تباين في صفوف الاحتلال إزاء شن حرب ضد لبنان بسبب أثمانها الكبيرة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
لا يختلف إسرائيليان على أن الحرب ضد حزب الله في لبنان ستُلحق خسائر فادحة بالمستوطنين، سيكون الأمر صعبا بالنسبة لدولة الاحتلال بأسرها، لكنهم في الوقت ذاته يزعمون أنه في بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة مائة مرة، مع العلم أن أحد الأسئلة الثقيلة التي رافقت الحملة العسكرية في الشمال تم الإجابة عنها، بمعنى أنه إذا اندلعت حرب واسعة النطاق ضد الحزب ماذا ستفعل إيران.
يوسي يهوشاع الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكر أن "التخوفات اللبنانية من أن الهجوم الإسرائيلي سيكون بداية حرب إبادة، قد تكون احتمالات تحققها جدية، لكنه بالقدر نفسه يحتمل أن يكون الاحتلال قد تمكن أخيرا من تحريك شيء ما في ساحة الحرب النفسية، أو أن الرسالة التي نقلها للغرب، عن جدية نواياه لقيت قبولا في بيروت وطهران، ما دفع أصواتا قريبة من الحزب للقول صراحة إنها لا تريد حربا شاملة، وتعمل بكل السبل لمنعها، بما في ذلك تصعيد الخطاب السياسي، وتشديد التحذيرات العملياتية، لأن للحرب الكبرى أثمان باهظة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هذه الأصوات تعكس الضغط الممارس على لبنان، وينبع من فهم العديد من أطرافه أن الحرب ضد الاحتلال ستكلفهم ثمنا باهظا أكبر بكثير مما يحدث الآن، واليوم فقد دمّر جيش الاحتلال القرى الجنوبية، ولا أحد في بيروت يهتم لهم، ومع ذلك فلن يكون هذا هو الحال في الحرب الكبرى، فلن يكون أمام الاحتلال من خيار سوى الرد بكامل قوته في العاصمة، وتدمير مرافق البنية التحتية، مع أنه سيكون هناك ضرر غير مسبوق في العمق الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "المحادثات مع المختصين في سلاح الجو وقيادة الجبهة الداخلية وهيئة الأركان العامة تثير معطيات متضاربة مع السيناريوهات المقدمة في الآونة الأخيرة عن حرب محتملة مع لبنان، سيكون الأمر صعبا، ولكن في بيروت سيكون أصعب مائة مرة، هكذا يقول الجيش الإسرائيلي، مذكرا بأن اللبنانيين لا يملكون قدرة هجومية ثقيلة ودقيقة، أما الجيش الإسرائيلي، فلديه أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدماً في العالم كالقبة الحديدية والعصا السحرية والسهم"، حسب زعم الكاتب الإسرائيلي.
ونقل المقال عن جنرال كبير في هيئة الأركان، قوله إن "إسرائيل أخطأت لأنها منذ اللحظة الأولى لم تتقاضَ ثمنا من لبنان كدولة، وركزت فقط على حزب الله، وبشكل محدود أيضا، حتى لا تتدهور الدولة إلى حملة شاملة، زاعما أنه كان لابد أن تكون دولة لبنان في المعادلة منذ اللحظة الأولى، وقد أخطأنا في عدم إدراجها في الحملة، حتى لو كانت هناك هجمات خفيفة ضد مصالحها الحيوية، فقد كان يعني ذلك ممارسة ضغوط دولية وداخلية، وكان يمكن أن يكون عاملا مقيدا لاستمرار الحملة".
وأضاف أنه "لا يوجد بطبيعة الحال إجماع حول هذه القضية في هيئة الأركان العامة، حيث يعتقد جنرالات آخرون أن مثل هذا التحرك كان سيؤدي لحرب واسعة النطاق، وتعزيز الحزب باعتباره مدافعا عن لبنان، والإضرار بالجهد الرئيسي ضد حماس في غزة، وهو ما أكده قائد القوات الجوية تومار بار بقوله إن الدفاع القوي هو الشرط، ومهاجمة العدو في أراضيه هو الحل الكامل".
