سودانايل:
2025-02-24@07:15:30 GMT

من طرف المسيد: حديث عن النخيل (7).

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد

المحرر:
- نسال عن علاقة الرقيق بالارض وبالنخيل؟
- قبل ان اجاوب على هذا السؤال، هناك موضوعان يخصان النخل لم نذكرههما، الاول ان البنات لا يرثن النخيل، يرثه الاولاد، وبالتالي فالبنات اما يكون زوجها عنده نخل، او اهلها يهدوها نخلة او نخلتين، ويقال عنه (تمر البنات)، هذه تمرة فلانة وتلك تمرة علانة، ولكن النخل عموما يرثه الاولاد.

هذه هي النقطة الاولى.
النقطة الثانية ان النخل كان يستخدم كضمان، اخذت من احدهم شيء فترهن له تمرة، ضمان لسداد القرض، ويسمى القَبَضْ، ويقال: قبضت كذا تمرة لفلان.
ومن حق الشخص المقبض الحصول على المحصول من النخل النقبض الى ان يقوم الطرف الثاني بسداد المبلغ المطلوب منه.
وكان هذا تقليد اقتصادي غريب.
اما عن سؤالك، الرقيق لم يكن لهم صلة بالارض، ولا النخل، وكانوا يستخدمون في القفيز واللقيط وهكذا وياخذون نصيبهم مقابل ذلك العمل.
وقد ذكرت لك ان اي شخص في فترة حش التمر يكون له تمر: اللقاطون، الحشاشون، القفازون، البلد كلها اي شخص عنده تمر حصل عليه بطريقة ما، ولكن ساقية، او تمر، او شورى، الناس لم يكونوا يشركون العبيد معهم، ليس لديهم وضع بل كان الناس يؤجرونهم، وهم انفسهم كانوا يسخرون من حالهم، طبعا مستاجرين، وكما ذكرت لك تجيء هبوب جاد الخال فتنضج القمح ويصبح القمح ناشفا، وعندنا احد الرقيق انشد قصيدة، قال فيها:
- جاد الخال تجينا
نجدع طوارينا
ونحدر طواقينا،
وكذا في الكان كارينا
كان الرقيق يستاجرون للاعمال الزراعية وفي المباني والترحيل، طبعا هم فعلة وياخذون مقابل عمل اياديهم.
لكن، ساقية وجرف وتمر لم يكن للرقيق صلة بها ولا نصيب فيها.
المحرر:
- اين كانت اسواق التمر ومن كانوا تجاره او مشتروه؟
- كان يشتري البلح التجار الاجانب والمحليون، وكان يباع في اسواق: مصر، دار فور، في اسواق البطانة، وكان يتولى هذه المسالة الجمالة (اصحاب الجمال)، كان يحملون هذه التمور بالجمال لامدرمان ولبارا والابيض، وجدك (سَغَيِّر) كان احد هؤلاء التجار، وقد حكيت لك قصة بندقيته وتمر البطانة الذي اخذه من والدته وقال لها: اشترينا بالثمن بندقية.
فالتمور كانت محصول يشارك فيه كل الناس.
والمقل، عندما رايته اخر مرة، كان بها سوق، وسوق كبير، وفيها محطة بابور البحر، وكانت الجمال تجيء جالبة معها تمور من المناطق البعيدة، توضع في قيف البحر الى ان تجيء الباخرة فتحملها وتذهب بها. وهذا كان هو السوق الرئيسي، بجانب الاستهلاك.
طبعا استهلاك التمور كان اكبر بكثير منه في وقتنا الحاضر، لان التمر في ذلك الوقت كان هو الفاكهة الوحيدة الموجودة في البلد.
الان هؤلاء الاولاد لا ياكلون التمر، ولكن نحن كنا ناكله يوميا، ونستخدمه في اشياء اخرى كل يوم.
وكان عندما تقول لامك: انا جائع، تقول لك: خذ لك تمرات، ولو ذاهب الى الخلوة، تاخذ معك تمرا، ولو راكب فوق الساقية تملا جيوبك تمرا.
استعمال التمر الان اقل بكثير منه على ايامنا، طبعا صارت هناك المانجو، والبرتقال والموز وغيرها، ولكن في الماضي كان التمر هو الفاكهة الوحيدة.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!

جيد أن يتحول إشباع رغبة تعظيم النفوذ والوصول للسلطة من استخدام القوة وإشعال الحروب إلى إبهار الناس وكسب المؤيدين عبر مشاريع "الإعمار" والاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بها، وجميل أن تشهد البلاد تنفيذ مشروعات غربا وشرقا، ويحل البناء والتشييد محل الهدم والدمار، وإني لا أجد غضاضة في أن يكون لبنغازي ملعب حديث أو في طرابلس طريق دائري ثالث طويل، بل هما إضافة، ولكن!

ينبغي أن لا يجرنا الابتهاج بالمشروعات الجديدة بعيدا عن التقدير الصائب للأمور والفهم الصحيح لعملية التنمية الشاملة، وسيكون نوعا من التضليل الإصرار على إطلاق مسمى الإعمار على ما نراه من مشروعات.

ينبغي أن يقوم الإعمار على أرضية صلبة مستقرة، وأن يتأسس وفق منهجية صحيحة، فالإعمار له شروطه ومرتكزاته، ولك أن تكتب أخي القارئ عبارة "مفهوم الإعمار" في محرك البحث "غوغل" لتطلع على بعض ما أعنيه، فالإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.

الإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.

هناك قرى وأحياء في بعض مناطق الجنوب، على سبيل المثال، تفتقر إلى أبسط أساسيات العيش وتواجه ظروفا حياتية بائسة، لكنها خارج دائرة الاهتمام، والسبب ليس فقط أمني أو لوجستي، بل أيضا لأنها  تتطلب جهدا ووقتا في مقابل مردود قليل بالحساب السياسي، ذلك أن الجنوب لا يمثل في ميزان التنافس ثقلا كما يمثل الغرب والشرق، والتمييز يظهر حتى بين مدن الغرب والشرق، فما تحظى به المدن الكبرى لا يتوفر لتلك الأقل في عدد السكان والوزن السياسي والاقتصادي.

ويظهر على تنفيذ المشروعات الاستعجال كما تغيب اشتراطات مهمة في التعاقدات الأمر الذي ينتهي بها إلى نتائج غير إيجابية على صعيد التكلفة والجودة، دع عنك الفساد الذي يعشش عندما تتعطل أو تتعثر الدورة الصحيحة للتعاقد والتنفيذ والتقويم.

هناك أيضا مشكلة الاستنساخ الأعمى والانغماس في البهرج على حساب المضون، والاحتفاء بالمظهر أكثر من الغاية والهدف، وهي آفة لن تتسبب في هدر الاموال فحسب، بل تفسد العقول وتجعلها أسيرة ما تراه حولها من تكلف زائد وترف مفسد.

إن من أخطر ما يواجه البلدان التي مرت بفترات تخلف على مستوى الإدارة العامة، وواجهت ازمات سياسية وأمنية كشفت عوار التخلف، أنها تُدفع إلى مسارات بعيدة عن المأسسة والمؤسساتية، وما نراه من توجهات قائمة يؤكد هذا الافتراض، ولو أن مشروعات وبرامج وطنية كبرى من مثل الدستور ونظام الحكم والمؤسسات الفاعلة وسيادة القانون ومجابهة الفساد والإصلاح الاقتصادي القائم على رؤية استراتيجية وتطوير قطاعي التعليم والصحة لقيت احتفاء واهتماما من المسؤولين وكانت مطلبا أساسيا يتحرك لأجله الجموع، لتحقق الإعمار بمفهومه الصحيح، وما يقلقني أننا بالترتيب الخاطئ للمسارات والغفلة عن الأولويات نكون كمن يبني على "شفا جرف هار"، قد يأتي على ما أنجز في أول هزة لا سامح الله.

إننا مجتمع عانى من الحرمان وعايش أوقاتا وظروفا صعبة جدا ومُورس عليه التجهيل وتزييف الوعي فانحرفت عنده المفاهيم، وعندما تضيف إلى ما سبق سلوك طابور المتعاقبين على كرسي السلطة الذين يفسدون ولا يصلحون وياخذون ولا يعطون ينتهي الحال بالمواطن إلى تقديس المسؤول الذي يقدم له خدمة أو يحقق له مصلحة أو تنفذ على يديه بعض المشروعات، وهي من المترض حقوق ملزم من تولى أمرهم بها، لا يقابلها بالضرورة مدح ولا تهليل.

الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.الإعمار الحقيقي يهتم بالإنسان باعتباره مرتكز التغيير وأداة التطوير ومحرك الإصلاح، ويلاحظ المتابع المدقق أن عقول وتفكير المعنيين بمشروعات التنفيذية مرتهنة إلى "الأسمنت والحديد" ومظاهر التجميل المكملة، ولم استمع إلى حديث رصين عن قيمة الإنسان في التنمية والإعمار، وطرح جاد عن سمات وخصائص العنصر البشري الفعال، التي يفتقرها إليها شريحة واسعة من الليبيين، وكيفية غرسها فيهم عبر خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وهذا كافي للحكم بأننا مانزال تائهون عن الإعمار.

فلنفرح بملاعب القدم والطرق والكباري وغيرها من مشاريع البناء، لكن لا نتوقف عندها لتكون بالنسبة لنا هي معيار التقدم والازدهار، ولنبتهج بالزينة والأفراح، على أن لا تكون نهاية المطاف عندنا، ولنعي أنه ما لم تستقم القاطرة على سكة البناء المؤسسي بمفهومه الواسع والدقيق، ويكون المواطن الليبي الواعي والمسؤول والمدرب والمبادر هوي الغاية الأولى في مشروعاتنا وبرامجنا فنحن لا نسير في خط مستقيم صوب الاستقرار والإعمار.

مقالات مشابهة

  • “متنزه النخيل” بحقل.. وجهة ساحرة بين النخيل والبحر
  • الدويري .. أتفق مع النتنياهو.. ولكن!!
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول التمر الهندي يوميا على الفطار؟
  • لا تتوقعها .. فوائد التمر على الفطار
  • صاحب إيجوانا بورسعيد: حيوان أليف وعاش معي 6 سنوات وكان يفهمني (صور)
  • من مصر لكل العالم.. مهرجان «التمور» الدولي لكل الأذواق
  • موعد وكان جنازة حماة نيكول سابا.. ويوسف الخال: «رقدت بأسرارها»
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • طريقة عمل القهوة السعودية يمكن تقديمها مع التمر
  • في يوم التأسيس السعودي 1446... طريقة عمل عصيدة التمر