«فولة واتقسمت نصين»| أشباه الفنانين الطريق الجديد للشهرة.. آخرهم شبيه الفنان تامر عاشور و«سمورة».. ونقاد يصفون الظاهرة بـ«التفاهة والإفلاس» هدفها الترافيك
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
«فولة واتقسمت نصين.. يخلق من الشبه أربعين».. هي أمثال مصرية دارجة ومعروفة، وفي بعض الأحيان نكتشف صحتها، فكثير ما نصادف أشخاص يشبهون إلى حد كبير بعضهم وفي كثير من الأحيان نرى أنهم يتشابهون في الشكل مع نجوم الفن، ونطلق على هذا الشبه في وقتنا الحالي بـ«موضة أشباه الفنانين» وهو التعبير الأمثل لتلك الظاهرة، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة، حيث ظهر مؤخرًا عدد من الأشخاص يشبهون في الشكل، بعض الفنانين، الأمر الذي أثار الجدل والتعجب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رصدت جريدة «البوابة نيوز» هذه الظاهرة التي انتشرت وتهافتت عليها جميع الصفحات، ونعرض آراء بعض المتخصصين في مجال السوشيال ميديا والنقاد وعلماء الاجتماع لمعرفة مدى تأثير تلك الظاهرة في المجتمع، وذلك خلال التقرير التالي:
فى الفترة الأخيرة ظهر العديد من الترندات المرتبطة بأشخاص عادية تشبه مشاهير آخرهم «شبيه الفنان تامر عاشور» والذي ظهر في حفل المطرب الغنائي تامر عاشور بمهرجان العلمين الجديدة والذي أقيم أمس الأحد بمدينة العلمين.
شبيه تامر عاشور
وتفاجأ الحاضرون في حفل تامر عاشور بوجود شاب يشبه إلى حد كبير الفنان «تامر»، والتقط له عدد من الصور والفيديوهات التي يتم تداولها على نطاق واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
شبيه سمير غانم «سمورة»
وظهر ناشط على «تيك توك» يُدعى أيمن الشريف بويكا، يقوم بتقليد الفنان سمير غانم في أدائه لبعض المشاهد، حيث وصفه الجمهور بـ«شبيه ملك الكوميديا» أو المعروف إعلاميًا بشبيه «سمير غانم».
وقال شبيه «سمير غانم» في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»: إن اكتشاف الشبه بين وبين الفنان الشهير؛ كان صُدفة، حيث إنه كان في عرض مسرحي وكانت «الباروكة» ضمن الإكسسوارات المطلوبة لأداء العرض المسرحي.
وأضاف «الشريف» أن ارتداءه لـ «الباروكة» في العرض المسرحي قرب الشبه بنسبة كبيرة من الفنان الراحل، لافتًا إلى أنه كان ذات مرة يصنع فيديوهات على منصة «التيك توك»، مُقلدًا إحدى أدوار الفنان سمير غانم وهو مُرتديًا «الباروكة» فلقي المقطع راوجًا واسعًا وبدأ المشاهدين يطالبونه بأداء مقاطع معينة للفنان الشهير الراحل سمير غانم.
«حسام» شبيه كريم محمود عبد العزيز
ظهر منذ أيام شبيه للفنان كريم محمود عبد العزيز في لقاء مباشر ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب وجه الشبه الكبير بينه وبين نجل الساحر، ليعيد إلى المشهد وقائع أشباه المشاهير.
وكشف حسام، شبيه كريم محمود عبد العزيز أن الجمهور يعتقد أنه كريم محمود عبد العزيز، والبعض يلتقط الصور التذكارية معه، مشيرًا إلى جدته هي التي اكتشفت الشبه بينه وبين الفنان عندما كانت تشاهد فيلم "حصل خير"، متابعًا: "أهلي شجعوني أعمل فيديوهات وبدأت أظهر موهبتي وبدأت أغني عشان الناس تشوفني".
