أطلق موقع الجزيرة نت صفحة جديدة مختصة بتقديم معالجات صحفية معرفية مطولة تحت اسم "أبعاد". وتسعى الصفحة لتقديم معالجات أعمق للأحداث والأفكار والشخصيات، وهذا ما سيقدم لقارئ الجزيرة مقاربات تُثري الزخم الإخباري والتحليلي الذي تزخر به الساحة الإعلامية.

وستوظف الصفحة -لتحقيق ذلك الهدف- المداخل المعرفية الحديثة كالعلوم الإنسانية والاجتماعية والنفسية، وما تحويه تلك المعارف من أدوات تفسيرية تحليلية وأسئلة معمقة، وذلك لإثراء المحتوى الصحفي العربي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جراد الاستيطان.. خطة إسرائيل لالتهام أراضي غزة بعد الحربlist 2 of 2تعذيب الأطفال لأجل العلم.. التاريخ المظلم لعلم النفس وتجاربه غير الأخلاقيةend of list

فمن مهام "أبعاد" دمج العوالم الفكرية والمعرفية وجعلها جميعا في خدمة الصحافة. والغاية من كل ذلك تقديم خدمة مميزة للقارئ العربي، لا سيما القراء من النخب والمؤثرين وجمهور المثقفين والراغبين في إشباع فضولهم المعرفي، وكل من يبحث عن أجوبة معمقة لـ"أبعاده" الحياتية.

ولا تستهدف هذه المنصة شريحة عمريةً بعينها كمحدد رئيسي لإنتاجاتها، بل تستهدف -في المقام الأول- القضايا والاهتمامات أيا كانت أوساط جمهورها، وسواء كان القارئ عشرينيا أو فوق الخمسين.

أما اسم الصفحة فهو دالٌ في ذاته؛ فنحن ننظر إلى "الأبعاد"، ونحن إذ نقوم بذلك ننظر إلى الإنسان باعتباره محور اهتمامنا من خلال عدّة أبعاد، تُختم بملفات جامعة نستوفي فيها قضية محددة بالتمحيص والتحليل، وعبر هذه الأبعاد، تتجه مسارات الإنتاج؛ وهذه الأبعاد هي: 

– "النفس" وما يتصل بها من تعقيدات الذات الفردية، وما يعنيه ذلك من ضرورة فهْم دواخلها واضطراباتها ومحرّكاتها؛ والذات الاجتماعية التي تتلمس طريق التعامل مع الآخرين. كما ستحوي الصفحة عرضا لسيَر السياسيين النفسية، وتحليلات تتطرق لقضايا علم النفس الديني والسياسي والاجتماعي. ومثال ذلك مما نُشر على الصفحة، هذه المادة: الأعصاب الفولاذية.. لماذا لا يعرف المقاومون الاكتئاب؟ وهذه المادة: تعذيب الأطفال لأجل العلم.. التاريخ المظلم لعلم النفس وتجاربه غير الأخلاقية، وهذه المادة: أطفال غزة.. عن الصدمات النفسية التي يحدثها العدوان الإسرائيلي

– "الفكر" الذي يشكل الوعاء الثقافي والحضاريّ والديني الذي يرسم ملامح الذات في سياق أوسع، ويتصل ذلك بتفحص التاريخ الذي يشكل حاضرُنا امتدادا له بصيغ مختلفة، والنظر بعمق إلى عالم الفكر العربي والإسلامي والعالمي. ومثال ذلك هذه المادة: قصة إسلام إنجيلي أميركي.. كيف أصبح تديّن الغزيين نموذج هداية؟، وهذه المادة: الطوفان والنبوءة والساعة … مرحبًا بك في الأزمنة الاستثنائية! وهذه المادة: الشنقيطي يكتب: فقه الثغور المتعددة.. تحالفات الثورات ومساحاتها الرمادية

– "الصراع" منظورا إليه من خلال سياق حضاري واسع، أي السعي لفهم الصراع الدائر في العالم والذي يعيد تشكيل الواقع الدولي الذي نعرفه، ويعيد تشكيل مساحات النفس والفكر بصيغ عدة، بعضها جذري. وقد نشرنا بضعة تقارير على الصفحة، مثل هذه المادة: جحيم الأنفاق.. كيف قهرت كتائب القسام قوات الاحتلال؟ وهذه المادة: بقال تل أبيب.. وجوه نتنياهو الكثيرة وصورته الأخيرة  وهذه المادة: سدود النهضة الهندية.. هل تشعل المياه حربا شرسة بين الهند وباكستان؟

