مرصد الأزهر يستقبل وفدًا قضائيًا إفريقيًا بالتعاون مع الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، صباح الاثنين، وفدًا قضائيًا إفريقيًا من دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو في إطار زيارة من تنظيم مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC) بالقاهرة؛ وكان في استقبال الوفد الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي للمرصد.
مرصد الأزهر: الاحتلال يكثف من استيطانه لأراضي الضفة الغربية مرصد الأزهر يحذّر من انتقال موجة الإرهاب من الساحل لنيجيرياوأعربت رهام سلامة، عن تطلّع المرصد للتعاون مع كل المعنيين بمكافحة الفكر المتطرف في مختلف أنحاء العالم.
واستُهِلَّت الزيارة بنبذة تعريفية عن المرصد والهدف من إنشائه وعدد الوحدات العاملة به، إضافة إلى الحديث عن آلية العمل بالمرصد وأهم المخرجات التي صدرت عنه على مدار تسع سنوات.
من جانبه قدّم الدكتور زياد فروح -مشرف وحدة الرصد باللغة الفرنسية- عرضًا توضيحيًا تناول أهم القضايا التي يعمل عليها المرصد، ومنها: تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحليل شبهات التنظيمات المتطرفة والرد عليها، وأهم الإصدارات في هذا الشأن، بجانب عرض أهم الأرقام التحليلية للنشاط الإرهابي في القارة الإفريقية - لا سيّما في دول الساحل وغرب إفريقيا، موضحًا أن المرصد من خلال وحدة الرصد باللغات الإفريقية يتابع عن كثب تطورات الأوضاع الأمنية في القارة الإفريقية خاصة في ظل تطلع تنظيمي داعش والقاعدة لوضع قواعد لهم بالقارة الإفريقية؛ ما يهدّد أمن البلدان الإفريقية واستقرارها.
التعرف على وحدات مرصد الأزهرثم تعرف الحضور في أثناء تفقدهم وحدات المرصد البالغ عددها ١٣ وحدة على الدراسات التي نفذت لبيان العوامل المؤدية إلى التطرف، وجهود متابعة تحركات التنظيمات الإرهابية في إفريقيا وباقي أنحاء العالم، إلى جانب التوصيات الصادرة بهذا الصدد. واستمع مشرفو وباحثو المرصد لأسئلة أعضاء الوفد حول القضايا ذات الاهتمام بالمرصد، وأجابوا عنها.
وعقب اللقاء، ثمن الوفد الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من خلال هيئاته المتعددة ومنها مرصد الأزهر في سبيل إحلال قيم التسامح والتعايش السلمي، ومواجهة التحديات الناجمة عن الغلو والتشدد وأثرهما في ازدياد أعداد اللاجئين في قارة إفريقيا التي تكابد الإرهاب بالفعل حتى باتت تعاني نحو ٦٠٪ من العمليات الإرهابية في العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف الأزهر بوركينا فاسو مكتب الأمم المتحدة مكافحة المخدرات والجريمة مرصد الأزهر
إقرأ أيضاً:
العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
البلاد – جدة
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، وأنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني. وأشار العيسى إلى أن (رُهاب الإسلام) يُعد- وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصاءات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية. جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد العيسى، خلال استضافته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك الجمعة؛ ليكون متحدثًا رئيسًا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وعقد العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتؤكد دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضوريًا”، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وتأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق. وفي كلمته الرئيسة تحدَّث العيسى بإسهاب عن أسباب نشوء “رُهاب الإسلام”، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”. وشدَّد على أن “رُهاب الإسلام” ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
وأضاف العيسى:” ولذلك نقول:” لا لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، ولا للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، ولا لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، ولا للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، ولا للإعلام الذي يغذي العنصرية، ولا للمنصات التي تروج للفتنة، ولا للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضًا لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان، ولا للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل لا لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع:” كما نقول أيضًا:” لا” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق، قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل الشيخ العيسى المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤولية أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة عقول الصغار والشباب.