كشف "السقوط الدراماتيكي" لاثنين من وزراء الدفاع الصينيين مؤخرا عن خداع عميق مزعوم بقطاعات رئيسية من حملة التحديث العسكري التي يقودها الزعيم الصيني، شي جين بينغ، رغم حربه المعلنة التي دامت عقداً من الزمن على الفساد، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وطبقا للشبكة الأميركية ذاتها، فإن هذا الأمر أثار تساؤلات بشأن الاستعداد القتالي للجيش الصيني في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية.

وبعد أشهر من التكهنات المكثفة، والتحفظ الرسمي، أكدت بكين أخيرا أن وزيري دفاعها السابقين اللذين اختفيا عن الرأي العام خلال العام الماضي كانا قيد التحقيق بتهمة الفساد.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس، أن لي شانغ فو، الذي أطيح به من منصب وزير الدفاع خلال شهر أكتوبر الماضي بعد 7 أشهر فقط من توليه مهامه، ووي فينغي، الذي تبوأ الوزارة ذاتها خلال الفترة من 2018 إلى 2023، تم طردهما من الحزب الشيوعي الحاكم عقب التحقيقات.

وبالإضافة إلى تلقي وتقديم الرشاوى، وإساءة استخدام السلطة، اتُهم لي أيضا "بتلويث البيئة السياسية والممارسات الصناعية لقطاع المعدات العسكرية بشدة"، وفقا لقناة "سي سي تي في" الحكومية.

وأحيلت قضيتي الوزيرين السابقين إلى النيابة العسكرية، لتوجيه الاتهامات إليهما.

معلومات استخباراتية أميركية تكشف سبب حملة التطهير في الجيش الصيني كشفت الاستخبارات الأميركية أن عملية التطهير العسكري الشاملة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ سببها الفساد المستشري الذي قوض جهوده لتحديث القوات المسلحة، وأثار تساؤلات حول قدرة الصين على خوض الحروب، بحسب ما ذكرته شبكة "بلومبرغ".

وتشير الاتهامات ضد لي تحديدا، الواردة في إعلان المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المؤلف من 24 عضوا، بوضوح إلى الفساد في شراء الأسلحة.

ويعد الوزيران من أكبر المسؤولين العسكريين الذين أطيح بهما في عملية تطهير واسعة النطاق لمؤسسة الدفاع الصينية منذ الصيف الماضي، التي أدت إلى إقصاء أكثر من 10 من كبار الجنرالات والمديرين التنفيذيين من المجمع الصناعي العسكري، وفقا لـ "سي إن إن".

وتأتي هذه الاضطرابات في الرتب العليا للجيش الصيني في الوقت الذي يسعى فيه الزعيم شي إلى جعل القوات المسلحة أقوى وأكثر استعدادا للقتال، وأكثر عدوانية، في تأكيد مطالباتها الإقليمية فيما يتعلق بجزيرة تايوان، المتنازع عليها في المنطقة.

وتأتي إقالتهما بعد ترقيتهما خلال عهد شي، رغم حملة الزعيم الصيني لمكافحة الفساد منذ أكثر من عقد من الزمن، مما يؤكد الصعوبات في منع الفساد على أعلى مستويات الجيش، وفقا للمحللين.

وفي حين حققت حملة شي لمكافحة الفساد بعض النجاح، فإن الافتقار إلى الرقابة المدنية المناسبة والنظام القانوني المستقل يعني أن الجيش يعتمد على محققيه الداخليين للإشراف، حسبما قال جيمس تشار، وهو زميل كلية "إس. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة.

وأضاف: "هذا أمر صعب، لذا فإن الفساد سيستمر بالتأكيد".

وكجزء من طموح شي لتحويل الجيش إلى قوة قتالية "من الطراز العالمي"، أنفقت الصين مليارات الدولارات لشراء وتحديث المعدات العسكرية. 

كما شيد شي قوة الصواريخ، وهو فرع النخبة الذي يشرف على ترسانة البلاد السريعة التوسع من الصواريخ النووية والبالستية.

وكان معظم الجنرالات الذين تم فصلهم، أو اختفوا دون تفسير  العام الماضي، مرتبطين بقوة الصواريخ أو المعدات العسكرية، بما في ذلك لي ووي.

وقال جويل ووثنو، وهو زميل أبحاث بارز في جامعة الدفاع الوطني الممولة من البنتاغون، إن العبارة المصاغة بعناية في الاتهامات تشير إلى التواطؤ بين الشركات المملوكة للدولة التي تصنع الأسلحة ونظام المشتريات التابع للجيش.

وقال ووثنو: "نعلم أن هناك بعض التواطؤ، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الأسلحة الحيوية دون المستوى المطلوب، أو لا يمكن الاعتماد عليها". 

وأضاف: "إذا ثبت ذلك، فسيكون الأمر أكثر خطورة بالنسبة لشي، لأنه ستكون لديه شكوك ليس فقط بشأن الأخلاق، ولكن أيضا بشأن الاستعداد العسكري الفعلي".

من جانبه، أشار تشار إلى دراسة أعدتها الجامعة البحرية الصينية للهندسة ومركز شراء المعدات البحرية ومكتب التدقيق التابع للجنة العسكرية المركزية في عام 2018 حللت بالفعل ممارسات التلاعب في العطاءات في شراء معدات الجيش، ودعت إلى تحسين نظام العطاءات. 

