رشا راغب: الأكاديمية الوطنية للتدريب هي الوظيفة الحلم بالنسبة لي
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
قالت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، إن الأكاديمية هي الوظيفة الحلم التي جعلتها تحدث التغيير الذي كانت تحلم به طوال عمرها، كل المنهج الذي سلكته في تاريخها المهني كان خلفه مباشرة دافع عامل تغيير حقيقي للإنسان.
استثمار ناجح لثروة غير ناضجةوأضافت «راغب»، «كنت أرى دائما أن المعرفة والعلم والتدريب والتمكين للكوادر البشرية التي تمثل رأس المال البشري، هو استثمار ناجح لثروة غير ناضجة، ولذلك في أوقات كثيرة خلال مساري المهني كان لدي اختيارات بين مؤسسة ستساعدني في تحقيق رغبتي في المساعدة في هذا الجانب، أو هادفة للربح أكثر».
وتابعت: «كان دائما اختياري للجانب الذي لدي شغف به، لكن الأكاديمية حققت لي كل الأشياء التي أرغب فيها، في شيء واحد، ففي أغسطس 2017 وقرأت عنوان بإطلاق الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والغرض منها، فدار حوار داخلي بيني وبين نفسي لم أصرح لأحد به نهائيا، وتخيلت من سيأتي كرئيس أو مدير لهذه المؤسسة ويشاء القدر بعد عام أن يقع الاختيار علي ويتم تشريفي بالمنصب».
وواصلت: «أنا بيني وبين الأكاديمية رابط قبل أن يكون هناك أي علاقة أو وسيلة بأن يكون هناك تواصل، هي الوظيفة الحلم التي ساعدتني على التغيير في أشياء كانت شغفي، وأن الإنسان إذا تم الاستثمار فيه بطريقة صحيحة ومبدعة يستطيع السير في رحلة تغيير وتحويل ويكون شخص آخر، إيماني المطلق طوال عمري أن لا أحد سيء ولكن لم يحصل على فرصة صحيحة في المكان الصحيح».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأكاديمية الوطنية للتدريب التدريب
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | مجدي أحمد علي.. عينٌ على المدينة وقدمٌ في الحلم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ليس من السهل أن تقف في منتصف الحكاية، أن تتأمل النهر دون أن تغرق فيه أو تبتعد عنه. مجدي أحمد علي، المخرج الذي لم يأتِ من الحكاية، بل جاء من أطرافها، من شوارع ضيّقة في مدينة تعج بالمفارقات، ومن أصوات النساء اللواتي يُخفين وجوههن في الأحياء الشعبية، ومن عيون الرجال الذين فقدوا البوصلة في زمن مشوَّه. في كل فيلم يوقعه مجدي، تشعر أنه لا يخرج من العدم، بل ينبعث من طبقات دفينة في الوعي الجمعي، ومن أرشيف روحي لا تزال فيه الجراح تنزف.
ولد مجدي في صخب القاهرة، وعاش على تخوم الحلم القومي والسقوط الاجتماعي. درس الصيدلة أولًا، وكأن القدر شاء أن يجعله يعرف معنى المداواة قبل أن يجرحه الفن، لكنه ما لبث أن انحاز إلى المعهد العالي للسينما، متّبعًا صوتًا داخليًا لا يمكن إسكاتُه. وهناك، بدأ في شق طريقه ببطء وصدق، بعيدًا عن بهرجة الضوء، قريبًا من قلب الواقع.
لكن مجدي ليس مخرجًا فقط، بل هو ناسك سينمائي؛ يكتب ويخرج وكأنه يفتح أبواب بيت قديم يسكنه الحنين والغضب. في فيلمه الأول "يا دنيا يا غرامي"، لا يستعرض المجد بقدر ما يستعرض المأساة اليومية للمرأة المصرية التي تُجلد في صمت. تلك النبرة، النابعة من تعاطف حقيقي، ظلت ترافقه في أفلامه التالية، كـ"خلطة فوزية" و"أسرار البنات"، حيث الكاميرا ليست عينًا عُليا تحكم، بل رفيق درب يحاول أن يفهم.
يملك مجدي قدرة فريدة على الإنصات. أفلامه لا تصرخ، بل تهمس. وفي الهمس، غالبًا ما يُقال كل شيء. خذ مثلًا "عصافير النيل"، المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان، ستجد فيه تأملًا طويلًا في الإنسان الذي يعيش على حافة الانطفاء. لا بطولة هنا، بل هشاشة. لا صراع خارجي، بل داخل روح باردة تبحث عن شيء يشبه الحياة.
أما فيلم "مولانا"، فكان بمثابة منعطف. ليس لأنه يقترب من موضوعات شائكة كالدين والسياسة فحسب، بل لأنه يعلن بوضوح عن شجاعة مجدي في اقتحام المسكوت عنه، دون أن يفقد رهافته. الشيخ في الفيلم ليس مجرد رمز، بل هو رجل ممزق بين الميكروفون والمحراب، بين الإيمان واللعبة الكبرى.
وفي "2 طلعت حرب"، يصل مجدي إلى ذروة رمزيته، إذ تتحول الشقة المطلة على الميدان إلى مسرح مغلق لتاريخ وطن بحاله. أربعة مشاهد، أربعة أزمنة، أربعة وجوه للخذلان. هنا، لم تعد السينما مرآة للواقع، بل صدى لما لم يُقَل بعد. الحكايات ليست متجاورة فحسب، بل متورطة في بعضها، كما هو حال التاريخ عندما يُعاد تدويره في غرف مغلقة.
لكن ما يُميز مجدي أحمد علي، بعيدًا عن مُنجزه السينمائي، هو حضوره الخافت والمستمر في المشهد الثقافي. لا يُكثر من الظهور، لكنه حين يتكلم، يضع إصبعه على الجرح دون تردد. لا يسعى إلى النجومية، بل إلى بناء أرشيف سينمائي مقاوم للنسيان، أرشيف يحاول فيه كل فيلم أن يستبقي لحظة ما من الصدق قبل أن تبتلعها الموجة.
أخيرًا، لا يمكن الحديث عن مجدي دون التوقف عند ابنه أحمد مجدي، الذي ورث الفن بروحه لا بألقه. من السهل أن ترى بين الاثنين جسرًا غير مرئي، مبنيًا على احترام الحكاية والانحياز إلى الإنسان العادي، إلى الذين لا يملكون أصواتًا ولكنهم يملكون وجوهًا لا تُنسى.
في زمن السينما التي تحاول أن تُرضي الجميع، يظل مجدي أحمد علي مخرجًا لا يهمّه أن يُرضي أحدًا سوى وعيه وضميره. ولذلك تحديدًا، تظل أفلامه شاهدة على عصر، لا بوقًا له.