“جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”تسلم أول توربين غازي طراز “HA” يتم إنتاجه محلياً في المملكة في “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة”
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
المناطق_الدمام
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة، أعلنت “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: GEV) اليومعن تسليم أول وحدة من التوربينات الغازية فئة Hيتم تصنيعها محلياً في شركة “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة” (GESAT)، وذلك في احتفال رسمي أقيم بهذه المناسبة بمقر الشركةفي الدمام.
وحضرالحدثجوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدة طاقة الغاز التابعةلـ جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا،وهشام البهكلي، رئيس “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” في المملكة العربية السعودية وعدد من كبار المسؤولين والمعنيين.
أخبار قد تهمك من بينها فتح النوافذ والأبواب لتهوية المركبة.. “المرور” يقدم عددا من الإرشادات للقيادة في الأجواء شديدة الحرارة 1 يوليو 2024 - 3:25 مساءً مبادرة اجتماعية في سدير ..عائلة تتيح صالة أفراح مجانية لإقامة الزواجات 1 يوليو 2024 - 3:02 مساءًوتعد “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة”منشأة عالمية المستوى ومشروعاً مشتركاً بين شركتي “دسر” و”جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”لتصنيع توربينات الغاز عالية الأداء ومكوناتها في المملكة.ومن المقرر أن تقوم أول وحدة من التوربينات الغازية من الفئة Hالمصنعة محلياً بتشغيل محطة “الجافورة المستقلة للتوليد المشترك للبخار والكهرباء”، والتي من المتوقع أن تصبح عند تشغيلها، محطة الكهرباء الأكثر كفاءة في المملكة. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل إنتاجحقل غاز الجافورة إلى 630 ألف برميل من سوائل ومكثفات الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أكثر من 420 مليون قدم مكعبة قياسية من الإيثان يومياً.
ويمثلتسليم توربين الغاز الذي تم تصنيعه محلياً في “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة”إنجازاً مهماً في قطاع الطاقة في المملكة ويسهم في تعزيز جهودها لتنويع موادرها الاقتصادية ومبادراتهالتنمية وصقل المواهب والكفاءات المحلية، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030. ويؤكد هذا الإطلاق التزام “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”بتوفير منتجات التقنيات المتطورة لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة وتحقيق أهدافهافي مجال الاستدامة.
وبهذه المناسبة، قالهشام البهكلي، رئيس “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” في المملكة العربية السعودية: “سعداء وفخورون للغاية بإنجازات ’جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة‘ ومساهماتها في تعزيز التوطين الصناعي داخل قطاع الطاقة في المملكة بما يدعم رؤية السعودية 2030. كما تساهم ’جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة‘في تعزيز قدرات برنامج ’صنع في السعودية‘، حيث قامت منذ عام 2018، بتصدير ما يزيد عن 200من الوحدات الملحقة لمحطات الكهرباء والتي تقوم بتوليد أكثر من 11 جيجاوات.وتواصل الشركة نجاحها بإطلاق أحد توربينات الغاز الأكثر تقدماً وتطوراً، وتم تصنيعه في المملكة”.
وتشتهر توربينات “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”الغازية من فئة H بكفاءتها وأدائها العالي، فضلاً عن توفير أقل تكلفة في فئتها في تحويل الغاز الطبيعي إلى كهرباء، بما يدعم المرونة في تلبية احتياجات توليد الكهرباء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
من جانبه، قالجوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدة طاقة الغاز التابعة لـ”جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “تتمتع’جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا‘بمسيرة تمتد لحوالي90 عاماً في المملكة، ما يعكس التزامنا القوي بتعزيز أهدافها فيما يتعلق بأمن الطاقة والتنويع الاقتصادي وتنمية المواهب والكفاءات الوطنية لدعم رؤية السعودية 2030. ويعد إطلاق أول وحدة من التوربينات الغازية طراز HAيتم تصنيعها في ’جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة‘ بمثابة دليل على جهودنا المبذولة لتعزيز قدرات قطاع الكهرباء في المملكة. ولا شك أن الكفاءة العالية وجاهزية توربيناتنا من الفئة Hللعمل بالهيدروجين يمكنها دعم تحول قطاع الطاقة في المملكة، حيث يمكن زيادة التوربينات أو خفضها سريعاًبما يدعم استقرار الشبكة، حيث يتم دمج المزيد من مصادر الطاقة المتجددة بالتناوب في نظام الطاقة”.