وتجاوز أمر أشباه الفنانين، مجرد تداول صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحل الكثير منهم ضيوفًا في بعض البرامج التليفزيونية، واحتلوا منصات التريند، ازدادت التساؤلات حولهم.
اكتساب شهرة سريعة والوصول للتريند
التشابه الشكلي الكبير بين الفنان، وشخص آخر، منح فرصة لهؤلاء الأشخاص لاكتساب شهرة سريعة وواسعة والوصول للتريند، واحتلال منصات التواصل الاجتماعي، والبرامج التليفزيونية، ومنح الأمر فرصة لبعضهم للقاء الفنانين أشباههم، والتقاط صور معهم.
شبيه رشدي أباظة و«ويجز»
وظهر أيضا عدد من الأشخاص في الفترة الأخيرة يدعون أنهم قريبي الشبه ببعض الفنانين ومنهم «ويجز» والشبه بين رشدي أباظة و«محمد مؤمن»، من حيث تسريحة شعره وحاجبيه وطلته التي خطف بها قلوب محبيه، الأمر الذي دفع العديد من المتابعين إلى تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليق الفنانين على ظهور شبيه لهم
كما أن الفنانين لم يعبروا انزعاجهم لظهور شبيه لهم، بل تفاعلوا مع الأمر بشكل مختلف، فمنهم من تجاهل الأمر إطلاقًا مثل الفنان أمير كرارة، والفنانة عبلة كامل.
وبعضهم حرص على الالتقاء بهذا الشبيه والتصوير معه مثل "ويجز" الذي التقي به في أحد حفلاته. وإذ أن هذا الشبيه كاد يتسبب في أزمة ولكن تم السيطرة على الأمر.
أما الفنان أحمد العوضي، قام بنشر فيديو الشبيه عبر حسابه الخاص بـ"إنستجرام" وأبدى إعجابه به ووصفه بـ"العالمي".
محمود المليجي ومؤمن الفقي
ظهر علينا في الآونة الأخيرة شاب يُدعى مؤمن الفقي، يدعي أنه يمتلك موهبة فى الفن والتمثيل ومن شدة حبه للفنان محمود المليجي والشبه بينهما اعتقد البعض أنه «حفيد المليجي» ولكنه أكد عدم وجود صلة قرابة بينه وبين عائلة الفنان الراحل، واعترف الفقى بأن الشبه بينه وبين المليجى ساعده فى بداية تحقيق حلمه ليدشن رحلته فى عالم والتمثيل ومن حبه الشديد للمليجى تقمص شخصيته وأدواره فى مقاطع صغيره يعرضها على مواقع التواصل الاجتماعى.
عبلة كامل وهند العبد
كان للشبه بين بين هند العبد والفنانة الكبيرة عبلة كامل نصيب الأسد؛ لتجد صورها تملأ السوشيال ميديا، وتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وصرحت هند في بعض اللقاءات التلفزيونية: أن الشبه بدأ من المرحلة الإعدادية، ولكن ظهور الشبه فى السوشيال ميديا بدأ منذ ثلاث سنوات وهو الذى ساعدها لتحقيق هدفها فى اقتحام مجال الفن لأنها منذ الصغر وهى فى مراحل التعليم تشارك فى المسرح المدرسى خلال العديد من المناسبات على المسرح..
وأضافت هند، أنها تعرضت لتعليقات سلبية في بداية ظهورها لكن بفضل الله استطاعت أن تثبت للجميع أنها تمتلك موهبة جبارة فى التمثيل.
تعليق النقاد على الظاهرة
وبسؤال بعض المتخصصين في مجال «السوشيال ميديا» والنقاد وعلماء الاجتماع لمعرفة مدى تأثير هذه النماذج على المجتمع:
- «شومان» تصفها بـ«التفاهة»: تسليط الضوء على هذه النماذج يحولها إلى ظاهرة
وصفت الناقدة حنان شومان هذه الظاهرة بـ"التفاهة"، قائلة: هذه التفاهة يتحملها من نقل هذا الأمر للعامة؛ لأنه من الممكن أن يكون أحد الأشخاص يرى نفسه شبيهه لأي شخصية معروفة. هذا من حقه طالما داخل محيطه الشخصي، الأزمة تكمن في تحويلها من مجرد قصة شخصية إلى ظاهرة.
