعدادا كبيرة من السياح والزوار هذه الأيام، منذ أطلقت الهيئة السعودية للسياحة برنامجها صيف السعودية في أواخر شهر مايو الماضي، تحت شعار “تراها”، والذي يستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل في 7 وجهات بمناطق المملكة المختلفة.

حيث يفضّل السياح والزوار قضاء أوقات ممتعة بصحبة عائلاتهم، نظراً لما تتمتع به منطقة الباحة من أجواء باردة ومعتدلة تتحدى حرارة الصيف، ومناظر طبيعية ومواقع أثرية ساحرة، وبما تحتضنه من إرث حضاري وثقافي ثري.

وعُرفت قرية بهذا الاسم نسبة إلى عين مائية تنساب من الجبال المجاورة، وتصب في عدة أماكن بالقرية، مما ساعد الأهالي على زراعة الموز والليمون والكادي والنباتات العطرية، عبر نظام فريد للرييتحدى الجاذبية، ابتكره الأهالي لتوزيع المياه والسقاية، فيما نُسجت حول تلك العين ومياهها المتدفقة العديد من الحكايات والأساطير الشعبية، نظرا لتدفقها المتواصل عبر مئات السنين.

اقرأ أيضاًUncategorizedسيتي ووك”.. الوجهة المثلى في موسم جدة 2024

وتتميز قرية ذي عين بطرازها المعماري الفريد وجمالها العمراني المدهش، حيث يبلغ عدد مباني القرية المبنية من أحجار بركانية صلبة،مقطعة من الجبال المحيطة، نحو 30 منزلا يرتفع بعضها إلى خمسة أدوار، وقد زينت بأحجار المرو الأبيض، كما يوجد بها حصنان تاريخيان مرتفعان عن المباني بهدف كشف كامل المنطقة المحيطة بالقرية من جميع الجهات، حيث صممت منازل القرية لتكون متلاصقة ومتراكبة بحكم طبيعتها الجبلية، وقد تبدو القرية لمن يراها من الخارج كقلعة واحدة.

وتشتهر قرية ذي عين الأثرية بالحرف اليدوية والمنتجات الزراعية وخاصة الموز والحمضيات والفواكه، كما تشتهر بزراعة الريحان والكادي والنباتات التي تمنح نسيمها عطرا خاصا يجذب الزوار والسياح.

وتعد زيارة قرية ذي عين إحدى أهم التجارب السياحية التي يمكن أن يستمتع بها السائح في منطقة الباحة، حيث تجمع بين التراث والأسطورة والطبيعة الخلابة والأجواء الساحرة، بالإضافة إلى العديد من التجارب الأخرى بالمنطقة والتي أتاحت الهيئة السعودية للسياحة الفرصة للاستمتاع بها عبر باقات منظمة تقدمها من خلال موقع “روح السعودية”، حيث تطرح الهيئة أكثر من 550 تجربة سياحية وباقة ونشاط ضمن برنامج صيف السعودية هذا العام، وتقدمها من خلال ما يزيد على 250 شريكا من القطاع الخاص، لتمنح للسائح والزائر العديد من الخيارات المميزة، للاستمتاع بالصيف في الباحة ومناطق المملكة الأخرى.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية قریة ذی عین

إقرأ أيضاً:

إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة هويتها

بعد سنوات من الدمار الذي طالها، استعادت المنارة الحدباء، رمز جامع النوري الكبير، مكانتها في سماء الموصل، شامخة بحجارتها الأصلية، تمامًا كما كانت على مدى قرون قبل أن تدمر خلال حقبة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وما تبعها من معارك طاحنة في المدينة.

ومنذ أن أعلنت القوات العراقية في أواخر عام 2017 دحر التنظيم، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مشروعًا طموحًا استمر 5 أعوام، استهدف إعادة ترميم أبرز المعالم الأثرية في الموصل.

وكان جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء في صدارة هذه الجهود، حيث استعادت المئذنة هيئتها الأصلية، وفق ما يؤكده عبد الله محمود، مشرف الهيئة العامة للآثار والتراث على أعمال الترميم، قائلًا: "المنارة اليوم نسخة مطابقة للأصل، بحجارتها القديمة التي لطالما شكلت هوية الموصل".

بدورها، أشادت مديرة اليونسكو، أودري أزولاي، خلال زيارتها للجامع النوري الكبير يوم الأربعاء، بأعمال الترميم التي أنجزت، معربة عن سعادتها برؤية المئذنة البالغ عمرها أكثر من 850 عامًا وهي تعود إلى موقعها في قلب المدينة.

وقالت أزولاي من باحة المسجد: "أن تكون هذه المئذنة واقفة هنا خلفي، يعني أن الموصل استعادت جزءًا من تاريخها وهويتها"، مشيرة إلى أن المشروع اعتمد على "طرق تقليدية" لضمان الحفاظ على الطابع الأثري للمعلم التاريخي.

