أول أديب شرقي يحوز نوبل.. روبندرونات طاغور مسيرة حافلة بالإبداع
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
يوافق السابع من أغسطس ذكرى رحيل الشاعر البنغالي روبندرونات طاغور، الذي تناولت قصائده حياة البسطاء، والتقط تفاصيل معيشتهم بحس عالي الرقة تصاحبه الدعابة الذكية، فأحب الإنسانية جميعها ونبذ التعصب.
وُلد روبندرونات طاغور في 7 مايو عام 1861، في القسم البنغالي من مدينة كالكتا، ونشأ في أسرة ميسورة الحال، حيث كان والده مفكراً بارزاً، وعرفت عائلته بالثراء ورفعة النسب.
أسس جده إمبراطورية مالية ضخمة، وكان آل طاغور رواد حركة النهضة البنغالية، إذ سعوا إلى الربط بين الثقافة الهندية التقليدية والأفكار والمفاهيم الغربية.
تلقى روبندرونات طاغور غالب تعليمه في المنزل على أيدي معلمين خصوصين، وتحت إشراف مباشر من أسرته المهتمة بالتعليم والثقافة، ودرس منذ صغره التاريخ وعلم الفلك واللغة “السنسكريتية”.
قرأ في الشعر البنغالي، وبدأ ينظُم الشعر في الثامنة، وفي السابعة عشر من العمر أرسله والده إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في الحقوق، حيث التحق بكلية لندن الجامعية، لكنه عاد إلى كالكوتا دون أن ينال أي شهادة.
شهدت الثمانينات من القرن التاسع عشر نضج تجربة "طاغور" الشعرية، إذ نُشر له عددًا من الدواوين؛ توّجها في عام 1890 بمجموعته «ماناسي» المثالي، التي شكلت قفزة نوعية في الشعر البنغالي، وفي العام 1891 انتقل طاغور إلى البنغال الشرقية لإدارة ممتكلكات العائلة، حيث استقر فيها عشر سنوات، عشق ريفها وكان يقضي معظم وقته في قارب مُعد للسكن يجوب نهر “بادما”؛ النهر الذي ألهم تجربته الشعرية.
وسط البسطاء
كان طاغور على احتكاك مباشر مع القرويين البسطاء، إذ شكلت أوضاعهم المعيشية موضوعاً متكرراً في العديد من كتاباته، وتعود أروع كتاباته النثرية وقصصه القصيرة إلى تلك الحقبة، وهي قصص تتناول حياة البسطاء، بحس يجمع بين رهافة عالية في التقاط الصورة وميل إلى الفكاهة والدعابة الذكية، التي ميزت مُجمل تجربته النثرية، وأثناء تلك السنوات نشر العديد من الدواوين الشعرية، أبرزها أميزها «سونار تاري»، بالإضافة إلى عدة مسرحيات أبرزها «تشيترا».
مدرسة طاغور
في العام 1901، أسس طاغور مدرسة تجريبية سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة في التربية والتعليم، وذلك عبر مزج التقاليد الهندية العريقة بتلك الغربية الحديثة، واستقر طاغور في مدرسته التي تحولت في العام 1921 إلى جامعة «فيشقا-بهاراتيا» أو الجامعة الهندية للتعليم العالمي.
أعماله الأدبية
قدم طاغور أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية، وثماني مجلدات قصصية، وثماني روايات، بالإضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات حول الفلسفة والدين والتعليم والقضايا الاجتماعية.
الرسم والموسيقى
وإلى جانب الأدب اتجه إبداع طاغور إلى الرسم، حيث مارسه في سن متأخرة نسبياً، وأنتج آلاف اللوحات وكان له صولات إبداعية بالموسيقى، أكثر من ألفي أغنية، أصبح اثنان منهم النشيد الوطني للهند وبنجلاديش.
جائزة نوبل
تجاوز طاغور الخمسين من عمره ورغم غزارة إنتاجه وتنوعه، إلا أنه لم يكن معروفاً تماماً خارج محيطه، وخلال رحلته إلى إنجلترا عام 1912، بدأ طاغور يترجم آخر دواوينه: «جينجالي» إلى الإنجليزية. وكانت كل أعماله السابقة تقريباً قد كتبت بلغته البنغالية، و قرر ترجمة المجموعة الأخيرة من باب التسلية، وتمضية وقت السفر الطويل بحراً، وعند وصوله إلى إنجلترا علم صديق مُقرب منه ويدعى "روثنستاين" بأمر الترجمة، وطلب منه الإطلاع عليها؛ فوافق طاغور على ذلك، لم يصدق الرسام عينيه، لقد كانت الأشعار أكثر من رائعة، وبدا كما لو أنه وقع على اكتشاف ثمين، فاتصل بصديقه الشاعر دبليو.بي بيتس الذي دُهش بتجربة طاغور، فنقح الترجمة وكتب مقدمة لها بنفسه.
