أعلنت دِل تكنولوجيز عن توسيع مجموعتها الكبيرة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومحطات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من خلال طرح عدد كبير وغير مسبوق من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بنظام Copilot+ والمزودة بمعالجات كوالكوم (Qualcomm) من طراز Snapdragon® X Elite وSnapdragon® X Plus. وتعمل هذه الأجهزة الجديدة كلياً على إحداث تحول جذري في تجربة الكمبيوتر الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بفضل أدائها الاستثنائي، والعمر غير المسبوق للبطارية، وإنتاجيتها المرتفعة ومستويات الأمان القوية فيها.

 كما توفر أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخمسة الجديدة من دِل، XPS 13، وInspiron 14 Plus، وInspiron 14، وLatitude 7455، وLatitude 5455، مجموعة متنوعة من الخيارات الاستهلاكية والتجارية التي تتميز بسرعة استثنائية وأداء ذكاء اصطناعي مميز لتعزيز مستوى قدرات الحوسبة وتبسيط المهام.
من خلال معالجة الذكاء الاصطناعي محلياً على الأجهزة عبر وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسومات ووحدة المعالجة العصبية (NPU) المدمجة المخصصة من Qualcomm Oryon™، توفر أجهزة الكمبيوتر الذكاء الاصطناعي الجديدة من Dell ما يلي:
عمر بطارية رائد.
أداء 45 تريليون عملية في الثانية على وحدة معالجة الشبكات العصبية، لتشغيل مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر.
نتائج فورية عند البحث في المحتوى الخاص باستخدام نظام Copilot المتضمن في الجهاز.
تعزيز مستوى الإبداع
يعد جهاز XPS 13 المصمم خصيصاً لدعم الذكاء الاصطناعي، أول جهاز من طراز XPS يأتي بميزة Copilot+ المدعومة بمعالج Snapdragon X Elite. وبات هذا الكمبيوتر المحمول ذائع الصيت يتمتع الآن بقدرات ذكاء اصطناعي قوية متضمنة في الجهاز، ليوفر استجابة متطورة وسرعة مذهلة للتعامل مع أعباء العمل الصعبة، وتوفير مزيد من الوقت للتركيز أكثر على الجوانب الإبداعية، مع تمديد عمر البطارية. ويعد جهاز XPS 13 أنحف جهاز من فئة XPS وأخفها وزناً، ويتمتع بعمر بطارية يصل إلى 27 ساعة، مما يجعله مثالياً للإنتاجية اليومية وإنشاء المحتوى.
ويمكن للمستهلكين أيضًا الاختيار من بين جهازي كمبيوتر محمول جديدين من فئة Inspiron المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عمر بطارية استثنائي، وهو مثالي للطلاب وأولئك الذين يقومون بمهام متعددة. وقد تم تصنيع كلٍّ من الطرازين Inspiron 14 Plus (المتوفر باللون الأزرق الجليدي)، وInspiron 14 (المتوفر باللون الرمادي تيتان) باستخدام الألومنيوم خفيف الوزن ومنخفض الانبعاثات، كما أنهما جهازان موفران للطاقة ويتمتعان بتصنيف EPEAT الذهبي.
يتميز جهاز Inspiron 14 Plus بمعالج Snapdragon X Plus الذي يدعم عمر بطارية يصل إلى 15 ساعة، مما يتيح تجربة أسرع وأكثر كفاءة. ويوفر الجهاز تجربة فيديو وصوت عالية المستوى مع مكبرات صوت رباعية وشاشة QHD+ مع درجة سطوع 400nit.
أما جهاز Inspiron 14 فهو مزود بمعالج Snapdragon X Plus ويوفر منصة سهلة الاستخدام مع ميزات قوية، مثل الأوامر الصوتية وغالق خصوصية ميكانيكي لمزيد من الأمان.
إنتاجية غير مسبوقة للمهنيين 
تتميز أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة من طراز Latitude المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمزودة بنظام Copilot+، بمعالجات كوالكوم (Qualcomm) Snapdragon X Elite ذات 12 نواة، ومعالجات Snapdragon Plus ذات 10 نُوى، مما يوفر أداءً مذهلاً وعمر بطارية استثنائي لمهنيي اليوم كثيري المهام. ويمكن للمستخدمين العمل بكفاءة وسلاسة طوال اليوم دون الحاجة إلى إعادة شحن الجهاز، والحفاظ في الوقت نفسه على إنتاجيتهم بغض النظر عن مكان تواجدهم.