إعلان

ورغم أن المنارة اشتهرت بكونها مائلة، فإن المهندسين المسؤولين عن الترميم حرصوا على الحفاظ على هذا الميل تمامًا كما كان في ستينيات القرن الماضي، مع تدعيم الأساسات لتجنب أي تزايد في انحنائها مستقبلا، وهو التحدي الذي واجهته منذ تشييدها في القرن الثاني عشر.

ويوضح محمود تفاصيل عملية الترميم قائلًا: "احتاج بدن المئذنة من الداخل إلى 96 ألف طابوقة جديدة، بينما تم استخدام 26 ألف طابوقة قديمة للحفاظ على الطابع التراثي للواجهة الخارجية"، في محاولة لإعادة بناء المئذنة بطريقة تحترم أصالتها التاريخية، مع توفير عوامل الاستدامة لها في العقود المقبلة.

الموصل تستعيد روحها

على وقع أصوات المطارق وأدوات البناء، يواصل مئات العمال وضع اللمسات الأخيرة على أعمدة جامع النوري الكبير وقبّته، فيما تستعد السلطات العراقية لإعلان الافتتاح الرسمي للمعالم الأثرية المرممة خلال الأسابيع المقبلة.

وبعد سنوات من الدمار، يقف هذا الجامع شامخًا ليعيد إلى الموصل بعضًا من روحها المفقودة، وليكون شاهدًا على صمودها في وجه الزمن والخراب.

في قلب المسجد، كان المحراب واحدًا من أبرز الأجزاء التي خضعت لعملية ترميم دقيقة، حيث تم الحفاظ عليه إلى حد كبير باستخدام أحجاره الأصلية، بينما فقد المنبر معظم قطعه التاريخية، ما دفع فرق الترميم إلى البحث عن حلول تعويضية تحافظ على الطابع الأثري للمكان.

وعلى الجانب الآخر من الشارع، يقف عماد زكي، المؤذن السابق لجامع النوري الكبير، مستغرقًا في المشهد الذي طالما انتظره. يقول بحنين واضح: "أقف هنا كل يوم لمدة ساعة، أتابع عملية إعادة إعمار الجامع والمنارة كما كانا سابقًا على الطراز القديم".

ويضيف بتأثر: "نشعر بروحانية عميقة، وكأن شيئًا من الطمأنينة عاد إلى نفوسنا عندما نرى المئذنة تعانق السماء من جديد. أصبح بإمكان أهل الموصل أن ينظروا إليها كما كانوا يفعلون لقرون مضت".

إعلان من الدمار إلى الأمل

يعود تاريخ الكارثة إلى يونيو/حزيران 2017، حين دُمّر جامع النوري ومنارته الحدباء خلال المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية، حيث قام مسلحو التنظيم بتفجير المسجد من الداخل، وفقًا لتقارير الجيش العراقي.

كان ذلك المشهد واحدًا من أكثر اللحظات قسوة في ذاكرة المدينة، التي فقدت جزءًا كبيرًا من إرثها في تلك الحرب.

ولم يقتصر الدمار على المسجد، فقد شهدت المدينة القديمة في الموصل تدميرًا هائلًا طال نحو 80% من مبانيها، بينما تمت إزالة أكثر من 12 ألف طن من الأنقاض من المواقع الرئيسية ضمن مشروع إعادة الإعمار الذي تقوده منظمة اليونسكو.

وشمل المشروع أيضًا ترميم كنيسة الطاهرة وكنيسة سيدة الساعة، إضافة إلى 124 منزلًا تراثيًا كانت قد تضررت بشدة خلال المعارك.

في كنيسة الطاهرة، التي يعود تاريخ تدشينها إلى عام 1862، أعادت أعمال الترميم الأروقة المزخرفة، والأعمدة التاريخية، والنوافذ ذات الزجاج الملون إلى سابق عهدها.

وخلال عملية الترميم، اكتشف العمال سردابًا أثريًّا وجرارًا كبيرة كانت تستخدم لحفظ النبيذ، ما أضاف بُعدًا جديدًا إلى الإرث التاريخي للكنيسة، فتم تركيب سقف زجاجي فوقها ليتمكن الزوار من رؤيتها من داخل الكنيسة، مما يمنح المكان لمسة تاريخية فريدة.

المنارة الحدباء، رمز جامع النوري الكبير (الفرنسية) مدينة نابضة بالحياة

تقول ماريا أسيتوسو، مديرة مشاريع اليونسكو في العراق، إن الهدف من هذا المشروع لم يكن فقط إعادة بناء المعالم الأثرية، بل كان أيضًا إحياء الموصل بكل ما تمثله من تاريخ وثقافة وهوية.

وتضيف: "حين وصلت إلى هنا في 2019، كانت الموصل أشبه بمدينة أشباح، الدمار كان في كل مكان، لكن التغيير الذي شهدته خلال السنوات الخمس الماضية كان هائلا".