وأضافت: هذه المشاركات والتعليقات وتسليط الإعلام الضوء على هذه النماذج يحوله من شيء عابر لظاهرة.
واتفقت معها الناقدة ماجدة خير الله التي أكدت أن هذه الظاهرة ما هي إلا "فراغ وتفاهة" ولكننا لا نستطيع أن نصفها بأنها مثلًا تهدد المجتمع. فما هي إفلاسًا للموضوعات الحقيقية التي يجب أن نتحدث فيها.
قالت: "مفيش حد هيكون زي حد."لأن ظروف السينما ليست كما كانت. كما أن هذا النموذج ليس لديها موهبة. ولو كانت لديه أي بادرة كان من المفترض سعي لها منذ وقت طويل.
طارق الشناوي: فكرة الشبيه هدف رخيص وفكرة قديمة
وأكد الناقد طارق الشناوي في تصريحات صحفية، أن فكرة الشبيه ما هي إلا هدف رخيص الثمن. لذلك سعت القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية خلفهم لأنهم فرصة لكي يملأوا ساعات الارسال. إذ أن هؤلاء الأشباه في العادة لا يتقاضوا اجرًا.
كما وصف الشبيه بـ "لعبة قديمة فشلت. إلا أننا كما يبدو أدمنا الفشل..!!".
خبيرة «ميديا»: ظاهرة أشباه الفنانين غرضها صناعة الترافيك
قالت دعاء سليط متخصص تطوير وخبيرة ميديا في تصريحات صحفية: إن ظاهرة أشباه الفنانين ما هي إلا نوع من أنواع "سفه التريند" حيث أن نوعية هذه الموضوعات المنتشرة ما هي إلا لفت للأنظار.
وأضافت: وكل ما يحدث سعيًا وراء التريند ولفت الانتباه. من خلال وضع عنوان "تافه" ليأخذ رد فعل سلبي بالكامل ليحقق تفاعلًا دون وجود قيمة حقيقية.
كما أوضحت أن نسبة المشاهدة لا تعتبر نجاحًا، لأن ما يحدث هو مهنة صناعة الترافيك. مشيرة إلى أن الحل يكمن في خلق تريند مضاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التريند مواقع التواصل الاجتماعی السوشیال میدیا کریم محمود عبد تامر عاشور سمیر غانم بینه وبین
إقرأ أيضاً:
جرائم الاحتيال الإلكتروني في العراق هل تحوّلت وسائل التواصل إلى ساحات للصيد البشري؟
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
بينما كنت أتصفح موقع مجلس القضاء الأعلى، لفتت انتباهي كلمات بدا وكأنها صيحة تحذير من واقع يتفاقم مع تعقيدات العصر الرقمي. تحقيق مفصل حول جرائم انتحال الشخصيات الحكومية ألقى الضوء على جانب مظلم في ثورة التواصل الاجتماعي، التي كانت في يوم ما وسيلة لتقريب المسافات بين الناس. اليوم، تحولت هذه المنصات إلى سلاح يستخدمه البعض للإيقاع بالآخرين واستغلالهم، مما يثير تساؤلات حول الأبعاد الأخلاقية والقانونية لهذه الظاهرة.
إن عالم الإنترنت، رغم بريقه الذي يخطف الأبصار، يخبئ في طياته أفخاخًا عديدة، تتنوع بين الإغراءات الوهمية، المتاجر المزيفة، وانتحال الشخصيات. هذه الأساليب ليست مجرد أعمال غش عابرة؛ بل هي ضربات ممنهجة تستهدف الثقة التي تربط الناس في فضاء افتراضي، حيث تختلط الحقيقة بالخداع. مع ازدياد هذه الجرائم في العراق، بات لزامًا علينا الغوص في أعماقها لنفهم دوافعها وآلياتها، ونستنهض أدواتنا القانونية والتقنية لمواجهتها.