– "الوجود" بمفهومه الأوسع وما يتعلق به من علوم وتقنيات تتأثر بالوعي الإنساني وتؤثر فيه، وتعطي أبعادا أشمل لفهم موقع الإنسان ودوره في هذا العالم الفسيح. ومثال ذلك مما نُشر على الصفحة، هذه المادة: لماذا لا يصدق البعض أن المصريين هم من بنوا الأهرام؟، وهذه المادة: القصة الكاملة لمخطط سجن الفلسطينيين في مدنهم، وهذه المادة: الخبير الذي توقع زلزال تركيا وسوريا.. لماذا عليك ألا تصدقه؟

"الملفات" وفيه تتطرق أبعاد بعمق لعدد من القضايا الإقليمية والدولية، من منظورات سياسية وفكرية واقتصادية، وبأقلام المتخصصين الذين سيثرون القارئ بتفاصيل وزوايا مختلفة، لذات القضايا الكبرى التي سُتعرض عبر الملفات. ومنها ملف الطوفان والتدين، وملف العراق

ومن هذه الأبعاد جاءت الأقسام الرئيسية للصفحة والتي ستحدد مسارات الإنتاج فيها. وهذه الأقسام الرئيسية هي: 

– نفس

– فكر

– صراع

– وجود

– ملفات

ويضاف إلى تلك الأقسام، مسار خاص ومميز في طبيعة إنتاجه تحت اسم "وجوه". وفيه نحكي القصة الكاملة بأبعادها النفسية والفكرية والصراعية والوجودية، التي تشكل مسار صعود شخصية فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي والفكري المعاصر. مثل هذه المادة: ناريندرا مودي.. الراهب الغاضب من الجغرافيا والتاريخ.

وهذا المسار فيه توطين لنمط "صحافة الشخصيات" في البيئة الصحفية للقارئ العربي، وسيكون محتوى المسار مدعَّما بفريق عمل متخصص، وسيقدم شهادات حية من مصادر ذات اطلاع، لتُسبَك قصة الشخصية موضوعِ الدراسة كما لم تُروَ من قبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبعاد وهذه المادة هذه المادة

إقرأ أيضاً:

القراءة في زمن التشتت

رغم كل المحاولات التي بذلتها فـي السنوات الماضية للانغماس فـي القراءة الإلكترونية، والاشتراك فـي عدد من منصات الكتب الإلكترونية التي تزخر بآلاف الكتب بمختلف العناوين والإصدارات الحديثة والقديمة، إلا أن الحنين بدأ يراودني إلى زمن الكتاب الورقي بعدما وصلت إلى قناعة تامة من أنني لن أستطيع إنهاء كتاب واحد مكون من مائتي صفحة ولأسباب سأتطرق إلى ذكرها لاحقا.

تجربتي الشخصية فـي القراءة الإلكترونية تبدأ بحماسة مفطرة، أقوم بتحميل الكتاب وأبدأ فـي تصفح أول عشرين أو ثلاثين صفحة، أجد نفسي بعدها، وقد تسرب الملل إلى عقلي، ثم ما يلبث أن يتسلل إغراء آخر أكثر حلاوة من إغراء القراءة كالانتقال إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الانشغال بتحميل كتب أخرى حتى ينكسر شغف القراءة بسبب المشتتات الإلكترونية.

لا أدري إن كانت الشاشة هي ما يصنع هذا التشتت، أم أن وفرة المحتوى أصبحت نقمة على التركيز فبدلا من أن تسهم التقنية فـي زيادة القراءة إلا أنها استطاعت الإجهاز عليها، فالقراءة العميقة والطويلة المتمثلة فـي قراءة الكتب والملخصات العلمية المتعمقة حتى قراءة المقالات والأعمدة باتت صعبة بعض الشيء أن كان عدد كلماتها يربو على الخمسة آلاف صفحة أي بتقدير عشر إلى خمس عشرة صفحة وهذا ما جعل معظم القراءات الإلكترونية سطحية بعض الشيء.

فـي كتابه السطحيون: ما تفعله شبكة الإنترنت بأدمغتنا، يقدّم نيكولاس كار تشخيصًا دقيقًا للتحولات الذهنية والسلوكية التي طرأت على الإنسان المعاصر بفعل الاعتماد المتزايد على شبكة الإنترنت. وينطلق الكتاب من فرضية أن التقنية وعلى رأسها الإنترنت لا تكتفـي بتغيير طريقة وصولنا إلى المعرفة بل تعيد تشكيل بنية التفكير والإدراك والذاكرة لدينا.

