يمثل قطاع الكاكاو في غانا حوالى 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد الذي يعتمد بشكل كبير على صغار المزارعين، ويدعم مليون نسمة من أصل 33 مليوناً في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.مع ذلك، يجد مزارعو الكاكاو أنفسهم في وضع يزداد سوءاً، الا انه رغم الارتفاع الأخير في أسعار الكاكاو العالمية والجهود التي تبذلها حكومة غانا لتحقيق الاستقرار في هذا القطاع، يلجأ عدد كبير من المزارعين في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى التجارة غير المشروعة من أجل توفير سبل البقاء.

بمواجهة الارتفاع الكبير في الأسعار، لم يكن أمام إيساك أنتوي أي حل سوى عبور حدود بلاده غانا بصورة غير قانونية إلى ساحل العاج لبيع محصوله من الكاكاو بسعر أفضل، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، خصوصاً على وقع التراجع المتسارع في قيمة العملة الغانية.

حيث يوضح إيساك أنتوي المقيم في سوهوم في شرق غانا على بعد 74 كيلومتراً من العاصمة أكرا، أن "السيدي (عملة غانا) تفقد قيمتها كل يوم، ولم يعد البيع في غانا كافياً، لافتا بقيامه الى عبور حدود بلاده غانا بصورة غير قانونية إلى ساحل العاج لبيع محصوله من الكاكاو بسعر أفضل، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، خصوصاً على وقع التراجع المتسارع في قيمة العملة الغانية.

وتخرج غانا من إحدى أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ سنوات، بعد حصولها على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة معظم ديونها.

لكنّ تراجع الـ"سيدي" cedi التي فقدت أكثر من 20% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي هذا العام، أثّر بشكل خطير على ربحية زراعة الكاكاو، على الرغم من ارتفاع الأسعار العالمية لهذه المادة المستخدمة في صنع الشوكولاتة. وارتفعت تكاليف الإنتاج بشكل كبير، وأصبح شراء الأسمدة والمواد الأخرى اللازمة للزراعة عبئاً أكبر على المزارعين.

كما أدى ضعف شبكات الطرق إلى تضخّم تكاليف النقل، ما قلّص بصورة أكبر هوامش أرباح المزارعين.

ويخضع هذا القطاع لتنظيم كبير في غانا، حيث يضطر مزارعو الكاكاو إلى بيع منتجاتهم إلى مجلس الكاكاو الغاني، وهي هيئة عامة تحدّد الأسعار لحماية المزارعين من تقلبات السوق.

وقد زادت الحكومة أخيراً سعر شراء الكاكاو من المزارعين إلى 2188 دولاراً (33120 سيدي غاني) للطن، أي بزيادة نسبتها 58%، لكن هذا الأمر لم يكن كافياً لتعويض ارتفاع تكاليف الإنتاج أو التخفيف من جاذبية الأسعار الأكثر ارتفاعاً في ساحل العاج وتوغو المجاورتين.

ويقول سروا أدجي، مزارع في سوهوم "إذا زادت الحكومة سعر الكاكاو ليتماشى مع سعر جيراننا، سيتوقف التهريب".

من جهته يوضح دينيس نياميكي أحد مزارعي المنطقة الغربية عن لأسباب الاقتصادية للتهريب، حيث يُباع كيس الكاكاو بمبلغ لا يقل عن 137 دولاراً في غانا، ولكن عندما نهرّبه إلى ساحل العاج، يمكننا بيعه بسعر يناهز 152 دولاراً".

ويقدّر خبراء القطاع أنه تم تهريب أكثر من 100 ألف طن من حبوب الكاكاو إلى ساحل العاج منذ العام الماضي.

ويواجه قطاع الكاكاو تحديات عدة، بينها استخراج الذهب غير القانوني، المعروف محلياً باسم "غالامسي"، وهو نشاط منتشر على نطاق واسع في ريف غانا، ما يؤثر على إمدادات المياه ويمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، لكنّ الظروف الجوية السيّئة، فضلاً عن الوباء المعروف باسم "براعم الكاكاو المنتفخة"، تؤدي أيضاً إلى تدهور المحاصيل.

وبحسب مجلس الكاكاو الغاني، فقدت غانا 500 ألف هكتار من المساحات المزروعة بالكاكاو في السنوات الأخيرة، أو حوالى 29% من إجمالي الأراضي المخصصة للكاكاو في البلاد.

وانخفضت إيرادات الكاكاو بمقدار 500 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2024، بحسب المصرف المركزي لغانا.

ويقول رئيس الشؤون العامة في مجلس الكاكاو الغاني فيفي بوافو "نخوض معركة صعبة"، مشيراً إلى "بذل جهود كبيرة لتحسين وضع المزارعين".