وفي إطار جهودها لدعم التنويع الاقتصادي وقدرات التصدير في المملكة، وقعت “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” أيضاً مذكرة تفاهم مع بنك التصدير والاستيراد السعوديتهدف إلى تمكين تصدير السلع والخدمات من المملكة لـ”جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا”من خلال دعم التمويل والتأمين من بنك التصدير والاستيراد السعودي. وتم تأسيس “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة”منذ إطلاقها لتقديم منتجات تقنية للتصدير من المملكة، وتهدف مذكرة التفاهم هذه إلى تعزيز تمكين مشاريع التصدير. وقع مذكرة التفاهم معالي المهندس سعد بن عبدالعزيز الخلب الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي، وهشام البهكلي رئيس “شركة جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” في المملكة العربية السعودية.
يُذكر أن “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” كانت قد انفصلت عن جنرال إلكتريك (المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز GE) وبدأت التداول كشركة مستقلة في بورصة نيويورك للأوراق المالية في 2 أبريل 2024. ومع ما يقرب من 55 ألف توربين رياح و7 آلاف توربين غازي، تساهم تقنية “جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا” في توليد حوالي 25% من كهرباء العالم، وتسهم بدور مهم في تحول قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية وحول العالم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 1 يوليو 2024 - 3:29 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد1 يوليو 2024 - 2:42 مساءًبدء تطبيق التأمين الصحي الإلزامي على العمالة المنزلية أبرز المواد1 يوليو 2024 - 2:17 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” في ميناء جدة الإسلامي تحبط محاولة تهريب أكثر من 3.6 ملايين حبة “كبتاجون” أبرز المواد1 يوليو 2024 - 1:22 مساءًمفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أبرز المواد1 يوليو 2024 - 1:01 مساءًالهيئة العامة للأمن الغذائي تُرسي الدفعة الثالثة من القمح المستورد هذا العام أبرز المواد1 يوليو 2024 - 11:58 صباحًامركز “استدامة” ينظم ملتقى التقنيات الزراعية المتقدمة في الري والتسميد1 يوليو 2024 - 2:42 مساءًبدء تطبيق التأمين الصحي الإلزامي على العمالة المنزلية1 يوليو 2024 - 2:17 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” في ميناء جدة الإسلامي تحبط محاولة تهريب أكثر من 3.6 ملايين حبة “كبتاجون”1 يوليو 2024 - 1:22 مساءًمفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي1 يوليو 2024 - 1:01 مساءًالهيئة العامة للأمن الغذائي تُرسي الدفعة الثالثة من القمح المستورد هذا العام1 يوليو 2024 - 11:58 صباحًامركز “استدامة” ينظم ملتقى التقنيات الزراعية المتقدمة في الري والتسميد من بينها فتح النوافذ والأبواب لتهوية المركبة.. "المرور" يقدم عددا من الإرشادات للقيادة في الأجواء شديدة الحرارة من بينها فتح النوافذ والأبواب لتهوية المركبة.. "المرور" يقدم عددا من الإرشادات للقيادة في الأجواء شديدة الحرارة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: فی المملکة العربیة السعودیة قطاع الطاقة فی المملکة جنرال إلکتریک ڤیرنوڤا التصدیر والاستیراد أکثر من
إقرأ أيضاً:
مُقاربة كولمبو: كيف توازن زيارة “مودي” سياسة سريلانكا الخارجية؟
تصنف العلاقات بين الهند وسريلانكا بأنها علاقة استراتيجية قائمة على أساس مصالح مشتركة عديدة بين البلدين. وقد أجرى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، خلال أبريل 2025، زيارة إلى دولة سريلانكا، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع دولة الجوار الجنوبية. وتُعد هذه أول زيارة لزعيم أجنبي يستضيفه الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي الذي تولى منصبه في سبتمبر 2024.
تجديد الشراكة:
سعت نيودلهي من جراء تلك الزيارة تحقيق عدد من الأهداف، ويأتي على رأسها الآتي:
1. تعزيز العلاقات الاقتصادية: تجمع الهند وسريلانكا علاقات اقتصادية متينة، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية، خلال الفترة 2023-2024، نحو 5.54 مليار دولار، كما تتشارك الدولتان اتفاقاً للتجارة الحرة منذ عام 2000. وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الهندي في سريلانكا نحو 2.25 مليار دولار حتى عام 2023، وتتركز الاستثمارات الهندية على قطاعات الطاقة والعقارات والتصنيع، والاتصالات، والتمويل.