يعد جهاز Latitude 7455 عبارة عن كمبيوتر محمول متميز مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي مع عمر بطارية يصل إلى 21 ساعة، وشاشة مذهلة تعمل باللمس مقاس 14 بوصة بدقة +QHD، ومكبرات صوت رباعية مزودة بتقنية تقليل الضوضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنية Qualcomm® FastConnect™ Wi-Fi 7، ودعم اختياري لشبكة الجيل الخامس لقدرة اتصال أفضل ومستوى تعاون أعلى. وباعتباره أنحف كمبيوتر محمول من طراز Latitude من دِل على الإطلاق، يوفر للمستخدم المرونة الذي يحتاج إليه لتحقيق أفضل مستويات الإنتاجية في المكتب أو أثناء التنقل. وقد تم بناء الهيكل المصنوع بالكامل من الألومنيوم بمزيج ألمنيوم منخفض الانبعاثات ومعاد تدويره.
يقدم جهاز Latitude 5455 الأداء الرائد المتوقع من كمبيوتر محمول للأعمال مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مع شاشة FHD+ مقاس 16:10، ومكبرات صوت مزدوجة. وتعمل المستويات المتعددة من ميزات أمان الأجهزة والبرامج الثابتة على حماية أجهزة Latitude، بدءاً من الضوابط الصارمة في سلسلة التوريد وحتى الدفاعات العميقة على مستوى نظام الإدخال والإخراج الأساسي (BIOS).
وفضلاً عن قدرات الجهاز، تعمل خدمات التنفيذ الجديدة من دِل لحلول Microsoft Copilot على تمكين طرق أكثر كفاءة للعمل عبر المؤسسة بأكملها، مما يقلل المخاطر ويجهز المستخدمين المناسبين لتبني تقنيات Copilot بشكل كامل.
تجارب ذكاء اصطناعي جديدة توفر المزيد من الوقت 
ترتقي أجهزة كمبيوتر دِل المزودة بنظام Copilot+‎، بالإنتاجية والإبداع وقدرات التواصل إلى مستويات جديدة. ويمكن للمستخدمين توفير المزيد من الوقت والتركيز على مهام أكثر أهمية، وذلك بفضل تجارب الذكاء الاصطناعي الحصرية الجديدة المدعومة بمعالجات Snapdragon X.
تقوم خاصية Recall بتذكر كل ما قمت به على جهازك ويخزنه بشكل آمن على الجهاز نفسه وليس في السحابة، مما يجعل متابعة العمل من حيث توقفت أمراً أكثر سهولة وسرعة. ويمكنك البحث بسهولة عن الملفات والتطبيقات التي كنت تعمل عليها قبل أسابيع باستخدام لغة وصفية طبيعية لما تتذكره لتستأنف العمل عليها بسرعة.
يمكنك باستخدام خاصية Cocreator، إنشاء صور بواسطة الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعة من الكلمات الوصفية وضربات الفرشاة. ويمكنك تكرار الصورة في الوقت الفعلي لجعلها كما تريد تماماً عندما تحتاج إلى عناصر مرئية لعرض تقديمي بنظام PPT أو إذا كنت ترغب بإطلاق العنان لإبداع أطفالك.
يضيف نظام Live Captions القدرة على ترجمة أي صوت مباشر أو مسجل مسبقاً من 44 لغة إلى الإنجليزية، مما يجعل التواصل مع الأصدقاء والزملاء عبر مكالمات الفيديو أكثر سلاسة.
تعمل تأثيرات Windows Studio effect الجديدة على ضبط الإضاءة وتوفير فلاتر إبداعية جديدة لتعزيز التعاون ضمن مكالمات الفيديو.
تستخدم خاصية Auto Super Resolution الذكاء الاصطناعي لترقية مقاطع الفيديو والألعاب في الوقت الفعلي من أجل البث واللعب بسلاسة.
منظومة متصلة بالذكاء الاصطناعي
تم تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي بواحدة من اثنتين من لوحات المفاتيح الجديدة، والتي تتضمن مفتاح Copilot مخصص للوصول السريع إلى نظام Copilot المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