وأوضح أنه "في هذه اللحظات، وقبل الانتقال للمرحلة الثالثة في غزة، يتأكد الاحتلال أنه يتجه للجبهة الشمالية، رغم حديث وزير الحرب يوآف غالانت مع الأمريكيين عن تفضيله للبديل السياسي عن الحرب في الشمال، لأن حدة القتال في غزة ستنخفض، وحينها ستكون فرصة للتوصل لوقف إطلاق النار في الشمال، وإجراء مناقشات حول ترتيبات القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية قبل 18 عاما".
وزعم أنه "في هذه الأثناء، يقدر كبار الضباط في الجيش أن الحزب نفسه يدرك أنه فقد ميزة المفاجأة النسبية، بعد إخلاء المستوطنات على الحدود، وزيادة الوعي في المجتمع الإسرائيلي بأهمية المفاجأة، وفي الوقت نفسه يقولون إنه يعرف كيف يضاعف قوته بسرعة أكبر بكثير من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية".
من جهتها، أكدت سمدار بيري خبيرة الشؤون العربية، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، أن "حرب الشمال لا يريدها أحد، والرسالة الأمريكية القوية ضد الحرب نقلت من الإدارة في واشنطن ليس إلى غالانت فقط، بل إن حزب الله تلقى رسالة مماثلة تقريبا، صحيح أن الجيش سيكون قادراً على إعادة لبنان للعصر الحجري، لكن حربا واسعة النطاق ضد الحزب، على حساب الدولة اللبنانية، لن تكون مفيدة، ولن تعمل لصالح دولة الاحتلال".
تُغفل القراءات الإسرائيلية عند وضع تقديراتها الخاصة بحرب محتملة في الشمال ما يمر به مجتمع الاحتلال من مناوشات يومية لا يجب الاستهانة بها، لأنه تقضم من مسألة الشرعية الداخلية مثل قضية الاحتياط والتجنيد التي تهز المجتمع الإسرائيلي، فضلا عن استمرار معاناته من إخفاقات السابع من أكتوبر مع حماس في غزة، ما يزيد من تزعزع الثقة في أوساط الجبهة الداخلية، وكلها تطورات معقدة وحقيقية، قد تُسفر عن وقوع صانع القرار الإسرائيلي في سوء تقدير موقف، من خلال حدث يخرج عن نطاق السيطرة، وبالتالي يصبح الصيف الأكثر سخونة في الشرق الأوسط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب الله لبنان الاحتلال غزة لبنان غزة حزب الله الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشمال فی بیروت فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول فلسطيني: تهجير الغزيين سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبوهولى، إن تهجير الفلسطينيين قسريا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بتهديد الأمن القومى المصري والأردنى.
وأشار أبو هولي في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، إلى أن خطط إسرائيل لتهجير أبناء الشعب الفلسطينى ستؤدى إلى التطرف.
ونوّه إلى أن إسرائيل لديها مخطط لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وهو ما تعمل عليه ليل نهار وفى سباق مع الزمن لتحقيقه.
وفيما يلى نص الحوار كما نشرته الصحيفة:
كيف تنظرون إلى المخطط الإسرائيلى لتهجير سكان غزة خارج القطاع خلال الفترة المقبلة؟
المخطط الإسرائيلى لتهجير سكان قطاع غزة إلى خارجه، هو مخطط خطير يهدف إلى تصفية المشروع الوطنى الفلسطينى وينسف قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة سواء من الجمعية العامة أو مجلس الأمن، فهو ينسف حق الشعب الفلسطينى فى العودة وتقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، كما يهدف المخطط إلى إسقاط حق العودة وتصفية قضية اللاجئين، خاصة أن المخطط أعلن فى الوقت الذى أعلنت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلى أن أحد أهداف حربها المعلن على قطاع غزة هو القضاء على الأونروا وإنهاء دورها فى المنطقة.
دولة الاحتلال الإسرائيلى تسعى عبر مخطط التهجير الذى أعلنت عنه منذ بدء حربها على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر 2023 إلى إعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط بدون سكان قطاع غزة، وتحويل القطاع كما أعلن الرئيس الأمريكى إلى ريفيرا الشرق الأوسط «منطقة استثمار سياحى».
