الوطن:
2025-03-03@22:01:13 GMT

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)

في الجزء الأول من هذا المقال، استعرضنا كيف مرّ ذوي الهمم بمراحل مختلفة عبر التاريخ، بداية من اعتبارهم عبء على أي دولة ويجب التخلّص منهم، ووصولًا إلى تحديد أيام عالمية للاحتفاء بهم، وتخصيص خطط بعينها من أجل دمجهم في المجتمع وتيسير حياتهم اليومية، ولم يكن هناك أكبر من الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة حقيقية باختراعات ونماذج سهّلت الكثير على هؤلاء في مهامهم اليومية، بل وساعدتهم أن يحلموا أكثر دون التفكير في أي عائق قد يعيقهم.

وفي الجزء الثاني، نستكمل تلك الثورة، لنعرف كيف أثر الـ AI في حياة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكما وفّر لأصحاب الإعاقات البصرية والسمعية الكثير من الأدوات التي تسّهل عليهم حياتهم، فاليوم نوضح كيف ساعد أصحاب ذوي الإعاقة الحركية، وذلك من خلال الروبوتات التي باتت بإمكانها فعل الكثير من الروتين اليومي لأي إنسان مثل الطهي والتنظيف وما إلى ذلك، ما يعني أن ذوي الهمم لم يعدوا في حاجة أن يعانوا كثيرًا لإنجاز تلك الأمور الصغيرة.

الروبوتات لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل بات هناك أنواع قادرة على إرشاد أصحاب الإعاقة البصرية على التنقل في البيئات المختلفة دون الاصطدام بأي شيء أو الحاجة إلى شخص يتحمل عناء اصطحابهم إلى أي مكان.

ومن الروبوتات إلى الأطراف الصناعية، يستكمل الذكاء الاصطناعي ثورته، إذ تمكّن الـ AI من تطوير الأطراف الصناعية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ما وفّر تحكم أفضل وحركة أكثر طبيعية بجانب تجارب تدريبية أكثر فعالية للمستخدمين من خلال الواقع الافتراضي والمعزز "VR" و"AR".

ولأننا في عالم الهاتف المحمول والتكنولوجيا الرقمية، ولا يمكن الاستغناء عنهما، دخل الذكاء الاصطناعي هذا القطاع أيضًا من أجل دمج أفضل لذوي الهمم، فباتت هناك تطبيقات المساعدة مثل ترجمة لغة الإشارة وتطبيقات التنقل للمكفوفين، بجانب تطبيقات التعلّم الإلكتروني المخصصة لهم، وتطبيقات التواصل بالفيديو، وهي تطبيقات شهدت مبادرات كثيرة مثل مبادرة "التكنولوجيا للجميع" التي اطلقتها الأمم المتحدة لضمان حصول جميع الأشخاص على إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والاستفادة منها، بل وبات هناك جوائز مثل جائزة "التكنولوجيا من أجل الخير" من قِبل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لتكريم المشروعات التي تساهم في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال استخدام التكنولوجيا.

نتيجة هذا الدعم والمبادرات، ظهرت الابتكارات الواحد تلو الآخر، لوحة مفاتيح وشاشة بطريقة برايل لخدمة نحو 40 مليون شخص مصاب بالعمي وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ناهيك عن 217 مليون مصابون بضعف شديد في البصر، مساعد صوت مثل "SIRI" و "ALEXA " و"Amazon ECHO لإنجاز ما يريده صاحب الهمّة دون أن يتحمّل حركات بدنية مُرهقة، بل وظهرت انظمة مثل HOME KIT من Apple وgoogle home للتحكّم في التدفئة والتبريد والإضاءة والموسيقى من خلال ضغطة زر.

القائمة تشمل ايضا سماعات طبية حديثة إذ من المتوقع وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن يصل عدد من يعانون من ضعف السمع بحلول عام 2050 إلى ما يقارب من مليار شخص حول العالم، بجانب تطبيقات للاتصال المرئي وتحسينها وهذا يساعد أيضًا ضعاف السمع أو فاقديه من التحدث فيديو عبر SKYP أو Apple"s facetime بلغة الإشارة او قراءة الشفاه.

أما آخر صيحات ثورة الذكاء الاصطناعي، هو تحقيق حلم غالِ لذوي الإعاقة الذين يشاهدون مباريات كرة القدم ويتمنّون مثل الجميع أن يمارسوها بل ويحترفون في الأندية، ومن يعلم ألا يحق لهم أن يحلم أن يكون واحد منهم "محمد صلاح جديد"، حلم كان لا يتخطى الأحلام لكن الذكاء الاصطناعي دخل هذا المضمار بل وعمل على دمجهم من خلال تطبيقات مبتكره تساهم في خلق فرص متساوية للجميع بغض النظر عن قدراتهم.