لوحة المفاتيح الصامتة والماوس (KM555) من دِل، تعد مثالية لبيئات المكاتب المفتوحة، فهي توفر الكتابة والنقر والتمرير والانزلاق بصمت، وتأتي بتصميم صغير الحجم لتوفير المساحة، وبعمر بطارية يصل إلى 36 شهراً.
تضم لوحة المفاتيح السلكية (KB525C) من دِل، وهي أول لوحة مفاتيح سلكية تعاونية في العالم لبرنامج Zoom وMicrosoft Teams، مفاتيح مخصصة مصممة لتحقيق أداء سلس أثناء المكالمات الجماعية، بما في ذلك كتم/إلغاء صوت الميكروفون، وتشغيل/إيقاف الفيديو، ومشاركة الشاشة، والدردشة.
وبما أن العديد من الشركات تخطط حالياً لتحديث أجهزة الكمبيوتر لديها لاستبدالها بأجهزة مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي، فإن خدمات الاسترداد وإعادة التدوير من دِل توفر للعملاء طريقة سلسة وآمنة لإيقاف الأجهزة بشكل مسؤول، وتتماشى من أهداف الاستدامة لديها. وتعدُّ دِل الشركة المصنعة الأصلية الوحيدة التي تقدم تقريراً مخصصاً في الوقت الفعلي متوافق مع معايير ISO 14000، يتم تحديثه ديناميكياً، وذلك بفضل خاصية تقرير التأثير البيئي لخدمات استرداد الأصول.
وفي تعليقه على هذه الأجهزة الجديدة، قال كيدار كونداب، نائب الرئيس الأول والمدير العام لشؤون الحوسبة والألعاب وإدارة المنتجات في شركة كوالكوم تكنولوجيز: "استطاعت دلِ من خلال الاستفادة من معالجات Snapdragon X Elite وSnapdragon X Plus، تطوير وابتكار أفضل المنتجات في فئتها، والتي تواكب حالات استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بما يتيح لها تبسيط سير عمل المستهلك. ويسرنا أن نتعاون مع دِل لتقديم إمكانات نظام Copilot+ القوية والذكية، ودعم وتمكين العملاء. وتضيف هذه العناصر معاً أداءً قوياً للجهاز وعمراً طويلاً للبطارية وذكاءً اصطناعياً توليدياً متضمناً في الجهاز. ونحن فخورون جداً بدعم تشغيل هذه الأجهزة وتمكين برنامج Copilot+ لمستخدمي دِل". 
بدوره، قال مارك لينتون، نائب الرئيس لمبيعات شركاء الأجهزة في مايكروسوفت: "لقد بدأ بالفعل عصر جديد ومثير لأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويتيح لنا تعاوننا مع رواد القطاع مثل دِل تكنولوجيز، تطوير أجهزة مبتكرة تدمج تجارب الذكاء الاصطناعي الجديدة بسلاسة منقطعة النظير، مما يعزز إنتاجية عملائنا ويرتقي بمستويات إبداعهم بشكل غير مسبوق. ولطالما كان تعاوننا الهندسي الوثيق أمراً حيوياً لتقديم أجهزة كمبيوتر ذات إنتاجية رفيعة المستوى وآمنة للعملاء التجاريين والمستهلكين، وعملاء الألعاب لعقود من الزمن. ومع إطلاق دِل لأجهزة الكمبيوتر الجديدة بنظام Copilot+ التي تشمل سلسلة Inspiron وXPS وLatitude، فإننا سنساهم بتوفير تجارب جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي للمستهلكين والشركات على حد سواء، وسنستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي المتضمنة في الأجهزة وفي السحابة لتمكين الأفراد والمؤسسات من تحقيق المزيد". 
جدير بالذكر أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد احتلت مساحة واسعة في عناوين الأخبار منذ بداية عام 2024، مع طرح وحدات معالجة الشبكات العصبية، والتي تم تقديمها في الأجهزة الاستهلاكية والتجارية وأجهزة الألعاب في وقت سابق من هذا العام. والآن، مع أجهزة كمبيوتر Copilot+ الجديدة من دِل، والمدعومة بمعالجات Snapdragon، تعمل الشركة الرائدة في عالم التكنولوجيا على تقديم مستوى جديد كلياً من تجارب الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المدعومة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی أجهزة الکمبیوتر أجهزة کمبیوتر کمبیوتر محمول الجدیدة من نظام Copilot فی الوقت من طراز Snapdragon X