ما ردكم على تأكيدات الاحتلال بأن الهجرة لسكان غزة ستكون طوعية؟
العالم قال كلمته بهذا الشأن، وقال إن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلى من تنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة، لا يخرج عن نطاق التهجير القسرى الذى يعد جريمة حرب تخالف القانون الدولى الإنسانى وينتهك المواثيق والأعراف الدولية، ولا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.
ما تصرح به دولة الاحتلال الإسرائيلى بهذا الشأن بأن الهجرة لسكان القطاع ستكون طوعية، هو مجرد ذر للرماد فى العيون، لخداع المجتمع الدولى والإفلات من العقاب والمحاسبة.
تنفيذ مخطط التهجير تحت النار والقصف والتدمير واستخدام سلاح التجويع من المعلوم والمؤكد بأنه لن يكون تهجيرا طوعيا وإنما تهجير قسرى بامتياز.
وما هى أفضل السبل للتصدى للمخططات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا؟
أفضل السبل للتصدى للمخططات الإسرائيلية المدعومة امريكياً يرتكز على استثمار الموقف العربى والدولى الموحد الرافض بشكل قطعى إلى تصفية القضية الفلسطينية ومخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مع مراعاة أن مجلس الأمن أصدر بياناً بالإجماع برفض تهجير الفلسطينيين من أرضيهم فى شهر فبراير من العام الماضى.
مع تضمين الخطة المصرية الفلسطينية «العربية -الإسلامية» بعد إقرارها من القادة العرب فى اجتماع القمة الاستثنائية فى الرابع من مارس 2025، وأقرها وزراء خارجية مجلس التعاون الإسلامى فى السابع من مارس 2025 بقرار يصدر عن مجلس الأمن تحت بند الفصل السابع، لما تشكله الخطة العربية الإسلامية من مرتكز قوى وثابت لإعادة إعمار قطاع غزة وتثبيت الفلسطينيين على أراضيهم وبالتالى منع التهجير، علاوة على كونها ستساهم فى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين الذى تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى إلى زعزعته عبر مخططات التهجير ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية وتدميرآفاق حل الدولتين وعدم التزامها بتنفيذ ما صدر عن مجلس الأمن والجمعية العامة بهذا الشأن.
يجب العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مع فتح الباب أمام جميع الفصائل للانضواء فى المنظمة على قاعدة برنامجها السياسى والتزاماتها الدولية، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعى الواحد، هو السلاح الأنجح والأقوى والأكيد بيد شعبنا الفلسطينى لمواجهة كل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفى هذا الإطار باشرت القيادة الفلسطينية بتوجيهات من الرئيس محمود عباس ببدء الحوارات مع كل الفصائل بما فيها حركة حماس والجهاد الإسلامى لتحقيق هذه الغاية.
علينا التحرك فلسطينيا وعربيا مع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة لتطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عنها فى سبتمبر الماضى بشأن فتوى محكمة العدل الدولية فى يوليو الماضي، وإلزام سلطات الاحتلال بإنهاء احتلالها ووجودها غير القانونى على أرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية خلال 12 شهرًا، بما فى ذلك الوقف الفورى لجميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة وتفكيك المستوطنات، وتعويض المتضررين وعودة النازحين الفلسطينيين إلى اماكن إقاماتهم، وعدم إعاقة الشعب الفلسطينى عن ممارسة حقه فى تقرير المصير بما فى ذلك حقه فى إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وما هو الهدف من تهجير سكان عدد من مخيمات الضفة الغربية مؤخرا؟
الهدف الرئيسى من وراء تهجير سكان عدد من مخيمات الضفة الغربية، كما أشرنا سابقا هو تصفية قضية اللاجئين من خلال تدمير المخيمات وتفريغ سكانها باعتبارها الشاهد الحى على مأساتهم ونكبتهم التى ألمت بهم فى العام 1948.
كما أن تدمير المخيمات تتم بعملية ممنهجة ومدروسة تهدف دولة الاحتلال الإسرائيلى من ورائه إعادة تخطيط المخيمات بشكل حضرى وانصهاره ودمجه مع المدن المجاورة له ليصبح المخيم بشكله الجديد حيا أو شارعاً فى المدينة، حقيقة إسرائيل ترى أن إخفاء المخيم الذى يعد الشاهد على جريمتها ضد الفلسطينيين فى العام 1948 هو إحدى الأدوات لتصفية قضية اللاجئين واسقاط حقهم المشروع فى العودة إلى ديارهم التى هجروا منها عام 1948، إسرائيل تريد أن تمحو معالم جريمتها فى العام 1948.
