حول تعذّر التعايش السلمي بين أميركا والصين، كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا":
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مؤتمر مخصص للذكرى السبعين لإعلان مبادئ السياسة الخارجية الصينية، إن الصين لن تحيد أبدا عن طريق التنمية السلمية. وقد صاغ رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، في العام 1954.
لكن، كما يقول دينيس وايلدر، الأستاذ بجامعة جورج تاون والذي كان مسؤولاً عن قسم شرق آسيا والمحيط الهادئ في وكالة المخابرات المركزية، في العامين 2015 و2016: "البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ينظران إلى مفهوم التعايش السلمي الذي طرحه شي جين بينغ بشكل مختلف. فهم يرون أنه ليس سيئا، لكنه غير ممكن في ظروف اليوم. هناك منافسة استراتيجية بين الصين والولايات المتحدة. ويجب ألا يُسمح بتفاقمها وتطورها إلى حرب باردة أو حرب عالمية جديدة. والمشكلة هي أن كلا البلدين فخوران بتفردهما في تاريخ العالم. وهذا لا يدعو إلى التواضع أو التعاون بينهما. فالولايات المتحدة تعد نفسها مدينة على رأس جبل، في حين تعتقد الصين بأنها الوصية على خمسة آلاف عام من التاريخ. وفي الوقت نفسه، ترى بكين أن الولايات المتحدة تريد فرملة صعودها. وتنظر واشنطن إلى الصين كقوة مهيمنة تريد إزاحة أميركا من صدارة العالم".
وفي ضوء هذه الاختلافات الأيديولوجية، وانعدام الثقة المتبادل العميق، والتناقضات بشأن أوكرانيا وتايوان وصادرات التكنولوجيا، فإن المصالحة الحقيقية بين بكين وواشنطن ليست في متناول اليد. "هذا هو الواقع"، يقول المسؤول السابق البارز في وكالة المخابرات المركزية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البنتاغون بكين شي جين بينغ واشنطن
إقرأ أيضاً:
الصين: مستعدون للتعاون مع شركاء دوليين لمواجهة سياسات ترامب
أعرب وزير الخارجية الصيني وانج يي عن رفض بلاده لسياسات الحمائية التجارية التي تتبعها بعض الدول، مؤكدًا أن الصين مستعدة للعمل مع شركائها الدوليين لمقاومة هذه التوجهات، والدفاع عن مبادئ العدالة والتعددية.
جاءت تصريحات وانج يي خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الأوزبكي بختيور سعيدوف في مدينة ألماتي بكازاخستان، يوم الجمعة، وذلك في سياق تعزيز العلاقات مع دول آسيا الوسطى.
وأوضح وانج أن "بعض الدول تضع مصالحها الضيقة في المقدمة، وتلجأ إلى الضغوط والصفقات القسرية، وتثير الحروب التجارية دون مبرر"، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، التي دخلت في نزاعات تجارية متكررة مع بكين خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف، وفق بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الصينية اليوم السبت، أن "الصين تقف بثبات على الجانب الصحيح من مسار التاريخ، وفق القواعد الدولية، ولن تسمح بأن يصبح العالم غابة يفتك فيها القوي بالضعيف".
وأشار وانج خلال المحادثات إلى أن الصين حريصة على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع أوزبكستان ودول آسيا الوسطى الأخرى، مع التركيز على التعاون في مجالات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية. وتُعد هذه الخطوات جزءًا من رؤية بكين لتوسيع نفوذها الإقليمي في مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة، خاصة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الاقتصاديين.
ويأتي هذا التأكيد على التعاون في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن توترًا متزايدًا. فبعد سلسلة من الإجراءات المضادة بين الجانبين، وصلت التعرفة الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية إلى 125%، وهو ما قوبل بإجراءات مماثلة من الجانب الصيني الذي فرض نفس النسبة على سلع أمريكية كرد فعل "انتقامي".
وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا فرض تعريفات إضافية بنسبة 20% على الواردات الصينية، متهمة بكين بالتقاعس عن اتخاذ تدابير كافية لمكافحة تهريب المواد المخدرة الاصطناعية إلى الأراضي الأمريكية. وقد أثارت هذه الخطوة المزيد من التوترات، حيث تراها الصين اتهامات مسيّسة تهدف للضغط عليها اقتصاديًا.