وتابع: "أثارت هذه المشكلات في عمليات الشراء تساؤلات بشأن جودة المعدات التي اشتراها الجيش في وقت سابق. ولكن ما مدى جودة أداء هذه الأسلحة فعليا في الميدان؟ أعتقد أن هذا أمر قابل للنقاش".

وفي إشارة إلى أن القيادة العسكرية العليا بالصين قد تكون قلقة بشأن جودة أسلحتها، تعهد الجنرال هي ويدونغ، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية التي تشرف على القوات المسلحة في مارس الماضي باتخاذ إجراءات صارمة بشأن "القدرات القتالية المزيفة" داخل الجيش، حسبما لفت تشار.

وأضاف تشار: "وسرعان ما تم حظر تعليقه من الرأي العام بعد ذلك. أعتقد أن هذا يوضح الكثير عن القدرات القتالية الفعلية لـ(جيش التحرير الشعبي الصيني)".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

منتخب فرنسا يعتمد على الدفاع المُحكم للتقدم في يورو 2024

واجهت فرنسا صعوبة في تسجيل الأهداف ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024، وتدين بتأهلها للدور ربع النهائي إلى دفاع صلب أصاب منافسيه بالإحباط.

وفي طريقه لربع النهائي، لم يهز المنتخب الفرنسي الشباك من لعب مفتوح وإنما أحرز هدفا من ركلة جزاء نفذها كيليان مبابي، وهدفين عكسيين سجل آخرهما يان فوتونجن في الفوز 1-صفر على بلجيكا في الدور ثمن النهائي أمس الاثنين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مباشر.. مباراة تركيا ضد النمسا 1-0 في ثمن نهائي يورو 2024list 2 of 2وصفته بـ"ميستيانو بينالدو".. هل تعمدت "بي بي سي" إهانة رونالدو؟end of list

واهتزت شباك فريق المدرب ديدييه ديشان مرة واحدة فقط في التعادل 1-1 مع بولندا في دور المجموعات من ركلة جزاء سجلها روبرت ليفاندوفسكي بعد إعادتها.

ولم تقدم فرنسا مستواها المعهود، وبدت شبحا للفريق الذي سجل 9 أهداف في طريقه إلى دور الثمانية بكأس العالم 2022 و7 في 4 مباريات عام 2018.

لكن في ألمانيا يمتلك المنتخب الفرنسي أفضل دفاع، بجانب إسبانيا، إذ لم تهتز شباكه سوى بهدف وحيد على الرغم من أن قلبي الدفاع وليام ساليبا ودايو أوباميكانو لم يبدآ مباراة معا في دفاع مكون من 4 لاعبين قبل مباراة ودية ضد كندا الشهر الماضي.

وقال ديشان عقب مباراة بلجيكا "لدينا صلابة دفاعية مثيرة للاهتمام. إنه أمر ضروري في هذا المستوى. لقد قطعنا شوطا طويلا، ولم يكن الأمر سهلا على الجميع. إنها ليست مجرد مسألة دفاع جيد، لقد استحوذنا بشكل جيد على الكرة. لقد فعلوا كل ما في وسعهم للتأكد من أننا لم نستقبل أي هدف. حتى لو نجحنا في هجمة واحدة فقط، فهذا يكفي لهذا اليوم".

كما أشاد المهاجم راندال كولو مواني، الذي منحت تسديدته التي اصطدمت بدفاع بلجيكا إلى داخل الشباك فرنسا الفوز أمس الاثنين، بدفاع الفريق.

وقال مواني "يجب أن نكون أكثر كفاءة أمام المرمى، لكن الدفاع هو مفتاح النجاح".

كان الظهير الأيسر تيو هرنانديز لاعبا مؤثرا ضد بلجيكا بتدخل في توقيت مثالي، ليحرم يانيك كاراسكو من التسجيل، وتصدى الحارس مايك مينيان 12 تصديا حاسما، اثنان من روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين، لتفوز فرنسا على بلجيكا للمرة الخامسة في البطولات الخمس الكبرى.

وقال مدرب ليل وروما السابق رودي غارسيا لصحيفة (ليكيب) الرياضية الفرنسية "لدينا أفضل حارس في البطولة مايك مينيان. إنه على مستو كبير جدا، وأبقى على آمالنا في المباراة، لقد قدمنا أداء دفاعيا قويا، وهذا قد يأخذنا بعيدا جدا".

وتواجه فرنسا بعد ذلك البرتغال في تكرار لنهائي 2016، الذي فاز به فريق النجم كريستيانو رونالدو.

مقالات مشابهة

  • السقوط المخيف.. صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا
  • صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا.. السقوط المخيف
  • منتخب فرنسا يعتمد على الدفاع المُحكم للتقدم في يورو 2024
  • مراسل رؤيا: انقطاع التيار الكهربائي في كافة ارجاء مدينة عكا المحتلة
  • لا للتجنيد بالجيش الصهيوني.. لوفيغارو: اليهود المتشددون لن يقبلوا الخدمة العسكرية
  • 30 يونيو | بعد 11 عامًا من السقوط.. هل ماتت «الجماعة» إكلينيكيًا؟
  • نتنياهو: نقترب من القضاء على القدرات العسكرية لحماس وسنواصل تدمير فلولها المسلحة
  • رحلة السقوط الحر.. المخرج شريف عرفة تحت المجهر
  • خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية لرفض مصر دخول قواتها مع دول عربية إلى قطاع غزة