كما تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى من وراء تهجير سكان عدد من مخيمات الضفة الغربية، يأتى ضمن مخطط أوسع وأكبر وهو فرض سيادتها على المنطقتين «ب، ج» خاصة أن إسرائيل سحبت فى العام الماضى صلاحيات الإنفاذ من الحكومة الفلسطينية فى المنطقة المصنفة «ب».
لماذا تعمل إسرائيل على تهجير الفلسطينيين قسريا من غزة والضفة؟ وما هو هدفها؟
تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التى هجروا منها عام 1948 وترى دولة الاحتلال الإسرائيلى بأن عودة اللاجئين إلى ديارهم يهدد وجودها ويغير ديمغرافية السكان لصالح الفلسطينيين بدلا من الإسرائيليين، كما تهدف إلى إسقاط فكرة حل الدولتين التى تبناها العالم، لأن دولة الاحتلال لا تريد أن تقام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، تريد أن تقيم كيانا للفلسطينيين معزولا على شكل كانتونات منفصلة تتحكم دولة الاحتلال الإسرائيلى بشأنها الداخلى والخارجى.
وما هى تداعيات تهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم على المنطقة؟
نعم سيكون لتهجير الفلسطينيين قسريا تداعيات خطيرة على المنطقة، أولها ستهدد الأمن القومى المصرى والأردنى وهذا ما عبرت عنه مصر والأردن، وسيهدد الأمن والسلم فى المنطقة، لأن ذلك سيؤدى إلى التطرف، ماذا يتوقع العالم عندما يهجر شعب من دياره وأرضه قسراً وبالقوة، هل سيستسلم؟ أم سيدافع عنه حقه ويقاتل من أجل عودته؟ ما تقوم به إسرائيل من تهجير ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة لا يحمد عقباها، ما تقوم به إسرائيل يدمر آفاق حل الدولتين، ويدمر كل الجهود لإعادة المنطقة إلى مسار السلام.
هل ترى أن هناك محاولات لفرض واقع سياسى وجغرافى وأمنى جديد من قبل الاحتلال على الفلسطينيين؟ وكيف يمكننا التصدى له؟
هناك محاولات لفرض واقع سياسى وجغرافى وأمنى جديد من قبل الاحتلال على الفلسطينيين، إسرائيل وفق مخططاتها وتصريحات أقطاب حكومتها اليمينية، تريد أن تقيم منطقة أمنية عازلة على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، تبلغ نسبته ما يزيد على 30% من مساحة القطاع، تسعى إلى إنشاء حواجز عسكرية فى وسط القطاع لفصل شماله عن جنوبه، وتخطط إلى إعادة بناء المستوطنات فى القطاع، كما تسعى إلى فرض سيادتها على كل الأراضى المصنفة «ب،ج» فى الضفة الغربية وإعادة بناء المستوطنات فى الأراضى المحتلة عام 1967 فى الضفة الغربية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه خلال العام الماضى والجارى صادقت على بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية، ناهيكم عن تدميرها لقطاع غزة وبحسب التقارير الأممية قطاع غزة أصبح منطقة غير قابلة للحياة تفتقد لمقومات الحياة من المياه والكهرباء والمساكن والمستشفيات، والعمل وغيره، هذا كله سيخلق واقع سياسى وجغرافى وأمنى جديد، يرتكز على خلق بيئة طاردة للسكان لدفعهم للهجرة، ويحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على الحدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرفية المحتلة.
السبيل الحقيقى والوحيد للتصدى لهذا الواقع هو أن يتحمل المجتمع الدولى مسؤولياته لتحقيق الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط هو من خلال تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دولياً، وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن لا تبقى دولة الاحتلال الإسرائيلى فوق القانون أو أن يتم حمايتها من العقاب، المجتمع الدولى يجب أن يتخذ خطوات رادعة ضد إسرائيل لوقف جرائمها ومخططاتها التى أصبحت تهدد الأمن والسلم الدوليين، أيضاً مطلوب من الإدارة الأمريكية أن توقف دعمها اللا محدود لإسرائيل الذى يعد ضوء أخضر للاستمرار فى جرائمها ومخططاتها التى تنسف كل الجهود الدولية لتحقيق السلام والأمن فى المنطقة من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعطاء الفلسطينيين حقهم فى العودة وتقرير المصير.