إقرأ أيضاً:

أسلحة الذكاء الاصطناعي ووهم سيطرة البشر

ترجمة - نهى مصطفى -

في عام 1984، وعد أرنولد شوارزنيجر في فيلم الخيال العلمي الشهير «المدمرThe Terminator»، الذي لعب فيه دور قاتل آلي من المستقبل، بـأنه «سيعود». ولم يكن يمزح. في مقابلة أجريت معه عام 2023، أشار الممثل الذي أصبح حاكمًا لولاية كاليفورنيا إلى أن رؤية الفيلم للأسلحة الآلية أصبحت الآن حقيقة واقعة، أو كما قال مخرج الفيلم جيمس كاميرون: «لقد حذرتكم في عام 1984، ولم تستمعوا إلي».

في المستقبل البائس الذي يصوره الفيلم، يصمم البشر نظامًا عسكريًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يخرج عن السيطرة ويدمر البشرية، وهو ما لم يحدث بالمعنى الدقيق للكلمة، لكن في الوقت نفسه، تغيرت الحرب بلا شك في الأربعين عامًا الماضية منذ عرض فيلم «المدمر» في دور السينما، وأصبح يتم نشر الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنشاط في ساحات القتال من أوكرانيا إلى غزة، ومن المرجح أن تلعب دورًا حاسمًا في أي صراع بين الولايات المتحدة والصين.

لا تزال تحذيرات فيلم «المدمر» من أن الآلات لا يمكن الوثوق بها في اتخاذ القرارات المهمة، مثل متى ومن يجب إطلاق النار عليه، قائمة في النفس البشرية الجماعية. ومع ذلك، الخطر الحقيقي قد لا يكمن في ضعف السيطرة البشرية على هذه الأنظمة، بل في الاعتقاد الواهم بأنه يمكن السيطرة على هذه الأسلحة على الإطلاق. يوفر هذا الوهم راحة زائفة للحكومات والجيوش والمجتمعات الديمقراطية من خلال تغذية الأمل الساذج في أنها يمكن تصميم أنظمة أفضل -أو أكثر أمانًا- بوجود البشر في حلقة اتخاذ القرار، أنظمة يمكن أن تتفوق على أنظمة الخصوم الاستبداديين الذين لديهم تحفظات أقل بشأن جعل كل شيء أوتوماتيكيًا.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالسيطرة البشرية على أنظمة الأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فإن الرأي السائد يظل أن المزيد أفضل. على سبيل المثال، تتطلب سياسة الحكومة الأمريكية صراحة أن يتم تصميم الأسلحة القاتلة المستقلة مع القدرة على التدخل البشري المناسب، ويؤكد كبار المسؤولين بانتظام على هذه الحقيقة. في أواخر عام 2023، بعد أن أطلقت وزارة الدفاع مبادرة Replicator، وهي محاولة لنشر آلاف الأنظمة المستقلة في جميع الخدمات العسكرية بحلول أغسطس 2025، صرحت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس: «هناك دائمًا إنسان مسؤول عن استخدام القوة، نقطة». تسعى الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة المستقلة بالكامل واقترحت قواعد ملزمة دوليًا تتطلب من مثل هذه الأنظمة أن يكون هناك إنسان في حلقة إتخاذ القرار. تبنت العديد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك Stop Killer Robots، ومعهد مستقبل الحياة Future of Life Institute، ومنظمة العفو الدولية، قضية السيطرة البشرية على الأسلحة المستقلة.

من غير الواقعي الاعتقاد بأن البشر يمكنهم التحكم في الخوارزميات المتطورة للأسلحة المستقلة أثناء القتال. فأنظمة الذكاء الاصطناعي المعاصرة غالبًا ما تكون معقدة لدرجة تجعل الإشراف البشري مستحيلًا، خاصة في ظروف الحرب التي تتسم بالتوتر والسرعة والانقطاع في التواصل. لذا، يجب على الجيوش استثمار الوقت والجهد خلال فترات السلم لبناء الثقة في نماذج الأسلحة المستقلة، وضمان جاهزيتها للعمل بفعالية ودون تدخل بشري مفرط عند اندلاع النزاعات.

تجعل المنافسة العسكرية بين الولايات المتحدة والصين تطوير ونشر أنظمة الأسلحة المستقلة أمرًا لا مفر منه، حيث تقدم الحرب في أوكرانيا دليلًا مبكرًا على هذا التحول في النموذج. وفي الوقت نفسه، تلتزم حكومة الولايات المتحدة بنشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وعلى الفور لمجموعة متنوعة من الأغراض الأمنية - تحليل الاستخبارات، والسلامة البيولوجية، والأمن السيبراني، وغيرها.

لسنوات، استثمرت بكين بكثافة في القدرات التي تهدف إلى تحييد إسقاط القوة الأمريكية في شرق آسيا، مما قد يسمح للصين بفرض أمر واقع على تايوان. وحتى وقت قريب، أعطى الجيش الأمريكي الأولوية للحفاظ على عدد صغير من منصات الأسلحة الكبيرة، مثل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة والقاذفات المتطورة. لكن هذا النهج لم يعد مستدامًا. فقد بنت الصين ووزعت عددًا كبيرًا من أنظمة الأسلحة الرخيصة نسبيًا، مثل: الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، والتي قد تدمر بسهولة المنصات الرائعة للجيش الأمريكي ــ وهي استراتيجية تسمى «الإنكار»، التي تمنع الخصم من اتخاذ إجراء غير مرغوب فيه، ولكنها لا تسعى إلى تغيير رأي الخصم. ومن أجل استعادة ميزة الولايات المتحدة في شرق آسيا، شرع كل فرع من فروع القوات المسلحة في نشر ما يكفي من الأنظمة التي تعمل بدون تدخل بشري مباشر للتغلب على قدرات الإنكار الصينية.

الواقع أن الأسلحة الأوتوماتيكية والذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار بدرجات متفاوتة من الاستقلالية تشكل مكونات أساسية في أحدث مفاهيم العمليات التي تتبناها الخدمات العسكرية الأمريكية: تصميم قوة مشاة البحرية لعام 2030، والعمليات البحرية الموزعة للبحرية، وعمليات القتال واسعة النطاق للجيش، ومفهوم التشغيل المستقبلي للقوات الجوية، كل هذه المفاهيم تعتمد بدورها على مبادرة مستمرة أطلقت في عام 2022 والمعروفة باسم القيادة والسيطرة المشتركة لجميع المجالات، والتي بلغت تكلفتها 1.4 مليار دولار في عام 2024 وحده. ووفقًا لوزارة الدفاع، يهدف البرنامج إلى ربط «كل جهاز استشعار وكل مطلق نار» من أجل «اكتشاف وجمع وربط وتجميع ومعالجة واستغلال البيانات من جميع المجالات والمصادر» وبالتالي إنشاء «نسيج بيانات» موحد. وببساطة، ينبغي أن يكون كل شيء قادر على جمع البيانات، من الأقمار الصناعية إلى الطائرات بدون طيار البحرية إلى الجندي في الميدان، قادرًا على مشاركتها واستخدامها.