كما أن هناك عدداً من المشروعات بين البلدين ما زالت قيد التنفيذ مثل الممر البري الاقتصادي بين ترينكومالي وكولمبو، كما سبق أن تعهدت الهند بتقديم 61.5 مليون دولار لتطوير ميناء كانكيسانثوراي في مدينة جافنا السريلانكية، فضلاً عن مخططات خدمات العبارات بين منقطتي راميسوارام وتالايمانار في سريلانكا. بالإضافة إلى الإعلان عن تدشين محطة طاقة شمسية ومستودع زراعي عالي التقنية بغرض المساعدة في تطوير القطاع الزراعي بالبلاد.
ومن جهة أخرى؛ تلعب الهند دوراً محورياً في تجاوز سريلانكا للأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها عام 2022، عقب إعلان الدولة إفلاسها وعدم استطاعتها تسديد الديون الخارجية، إذ قدمت نيودلهي مساعدات تقدر بنحو 4.5 مليار دولار في الفترة 2022-2023، كما وقعت اتفاق مع سريلانكا لإعادة هيكلة الديون، في يونيو 2024، باعتبارها- أي الهند- أحد أكبر الدائنين لكولمبو.
2. تنمية التعاون الطاقي: تهتم نيودلهي بتعزيز التعاون الطاقي مع سريلانكا، إذ تم توقيع اتفاق ثلاثي يجمع بين الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة وسريلانكا، في 6 أبريل 2025، بشأن تطوير مدينة ترينكومالي السريلانكية لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة جنوب آسيا، والإسهام في تعزيز أمن الطاقة في سريلانكا. وسيتضمن المشروع خط أنابيب متعدد المنتجات مع إمكانية استخدام مزرعة خزانات نفط تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، والتي تُشغّلها جزئياً الشركة السريلانكية التابعة لشركة النفط الهندية (IOC)، ومن المتوقع أن يصبح هذا المركز مركزاً إقليمياً للوجستيات في مجال الطاقة، مُستفيداً من الاستثمارات المشتركة والخبرة الفنية لدى كل من الهند ودولة الإمارات.
كما شهدت الزيارة، افتتاح مودي أيضاً محطة للطاقة الشمسية بقيمة 100 مليون دولار تم تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة الطاقة الحرارية الوطنية الهندية ومجلس كهرباء سيلان (مصدر الطاقة في سريلانكا). كما وقعت الدولتان اتفاقيات بشأن ربط شبكات الكهرباء عبر الحدود.
3. توطيد التنسيق الدفاعي والأمني: شهدت الزيارة، توقيع رئيس الوزراء الهند مع الرئيس السريلانكي اتفاقاً دفاعياً، لمدة 5 سنوات، وينص على تدريب أفراد الجيش السريلانكي في الهند وتبادل المعلومات وتناقل الخبرات التكنولوجية. ويشمل هذا الاتفاق إطاراً لقيام الهند بتزويد سريلانكا بمعدات عسكرية لتعزيز قدراتها الدفاعية، في ظل تأكيد مودي على “ارتباط أمن البلدين ببعضهما البعض، في مواجهة تمدد الخطر الصيني بالمحيط الهندي”، خاصة بفضل ما تحظى به سريلانكا من أولوية إعمالاً لسياسة الجوار أولاً، التي ترفعها الهند منذ استقلالها عام 1947.
وجدير بالذكر أن البلدان يرتبطان بأُطر للتعاون والتنسيق الأمني، لعل أبرزها مؤتمر كولمبو الأمني والذي تم تأسيس أمانته العامة (CSC) عام 2000، ويهدف إلى معالجة التهديدات العابرة للحدود وتعزيز التعاون في مجالات مثل السلامة البحرية ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والإغاثة في حالات الكوارث، وتعزيز الأمن الإقليمي بالتنسيق بين الهند وسريلانكا وجزر المالديف وموريشيوس.
4. ترسيخ الروابط الثقافية: شملت الزيارة قيام مودي بتعضيد أواصر الروابط الدينية مع سريلانكا عبر استعراض آثار بوذا من ولاية غوجارات في سريلانكا بمناسبة عيد فيساك 2025، كما تم الإعلان عن اعتزام الهند تجديد معبدي ثيروكونيسوارام وسيتا إيليا. كما زار مودي معبد جايا سري ماها بودي في مدينة أنورادهابورا التاريخية في سريلانكا وقدم احتراماته في الضريح البوذي، وأدى الصلاة فيه والتقى برئيس الأضرحة البوذية بالمدينة، مدللاً على أن البوذية رمز للسلام والتنوير. جدير بالذكر أن لهذا المعبد أهمية تاريخية خاصة في الروابط الدينية والحضارية بين البلدين. وخلال زيارة تلك المدينة تم افتتاح مشروعين للسكك الحديدية تم إنجازهما بمساعدة وتمويل الهند.
5. حل الخلافات البينية: سعت الزيارة إلى حل الخلافات بين البلدين حول مصايد الأسماك والصيد الجائر في المياه السريلانكية من قِبل صيادي ولاية تاميل نادو الهندية. فخلال عام 2024، أُلقي القبض على أكثر من 500 صياد هندي، ولا يزال 97 منهم مُحتجزين لدى سريلانكا حتى مارس 2025. وقد ضغط رئيس وزراء ولاية تاميل نادو، على نيودلهي لمعالجة هذه القضية، حيث صدر مؤخراً قراراً في مجلس الولاية باستعادة جزيرة كاتشاتيفو، التي تنازلت عنها سريلانكا في سبعينيات القرن الماضي.
وترى سريلانكا أن الصيادين الجائرين يتعدون على شواطئها. وتتصاعد الدعوات لمعالجة الإشكالية بين الجانبين، إلا أنه لا يتُوقع حدوث أي تغيير في وضع كاتشاتيفو نظراً للاتفاقية الثنائية المُلزمة مع الهند.
وقد أسفرت الزيارة عن إفراج سريلانكا عن 14 صياداً هندياً استجابة لدعوة مودي لتبني نهج إنساني في التعامل مع تلك القضية، في بادرة حسن نية لتحسن العلاقات بين الهند وسريلانكا للتخفيف من وطأة القضايا الخلافية العالقة.
هذا بالإضافة إلى الخلافات التجارية، حيث يخشى بعض السريلانكيين من أن تستغل الهند الزيارة للضغط على كولومبو لحل النزاعات حول التعريفات الجمركية وما يتعلق بمشروع طاقة الرياح التابع لمجموعة أداني الهندية بقدرة 484 ميجاوات في مانار بسريلانكا.
نهج مُتوازن:
عكست زيارة مودي إلى كولمبو عدد من الدلالات والرسائل، والتي يمكن تسليط الضوء عليها على النحو التالي:
1. تخوف نيودلهي من توجهات كولمبو الجديدة: تتخوف نيودلهي من التحولات السياسية في سريلانكا بعد فوز الرئيس الذي ينتمي لليسار القومي ديساناياكي بالرئاسة، في سبتمبر 2024، كما حاز حزبه “السلطة الشعبية الوطنية”، على أغلبية كاسحة في الانتخابات البرلمانية التي عُقدت في نهاية 2024، من أن يؤدي ذلك إلى اتجاه كولمبو إلى مزيد من التقارب مع الصين، على حساب العلاقات التاريخية مع الهند. وربما يُدلل على هذا الاتجاه من جانب سريلانكا توقيع صفقة مصفاة النفط الصينية في هامبانتوتا بقيمة 3.2 مليار دولار، والتي وقّعتها مع شركة سينوبك الصينية المملوكة للدولة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها ديساناياكي إلى بكين، في يناير 2025، والتي شهدت أيضاً التوقيع على 15 وثيقة تعاون بين الجانبين.
يُضاف إلى ذلك أن هناك بعض دول الجوار الهندي قد حدثت بها مؤخراً تحولات سياسية أسفرت عن اتجاهها نحو مزيد من تعزيز علاقاتها مع بكين، ومنها بنغلاديش، بعد تغير النظام السياسي بها عقب الإطاحة بنظام الشيخة حسينة، وكذلك المالديف بعد فوز الرئيس محمد مويزو، والتي عقدت اتفاق تجارة حرة مع الصين. ومن ثم تأتي تلك الزيارة في محاولة لحفاظ نيودلهي على العلاقات مع كولمبو، كما سعى النظام الجديد في كولومبو إلى تأكيد هذا الأمر؛ حيث منح الرئيس السريلانكي نظيره الهندي جائزة “ميثرا فيبهوشانا” للمرة الأولى وهي أعلى جائزة تُمنح لزعيم أجنبي، وهو ما يجعل تلك البادرة التاريخية ذات دلالة رمزية.