كيف تعلقون على موقف الولايات المتحدة الداعى لاحتلال غزة وتحويلها لمنتجع سياحى واستثمارى؟
منذ اللحظة الأولى لتصريحات الرئيس الأمريكى الداعى لاحتلال غزة وتحويلها لمنتجع سياحى وتهجير سكانه، تم رفضه من منظمة التحرير الفلسطينية، وأكدنا أن تصريحات الرئيس الامريكى تتماهى مع مواقف أقطاب حكومة اليمين الإسرائيلى وأصوات المستوطنين التى دعت إلى قتل الفلسطينيين أو تهجيرهم من ديارهم إلى الدول المجاورة وفق رؤيتها القائمة على التطهير العرقى وإقامة الدولة اليهودية.
أشرنا فى حينه بأن الموقف الامريكى تعكس موقفا سياسيا خطيرا للإدارة الأمريكية الجديدة يهدف إلى تجسيد الاحتلال الإحلالى واستبدال شعب مكان آخر ضمن خطة استيطانية إسرائيلية أمريكية لتفريغ قطاع غزة من سكانه وتحويله الى بؤر استيطانية ومناطق أمنية عازلة.
وأكدنا ايضاً بأن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تحقيق ما فشل نتنياهو فى تحقيقه من فرض التهجير القسرى على شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة من خلال حرب التجويع والإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023 والتى راح ضحيتها ما يزيد على 200 ألف فلسطينى ما بين شهيد وجريح ومفقود، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن ونزوح ما يزيد على 1.9 مليون نزوحا قسريا بقوة النار والإبادة إلى مراكز الإيواء والخيام.
كما جوبه الموقف الأمريكى برفض عربى موحد، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الخطة المصرية/الفلسطينية التى أقرها القادة العرب فى القمة الاستثنائية فى الرابع من مارس 2025 وأقرها وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى جدة بتاريخ السابع من مارس 2025 كانت بمثابة الرد على مشروع ريفيرا الشرق الأوسط الأمريكى، وعلى موقف الرئيس الامريكى، الذى رفض الخطة المصرية ومع الضغط الغربى والدعم الأوربى للخطة المصرية الفلسطينية تراجع ترامب عن موقفه الرافض للخطة.
ما هى الخطوات التى اتخذتموها أو تخططون للقيام بها لمواجهة المخطط الإسرائيلى؟
القضية الفلسطينية العادلة هى قضية أرض وشعب، وإن محاولات نزع الشعب الفلسطينى من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها فى السابق، وهى مرفوضة ومخالفة للقانون الدولى، وفى إطار ذلك نؤكد بأن:
هناك تحرك فلسطينى على أعلى مستوياته، يقوده الرئيس محمود عباس، على المستوى العربى والإسلامى والدولى، سيكون هناك تحرك فلسطينى على مستوى الأمم المتحدة «الجمعية العامة، مجلس الأمن» إلى تضمين الخطة المصرية /الفلسطينية «الخطة العربية /الإسلامية» بقرار من الجمعية العامة ومجلس الأمن لتثبيت الموقف العربى والإسلامى الموحد الرافض للخطط الأمريكية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكانه.
نعمل على تعزيز صمود الفلسطينيين فى المخيمات الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال تلبية احتياجاتهم بالتنسيق والتعاون مع الأونروا.
تدعيم وتعزيز التحرك الشعبى ليس فلسطينيا، بل على المستوى العالمى لمناصرة القضية الفلسطينية ورفض التهجير وتشكيل رأى عام عالمى يرفض مخططات الاحتلال التى لن تجلب للمنطقة سوى الدمار وانعدام الامن وفقدان الاستقرار والسلام.
كما أن صلابة الموقف المصرى والأردنى والصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى على أرضه مع الدعم العربى لرفض التهجير سيُفشل كل مخططات تصفية القضية.
