حقق حزب «التجمع الوطني» المنتمي لتياراليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، ورئاسة جوردان بارديلا مكاسب تاريخية وفاز بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية حيث حصل على 33% من الأصوات متفوقًا على تحالف «الجبهة الديموقراطية» المحسوب على التيار اليساري، وتحالف الوسط الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون الذي حصل على 20%، لكن النتيجة النهائية ستحسم في الجولة الثانية التي من المنتظر أن تشهد تحالفات وصفقات سياسية لمنع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة وذلك بحسب ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

اليمين المتطرف سيخلق فرنسا مغايرة

وفي حديث مع «الوطن»، قال أحمد العناني الباحث في العلاقات الدولية، إن هناك تخوف من «ماكرون» وحكومته من عرقلة اليمين المتطرف استراتيجيتهم في التعامل مع الملفات الداخلية والخارجية، لا سيما وأنه إذ استمر الحال على ماهو عليه وتصدر «التجمع الوطني» الانتخابات في الجولة الثانية سيعني ذلك تولي رئيس الحزب، جوردان بارديلا ذو الـ28 عاماً منصب رئيس الوزراء بوضعيه متميزة، كونه أتى باختيار الشعب مثله مثل الرئيس، وهو ما سيجعل النظام الفرنسي الرئاسي نظام برلماني، ولن يكون الحكم لـ«ماكرون» بشكل مطلق، وهو ماسيؤدي إلى أزمة في الحكم للاختلاف بين سياساته وأجندة حزب التجمع الوطني.

وأوضح العناني، أن السياسات الداخلية لـ«التجمع الوطني»، سيكون على رأسها قضايا المهاجرين، الذين يرون أنه يجب طردهم من فرنسا ومنع التجنيس للمحافظة على قومية الدولة ونقاء العرق الفرنسي، لا سيما وأن بارديلا قد كشف في وقت سابق أنه سيسعى إلى إلغاء حق الحصول على الجنسية للمواليد في فرنسا من أبوين غير فرنسيين، علاوة على بوحه بنيته شن حربًا ثقافية على المهاجرين.

ويزيد على ذلك، اتخاذ  القرارات العنصرية والعدائية تجاههم لرؤية الحزب أن  المهاجرين يزاحمونهم في بلادهم.

كما أكد على أن فرنسا في حكم اليمين المتطرف ستقدم دعمًا إضافيًا لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة.

ويرى «العناني» أن «التجمع الوطني» سوف يولي اهتمامًا كبيرا بدعم أوكرانيا، وقد تدفع سياساته إلى الحرب المباشرة مع روسيا على الرغم من تصريحاتتهم المغايرة لذلك قبل الانتخابات، وقال إن تلك التصريحات كانت تهدف إلى استقطاب أكبر عدد من الناخبين الفرنسيين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حزب التجمع الوطني فرنسا اليمين المتطرف الفرنسي الیمین المتطرف التجمع الوطنی

إقرأ أيضاً:

ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان

كتب ميشال ابو نجم في" الشرق الاوسط": ثلاث رسائل أساسية يحملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته القصيرة للبنان الجمعة، وهي الزيارة الثالثة من نوعها بعد الزيارتين اللتين قام بهما بعد حادثة تفجير المرفأ صيف عام 2020؛ وتتناول "سيادته على أراضيه، وإصلاحه اقتصاده لتوفير التنمية والازدهار، والمحافظة على وحدته".

تريد باريس أن تكون إلى جانب لبنان اليوم وغداً، كما كانت بالأمس، وهي تعتبر، وفق المصادر الرئاسية، أن لبنان "بلد أكبر من حجمه"، وأنه "يتحلى، في الشرق الأوسط اليوم، بقيم سياسية ورمزية واستراتيجية". وتعتبر هذه المصادر أن "انخراط فرنسا إلى جانب لبنان، اليوم، يمكن أن يتم في ظروف أفضل بعد انتخاب عون وتكليف سلام، وبسبب التطورات التي حصلت في الإقليم". وباختصار، تريد باريس أن "تساهم في بزوغ لبنان الجديد".

يحتل ملف «السيادة» الأولوية في المقاربة الفرنسية، التي تذكر مصادرها بما قامت وتقوم به باريس لمساعدة الجيش اللبناني، إن بالتجهيز أو بالتدريب، أو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة لجنة المراقبة.

وتركز فرنسا على أهمية تمكين الدولة اللبنانية بفرض الرقابة على حدودها، والسيطرة على كامل أراضيها، معتبرة أن ذلك يعد "جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ القرار 1701". وتضيف المصادر، المشار إليها، أن ثمة "فرصة للبنانيين لإظهار أنهم قادرون على ترميم سيادتهم". أما بخصوص الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، فقد قالت المصادر الرئاسية إن باريس تريد أن يتم وفق البرنامج الموضوع له، داعية إسرائيل، و"حزب الله" أيضاً، إلى الالتزام به.

