الصيف الحار.. والسياحة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
تُواجه الدول ذات الحرارة المُرتفعة مثل السلطنة تحديات فريدة في جذب السياح خلال أشهر الصيف الحارقة. ومع ذلك، يمكن لهذه الدول، بفضل استراتيجيات مبتكرة وإدارة فعَّالة، تحويل هذه التحديات إلى فرص لجذب الزوار. يستعرض هنا كيفية تكييف السياحة في الدول الحارة للاستفادة من المناخ الجاف والحرارة الشديدة كعوامل جذب بدلاً من اعتبارها عقبات.
بعض استراتيجيات التكييف السياحي في الدول الحارة هي تعزيز الأنشطة والفعاليات الليلية بتطوير برامج سياحية ليلية مثل الجولات الليلية في المدينة، والأسواق الليلية، فسوق مطرح يمكن أن يكون أحدها غير الأسواق الشعبية الأخرى في المحافظات، والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق، والأنشطة الرياضية الليلية مثل سباقات السيارات أو ركوب الدراجات وكرة القدم ويمكن كذلك إضاءة المعالم السياحية الرئيسية وجعلها متاحة للزيارة خلال الليل، مما يتيح للسياح استكشافها في درجات حرارة أكثر برودة.
تغيير توقيت المراكز التجارية الضخمة التي تحتوي على أنشطة متنوعة مثل التسوق، والترفيه، وتناول الطعام في بيئات مُكيفة لتستمر خلال الفترة المسائية لوقت أطول بحيث تستثمر بشكل أفضل ومثلها الحدائق المائية الداخلية والخارجية، التي توفر تجربة ممتعة وآمنة في درجات حرارة أقل ارتفاعاً خلال المساء، مما يجذب العائلات والأطفال.
أما بالنسبة للمواقع الطبيعية والمنتجعات الشاطئية فيمكن تطويرها بحيث توفر للسياح فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالأنشطة المائية. والشواطئ توفر مكانًا مثاليًا للسباحة والغوص وركوب الأمواج. ويمكن كذلك الترويج لزيارة الواحات والينابيع الطبيعية في الأودية والكهوف المنتشرة في مختلف ولايات السلطنة ابتداء من مسقط إلى مسندم وظفار والتي تأتي تلقائيًا مع رياضة المغامرات حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالسباحة في المياه العذبة والتمتع بالبيئة الطبيعية.
أما بالنسبة للسياحة الثقافية والتاريخية، فيمكن تنظيم زيارات إلى المواقع الثقافية والتاريخية مثل المتاحف، والقلاع، والمساجد، التي تكون مكيفة وتوفر استراحة من الحرارة الخارجية مع تنظيم فعاليات ثقافية في المساء داخل أماكن مغلقة أو مكيفة، مثل عروض الفنون، والمسرحيات، والعروض الموسيقية.
وهناك نوع آخر من السياحة وهو السياحة الصحية والعلاجية والتي تعتمد بشكل أساسي على توفير المنتجعات الصحية التي توفر بيئات مكيفة وخدمات صحية مميزة، مثل العلاج بالطين والمياه المعدنية، والمياه الساخنة؛ حيث يمكن الترويج للمنتجعات الصحية والمراكز العلاجية باستغلال التسهيلات الصحية في الدول الحارة لتقديم برامج علاجية للسياح، تشمل العلاجات التجميلية والجراحات البسيطة.
أما بالنسبة لقطاع السياحة الرياضية وخاصة المغامرات، فتتميز السلطنة بتنظيم رحلات إلى الجبال والوديان تشمل أنشطة مثل تسلق الجبال بحبال الصعود أو الفيافراتا والتخييم في الليل، ومشاهده النجوم؛ حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا والجبل الأخضر وجبل شمس وغيرها من الجبال يمكن أن تعتبر مصايف حيَّة تزخر بالكثير من الفعاليات والأنشطة.
وعوضًا عن ذلك يُمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة السياح بتطوير تطبيقات سياحية تقدم معلومات عن الطقس وأفضل الأوقات لزيارة المعالم السياحية، وخيارات الأنشطة المكيفة واستخدام تقنية الواقع الافتراضي لتوفير تجارب سياحية افتراضية في أماكن مغلقة ومكيفة، مما يتيح للسياح الاستمتاع بالمعالم السياحية دون التعرض للحرارة.
ولاستدامة الأنشطة السياحية خلال فتره الصيف، إضافة إلى الاستراتيجيات المذكورة، يُمكن اتخاذ المزيد من الإجراءات لجعل الدول ذات الحرارة المرتفعة وجهات سياحية مميزة ومرغوبة حتى في ظل الطقس الحار على مؤسسات الدولة التكامل في تنفيذها، وأن تؤخذ بعين الاعتبار؛ وهي التخطيط الحضري لتخفيف الحرارة؛ فإنشاء حدائق ومساحات خضراء في المدن يساعد في تقليل تأثير الحرارة وتوفير مناطق ترفيهية للسياح وتوفير مناطق مظللة وممرات مكيفة تربط بين المعالم السياحية والمرافق العامة، تحسين تجربة النقل والسفر بتوفير وسائل نقل عامة وخاصة مكيفة بالكامل، مثل الحافلات السياحية المكيفة وقطارات مريحة تربط بين المدن والمواقع السياحية وتعزيز الرحلات الجوية الداخلية لتقليل وقت السفر البري في الحرارة الشديدة، وتوفير خيارات طيران منخفضة التكلفة بين الوجهات السياحية.