حسب المعلومات التى تتردد إسرائيل تقوم بتحركات لتهجير سوريين ولبنانيين بالتزامن مع تهجير الفلسطينيين.. هل ترى أن هناك نية لإعادة تقسيم الشرق الأوسط؟
لم نسمع بوجود مخططات لتهجير سوريين ولبنانيين بالتزامن مع تهجير الفلسطينيين، ولكن إسرائيل لديها مخطط لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط هذا صحيح، وتعمل إسرائيل ليلا ونهارا لتحقيقه وهى فى سباق مع الزمن لتحقيقه.
المخطط لا يقوم على تهجير سوريين ولبنانيين، ولكن من خلال توسيع نفوذها فى المنطقة، من خلال أدوات متعددة لا مجال إلى ذكرها.
هل تعتقد أن منع إسرائيل لسكان غزة المقيمين من الخارج إلى القطاع هى خطة جديدة تستهدف إسقاط حق العودة؟
لا نستطيع أن نجزم بأن دولة الاحتلال ستمنع سكان قطاع غزة المقيمين خارجه من العودة إلى القطاع، إسرائيل لم تترك أداة أو فرصة لإسقاط حق العودة منذ تأسيسها، وهى تمارس سياسات التطهير العرقى والتهجير القسرى ومصادرة الأراضى وهدم بيوت الفلسطينيين لإسقاط حق العودة ودفع الفلسطينيين للهجرة.
نقول إسرائيل تخطط كيفما تشاء، فلقد خططت إلى تهجير شعبنا فى قطاع غزة والآن وأثناء حرب الإبادة المستمرة على القطاع، ولكن مع عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال، كانت المفاجأة والصدمة لإسرائيل بأن أكثر من مليون شخص يحملون أمتعتهم وأطفالهم قرروا العودة مشيا على الأقدام لمسافات طويلة، ونجحوا فى العودة إلى بيوتهم المدمرة ونصبوا الخيام عليها، أليس هذا نوعا من التحدى والصمود لإفشال مخططات التهجير.
القرار الأول والأخير هو للشعب الفلسطينى الذى يرفض التهجير وأن جميع الفلسطينيين المتواجدين خارج قطاع غزة ينتظرون فتح المعبر للعودة إلى القطاع، ولا يستطيع أحد منعهم من العودة وفى حال أصرت إسرائيل دولة الاحتلال على منعهم تكون قد ارتكبت جريمة جديدة من التطهير العرقى والتهجير القسرى يضاف إلى سجلها الحافل بالجرائم، لكن أؤكد وأجزم أن مصر سترفض المخطط الإسرائيلى، وسيكون لها دور حاسم ومهم ومصيرى وتاريخى لمواجه أى قرار إسرائيلى بمنع الفلسطينيين المتواجدين فى الخارج وخاصة على الأراضى المصرية من العودة إلى ديارهم وأهليهم فى قطاع غزة.
كيف تقيمون موقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه؟
موقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو موقف مبدئى قوى واضح وحاسم، كنا نتوقع هذا الموقف القوى من الرئيس المصرى، نعم مصر على مدار التاريخ تشكل الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية، والحصن المنيع لحماية مشروعها التحررى وهذا يمتد الى الموقف الأردنى الذى عبر عن الملك عبدالله بن الحسين برفضه لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأكد أن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.
ونؤكد هنا أن الموقف المصرى الرسمى والشعبى سيعمل على ردع دولة الاحتلال الاسرائيلى فى تهجير الفلسطينيين من غزة، بل ودفع الرئيس الأمريكى بالتراجع عن موقفه من تهجير الفلسطينيين إلى مصر، لذلك نقول إن الموقف المصرى وكذلك الأردنى الحاسم شكل رادعا لإسرائيل ودفع بها من جديد بإعادة حساباتها فى المنطقة.
المصدر : اليوم السابع اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالصور: 120 ألف مصل يؤدون صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى كتائب القسام: عيدنا يوم عودتنا الرئيس عباس يوجه كلمة للشعب ويخص غزة فيها الأكثر قراءة الرئيس عباس: لا توجد قضية أهم من قضية أطفال غزة سجون الاحتلال تفرض على المحامين وضع سوار عليه علم إسرائيل واسم المعتقل مستعمرون يقتحمون الموقع الأثري في سبسطية صورة: مقاومة الجدار: تحويل 13 حيا استعماريا إلى مستعمرات تسريع لوتيرة العبث بجغرافيا فلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025