ظهر ديوان «قربان الأغاني» باللغة الإنجليزية في سبتمبر من العام 1912. لقد عكس شعر طاغور حضوراً روحياً هائلاً، ووجد الغربيون أمامهم لمحة موجزة وإن كانت مكثفة للجمال الصوفي، الذي تختزنه الثقافة الهندية في أكثر الصور نقاءً، وبعد أقل من مضي عام نال طاغور جائزة نوبل للآداب عام 1913، ليكون بذلك أول أديب شرقي ينال الجائزة.
وفي العام 1915، حصل على وسام الفارس من قبل ملك بريطانيا جورج الخامس، لكنه خلعه في العام 1919 في أعقاب مجزرة “أمريتسار”، والتي قتلت فيها القوات البريطانية أكثر من 400 متظاهر هندي.
وفاته
أمضى طاغور ما تبقى من عمره متنقلاً بين العديد من دول العالم، لإلقاء الشعر والمحاضرات والإطلاع على ثقافة الآخرين، دون أن ينقطع عن متابعة شؤون مدرسته، وظل غزير الإنتاج حتى قبيل ساعات من وفاته، حين أملى آخر قصائده لمن حوله، إذ رحل عن عالمنا في السابع من أغسطس عام 1941، عن عمرٍ ناهز 80 عاماً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی العام أکثر من
إقرأ أيضاً:
جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء تتسلم حافلة لنقل المرضى إلى مستشفيات دمشق
السويداء-سانا
تسلمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في محافظة السويداء اليوم، حافلة حديثة لنقل المرضى إلى المستشفيات بدمشق، مقدمة بدعم من مغتربين اثنين من أبناء المحافظة.
وذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عدنان مقلد في تصريح لمراسل سانا اليوم، أن هذه الحافلة تتسع لنحو ٥٦ راكباً، وتبدأ اعتباراً من السادس من الشهر الحالي بنقل المرضى من جنوب محافظة السويداء في مدينة صلخد وصولاً إلى بلدة القريا، مروراً بمدينتي السويداء وشهبا، إلى مشفيي البيروني والمواساة بدمشق، لتلقي العلاج ومتابعة حالتهم الصحية.
ونوه مقلد بأهمية هذه المبادرة لتخفيف معاناة المرضى، والتي تعكس الجوانب الإنسانية لدى أبناء سورية في بلاد الاغتراب تجاه أبناء بلدهم.
السويداء مرضى السرطان بالسويداء 2025-04-01Hassan Nasrسابق منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة انظر ايضاً معرض التسوق الرمضاني في مجمع المزرعة بالسويداء يشهد إقبالاً
السويداء-سانا يشهد المعرض الذي أقامته المؤسسة السورية للتجارة ضمن مجمع المزرعة بمدينة السويداء بمناسبة شهر …
آخر الأخبار 2025-04-01جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء تتسلم حافلة لنقل المرضى إلى مستشفيات دمشق 2025-04-01منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة 2025-04-01سوريا تعرب عن تقديرها للدعم الدولي للحكومة الجديدة 2025-04-01اندلاع حريق حراجي في منبع نهر السن بريف طرطوس 2025-04-01استئناف عمل المخابز بحمص في ثاني أيام عيد الفطر 2025-04-01خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الشرع والسوداني… سوريا والعراق يؤكدان عمق العلاقات الثنائية وأهمية التعاون المشترك 2025-04-01زراعة السويداء تدعو المزارعين إلى المكافحة الميكانيكية لحشرة جعل الأزهار الزغبي 2025-04-01مائدة الغداء في أول أيام العيد .. طقوس وعادات ترسخت في وجدان أهالي حماة 2025-04-01مختصّون تربويون يطلقون حملة “وفا” للدعم النفسي عبر الإنترنت 2025-04-01انقطاع التيار الكهربائي عن محافظتي درعا والسويداء
صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |