أعلنت دِل تكنولوجيز عن توسيع مجموعتها الكبيرة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومحطات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من خلال طرح عدد كبير وغير مسبوق من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بنظام Copilot+ والمزودة بمعالجات كوالكوم (Qualcomm) من طراز Snapdragon® X Elite وSnapdragon® X Plus. وتعمل هذه الأجهزة الجديدة كلياً على إحداث تحول جذري في تجربة الكمبيوتر الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بفضل أدائها الاستثنائي، والعمر غير المسبوق للبطارية، وإنتاجيتها المرتفعة ومستويات الأمان القوية فيها.

 كما توفر أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخمسة الجديدة من دِل، XPS 13، وInspiron 14 Plus، وInspiron 14، وLatitude 7455، وLatitude 5455، مجموعة متنوعة من الخيارات الاستهلاكية والتجارية التي تتميز بسرعة استثنائية وأداء ذكاء اصطناعي مميز لتعزيز مستوى قدرات الحوسبة وتبسيط المهام.
من خلال معالجة الذكاء الاصطناعي محلياً على الأجهزة عبر وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسومات ووحدة المعالجة العصبية (NPU) المدمجة المخصصة من Qualcomm Oryon™، توفر أجهزة الكمبيوتر الذكاء الاصطناعي الجديدة من Dell ما يلي:
عمر بطارية رائد.
أداء 45 تريليون عملية في الثانية على وحدة معالجة الشبكات العصبية، لتشغيل مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر.
نتائج فورية عند البحث في المحتوى الخاص باستخدام نظام Copilot المتضمن في الجهاز.
تعزيز مستوى الإبداع
يعد جهاز XPS 13 المصمم خصيصاً لدعم الذكاء الاصطناعي، أول جهاز من طراز XPS يأتي بميزة Copilot+ المدعومة بمعالج Snapdragon X Elite. وبات هذا الكمبيوتر المحمول ذائع الصيت يتمتع الآن بقدرات ذكاء اصطناعي قوية متضمنة في الجهاز، ليوفر استجابة متطورة وسرعة مذهلة للتعامل مع أعباء العمل الصعبة، وتوفير مزيد من الوقت للتركيز أكثر على الجوانب الإبداعية، مع تمديد عمر البطارية. ويعد جهاز XPS 13 أنحف جهاز من فئة XPS وأخفها وزناً، ويتمتع بعمر بطارية يصل إلى 27 ساعة، مما يجعله مثالياً للإنتاجية اليومية وإنشاء المحتوى.
ويمكن للمستهلكين أيضًا الاختيار من بين جهازي كمبيوتر محمول جديدين من فئة Inspiron المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عمر بطارية استثنائي، وهو مثالي للطلاب وأولئك الذين يقومون بمهام متعددة. وقد تم تصنيع كلٍّ من الطرازين Inspiron 14 Plus (المتوفر باللون الأزرق الجليدي)، وInspiron 14 (المتوفر باللون الرمادي تيتان) باستخدام الألومنيوم خفيف الوزن ومنخفض الانبعاثات، كما أنهما جهازان موفران للطاقة ويتمتعان بتصنيف EPEAT الذهبي.
يتميز جهاز Inspiron 14 Plus بمعالج Snapdragon X Plus الذي يدعم عمر بطارية يصل إلى 15 ساعة، مما يتيح تجربة أسرع وأكثر كفاءة. ويوفر الجهاز تجربة فيديو وصوت عالية المستوى مع مكبرات صوت رباعية وشاشة QHD+ مع درجة سطوع 400nit.
أما جهاز Inspiron 14 فهو مزود بمعالج Snapdragon X Plus ويوفر منصة سهلة الاستخدام مع ميزات قوية، مثل الأوامر الصوتية وغالق خصوصية ميكانيكي لمزيد من الأمان.
إنتاجية غير مسبوقة للمهنيين 
تتميز أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة من طراز Latitude المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمزودة بنظام Copilot+، بمعالجات كوالكوم (Qualcomm) Snapdragon X Elite ذات 12 نواة، ومعالجات Snapdragon Plus ذات 10 نُوى، مما يوفر أداءً مذهلاً وعمر بطارية استثنائي لمهنيي اليوم كثيري المهام. ويمكن للمستخدمين العمل بكفاءة وسلاسة طوال اليوم دون الحاجة إلى إعادة شحن الجهاز، والحفاظ في الوقت نفسه على إنتاجيتهم بغض النظر عن مكان تواجدهم.