ويدعو أوبيد أوسو أداي، الناشط في منظمة "إيكوكير غانا" EcoCare Ghana، وهي مجموعة تدافع عن حقوق مزارعي الكاكاو، إلى إصلاحات كبيرة بما في ذلك "تثبيت سعر صرف السيدي" و"منح الدعم" للمزارعين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تکالیف الإنتاج إلى ساحل العاج فی غانا

إقرأ أيضاً:

"قاعد ولا ماشي".. أهالي الفيوم يترقبون حركة المحافظين 

يترقب أهالي محافظة الفيوم حركة المحافظين لمعرفة من سيتولى زمام الأمور بالمحافظة خلفا للدكتور أحمد الأنصاري بعد خمس سنوات قضاها في الديوان العام. 

وتدور التساؤلات حول مصير المحافظ القادم وهل يكون محافظا جديدا أم يستمر "الأنصاري" للسنة السادسة على التوالي، ونفس السؤال يُطرح حول مصير نائب المحافظ.

وكان الدكتور أحمد الانصاري قد تسلّم زمام الأمور فى محافظة الفيوم في نهاية شهر نوفمبر من عام 2019 قادما من محافظة سوهاج واستبشر اهالى الفيوم خيرا بقدومه نظرا لنجاحه أثناء فترة عمله بهيئة الاسعاف والمجالس الطبية المتخصصة وحصول الهيئة خلال فترة توليه على المركز الثانى فى جائزة الصحة العريية ونجح في حل العديد من المشكلات حتى تم تعيينه رئيسا للهيئة ثم اسندت اليه رئاسة بعثة الحج الطبية المصرية عام 2017 ثم توليه منصب مدير مشروع انهاء قوائم انتظار مرضى الحالات الحرجه وحقق فيها تقدما كبيرا وتم إنهاء مشكلة قوائم إنتظار مرضى الحالات الحرجة قبل الموعد المحدد لهم حتى تم تعيينه محافظا لسوهاج عام 2018.

وعقب وصوله إلى الفيوم أكد "الأنصاري" أن من أهم الأولويات الإهتمام بملفات الصحة والتعليم والطرق والنظافة وكل مايهم المواطن الفيومي من الدرجة الاولي، كما أشار محافظ الفيوم إلى أهمية الانتهاء من ملفات التقنين والتصالح واسترداد أراضي أملاك الدولة وعدم التهاون في البناء  على الأراضي الزراعية واتخاذ كافة الاجراءات القانونية حيال المخالفين. 

 وشدد أيضا خلال إستعراض ملف بحيرة قارون على ضرورة عودة البحيرة والمساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال زيادة الثروة السمكية والقضاء على تلوث البحيرة، وأهمية فتح محاور مرورية للقضاء علي التكدس المروري بالمحافظة ومدنها، والإهتمام برصف الطرق بقرى ومراكز المحافظة. 

ووعد "الأنصاري" بحل كافة المشكلات التى تحدث عنها وعلى رأسها ملف الصحة نظرا لخبرته وتخصصه فى المجال الطبي إلا ان المستشفيات المركزية والوحدات الصحية بقيت على حالها ومازالت هناك وحدات صحية لايوجد بها طبيب مع وجود نقص في كافة أنواع الأدوية ومن أهمها مصل العقرب والثعبان نظرا لملاصقة غالبية القرى للظهير الصحراوى ومن أهمها مستشفى يوسف الصديق المركزى التى تم الانتهاء منها عام 2008 وتتكون من أربعة طوابق ومهبط للطائرات وتضم 700 غرفة مجهزة ولم يتم تشغيها حتى الآن ومازال اهالى المركز يذهبون الى المستشفيات بالمراكز المجاورة للحصول على الخدمات الطبية.

وعقب توليه المهمه بشهر واحد بدأ انتشار فيروس كورونا في عدد من المحافظات المصرية وبقيت الفيوم خالية من الإصابات لفترة، لا يعرف فيروس كورونا الطريق إليها، ولم تظهر بها أية إصابات، رغم انتشار الفيروس على نطاق واسع فى غيرها من المحافظات، وبمرور الوقت انتشر الفيروس وتصاعدت الإصابات بقدر يفوق الإمكانيات الطبية للمحافظة وتبوأت الفيوم المركز الخامس فى قائمة الإصابات، لكنها فى حقيقة الأمر احتلت المركز الثانى وقتها قياسا بعدد السكان بعد القاهرة التى تصدرت رأس القائمة.