الأنظمة التي تعمل بدون تدخل بشري تشكل ركيزة لا غنى عنها في هذا النسيج من البيانات. فعلى الأرض، سوف تعمل هذه الأنظمة على تعزيز القدرة على القتل والحد من الخسائر بين الأصدقاء والمدنيين من خلال توفير قدر أعظم من الدقة. وفي الجو، سوف تتمتع الطائرات بدون طيار بقدرة أكبر على التحمل والقدرة على المناورة، وسوف تنتشر بأعداد أكبر، وتتعاون لتغطية مناطق أكبر، وتعقّد عملية الاستهداف المضاد للعدوان. وفي البحر، سوف تخترق السفن التي تعمل بدون تدخل بشري مناطق كانت من قبل يصعب الوصول إليها.

بطبيعة الحال، ليست التكتيكات والعمليات هي الاعتبارات الوحيدة في الحرب. ومن منظور أخلاقي، يخشى العديد من المراقبين أنه في غياب الرقابة، قد تنطلق الآلات غير المفكرة في فوضى، وتنتهك المبادئ العريقة مثل التناسب (الذي يملي ألا يتجاوز الضرر الذي يفرضه العمل العسكري فوائده) والتمييز (الذي يفرض على الجيوش التمييز بين المقاتلين والمدنيين). ويخشى آخرون أن تستغل الأنظمة المستقلة السكان الضعفاء بسبب التحيزات في بيانات التدريب الخاصة بها أو أن تقوم جهات غير حكومية باختراق أو سرقة الأسلحة المستقلة واستخدامها لأغراض خبيثة.

يرى منتقدو الأسلحة المستقلة أن التركيز على الفعالية التكتيكية أو التشغيلية يمكن أن يؤدي إلى نتائج استراتيجية كارثية، مثل التصعيد غير المقصود. فهم يجادلون بأن البشر يمتلكون قدرة على دمج سياق أوسع في قراراتهم، مما يجعلهم أكثر مرونة في التعامل مع الفوضى أو الظروف غير المتوقعة مقارنة بالآلات التي تلتزم بالنص المبرمج. ومع ذلك، لا يزال الشك يحيط بفكرة السماح للآلات باتخاذ قرارات خطيرة مثل القتل أو تصعيد النزاعات العسكرية. تستند هذه الشكوك إلى أمثلة ملموسة لأخطاء الذكاء الاصطناعي، مثل حوادث السيارات ذاتية القيادة أو «هلوسات» أنظمة الدردشة. ويظل الاعتقاد السائد أن البشر أقل ميلًا لسفك الدماء دون داعٍ أو تصعيد الصراعات بشكل غير محسوب.

تدعم هذه الحجج الأخلاقية والعملية الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن حتى أكثر الأنظمة المستقلة تقدمًا مع الذكاء الاصطناعي سوف ترتكب أخطاء. ومع ذلك، فقد تقدم الذكاء الاصطناعي إلى النقطة التي أصبح فيها التحكم البشري في كثير من الأحيان اسميًا أكثر من كونه حقيقيًا. والواقع أن الشعور المتضخم بقدرة البشر على التحكم في الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر ذاتها التي يخشاها المنتقدون. والوهم بأن البشر سوف يكونون قادرين على التدخل في سيناريوهات قتالية مستقبلية تعد بالتوتر الشديد والسرعة العالية -وخلالها سوف تتدهور الاتصالات أو تتقطع- يمنع صناع السياسات والعسكريين ومصممو الأنظمة من اتخاذ الخطوات اللازمة لابتكار واختبار وتقييم أنظمة مستقلة آمنة.