يعد جهاز Latitude 7455 عبارة عن كمبيوتر محمول متميز مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي مع عمر بطارية يصل إلى 21 ساعة، وشاشة مذهلة تعمل باللمس مقاس 14 بوصة بدقة +QHD، ومكبرات صوت رباعية مزودة بتقنية تقليل الضوضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنية Qualcomm® FastConnect™ Wi-Fi 7، ودعم اختياري لشبكة الجيل الخامس لقدرة اتصال أفضل ومستوى تعاون أعلى. وباعتباره أنحف كمبيوتر محمول من طراز Latitude من دِل على الإطلاق، يوفر للمستخدم المرونة الذي يحتاج إليه لتحقيق أفضل مستويات الإنتاجية في المكتب أو أثناء التنقل. وقد تم بناء الهيكل المصنوع بالكامل من الألومنيوم بمزيج ألمنيوم منخفض الانبعاثات ومعاد تدويره.
يقدم جهاز Latitude 5455 الأداء الرائد المتوقع من كمبيوتر محمول للأعمال مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مع شاشة FHD+ مقاس 16:10، ومكبرات صوت مزدوجة. وتعمل المستويات المتعددة من ميزات أمان الأجهزة والبرامج الثابتة على حماية أجهزة Latitude، بدءاً من الضوابط الصارمة في سلسلة التوريد وحتى الدفاعات العميقة على مستوى نظام الإدخال والإخراج الأساسي (BIOS).
وفضلاً عن قدرات الجهاز، تعمل خدمات التنفيذ الجديدة من دِل لحلول Microsoft Copilot على تمكين طرق أكثر كفاءة للعمل عبر المؤسسة بأكملها، مما يقلل المخاطر ويجهز المستخدمين المناسبين لتبني تقنيات Copilot بشكل كامل.
تجارب ذكاء اصطناعي جديدة توفر المزيد من الوقت 
ترتقي أجهزة كمبيوتر دِل المزودة بنظام Copilot+‎، بالإنتاجية والإبداع وقدرات التواصل إلى مستويات جديدة. ويمكن للمستخدمين توفير المزيد من الوقت والتركيز على مهام أكثر أهمية، وذلك بفضل تجارب الذكاء الاصطناعي الحصرية الجديدة المدعومة بمعالجات Snapdragon X.
تقوم خاصية Recall بتذكر كل ما قمت به على جهازك ويخزنه بشكل آمن على الجهاز نفسه وليس في السحابة، مما يجعل متابعة العمل من حيث توقفت أمراً أكثر سهولة وسرعة. ويمكنك البحث بسهولة عن الملفات والتطبيقات التي كنت تعمل عليها قبل أسابيع باستخدام لغة وصفية طبيعية لما تتذكره لتستأنف العمل عليها بسرعة.
يمكنك باستخدام خاصية Cocreator، إنشاء صور بواسطة الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعة من الكلمات الوصفية وضربات الفرشاة. ويمكنك تكرار الصورة في الوقت الفعلي لجعلها كما تريد تماماً عندما تحتاج إلى عناصر مرئية لعرض تقديمي بنظام PPT أو إذا كنت ترغب بإطلاق العنان لإبداع أطفالك.
يضيف نظام Live Captions القدرة على ترجمة أي صوت مباشر أو مسجل مسبقاً من 44 لغة إلى الإنجليزية، مما يجعل التواصل مع الأصدقاء والزملاء عبر مكالمات الفيديو أكثر سلاسة.
تعمل تأثيرات Windows Studio effect الجديدة على ضبط الإضاءة وتوفير فلاتر إبداعية جديدة لتعزيز التعاون ضمن مكالمات الفيديو.
تستخدم خاصية Auto Super Resolution الذكاء الاصطناعي لترقية مقاطع الفيديو والألعاب في الوقت الفعلي من أجل البث واللعب بسلاسة.
منظومة متصلة بالذكاء الاصطناعي
تم تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي بواحدة من اثنتين من لوحات المفاتيح الجديدة، والتي تتضمن مفتاح Copilot مخصص للوصول السريع إلى نظام Copilot المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
