كيف لقوة متمردة متخابرة خارجيا ، أهلكت الحرث والنسل وقتلت ونهبت واغتصبت ودمرت الاقتصاد والمصانع والشركات والجامعات ومؤسسات الدولة والمجتمع بشكل منهجي متعمد، واستباحت كل شيء تقريباً .. ، كيف للبعض أن يطرح مسألة تحولها بكل بساطة إلى حزب سياسي وكأن ما قامت به مجرد شيء عادي لا يخالف شرعا ولا عرفا وقانونا ؟

إن أي حل لقضية الحرب الدائرة حاليا يكون على حساب الوطن والمواطن ؛ يعتبر تمرير لمخطط خبيث يريد أن يكتب للدعم السريع وشركائه عمرا جديدا يضاف لمسلسل الخيانة والتآمر على البلاد ، في ظل غياب السلطات القضائية والتشريعية ، وفي تعطل الأجهزة التي تعنى بالأمن القومي السوداني والتي تم اضعافها بشكل متعمد خلال السنوات الماضية .

.

كيف يسمح البعض لأنفسهم بمجرد التفكير في تجاوز حقوق ملايين المواطنين المتضررين من جرائم وانتهاكات متمردي الدعم السريع دون محاسبة ودون تعويض لهم؟

كيف يمكن ببساطة السماح لمن استعان بغزاة اجانب وجنس الآلاف منهم ليكونوا قاعدة عسكرية وحاضنة شعبية لهم ؛ أن يشاركوا في قيادة البلاد كحزب سياسي يمتمدد اجتماعيا وجغرافيا ليستفيد من الفرص المصنوعة التي تتوفر له من حالة السيولة الأمنية والسياسية والاقتصادية وغياب الدولة وتفكك المجتمع ؟

على الجميع أن يكونوا يغظين وواعين من تمرير هكذا مخططات تحاول أن تحقق أهدافها بأدوات سياسية عجزت عن تحقيقها بالآلة العسكرية ..

من الجيد جدا أن تتحول كافة الحركات المسلحة إلى أحزاب وكيانات سياسية فهذا توجه مطلوب لإعادة بناء الدولة وتحولها من حالة الحرب وعدم الاستقرار إلى حالة الأمن والسلم الاجتماعي ، لكن هذا التحول يحتاج إلى محددات واشتراطات وأسس من بينها أن لا تتشكل هذه القوى السياسية الجديدة على أسس جهوية أو قبلية أو عنصرية أو مناطقية ، وان لا يكون لها أي ارتباطات أو مصادر تمويل خارجية ، وان لا يدان مؤسسيها وقادتها بجرائم ضد الدولة والمجتمع أو جرائم تمس الشرف والأخلاق أو الفساد ، وغير ذلك من الاشتراطات ..

الأمر الآخر أن تتم هذه التحولات في ظروف طبيعية أو شبه طبيعية ، وليس مثل الظروف التي تمر بها البلاد الآن ويدان فيها الدعم السريع بكل هذه الجرائم التي تضرر منها جميع أبناء الشعب السوداني تقريبا ، واستهدفت منها مجموعات ومكونات معينة بشكل انتقائي ، مما يعقد الحل بهذه الطريقة المطروحة ..

د. عبد المحمود النور

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم

تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة الجَيلي شمالي الخرطوم، في حين أفادت تقارير بأن الجيش عزز سيطرته على مواقع وسط العاصمة.

وتشير تقارير إلى أن الجيش السوداني عزز سيطرته على مواقع وسط العاصمة الخرطوم، مع تجدد الاشتباكات بين قواته والدعم السريع منذ فجر أمس السبت 28 سبتمبر/أيلول.

وقالت مصادر عسكرية ميدانية -للجزيرة نت- إن الجيش السوداني واصل تقدمه وسط العاصمة الخرطوم مع تعزيزات عسكرية للجيش عبر جسر النيل الأبيض.

وتسيطر قوات من الجيش السوداني على منطقة المقرن السياحية مع تقدمها شرقًا باتجاه قاعة الصداقة، وجنوبًا باتجاه المناطق الإستراتيجية الواقعة جنوب شرقي نفق الإستاد وسط العاصمة.

كذلك شن الجيش السوداني غارات جوية كثيفة على مواقع للدعم السريع جنوبي الخرطوم.

معركة الخرطوم

وفجر الخميس 26 سبتمبر/أيلول الجاري، شن الجيش السوداني هجوما واسعا للسيطرة على العاصمة الخرطوم.

وأجمع مراقبون في السودان على أن الهجوم توفرت له عوامل نجاح تم التخطيط لها باقتدار -بحسب خبراء- بهدف السيطرة على العاصمة بمدنها الثلاث.

وقد تمركزت قوات الجيش في المواقع التي حُددت لها، في حين أخفقت محاولات الدعم السريع في صدّها إلى خلف الجسور الثلاثة في أم درمان، وتعرضت لخسائر بشرية ومادية كبيرة.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوداني نجح في قطع الدعم عن قوات الدعم السريع عبر التحليق الكثيف لطيرانه في أجواء المدن الثلاث للعاصمة، فجعل أي مغامرة للإمداد -عبر ما يسمى بقوات الفزع- شبه مستحيلة.

مقالات مشابهة

  • «المصريين»: توجيهات الرئيس بدراسة التكنولوجيا تعزز قدرات الأمن القومي
  • دفاع النواب: رسائل الرئيس في حفل كلية الشرطة حاسمة لحماية الأمن القومي
  • مركز الزينية بالأقصر ينهي موقف تقنين أراضي الدولة بتسليم 204 عقود للمواطنين
  • محافظ الأقصر يسلم عقد تقنين واضعي اليد على أراضي أملاك الدولة بالزينية
  • عضو بـ«الشيوخ»: الدولة تدرك أهمية إشراك الحوار الوطني في قضايا الأمن القومي
  • محافظ أسيوط يؤكد على تكثيف العمل بملف تقنين أراضى أملاك الدولة
  • محافظ الشرقية يوجه بسرعة إنهاء ملف تقنين أوضاع أراضي أملاك الدولة
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • تكثيف حملات استرداد أراضي أملاك الدولة من المتقاعسين عن تقنين أوضاعهم بمراكز المنيا
  • السوداني:أولوياتي( توفيرُ فرصِ العمل، وتحسينُ الخدمات، ومحاربةُ الفقر، ومكافحةُ الفساد)