وبالفعل، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى شوارع الموصل بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يعجّ المقهى المقابل للمسجد بالزوار الذين يجتمعون لتبادل الأحاديث وسط ضجيج ورش البناء وأعمال الترميم، مشهد يختزل قصة مدينة تنهض من تحت الركام لتستعيد مكانتها.

إعلان

لكن رغم هذه الإنجازات، لا تزال آثار الحرب مرسومة بوضوح على جدران المدينة القديمة، حيث تحمل الأزقة الضيقة بصمات المعارك العنيفة، فيما لا تزال بعض البيوت مدمرة، وأبوابها موصدة تنتظر أصحابها.

وعلى جدران هذه المنازل، كُتبت كلمة "آمن" باللون الأحمر، في إشارة إلى أنها خالية من المتفجرات والألغام، لكنها لا تزال شاهدة على نزوح أهلها الذين لم يعودوا بعد.

ورغم أن المدينة استعادت مئذنتها، ومساجدها وكنائسها، فإن سكانها هم القطعة الأخيرة في مشهد التعافي، والذين يأملون أن تعيد هذه الجهود إعمار بيوتهم، تمامًا كما أعادت للمئذنة الحدباء حضورها المهيب في سماء الموصل.

اللمسات الأخيرة على جامع النوري وعودة الحياة إلى المدينة القديمة (الفرنسية) نزوح ومعاناة

لا تزال الجدران المتصدعة والنوافذ المحطمة في المدينة القديمة تحكي قصص النزوح والمعاناة، شاهدة على الأيام التي غادر فيها أهلها، تاركين وراءهم ذكريات وبيوتًا مهجورة.

ورغم الجهود المكثفة لإعادة إعمار الموصل، فإن كثيرًا من سكانها الأصليين، وأبرزهم أبناء الطائفة المسيحية، لم يعودوا بعد إلى منازلهم، ليظل الفراغ ملموسًا بين الأزقة التي عادت إليها الحياة جزئيًا.

لكن وسط هذا الغياب، هناك من عاد ليعيد وصل الماضي بالحاضر. محمد قاسم، البالغ من العمر 59 عامًا، قرر العودة إلى المدينة القديمة، وإن كان ذلك في منزل جديد، بعدما دُمر بيته الأساسي بالكامل.

يجول ببصره في المكان الذي نشأ فيه، ويرى أن إعادة إعمار الموصل لا تكتمل إلا بعودة سكانها الأصليين، قائلًا: "يجب أن يعود الجميع، المسيحيون والمسلمون على حد سواء، فهنا كانت بيوتهم وهذه أحياؤهم".

يتذكر محمد الأيام التي كانت فيها الموصل نابضة بالحياة خلال شهر رمضان، عندما كان الناس يأتون من كل حدب وصوب لأداء صلاة التراويح في جامع النوري الكبير، مشيرًا إلى أن ذلك كان يمنح المكان روحًا خاصة، افتقدتها المدينة سنوات طويلة.

إعلان

على بعد أمتار قليلة من الجامع، يقف سعد محمد (65 عامًا) أمام متجره، حيث يراقب عمليات الترميم التي أعادت المئذنة إلى مكانها في السماء. ورغم فرحته باستعادة الموصل جزءًا من تاريخها، فإن الحزن لا يزال حاضرًا في صوته، وهو يسترجع كل ما فقدته المدينة خلال سنوات الحرب.

لكن كلما رفع عينيه إلى الأعلى، حيث تعانق المنارة الحدباء سماء الموصل مجددًا، ترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه، وكأنه يستمد من عودتها أملًا جديدًا.

يقول بصوت يغلب عليه التأمل: "كنا كلما فتحنا النافذة نرى علم داعش يرفرف على المنارة، وكنا ننتظر اليوم الذي يزول فيه. حتى جاء ذلك الصباح الذي فتحنا فيه النافذة ولم نجد المنارة نفسها".

اليوم، وقد استعادت الموصل مآذنها وكنائسها، وعاد الأمن إلى شوارعها، لا يزال سعد يشعر بأنه لم يتحرر بالكامل، مرددًا بحسرة: "عادت الحدباء، وعاد النوري، وعادت الكنائس، وعاد الأمان، لكنني شخصيا لم أتحرر.. طالما لم يعد بيتي بعد".

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعلن القائمة المشاركة في "بطولة الأساطير لكرة القدم " بالكويت
  • عدن.. احتجاجات غاضبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه ورفضاً لحلول ترقيعية مؤقتة
  • منتخب الأساطير يكثف تدريباته استعداداً لبطولة الخليج
  • اتفاق إسرائيلي إثيوبي لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه
  • إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة هويتها
  • استعدادات خليجية للمشاركة في "بطولة الأساطير"
  • أمير منطقة الباحة يستقبل وزير البيئة والمياه والزراعة
  • بعثة إيطالية تباشر مسح المواقع الأثرية جنوب سامراء
  • من أشبال النمور إلى الطيور المغردة: ضبط 20 ألف حيوان مهرب في عملية دولية ضخمة لمكافحة الاتجار
  • من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