هذا ليس مجرد حديث، بل إن أندية مثل توتنهام هوتسيبر، بدأت بالفعل من خلال تقديم برامج تساعد الأطفال المكفوفين على تعلّم ممارسة كرة القدم باستخدام التقنيات الاصطناعية، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه أن يشجع على ذلك ويقدم الدعم المالي والتقني للأندية التي تُبادر بتطبيق هذه التقنيات.

أما من الناحية الفنية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة، فمثلا تساعد الكفيف على سماع تحركات الكرة كما تساعد الصٌم على فهم تعليمات المدرب، كذلك تساهم في تقديم خطط تدريبية مخصصة تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين ادائهم، كما يُمكن أن تدمجهم أكثر من خلال تقديم وظائف لهم في مجال التحليل أو التدريب أو الإدارة.

وأخيرًا، هذا فقط ما تحقق في أولى مراحل ثورة الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم، وفي ظل عالم لا يتوقف عن التغيير فإن القادم يؤكد أنه أفضل لتلك الفئة بالتحديد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ذوو الهمم الذكاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی ذوی الهمم من خلال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تحليل أنسجة سرطانية

طور باحثون من فنلندا أداة متقدمة للذكاء الاصطناعي من أجل التحليل التلقائي لشرائح أنسجة سرطان القولون والمستقيم.
تعاون في هذا المشروع باحثون من فنلندا في جامعة يوفاسكولا، ومن معهد الطب الحيوي في جامعة توركو وجامعة هلسنكي ومستشفى نوفا.
وقد تفوق النموذج، الذي تم تطويره في الدراسة، على جميع النماذج السابقة في تصنيف العينات المجهرية للأنسجة. ونُشر البحث في مجلة "هيليون".
يقول فابي بريزجا، الباحث المسؤول عن تصميم الأداة "بناءً على دراستنا، فإن النموذج المطور قادر على تحديد جميع فئات الأنسجة ذات الصلة بتحديد السرطان، بدقة تصل إلى 96.74%".
من الناحية العملية، يتضمن تحليل الأنسجة قيام أخصائي علم الأمراض بالنظر من خلال شرائح الفحص المجهري الرقمي الممسوحة ضوئيًا، والتي أعدت من عينة أمعاء المريض، ووضع علامات حيث تكون الأنسجة السرطانية والأنسجة المرتبطة بها مرئية.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يكتشف تشوهات الدماغ غير المرئية
يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي، التي طورت في هذه الدراسة، توفير وقت الأطباء من خلال أتمتة هذه العملية. تقوم الأداة بتحليل عينة وتسلط الضوء على المناطق التي تحتوي على فئات الأنسجة المختلفة. تتمتع دقة الأداة بالقدرة على تخفيف عبء العمل على أخصائيي التشريح المرضي بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى تشخيصورؤى سريرية أسرع.
وقد جعل فريق البحث أداة الذكاء الاصطناعي، التي طورها، متاحة مجانًا لتشجيع التعاون البحثي.
يوضح بريزجا "يهدف التوفير المجاني إلى تسريع التقدم المستقبلي من خلال تشجيع العلماء والمطورين والباحثين في جميع أنحاء العالم على مواصلة تطوير الأداة وإيجاد تطبيقات جديدة لها".
يشير فريق البحث إلى أنه على الرغم من النتائج الواعدة، فإن إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في البيئة السريرية يجب أن يتم بشكل تدريجي وبحذر. فقبل أن تصبح حلول الذكاء الاصطناعي ممارسة سريرية روتينية، من الضروري أن تخضع لعملية تحقق صارمة للتأكد من أن النتائج التي تنتجها تتوافق مع المعايير السريرية والتنظيمية.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة طحنون بن زايد: تطوير التقنيات والحلول المبتكرة «المدرسة الإماراتية».. من التعليم التقليدي إلى الذكاء الاصطناعي المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في الأسواق.. فرص استثمارية واعدة بمبلغ 200 دولار
  • ميزات جديدة لمساعد الذكاء الاصطناعي Gemini
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس لتمكين قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي
  • ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبي
  • خبراء لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يكافح الإرهاب والتطرف
  • إدارة التجنيد تقدم تيسيرات لذوي الهمم وكبار السن بالإسماعيلية وقنا وأسوان
  • عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تحليل أنسجة سرطانية
  • الذكاء الاصطناعي .. سيرجي برين: تسريع وتيرة التطوير نحو AGI