لوحة المفاتيح الصامتة والماوس (KM555) من دِل، تعد مثالية لبيئات المكاتب المفتوحة، فهي توفر الكتابة والنقر والتمرير والانزلاق بصمت، وتأتي بتصميم صغير الحجم لتوفير المساحة، وبعمر بطارية يصل إلى 36 شهراً.
تضم لوحة المفاتيح السلكية (KB525C) من دِل، وهي أول لوحة مفاتيح سلكية تعاونية في العالم لبرنامج Zoom وMicrosoft Teams، مفاتيح مخصصة مصممة لتحقيق أداء سلس أثناء المكالمات الجماعية، بما في ذلك كتم/إلغاء صوت الميكروفون، وتشغيل/إيقاف الفيديو، ومشاركة الشاشة، والدردشة.
وبما أن العديد من الشركات تخطط حالياً لتحديث أجهزة الكمبيوتر لديها لاستبدالها بأجهزة مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي، فإن خدمات الاسترداد وإعادة التدوير من دِل توفر للعملاء طريقة سلسة وآمنة لإيقاف الأجهزة بشكل مسؤول، وتتماشى من أهداف الاستدامة لديها. وتعدُّ دِل الشركة المصنعة الأصلية الوحيدة التي تقدم تقريراً مخصصاً في الوقت الفعلي متوافق مع معايير ISO 14000، يتم تحديثه ديناميكياً، وذلك بفضل خاصية تقرير التأثير البيئي لخدمات استرداد الأصول.
وفي تعليقه على هذه الأجهزة الجديدة، قال كيدار كونداب، نائب الرئيس الأول والمدير العام لشؤون الحوسبة والألعاب وإدارة المنتجات في شركة كوالكوم تكنولوجيز: "استطاعت دلِ من خلال الاستفادة من معالجات Snapdragon X Elite وSnapdragon X Plus، تطوير وابتكار أفضل المنتجات في فئتها، والتي تواكب حالات استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بما يتيح لها تبسيط سير عمل المستهلك. ويسرنا أن نتعاون مع دِل لتقديم إمكانات نظام Copilot+ القوية والذكية، ودعم وتمكين العملاء. وتضيف هذه العناصر معاً أداءً قوياً للجهاز وعمراً طويلاً للبطارية وذكاءً اصطناعياً توليدياً متضمناً في الجهاز. ونحن فخورون جداً بدعم تشغيل هذه الأجهزة وتمكين برنامج Copilot+ لمستخدمي دِل". 
بدوره، قال مارك لينتون، نائب الرئيس لمبيعات شركاء الأجهزة في مايكروسوفت: "لقد بدأ بالفعل عصر جديد ومثير لأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويتيح لنا تعاوننا مع رواد القطاع مثل دِل تكنولوجيز، تطوير أجهزة مبتكرة تدمج تجارب الذكاء الاصطناعي الجديدة بسلاسة منقطعة النظير، مما يعزز إنتاجية عملائنا ويرتقي بمستويات إبداعهم بشكل غير مسبوق. ولطالما كان تعاوننا الهندسي الوثيق أمراً حيوياً لتقديم أجهزة كمبيوتر ذات إنتاجية رفيعة المستوى وآمنة للعملاء التجاريين والمستهلكين، وعملاء الألعاب لعقود من الزمن. ومع إطلاق دِل لأجهزة الكمبيوتر الجديدة بنظام Copilot+ التي تشمل سلسلة Inspiron وXPS وLatitude، فإننا سنساهم بتوفير تجارب جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي للمستهلكين والشركات على حد سواء، وسنستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي المتضمنة في الأجهزة وفي السحابة لتمكين الأفراد والمؤسسات من تحقيق المزيد". 
جدير بالذكر أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد احتلت مساحة واسعة في عناوين الأخبار منذ بداية عام 2024، مع طرح وحدات معالجة الشبكات العصبية، والتي تم تقديمها في الأجهزة الاستهلاكية والتجارية وأجهزة الألعاب في وقت سابق من هذا العام. والآن، مع أجهزة كمبيوتر Copilot+ الجديدة من دِل، والمدعومة بمعالجات Snapdragon، تعمل الشركة الرائدة في عالم التكنولوجيا على تقديم مستوى جديد كلياً من تجارب الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المدعومة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی أجهزة الکمبیوتر أجهزة کمبیوتر کمبیوتر محمول الجدیدة من نظام Copilot فی الوقت من طراز Snapdragon X