ثمة عنصر آخر أشار إليه قصر الإليزيه، في معرض العمل لسيادة لبنان، ويتمثل في تركيز وزير الخارجية الفرنسي، عند زيارته لدمشق ولقائه أحمد الشرع، على "ضرورة احترام السيادة اللبنانية، وفرض الرقابة على الحدود، ومنع التهريب، وألا تكون سوريا مصدر تهديد لجيرانها"؛ وهي المسائل نفسها التي تناولها ميقاتي في زيارته إلى سوريا مؤخراً.

تقيم باريس فاصلاً بين عودة السيادة وبين دعوة "حزب الله" للتحول إلى حزب سياسي مثل بقية الأحزاب العاملة في لبنان، وهي تدرج هذا التحول في إطار المحافظة على وحدة لبنان. وتقوم القراءة الفرنسية على اعتبار أن "حزب الله" فقد الكثير من قدراته العسكرية ومن قياداته، وخسر استراتيجياً بسبب سقوط نظام الأسد، ويصعب عليه اليوم التزود بالسلاح كما كان الحال في السابق.

وبالنظر لكل هذه التحولات، فقد ذكرت مصادر "الإليزيه" أن الرئيس ماكرون "شجع دوماً (حزب الله) على التحول إلى حزب سياسي، وأنه كان جزءاً من طاولة الحوار التي ترأسها ماكرون في عام 2020، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر التخلي عن سلاحه، والدخول بشكل كامل في اللعبة السياسية" اللبنانية. وترى باريس أنه "بدلاً من ميزان القوى الذي كان سائداً في السابق، فإن المطلوب أن يدخل (حزب الله) في عقد سياسي حكومي، ما يمكن من عودة المؤسسات إلى عملها الطبيعي، ويحافظ على وحدة جميع اللبنانيين".

أما الرسالة الثالثة التي يحملها ماكرون، فعنوانها "رغبة باريس في الاستمرار في مواكبة اللبنانيين ومساعدتهم على القيام بالإصلاحات البنيوية المطلوبة منهم"، التي تمر بداية بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعد شرطاً لإعادة إنهاض الاقتصاد اللبناني.

وتعتبر فرنسا أن لا مساعدات للبنان "من غير ترميم الثقة الدولية به"؛ الأمر الذي يحتاج إلى توفير الشفافية و«تنظيف» الاقتصاد. والأهم من ذلك، أن باريس التي تريد العمل من أجل إنهاض الاقتصاد اللبناني، تصر على إجراء الإصلاحات من أجل أن تكون قادرة على تعبئة الأسرة الدولية من أجل مساعدة لبنان. ولدى سؤالها عما إذا كانت فرنسا تحضر لمؤتمر دولي، على غرار الذي دعت إليه الخريف الماضي لدعم الجيش واللبنانيين، لم توفر إجابة واضحة، بل فهم أن فرنسا لن تتردد في القيام بكل مع هو مفيد من أجل مساعدة لبنان.

وأشارت المصادر الفرنسية، أكثر من مرة، إلى العمل المشترك الذي تقوم به باريس بالتشاور والتنسيق مع السعودية، وأيضاً مع الولايات المتحدة، بما في ذلك فريق العمل الذي سيصل إلى البيت الأبيض في «حقائب» دونالد ترمب، مؤكدة أن التشاور "مستمر" مع واشنطن، وأن الطرفين "توصلا إلى رؤية مشتركة" بالنسبة للبنان.

مقالات مشابهة

  • مرشح الحزب الحاكم في موزمبيق يؤدي اليمين رئيسا للبلاد
  • الحلّ معلّق على زيارة ماكرون؟
  • ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان
  • مجلس الأمة: تكالب اليمين المتطرف الفرنسي على الجزائر تعكس حقده
  • “وأج” ترد على دعوات اليمين المتطرف الفرنسي ومسؤولين في الحكومة الفرنسية لفرض عقوبات على الجزائر
  • خبير شؤون إسرائيلية: اليمين المتطرف يعارض صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: اليمين المتطرف يعارض صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • خبير: اليمين الإسرائيلي المتطرف يعيد حساباته بسبب صفقة تبادل المحتجزين
  • زعيم اليمين الفرنسي المتطرف يدعو بروكسل لاتخاذ موقف بشأن الجزائر ويقول يجب وقف الهجرة وقطع المساعدات
  • انتخابات ألمانيا القادمة: تحدي اليمين المتطرف