يوافق السابع من أغسطس ذكرى رحيل الشاعر البنغالي روبندرونات طاغور، الذي تناولت قصائده حياة البسطاء، والتقط تفاصيل معيشتهم بحس عالي الرقة تصاحبه الدعابة الذكية، فأحب الإنسانية جميعها ونبذ التعصب.

 

وُلد روبندرونات طاغور في 7 مايو عام 1861، في القسم البنغالي من مدينة كالكتا، ونشأ في أسرة ميسورة الحال، حيث كان والده مفكراً بارزاً، وعرفت عائلته بالثراء ورفعة النسب.

أسس جده إمبراطورية مالية ضخمة، وكان آل طاغور رواد حركة النهضة البنغالية، إذ سعوا إلى الربط بين الثقافة الهندية التقليدية والأفكار والمفاهيم الغربية.

تلقى روبندرونات طاغور غالب تعليمه في المنزل على أيدي معلمين خصوصين، وتحت إشراف مباشر من أسرته المهتمة بالتعليم والثقافة، ودرس منذ صغره التاريخ وعلم الفلك واللغة “السنسكريتية”.

قرأ في الشعر البنغالي، وبدأ ينظُم الشعر في الثامنة، وفي السابعة عشر من العمر أرسله والده إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في الحقوق، حيث التحق بكلية لندن الجامعية، لكنه عاد إلى كالكوتا دون أن ينال أي شهادة.

عروض ثقافتنا في إجازتنا تواصل فقراتها بمصايف رأس البر وبلطيم ودمياط|صور حفل فني لكورال أطفال دمنهور بالأنفوشي ضمن ثقافتنا في إجازتنا| صور مراكب الموت.. ثقافة الغربية تستعرض أسباب ونتائج الهجرة غير الشرعية|صور في ذكرى ميلاده.. تعرف على أشهر أعمال المخرج رضوان الكاشف في ذكرى ميلاده.. تعرف على السيرة الذاتية للكاتب جي دي موباسون إقبال وتفاعل كبير مع عروض الفنون الشعبية لقصور الثقافة بمصايف دمياط قصور الثقافة تختتم برنامجها الحافل لأطفال معرض الكتاب ببورسعيد كتاب جديد|مصطفى بكري يكشف لأول مرة علاقة نظام الإخوان بإسرائيل في كتابه الجديد| مصطفى بكري يروي لأول مرة تفاصيل مذبحة رفح وموقف المشير طنطاوي في كتابه الجديد| مصطفى بكري يكشف تفاصيل تكتب للمرة الأولى.. أسباب الخلاف والأزمات بين الإخوان وحزب النور؟ مسيرته الأدبية 

شهدت الثمانينات من القرن التاسع عشر نضج تجربة "طاغور" الشعرية، إذ نُشر له عددًا من الدواوين؛ توّجها في عام 1890 بمجموعته «ماناسي» المثالي، التي شكلت قفزة نوعية في الشعر البنغالي، وفي العام 1891 انتقل طاغور إلى البنغال الشرقية لإدارة ممتكلكات العائلة، حيث استقر فيها عشر سنوات،  عشق ريفها وكان يقضي معظم وقته في قارب مُعد للسكن يجوب نهر “بادما”؛ النهر الذي ألهم تجربته الشعرية.

 

وسط البسطاء 

كان طاغور على احتكاك مباشر مع القرويين البسطاء، إذ شكلت أوضاعهم المعيشية  موضوعاً متكرراً في العديد من كتاباته، وتعود أروع كتاباته النثرية وقصصه القصيرة إلى تلك الحقبة، وهي قصص تتناول حياة البسطاء، بحس يجمع بين رهافة عالية في التقاط الصورة وميل إلى الفكاهة والدعابة الذكية، التي ميزت مُجمل تجربته النثرية، وأثناء تلك السنوات نشر العديد من الدواوين الشعرية، أبرزها أميزها «سونار تاري»، بالإضافة إلى عدة مسرحيات أبرزها «تشيترا». 

 

مدرسة طاغور 

في العام 1901، أسس طاغور مدرسة تجريبية سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة في التربية والتعليم، وذلك عبر مزج التقاليد الهندية العريقة بتلك الغربية الحديثة، واستقر طاغور في مدرسته التي تحولت في العام 1921 إلى جامعة «فيشقا-بهاراتيا» أو الجامعة الهندية للتعليم العالمي.

 

أعماله الأدبية 

قدم طاغور أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية، وثماني مجلدات قصصية، وثماني روايات، بالإضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات حول الفلسفة والدين والتعليم والقضايا الاجتماعية.

 

الرسم والموسيقى 

وإلى جانب الأدب اتجه إبداع طاغور إلى الرسم، حيث مارسه في سن متأخرة نسبياً، وأنتج آلاف اللوحات وكان له صولات إبداعية بالموسيقى، أكثر من ألفي أغنية، أصبح اثنان منهم النشيد الوطني للهند وبنجلاديش.