إقرأ أيضاً:

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

في مقالي السابق بعنوان: «الفن والذكاء الاصطناعي» تناولت هذا الموضوع من بُعد واحد فقط، وهو التساؤل مدى مشروعية الفن المصنوع وفقًا للذكاء الاصطناعي من الناحية الإبداعية، ونفيت عن هذا الفن المصنوع صفة الإبداع، مع التسليم بأهميته ودوره في مجالات معينة لا تُحسَب على الفنون الجميلة. وبوسعنا هنا التساؤل عن مدى مشروعية الفن المصنوع وفقًا للذكاء الاصطناعي من الناحية الأخلاقية. غير أن هذا سيكون مجرد مثال من الأمثلة على مسألة «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» التي تتعدد وتتباين في تطبيقاتها بناءً على تعدد وتباين مجالات الذكاء الاصطناعي ذاته، إذ إنها لا تقتصر على مجال الفن وحده، وإنما تمتد لتشمل كل المجالات العلمية والمعرفية عمومًا التي تؤثر في كل مناحي حياتنا، فهي تمتد لتشمل على سبيل المثال: عملية التفاعل الأخلاقي مع الروبوتات الخاصة بالرعاية الطبية والاجتماعية؛ واستخدام الأسلحة في الحروب؛ فضلًا عن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في عملية التزييف المتقن في مجال الفن والثقافة.

لعل الأخلاقيات المتعلقة باستخدام الآلة الذكية هي أكثر المسائل التي ترِد على الأذهان حينما نتطرق إلى مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وهناك اعتقاد شائع بأنه حينما يتم تصميم الآلة الذكية لكي تتخذ مواقف وقرارات، فإن كل شيء يكون على ما يُرَام؛ لأن الناس يعتقدون أن الآلات - بخلاف البشر- لا ترتكب أخطاء، ولا تتورط في اتخاذ قرارات منحازة. ولكن هذا الاعتقاد واهم؛ لأن الآلات الذكية المصممة لكي تعمل باعتبارها «روبوتات» هي آلات من صنع البشر، وهي يتم تزويدها بمعلومات من صنع البشر. وأنا أستخدم هنا كلمة «معلومات» على سبيل التبسيط؛ لأن ما يتم تزويد الآلة به هو برامج خوارزمية شديدة التعقيد، والآلة تكون مصممة على هذا الأساس وعلى الغرض الذي أُنشِئت من أجله. وعلى هذا، فإن تصميم الآلة نفسه يكون عُرضة للتحيز الذي يمكن أن يحدث بطريقة قصدية أو بطريقة غير قصدية. ولهذا يرى بعض الباحثين أن الآلة تواجه المشكلات الأخلاقية نفسها التي نواجهها نحن البشر؛ وهي في النهاية تتخذ القرارات التي سنتخذها أو نود أن نتخذها لو كنا في موقفها.

غير أن المسألة الأخلاقية هنا أعقد من ذلك بكثير؛ لأن برمجة الآلات الذكية وفقًا لخوارزميات معينة لا يعني أن هذه الآلات سوف تتخذ دائمًا قرارًا واحدًا ثابتًا وصائبًا باستمرار؛ لأنها قد تتلقى معطيات مستمدة من العالم الخارجي لا تتطابق مع برمجة الآلات للاستجابة للمعطيات؛ إذ إن المعطيات المستمدة من العالم الخارجي قد تكون ملتبسة مع معطيات أخرى مشابهة بحيث لا تستطيع الآلة أن تحدد بدقة المعطيات المقصودة؛ ويكون عليها أن تتخذ قرارًا قد يكون خاطئًا. ويتضح هذه بوجه خاص في استخدام الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تتصرف ذاتيًّا؛ ومن ثم تصبح عُرضة للخطأ. وليس ببعيد ما يحدث في عالمنا الراهن؛ إذ نجد أن إسرائيل تستخدم هذا النوع من الأسلحة في قتل الفلسطينيين، بل استخدمته في قتل فريق من أعضاء منظمة الغذاء العالمي، متذرعة بهذه الحجة العلمية، وهي أن هذه الأسلحة قابلة لارتكاب الخطأ، ولكنه ليس خطأ بشريّا، أي أنها ليست مبرمجة وفقًا لهذا القصد.