كما إن الحوافز والتسهيلات للسياح تلعب دورا كبيرا في جلب السياح مثل تقديم عروض خاصة وجوائز لجذب السياح خلال أشهر الصيف، مثل أيام اقامه إضافية مجانية أو تخفيضات على الإقامة والأنشطة السياحية، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للسياح، وتقديم خيارات متعددة للدخول والخروج لتشجيع الزيارات المتكررة.
أيضًا تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وإقامة شراكات مع دول أخرى لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في إدارة السياحة في المناطق الحارة والتعاون مع الدول المجاورة لتنظيم جولات سياحية تشمل زيارات متعددة البلدان، مما يزيد من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية شاملة.
وختامًا.. فإن تكييف السياحة في الدول ذات الحرارة المرتفعة يتطلب تخطيطًا دقيقًا وابتكارًا مستمرًا لتقديم تجارب سياحية مميزة ومريحة للسياح من خلال استغلال الفصول الباردة، وتطوير السياحة الليلية، وتعزيز البنية التحتية المُكيَّفة، يُمكِن لهذه الدول تحويل تحديات الحرارة إلى فرص جاذبة؛ مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير قطاع السياحة بشكل مستدام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جناح مصر للطيران يشهد اجتماعات وفعاليات متعددة لتنشيط الحركة السياحية إلي مصر
تشارك مصر للطيران في فعاليات الدورة السنوية لبورصة برلين للسياحة والسفر ITB 2025، والتي تُعد واحدة من أكبر وأهم المعارض الدولية في صناعة السياحة والسفر على مستوى العالم، حيث انطلقت فعالياته في العاصمة الألمانية برلين وتستمر خلال الفترة من 4 إلى 6 مارس 2025، بمشاركة واسعة من كبرى الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع السياحة والسفر من جميع أنحاء العالم.
وتأتي مشاركة مصر للطيران في هذا المعرض في إطار استراتيجيتها للتواجد في المحافل الدولية والعالمية، وحرصًا منها على تنشيط وزيادة الحركة السياحية الوافدة إلي مصر، وتهدف مصر للطيران من خلال مشاركتها هذا العام إلى تعزيز الحركة الجوية السياحية من الأسواق الألمانية والأوروبية إلى مناطق الجذب السياحي المصرية، بما يعزز تواجدها في هذه الأسواق الحيوية حيث تعد مصر واحدة من الوجهات السياحية الأساسية للسائحين في ألمانيا وأوروبا.
وتفقد كل من شريف فتحي وزير السياحة والآثار المصري، والدكتور محمد البدري، سفير مصر في برلين، جناح مصر للطيران بالمعرض، وقد أشادا بالجناح المميز لمصر للطيران الناقل الوطني المصري.
كما تستهدف مصر للطيران من خلال جناحها المميز تقديم عروض وخدمات جديدة لجذب المزيد من المسافرين، بالإضافة إلي الترويج لأحدث خدمات الشركة وشبكة خطوطها الجوية التي تمتد إلى نحو 85 وجهة حول العالم.
وخلال فعاليات المعرض، عقد وفد مصر للطيران الذى ضم كل من طارق العدوي مساعد رئيس قطاع الشئون التجارية بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية، وتوفيق شلبي المدير الإقليمي لمصر للطيران في ألمانيا، وإسلام وحيد مدير مكتب مصر للطيران ببرلين، وأحمد إمام مدير عام المبيعات والتسويق بألمانيا، وفريق من الإدارة العامة للتسويق والرحلات الخاصة بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية، العديد من الاجتماعات واللقاءات مع أكبر وكلاء للسياحة والسفر في ألمانيا وأوروبا، وعلى رأسها الوكيل السياحي Helios، بالإضافة إلى شركات بيع التذاكر للوكلاء السياحيين والجمهور مثل OPODO و etravel و trip.com.
وتم بحث آليات التعاون لزيادة وتنشيط حركة المبيعات، كما التقى وفد الشركة بممثلين عن مطار دوسلدورف ومطار هامبورج لبحث فرص زيادة التعاون المشترك مع مصر للطيران خلال المرحلة القادمة.
هذا وتُسيِّر مصر للطيران حاليًا 26 رحلة أسبوعيًا إلى ألمانيا، بواقع رحلة يوميًا إلى برلين وفرانكفورت وميونخ و5 رحلات أسبوعيًا إلى دوسلدورف.
اقرأ أيضاًمصر للطيران للشحن الجوي تشارك في معرض Air Cargo Africa 2025 بالعاصمة الكينية
عاجل| مصر للطيران تُلغي رحلتين من وإلى أثينا.. ما السبب؟
مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية تجدد الاعتماد الأوروبي لمحطتي جدة والمدينة المنورة