حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
زهير عثمان حمد
حقيقة الأوضاع وتحذيرات القادة مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، حذر مؤخرًا من مخاطر انهيار السودان التي لن تقتصر على البلد وحده، بل ستمتد تأثيراتها إلى دول الجوار وأبعد من ذلك. رسم عقار صورة قاتمة أمام احتمال نهاية الحرب بتفكك الدولة أو انهيارها، مشيرًا إلى أن السودان، بموقعه الجغرافي وامتداداته الديمغرافية، قد يصبح بوابة لدوامة من الفوضى في المنطقة.
نقد موقف حكومة الأمر الواقع ورفضها للتفاوض
أعتبر هذه التصرفات بداية لنوبة بكاء طويلة وهزيمة كاملة لهؤلاء القادة. إن رفضهم للتفاوض من أجل السلام يُعد موقفًا غير مسؤول يساهم في تعميق الأزمة. كان من الممكن لخطة مالك عقار أن تكون بداية لسلام مستدام، ولكن رفض الحكومة الحالية لكل المبادرات يُعقد الأمور ويزيد من معاناة الشعب السوداني.
المراحل الثلاثة لخطة الحل
1. وقف الأعمال العدائية:
o الفصل بين القوات المتحاربة والاتفاق على آليات الانسحاب ومواقع التمركز.
2. الجانب الإنساني:
o التركيز على الاستجابة للحاجات المستعجلة ومواجهة حالات سوء التغذية التي تحدق بملايين السودانيين.
3. دمج القوات:
o بحث مصير دمج القوات، مع التركيز على فرز السودانيين من غيرهم ضمن قوات الدعم السريع، ومناقشة التحديات المتعلقة بالدول التي قدم منها الأجانب.
انتقاد الدور الأجنبي
أنتقد بشدة الدور الأجنبي في صياغة الاتفاقات، وأؤكد أن الحل والتوافق لن ينجح سوى إن كان بين السودانيين أنفسهم. يجب علينا تجنب الأخطاء التي ارتكبت في 44 اتفاقًا سياسيًا عبر تاريخ السودان الحديث، خاصة ما تعلق منها بالدور الأجنبي والإملاءات الخارجية.
الإشارة الرمزية للأدوار الخارجية
أشير إلى أن بعض القادة العسكريين لا يملكون السيطرة على قواتهم، والدليل على ذلك هو التجاوزات التي ترتكبها هذه القوات والتي لا يمكن أن تصدر عن جهات من المفترض أن تكون حريصة على أمن مواطنيها. الكلمة الأخيرة تعود إلى الجهات الداعمة لهذه القوات. وأنتقد دور بعض الأطراف الخارجية في الحرب الحالية، وأوضح أن العديد من دول الجوار مقتنعة بضرورة إنهاء الحرب ولكنها لا تجرؤ على التصريح علنًا بذلك بسبب المصالح الاقتصادية والاستثمارات المتدفقة من تلك الجهات الخارجية.
دعوة للتحول التاريخي
أدعو إلى ضرورة إنجاز تحول تاريخي في السودان ينقله من “سجن مفتوح لإثنيات مختلفة” إلى دولة تفرض احترامها على جميع المواطنين. ويجب أن نتعامل بحذر مع التقارير التي تؤكد انتشار 36 مليون قطعة سلاح في السودان، مما يمثل قنبلة موقوتة قد تهدد مستقبل البلاد في أي لحظة.
أقدم تحذيرًا واضحًا ومفصلًا عن المخاطر التي تواجه السودان وأدعو إلى ضرورة التفاوض والعمل على توفير الظروف المناسبة لإنهاء الحرب. كل شيء متاح أمام القادة، ولا تزال فرصة التفاوض من أجل السلام قائمة قبل الانهيار التام.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تدعم اللاجئين السودانيين بـ20 مليون جنيه إسترليني
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن لندن ستقدم مساعدة مالية إضافية بـ 20 مليون جنيه إسترليني لدعم اللاجئين السودانيين الذين فروا من القتال في بلادهم.
وجاء ذلك خلال زيارة لامي لمخيم لاجئين في تشاد.وقالت وكالة الأنباء البريطانية بي أيه ميديا، إن لامي زار مخيماً في بلدة أدري الحدودية حيث التقى مسؤولين من وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في زيارة تواصلت ثلاثة أيام زيارة للمنطقة، للاطلاع على تعامل وكالات الإغاثة مع الأزمة الإنسانية.
We must not forget Sudan. pic.twitter.com/DEO1pbIgbm
— David Lammy (@DavidLammy) January 25, 2025وعبر آلاف اللاجئين إلى تشاد، ودول أخرى مجاورة، فراراً من الحرب في السودان.
وتضاف هذه المساعدة المالية لتشاد والسودان إلى مساعدة بـ 226.5 مليون جنيه إسترليني أعلنت بالفعل لمواجهة الطوارئ الإنسانية في السودان لتقديم المساعدة الغذائية الطارئة ومياه الشرب لنحو 800 ألف نازح.
وفر نحو 3.6 ملايين لاجئ إلى مصر، وتشاد، وجنوب السودان.
وقال وزير الخارجية البريطاني: "يواجه الشعب السوداني العنف على نطاق لا يمكن تصوره. هذه أكبر كارثة إنسانية في العالم".