ولكن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تصبح أكثر تعقيدًا حينما ننظر في استخدام الروبوتات في مجال الرعاية الطبية والاجتماعية بوجه عام. ولقد تطورت صناعة هذه الروبوتات وبرمجتها بشكل مذهل، بحيث أصبحنا نجد في عالمنا الآن روبوتات تشبه البشر من الجنسين بمختلف أشكالهم وألوانهم، وهي روبوتات مبرمَجة على أداء الخدمات والرعاية الفائقة، بل التعبير عن المشاعر المتبادلة. وقد أطلق كل هذا عنان الخيال لدى السينمائيين الذين صنعوا أفلامًا تصور هذا الموضوع وتتنبأ بما يمكن أن يؤول إليه في المستقبل القريب. وهناك عشرات الأفلام التي تمثلت هذا الموضوع خلال العقد الأخير، ونال بعضها جوائز الأوسكار. وهناك فيلم - لا يحضرني اسمه - يعد مثالًا جيدًا هنا. يحكي الفيلم عن استعانة زوجين بروبوت يقوم بالخدمة والرعاية الاجتماعية الفائقة، بناءً على إعلان شركة صانعة عن المزايا العديدة لهذا الروبوت الذي هو أحدث إنتاجها. ولأن الروبوت كان مصممًا لأداء كل ما هو مطلوب منه بكل دقة، بل كان أيضًا مصممًا للتعبير عن مشاعره من خلال تعبير صوته ووجهه أيضًا؛ فقد نشأت علاقة عاطفية بين الروبوت والزوجة، واعتاد كل منهما البقاء مع الآخر. وليس ببعيد عنا ما تداولته الأخبار مؤخرًا عن زواج بين شاب ياباني والأنثى الروبوت التي يرافقها! ومثل هذا النوع من الأخبار يتكرر من حين لآخر هنا وهناك.

ولكن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفن تتبدى بشكل مختلف، ودور العنصر الإنساني فيه يكون أكثر اتساعًا، والمشكلة الأخلاقية الأساسية هنا تكمن في إمكانية استخدام الآلة الذكية (المبرمجة) في عملية التزييف وانتهاك حقوق الملكية الفكرية: فلقد أصبح من المألوف قيام بعض المحترفين بسرقة «التيمة الأساسية» في لوحة ما، وإدخال بعض التعديلات والرتوش على تفاصيل اللوحة لكي تبدو في النهاية وكأنها عمل إبداعي! كما أن مستخدمي الذكاء الاصطناعي يمكنهم محاكاة أسلوب فنان ما وإنتاج أعمال ينسبونها إليه، ولكن من حسن الحظ أن هناك برامج في الذكاء الاصطناعي نفسه يمكنها الكشف عن هذا التزييف.

كل ما سبق يعني أن الذكاء الاصطناعي هو- كالتكنولوجيا عمومًا- أداة محايدة يمكن حسن استخدامها أو إساءة استخدامها؛ وبالتالي فإن هناك حاجة إلى وضع حدود للذكاء الاصطناعي، من خلال مبادئ تشريعية ومواثيق أخلاقية دولية لها طبيعة إلزامية.

د. سعيد توفيق أستاذ علم الجمال والفلسفة المعاصرة بجامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • حبس عاطل لاتهامه بسرقة أجهزة كهربائية من منزل ببولاق أبو العلا 4 أيام
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • القبض على عاطل سرق أجهزة كهربائية من مسكن سيدة في بولاق أبو العلا
  • سياسيات بريطانيا مستهدفات بمواد إباحية تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي
  • سياسة YouTube الجديدة تتيح طلب إزالة محتوى الذكاء الاصطناعي
  • Amazon تزيد قدرات مساعدها الذكي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي
  • جوميا تطور تجربة العملاء مع منصة سبرينكلر المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • «الخيال العلمي يتحول إلى واقع».. كمبيوتر مصنوع من أدمغة بشرية
  • بعد توظيف صوته بالذكاء الإصطناعي.. مورجان فريمان: إحتيال