 

جائزة نوبل 
 

تجاوز طاغور الخمسين من عمره ورغم غزارة إنتاجه وتنوعه، إلا أنه لم يكن معروفاً تماماً خارج محيطه، وخلال رحلته إلى إنجلترا عام  1912، بدأ طاغور يترجم آخر دواوينه: «جينجالي» إلى الإنجليزية. وكانت كل أعماله السابقة تقريباً قد كتبت بلغته البنغالية، و قرر ترجمة المجموعة الأخيرة من باب التسلية، وتمضية وقت السفر الطويل بحراً، وعند وصوله إلى إنجلترا علم صديق مُقرب منه ويدعى "روثنستاين" بأمر الترجمة، وطلب منه الإطلاع عليها؛ فوافق طاغور على ذلك، لم يصدق الرسام عينيه، لقد كانت الأشعار أكثر من رائعة، وبدا كما لو أنه وقع على اكتشاف ثمين، فاتصل بصديقه الشاعر دبليو.بي بيتس الذي دُهش بتجربة طاغور، فنقح الترجمة وكتب مقدمة لها بنفسه.

ظهر ديوان «قربان الأغاني» باللغة الإنجليزية في سبتمبر من العام 1912. لقد عكس شعر طاغور حضوراً روحياً هائلاً،  ووجد الغربيون أمامهم لمحة موجزة وإن كانت مكثفة للجمال الصوفي، الذي تختزنه الثقافة الهندية في أكثر الصور نقاءً،  وبعد أقل من مضي عام  نال طاغور جائزة نوبل للآداب عام 1913، ليكون بذلك أول أديب شرقي ينال الجائزة.

 

وفي العام 1915، حصل على وسام الفارس من قبل ملك بريطانيا جورج الخامس، لكنه خلعه في العام 1919 في أعقاب مجزرة “أمريتسار”، والتي قتلت فيها القوات البريطانية أكثر من 400 متظاهر هندي.

 

 

وفاته 
 

أمضى طاغور ما تبقى من عمره متنقلاً بين العديد من دول العالم، لإلقاء الشعر والمحاضرات والإطلاع على ثقافة الآخرين، دون أن ينقطع عن متابعة شؤون مدرسته، وظل غزير الإنتاج حتى قبيل ساعات من وفاته، حين أملى آخر قصائده لمن حوله، إذ رحل عن عالمنا في السابع من أغسطس عام 1941، عن عمرٍ  ناهز 80 عاماً.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس تربوي: تطوير مسيرة التعليم مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع

بعد تولي الدكتور محمد عبد اللطيف حقيبة وزارة التربية والتعليم، تتبادر إلى الأذهان تساؤلات كثيرة، حول كيفية إصلاح منظومة التعليم في مصر؟.

وتعليقا على ذلك، دعا الدكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، إلى حوار مجتمعي، قائلا، إن «إن الحوار المجتمعي، على رأس المطالب في الفترة القادمة المطلوبة من وزير التربية والتعليم الجديد، وأن يعطي اهتماما أكبر للثقافة السائدة في المجتمع، وبصفة خاصة في الأوساط التربوية، معلمين وطلاب وأولياء أمور»

وأشار إلى أنه من خلال الملاحظة الدقيقة لمسار التعليم المصري، فإنه يمكن رد معظم المشكلات الخطيرة التي يواجهها ملف التعليم في مصر إلى أسباب تتعلق بالثقافة السائدة لدى معظم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

فالمعلم يسهل الغش ويساعد عليه بسبب ثقافته التي تعتبر أن هذا نوع من أنواع البر والرحمة، وحينما ينجح في اكتشاف طالب غشاش، فإنه لا يتخذ الإجراء القانوني المناسب في أحيان كثيرة لنفس الأسباب.. .والمعلم الذي لا يهتم بالشرح نظرا لانتشار ثقافة الشرح على قدر المقابل المادي وولي الأمر الذي يشجع على الغش بدعوى أنه مثل باقي الناس والطالب وولي الأمر الذي يهتم بالدروس الخصوصية لأن الجميع يقبل عليها ومثله مثل كل الناس.

وأضاف، أن معظم أسباب المشكلات مردها إلى الثقافة السائدة عند عدد كبير من الناس وليس الجميع بالطبع، ومردها أيضا إلى سمات الشخصية السائدة مثل الميل للمسايرة الاجتماعية وعدم الاستقلالية وضعف الثقة بالنفس.

موضحًا انه فى الفترة القادمة يجب التركيز على هذا الجانب من خلال التوعية والندوات لكافة الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية والتربوية في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الحر في باكستان يودي بحياة أكثر من 50 شخص
  • وزير التعليم يتفقد الإدارات المختلفة بالديوان العام في مستهل مباشرة مهام عمله
  • الشاعرة زوات حمدو: الشعر موهبة لها أسس ومقومات
  • القبض على سائق عمومي سمح لابنه الحدث بقيادة حافلة وقام بتصويره
  • الأمن: القبض على سائق عمومي سمح لإبنه الحدث بقيادة حافلة وقام بتصويره
  • ثلاثة شعراء يتغنون بالحب والطبيعة بـ«بيت الشعر» بالشارقة
  • أستاذ علم نفس تربوي: تطوير مسيرة التعليم مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع
  • مسيرة حافلة بالإنجازات.. السيرة الذاتية لمنال عوض وزيرة التنمية المحلية
  • ‏إعلام فلسطيني: الطائرات الإسرائيلية تشن غارة على حي الشجاعية شرقي غزة
  • محطات نجاح المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية.. مسيرة حافلة