2. موازنة كولمبو علاقاتها الخارجية: حرص الرئيس السريلانكي ديساناياكي على التأكيد على أن سياساته الخارجية متوازنة في التعامل مع القوتيْن الإقليميتيْن المجاورتيْن (الصين والهند)، وعدم اعتبار فوزه وحزبه بمقاليد السلطة ردة عن سياسات بلاده التقليدية في الصداقة مع الهند، إذ أجرى ديساناياكي أول خارجية له إلى نيودلهي في ديسمبر 2024، وتبعها بزيارة إلى بكين في يناير 2025، ومن ثم فإن تلك الزيارة تعد امتداداً لهذا النهج في ظل حرص سريلانكا على استمرار اعتمادها الاقتصادي على كلا البلدين لإدارة ديونها وضمان حيادها الجيوسياسي في حال حدوث مواجهات إقليمية، خاصة في ظل إيلاء الرئيس السريلانكي الاهتمام في المقام الأول باستعادة الاستقرار الاقتصادي لبلاده وضبط خطط الإنقاذ المبرمة مع صندوق النقد الدولي.
3. مُفاضلة بين استثمارات الهند والصين: في ظل التنافس الهندي الصيني على النفوذ في سريلانكا نظراً لكونها مركزاً تجارياً واستراتيجياً بحرياً في المحيط الهندي، برزت بعض التقديرات التي تقارن بين استثمارات البلدين، وتفضيل البعض منها للانخراط الهندي، نظراً لأن استثماراتها تركز على القطاعات التنموية التي تحقق منافع اقتصادية متبادلة، مثل الطاقة وتطوير البنية التحتية الرقمية وتحديث القطاع الزراعي وتعزيز السياحة، مع الوضع في الاعتبار أن الهند لا تزال أكبر مساهم في قطاع السياحة في سريلانكا، حيث شكلت 20.3% من إجمالي عدد السياح الوافدين في عام 2024، بينما تحتل الصين المركز الخامس.
في حين رأت تلك التقديرات أن استثمارات الصين خاصة المبرمة خلال زيارة ديساناياكي كانت ذات صلة بمبادرة الحزام والطريق مثلما تجلى في مشروع ميناء هامبانتوتا ومصفاة النفط بإشراف شركة سينوبك الصينية، وقد يُنظر لتلك المشاريع أنها تثقل كاهل اقتصاد سريلانكا بالديون لصالح الصين، فضلاً عن محدودية جدواها للاقتصاد وإدراج العديد من تلك التمويلات تحت بند القروض عبر بنك التنمية الصينية وما يثيره من مخاوف بشأن فخ الديون.
وفي المقابل، فإن الصين من جانبها تنظر لذلك التناول لدورها في الاقتصاد السريلانكي باعتباره مسعى لإبعادها عن مبادرة الحزام والطريق من خلال الترويج لما يسمى بفخ الديون، بالنظر إلى أن القروض الصينية لا تمثل أكثر من نحو 10% من إجمالي قروض سريلانكا المدينة بشكل رئيس للهند والمؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فالأحرى تسليط الضوء على فخ الديون الغربية والهندية لا الصينية، وفق هذا التصور.
وفي التقدير، يمكن القول إن أهمية سريلانكا تتنامى بفعل موقعها الاستراتيجي والتجاري في منطقة المحيط الهندي بما يجعلها عرضة للمخاطر الناجمة عن تفاقم حدة التنافس الهندي الصيني. ولكن تظل قدرة كولمبو على تحقيق التوازن في تقاربها من كل من الهند والصين مرهوناً بقدرتها على استعادة تعافيها الاقتصادي لتجنب الوقوع في فخ الديون على نحو يقلص استقلاليتها في مواجهة النفوذ والتدخل الأجنبي في شؤونها، وتغلغل التدخل العسكري الأجنبي في أراضيها على نحو قد يجعلها ساحة للمواجهات الإقليمية المباشرة أو بالوكالة.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”