يرى المؤلف أن القراءة لم تعد كما كانت، فبدلًا من الانغماس فـي النصوص بتأنٍ وتركيز، أصبحنا نميل إلى القراءة السريعة، والمسح البصري، والقفز من فقرة إلى أخرى، ومن نص إلى رابط، مما يفقدنا القدرة على الفهم العميق والاستيعاب المتأني. وهذا النمط من القراءة لا يؤثر فقط على طريقة استهلاكنا للمعلومة، بل يعيد برمجة أدمغتنا بحيث يصبح أكثر تشتتًا وأقل قدرة على التركيز الممتد.

وكأن هذا الكتاب وكاتبه يتحدثان عن الكثير منا ممن فقدوا متعة التركيز فـي القراءة، والتأمل فـي ما بين السطور، والإحساس بشعور الملامسة والارتباط الحسي مع الكتاب. تلك اللحظات التي كان فـيها القارئ يغوص فـي النص بلا انقطاع، يستشعر دفء الورق بين يديه، ويصغي إلى صوت الصفحات وهي تتقلب كأنها نبضات من حوار داخلي عميق. القراءة، كما يصورها كار، لم تكن يومًا مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل طقسًا من طقوس التأمل الذهني والوجداني، تجربة تنمو ببطء وتؤتي ثمارها مع الزمن. واليوم، فـي ظل هيمنة العالم الرقمي، يبدو أن هذه التجربة قد بدأت تتلاشى، لتحل محلها حالة من الاستهلاك السريع والسطحي للمعلومة، تفقدنا عمق الفهم، وتبعدنا عن جوهر القراءة الحقيقي.

بعد كل تلك التجارب مع القراءة الإلكترونية ومحاولة إرغام النفس على التحول اللوحي فـي القراءة، أدركت أنني افتقدت الإحساس الذي تمنحه القراءة الورقية؛ ذلك الهدوء الذي يرافق تقليب الصفحات، ورائحة الحبر التي تُشعرني بأنني فـي حضرة شيء حقيقي لا يذوب فـي زحمة الإشعارات والتنبيهات فقررت أن أعود إلى الكتاب الورقي، لا هربًا من التقنية ، بل بحثًا عن عمق افتقدته.

زرت مكتبة عامة بعد انقطاع طويل، وبين الرفوف، شعرت وكأنني أتنفس من جديد. اخترت كتابًا يميل إلى الفلسفة، يضم مجموعة مقالات متصلة منفصلة. لم أكن أبحث عن تسلسل روائي أو حبكة مشوّقة، بل عن مدخل بسيط لإعادة تدريب نفسي على القراءة المركّزة، وإن كانت متقطعة.

الكتاب كان خيارًا موفقًا فمع كل صفحة من صفحاته كنت أستعيد شيئًا من علاقتي القديمة بالقراءة، وأتذوق مجددًا لذة التأمل فـي المعاني، بعيدًا عن سرعة التمرير والإلهاء البصري. أعتقد أنني بدأت بالفعل أجد طريقي نحو الورق، حيث لا يعلو صوت على صوت الكاتب، ولا يُزاحم الفكرة إلا صمت القارئ.

ومع كل هذا الحنين إلى القراءة الورقية، يأتي توقيت الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب كأنما ليعزز هذا الشعور، ويعيد إلينا شيئًا من دفء العلاقة بالكتب. ينطلق المعرض يوم غد الخميس فـي مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، لا كمناسبة ثقافـية عابرة، بل كطقس سنوي ينتظره عشاق القراءة بشغف، ففـي أروقته تتناثر الكتب ككنوز صامتة وفـي زواياه يتقاطع السرد مع الفكر وتنسج حوارات بين القارئ والنص بعيدًا عن التشتت والصخب الإلكتروني.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “فاتنة” الفن السوداني تطرح أغنية جديدة وتخطف الأضواء بجمالها الملفت
  • القراءة في زمن التشتت
  • عاجل| جولة مفاوضات جديدة لوقف الحرب في غزة وهذه أبرز بنود المقترح
  • علم الأعصاب والحرب المعرفية تحول جذري في عمل الاستخبارات
  • موقع أمريكي يشخّص الخطر الذي يواجه ترامب بسبب تجاوزه للحدود الدستورية
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان
  • وزير الإعلام الكويتي لـ”الجزيرة”: رؤية جديدة لمؤسسة الإنتاج والبرامج المشتركة
  • ما الذي يجب معرفته عن حركة 50501 المناهضة لسياسات إدارة ترامب؟