علميًا، يُرجع المختصون أسباب تنامي هذه الظاهرة إلى تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية ونقص الوعي بمخاطرها. في هذا الفضاء المفتوح، تتيح بعض الثغرات التقنية والقانونية للمحتالين استغلال ثقة المستخدمين بشكل يهدد أمنهم المادي والمعنوي. من جهة أخرى، لم تسلم المؤسسات من استهداف هذه الجرائم، ما زاد الحاجة إلى تطوير آليات رصد ومكافحة فعّالة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات القانونية الحديثة، التي لم تواكب التغيرات السريعة في الفضاء الرقمي، تعتبر من أبرز العوائق التي تتيح للمحتالين التسلل بسهولة، مما يثير الحاجة الملحة لتطوير قوانين محدثة وفعّالة في مواجهة هذه الجريمة.
لقد أظهرت الدراسات أن التصدي لهذه الجرائم ليس مجرد مهمة تقنية، بل يحتاج أيضًا إلى تطوير ثقافة رقمية شاملة تكون جزءًا من التربية والتعليم في المجتمع. فلا يمكننا الاعتماد فقط على أدوات الحماية التقنية، بل يجب أن يترافق ذلك مع تعزيز وعي الأفراد بخطورة هذه الجرائم وسبل الوقاية منها. من هذا المنطلق، لا بد من توجيه اهتمام خاص إلى أهمية بناء ثقافة رقمية فاعلة تعزز من حماية الأفراد والمؤسسات من مخاطر الاحتيال الرقمي.
كما أن التكامل بين الأطر القانونية والتقنية يظل أمرًا حيويًا، إذ لا يمكن لمكافحة هذه الجرائم أن تتحقق دون وجود نظام قانوني رصين، يعكس التحديات الرقمية المعاصرة ويعاقب المخالفين بشكل فعال. يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات سيبرانية متقدمة، تشمل تطوير خطوط ساخنة للبلاغات وتفعيل قوانين جديدة للتصدي للجريمة الإلكترونية. من المهم أن يتوافر الاتصال المباشر بين الأفراد والجهات الأمنية لضمان سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
لذلك، لا يمكن الحديث عن مكافحة هذه الظاهرة دون إضفاء بعد إنساني وأدبي على تناولها، حيث إن هذه الجرائم ليست مجرد أرقام أو قضايا قانونية، بل قصص لأشخاص وقعوا ضحية الجشع والخداع. من خلال دمج الرؤية الإنسانية مع الإجراءات القانونية، نستطيع تعزيز المساءلة الاجتماعية والمشاركة الجماعية في محاربة هذه الظاهرة.
إننا اليوم أمام معركة شائكة بين الجريمة الرقمية وقيم الثقة التي تُبنى عليها مجتمعاتنا. ليست هذه الجرائم مجرد أعمال غش واحتيال عابرة، بل تهديد مباشر لأسس الأمان الاجتماعي والاقتصادي. على الجميع أن يدرك أن التصدي لهذه الظاهرة لا يقتصر على الجهات الحكومية أو التقنية، بل هو مسؤولية جماعية تستوجب تضامن المؤسسات والأفراد.
كما أن الأمر لا يتطلب فقط أدوات قانونية وتقنية، بل رؤية إنسانية تضع الضحايا في صميم المعركة. كل شخص نجا من الوقوع ضحية، وكل خطوة نحو وعي رقمي أوسع، هي لبنة في جدار حماية المجتمع.
ليكن حديثنا عن هذه القضية صرخة وعي تُحدث التغيير، وبداية لحراك جماعي يستعيد الثقة المفقودة ويحصّن أجيال المستقبل من خطر الاحتيال الرقمي. وذلك من خلال اتخاذ إجراءات قانونية متطورة، ودعم ثقافة إلكترونية حديثة، وتوفير أدوات سيبرانية فعالة لمكافحة هذا التهديد المتزايد
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي