بوابة الوفد:
2025-04-29@17:58:57 GMT

أحمد أمين.. وساعات السفر

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

فى عام 1945 كانت أسرة الكاتب والمفكر الراحل أحمد أمين فى طريقها للمصيف فى رأس البر–تبعد عن القاهرة–190 كم تقريباَ شمالاَ )–حيث يتحرك القطار فى التاسعة صباحًا من محطة القاهرة.

تجلس الأسرة مع الأمتعة فى عربة ويجلس هو–أى أحمد أمين–فى عربة أخرى حيث يكون فى يده–مثلا–رواية لتوفيق الحكيم أو ديوان شعر لحافظ إبراهيم أو أحمد شوقى أو غيرهم ويبدأ القراءة حتى يصل القطار إلى محطته الأخيرة.

فى العربة الأخرى يجلس الأبناء–كانوا ثمانية وأمهم–يضحكون، ويتسامرون، يتحدثون عن أيام وليالى المصيف.

الآن يجلس الابن حسين–صار دبلوماسياَ فيما بعد–بجوار والدته. أمامهما تجلس سيدة متوسطة العمر وابنتها فتاة فى الخامسة عشرة من عمرها. شقراء الشعر.. زرقاء العينين.. وجهها بيضاوى.. جسدها نحيل.. وتسعل على فترات.

قالت والدة الفتاة لزوجة أحمد أمين: «يبدو أن الحقيبتين اللتين وضعتموهما (فوق الرف) بهما أشياء ثمينة–كان بهما كتب جاء بها أحمد أمين للمصيف–لأنكم وضعتموهم بعد عناء، ومشقة، وحرص شديد حتى إنى تخيلت–من شدة اهتمام الابن بهما–تقصد حسين–انهما يحويان ذهبا»؟!

- ردت الزوجة ساخرة:

«ذهب..؟! قال ذهب قال؟ وحياتك دى كتب»!

- مش معقول (قالتها والدة الفتاة بدهشة)!

- ردت الزوجة:»وحياتك زى ما بقولك كده»! ثم قالت:

«الشنطتين دول عند صاحبهم–تقصد زوجها أحمد أمين–أغلى من الذهب، لكن عندى أنا لا تعادل الواحدة فيهم (الفطير المشلتت اللى جنبك دى)!

—قالت:» مش معقول الكلام ده»؟!

— ردت:»برضه هتقول لى مش معقول»!ثم أكملت الزوجة:» عارفة لو تخديهم وتدينى مكانهم (الفطير المشلتت)أكون شاكرة ليكى جداَ...والا أقولك خديهم من غير فطير..وريحيني»!.

فى هذه اللحظة انتبهت الفتاة بعدما فرغت من نوبة سعالها الحادة وسألتها:

—»هو زوجك كاتب»؟

— ردت بإستفهام:»هكذا يقول!( أحمد أمين فى ذلك الوقت لا يقل حضورًا وتألقاَ عن المازنى والمنفلوطى والعقاد وطه حسين )!

— ثم سألت الفتاة:»هل يكتب القصص»؟

— ردت باستغراب:»والله يا بنتى ما قرأت له حرفاَ، فلا تسألينى عن ماذا يكتب»!

قالت الفتاة:» اسمه أيه»؟

— ردت:» أحمد أمين»!

— قالت الفتاة بدهشة:

«غريبة..مسمعتش عنه قبل كده»!!

— صاحت الزوجة بسعادة قائلة:

«بذمتك سمعت عنه قبل كده»؟

—ردت بحرج:» الصراحة.. لا»!

— قالت الزوجة وهى تنظر للابن حسين الجالس بجوارها:

«مع أنه متخيل أن الناس تسبح باسمه ليل ونهار»

ثم قالت بشماتة:

«واخد بالك يا حسين»!! يبتسم ولا يعلق.

ثم قالت بتحدٍ:»والله لما نروح هقوله الكلام ده»!

— رد حسين:» هتقولى أيه يا ماما»؟

— «هقوله قابلت بنت فى القطار لم تسمع عنه أبداَ»!

— ابتسمت الفتاة وقالت:

«ألا يسرّك أن تكونى زوجة لأديب مشهور؟

—ردت:» سرور أيه؟ ده طول الوقت مشغول عن أولاده وبيته، بكتبه وقلمه. ثم قالت:

« أتظنينه يوماَ لاحظ لى فستانًا جديدًا اشتريته أو (حلق لبسته)؟ أبداَ ولا هذه الأشياء تشغل باله خالص!

وبعد فترة صمت اكملت الزوجة:

«كنت عندما آتيه بفستان جديد أجده إما قارئاَ أو كاتبا..

فأقول له:

أحمد.. شوف كده وقولى رأيك؟

— يرد:»رأى فى أيه»؟

— فى الفستان يا راجل!

— ماله؟ ما هو حلو أهو !