وطالت الاصابات والوفيات الأطباء وهيئة التدريس بجامعة الفيوم التي تمثل العمود الفقري في اللجنة التى شكلها المحافظ لمواجهة الازمة وحتى رئيس الجامعة ونوابه أصيبوا ودخلوا الى غرف العزل الصحي بالإضافة إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحى والمواطنين بسبب سوء إدارة الازمة ومنها ترك الوافدين بلا ملاحظة طبية وعدم الاستجابة لغلقها أسوة بالمحافظات الأخرى التى أغلقت حدودها قبل بداية انتشار الوباء وترك الأسواق العشوائية والمقاهى وملاعب الشباب تعمل حتى فى ساعات الحظر  بالقرى والاحياء الشعبية  بالمدن، دون متابعة أو إغلاق وإهمال الرعاية الصحية الواجبة لمواجهة الأزمات، بمراجعة المستشفيات والوقوف على درجة استعدادها لمكافحة هذا الفيروس القاتل وتهاون الإدارات الصحية والأطقم الطبية فى متابعة الحالات المصابة، وعدم تشكيل لجنة فنية لإدارة الأزمة بعيدا عن اللجنة الإشرافية التى تم تشكيلها من البداية ولم تنجح فى السيطرة على الحد من الإصابات وانتظر أهالى المحافظة اتخاذ قرارات استباقية وحازمة لمنع تكرار ماحدث مع ثورة تصحيح للوضع الصحى بالمستشفيات المركزية والوحدات الصحية بالقرى ولكن هذا لم يحدث.

اما فى مجال رصف الطرق فمازالت الطرق والشوارع داخل مدينة الفيوم تستحوذ على النصيب الأكبر نظرا لمرور المسئولين والوزراء بها مع وجود العديد من الطرق الترابية والمتهالكة التى تربط المراكز بالقرى ولم يصبها الدور بالرغم من حيويتها واهميتها تجاريا وزراعيا إلا ان ملف الطرق لم يجد من يلتفت إليه حتى الآن، وكذلك عدم استغلال المناطق السياحية والأثرية بالمحافظة لتنشيط سياحة اليوم الواحد فى بحيرة قارون وبحيرات وادى الريان وإستمرار معاناة الصيادين فى البحيرة بعد تلوثها بمياه الصرف الصحى وظهور طفيل الايزوبودا الذي يتغذى على الأسماك مما تسبب فى ضياع الثروة السمكية بها واضطرار بعض الصيادين الى السفر الى المحافظات الأخرى للبحث عن ارزاقهم عقب تدهور الأوضاع فى بحيرة قارون.

ملفات ناجحة في عهد الدكتور أحمد الأنصاري 

نجح الأنصارى فى إحياء عددا من المشروعات المتعثرة واعادة استغلالها بما يعود بالنفع على المحافظة ومواطنيها  مثل مصنع تدوير القمامة بقرية العدوة الذي كان متوقف من عام 2004 وأصبح يعمل حالياً بطاقة 192 طن / يوم، ويوفر 950 فرصة عمل لأبناء المنطقة.

وكذلك مشروع الدواجن التكاملي بالعزب والذى تمتلكه وزارة المالية  والمقام على مساحة 75 فدان بطاقة 500 ألف طائر سنوياً،وتعرض للتعثر من عام 2008 وتم فتح ملفه وتم اعادة صياغته وتشغيله بطاقته القصوى ليوفر 3 آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة، بعد ان تم رصد 50 مليون جنيه استثمار فيه بالإضافة الى مصنع تدوير المخلفات العضوية وتوليد الكهرباء بمركز اطسا وهو منحة من وزارة البيئة وكان متوقفا وتم تشغيلة تجريبياً ،ومصنع أعلاف جرفس الذي تم الاستعانة بعدد من الخبراء لوضع آليات تطويره، ومصنع الصلصة بأبشواى الذي تم اعادة تشغيله لإنتاج الصلصة والمادة الخام لصناعة العصائر بعد تزويده بخط انتاج ايطالى الصنع بالتعاون مع أحد المستثمرين، وأخيرا افتتاح مصنع شركة يازاكي اليابانية لإنتاج ضفائر السيارات بمنطقة منشأة كمال بالفيوم.

كما كان ملف التصالح على مخالفات البناء من أهم المشكلات التى تم حلها نظرا للعدد الهائل من المخالفات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة وتم تخفيض سعر المتر بالقرى والعزب بالإضافة إلى شن حملات مكبرة لإزالة كافة التعديات واسترداد مساحات واسعة من أراضي املاك الدولة والأراضي الزراعية بالمحافظة، فضلا عن استمرار العمل في تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة بمركزي إطسا ويوسف الصديق.

مقالات مشابهة

  • "قاعد ولا ماشي".. أهالي الفيوم يترقبون حركة المحافظين 
  • تفاصيل التحقيقات مع متهم بالاتجار فى العملة بالسوق السوداء
  • إحالة عاطلين للمحاكمة بتهمة سرقة كبائن كهربائية وبيعها لتاجر خردة
  • بعد انتهاء المهلة.. غرامة 2000 جنيه للأجانب المقيمين بمصر وقرار بترحيلهم خارج اراضيها
  • وزير الداخلية يقرر ترحيل 4 سوريين خارج البلاد لأسباب تتعلق بالصالح العام
  • لأسباب تتعلق بالصالح العام.. وزير الداخلية يقرر ترحيل 4 سوريين خارج البلاد
  • التهريب حيلة مزارعي الكاكاو في غانا أمام تدهور عملتهم
  • تفاصيل التحقيقات مع 3 متهمين بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية
  • قرارات مجلس الوزراء