يقولها دون أن يدرى أنه فستان جديد»!

تضحك الفتاة حتى يعاودها السعال بصورة عنيفة مرة أخرى ويكون القطار قد وصل إلى محطة الوصول وقبل أن تودع أسرة أحمد أمين أسرة الفتاة التى مازالت تسعل تقف أمها على الرصيف فى وداعها قائلة للزوجة:

« تحبى نبدل (الكتب) بالفطير (المشلتت)؟

— ترد ضاحكة بطريقة ساخرة:

«ياريت ياختى...هو حد يطول المشلتت»؟!

....وهكذا دائماَ فى كل عصر–وفى كل حين–تجد زوجات الصحفيين، والكتاب، والأدباء، والمبدعين–أو معظمهن–إذا ما سألتها:

« هل تحبين تبديل كتب زوجك (بالفطير المشلتت)؟

ترد بكل ثقة، ورغبة، وفرح، وسرور..قائلة:

«ياريت...هو حد يطول»!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الحلوة أحمد أمين أحمد أمین

إقرأ أيضاً:

قتلى ومصابون بعد دهس سيارة لحشد في كندا

فانكوفر -  (رويترز) 

 قالت شرطة فانكوفر في كندا اليوم الأحد (السبت بالتوقيت المحلي) إن عددا من الأشخاص لقوا حتفهم وأُصيب آخرون بعد أن صدم قائد سيارة حشدا في مهرجان ذي طابع فلبيني بالمدينة الواقعة في غرب البلاد.

وقالت الشرطة إنها تحقق في واقعة سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، وإنها ألقت القبض على رجل من فانكوفر يبلغ من العمر 30 عاما في مكان واقعة الدهس. ولم تذكر الشرطة بعد عدد القتلى أو المصابين، لكنها قالت إنها ستكشف مزيدا من المعلومات لاحقا.

وفي مؤتمر صحفي عقد عند منتصف ليل السبت بالتوقيت المحلي، قالت الشرطة إن المشتبه به "معروف" لديها، لكنها لم تقدم أي تفاصيل. واحتُجز الرجل في البداية من قِبل أشخاص كانوا في الموقع.

ووقع الدهس بعد الساعة الثامنة مساء السبت بالتوقيت المحلي بقليل (0300 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد) بالقرب من تقاطع شارع إيست 41 وشارع فريزر حيث كان يُقام مهرجان يوم لابو لابو الذي يحتفي بأحد الأبطال الفلبينيين.

وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في منشور على منصة إكس "شعرت بالصدمة عندما سمعت عن الأحداث المروعة التي وقعت في مهرجان لابو لابو في فانكوفر".

ونشر كين سيم رئيس بلدية فانكوفر وديفيد إيبي رئيس وزراء إقليم كولومبيا البريطانية تعليقات مماثلة على منصة إكس.

وقال أحد الشهود لقناة سي.تي.في نيوز إنه رأى سيارة سوداء تسير بشكل متعرج في منطقة المهرجان قبيل صدمها للحشد.

ووفقا لقناة سي.تي.في نيوز، كان جاجميت سينج زعيم الحزب الديمقراطي الجديد الكندي من بين الحاضرين في المهرجان، لكنه غادر قبل دقائق من وصول السيارة.

ونقلت القناة عن سينج قوله "هذا أمر مروع للغاية، لا أعرف ماذا أقول. كنت هناك للتو، وأتخيل وجوه الأطفال الذين رأيتهم يبتسمون ويرقصون".

وتشهد كندا انتخابات اتحادية غدا الاثنين.

وذكرت صحيفة فانكوفر صن أن آلاف الأشخاص كانوا في المنطقة.

قال يوسيب فارديه، وهو مالك مشارك لعربة طعام بالمنطقة، في مقابلة مع شبكة بوست ميديا "لم أر السائق، كل ما سمعته كان هدير محرك".

وأضاف بصوت متقطع "خرجت من شاحنة الطعام الخاصة بي، ونظرت إلى الطريق، فإذا بالجثث في كل مكان".

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة يفتتح الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي
  • إسرائيل ترفض مقترحاً لوقف النار في غزة 5 سنوات مقابل المحتجزين
  • أحمد بن سعيد يفتتح فعاليات «سوق السفر العربي 2025»
  • خطر جسيم.. أمين الإفتاء يحذر من الفهم الخاطئ لحديث استفتِ قلبك
  • ماذا قالت ليلى أحمد زاهر لمصمم فستان زفافها؟
  • الشيباني: حكومة قادمة قريباً تعيد القطار على السكة في جميع المجالات
  • أبو الغيط يرحب بتعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني
  • “أمين الجامعة العربية” يرحب بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين
  • سأرسل لك سيارتي .. رد صدام حسين بعد محاولة اغتيال أمين الجميل - فيديو
  • قتلى ومصابون بعد دهس سيارة لحشد في كندا