سوف تكون الحروب المستقبلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أسرع وأكثر اعتمادًا على البيانات، حيث يمكن نشر أنظمة الأسلحة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي (على سبيل المثال، أسراب الطائرات بدون طيار) بسرعة وعلى نطاق واسع. ولن يكون لدى البشر الوقت ولا القدرة المعرفية لتقييم هذه البيانات بشكل مستقل عن الآلة. على سبيل المثال، استخدمت إسرائيل نظام توليد أهداف مدعوم بالذكاء الاصطناعي أثناء الحرب في غزة، وهذا النظام، الذي يستخدم مئات الآلاف من التفاصيل لتصنيف الأهداف على أنها معادية، متطور بحيث لا يمكنه التكهن عندما يتعين اتخاذ القرارات في دقائق أو ثوانٍ.

البشر لا يستطيعون تفسير الكميات الهائلة من البيانات التي تجمعها مثل هذه المجموعة من الأنظمة وتحليلها لاتخاذ قرارات سليمة. من الممكن توسيع نطاق الأنظمة المستقلة لاستيعاب عدد أكبر من المهام التفاعلية والمعقدة، لكن القدرات البشرية ثابتة. وسوف يؤدي الضغط لتسريع التفسير والتحليل البشري إلى اتخاذ قرارات أقل تفكيرًا وأكثر عرضة للخطأ. وفي الوقت نفسه، وبدون تسريع عملية اتخاذ القرار، فإن اختيار الإجراءات سوف يصبح عتيقًا في بيئة سريعة الحركة.

في الصراعات المستقبلية، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، قد يؤدي استهداف الأقمار الصناعية والتشويش على الاتصالات إلى عزل القادة والأفراد عن الإشراف والدعم، مثال على ذلك، قوات مشاة البحرية «القوات الاحتياطية» المصممة كوحدات قتالية صغيرة موزعة تعمل ضمن نطاق الأسلحة الصينية. لضمان البقاء، ستقلل هذه القوات توقيعاتها الكهرومغناطيسية بالحد من استخدام أجهزة الاتصالات والرادارات، ما يفرض عليها اتخاذ قرارات مستقلة اعتمادًا على البيانات التي تجمعها فقط، دون سياق خارجي أو دعم إضافي.

اقترح صناع السياسات والقادة العسكريون تقليل استخدام الأنظمة المستقلة لتناسب السرعة البشرية، سيؤدي فقط إلى استجابات أبطأ، كما أن تحسين تدريب المشغلين يحقق مكاسب محدودة نظرًا لتفوق الذكاء الاصطناعي في القوة المعرفية وزيادة حجم البيانات.

رغم تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية يجب أن تقتصر على تقديم اقتراحات، فإن الحرب المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُظهر استقلالية أكبر في العمليات. مثال ذلك الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، التي تعمل بشكل مستقل بسبب التشويش على اتصالاتها. ولا يمكن بسهولة فصل الاستخدامات الدفاعية عن الهجومية للأسلحة ذاتية التشغيل، حيث يمكن أن يدعم الدفاع التكتيكي الهجوم العملياتي والعكس، وفقاً للاستراتيجيات العسكرية الكلاسيكية.

توصيات السيطرة البشرية على الأسلحة المستقلة ليست سوى مسكنات، تمنح شعورًا زائفًا بالأمان بينما تعرقل قدرة القوات على تحقيق النصر وتضع عبء القرارات الأخلاقية والعملية على الجنود في ظروف حرجة. بدلاً من ذلك، يجب على صناع السياسات تبني نهج واقعي وأكثر أخلاقية لأنظمة الأسلحة المستقلة. يتطلب هذا النهج أن تُتخذ القرارات الحاسمة، مثل تلك المتعلقة بالتناسب والتمييز، في أوقات السلم، حيث يمكن الاعتماد على المدخلات المتخصصة والنقاش الديمقراطي والإشراف الفعّال. الهدف هو ضمان السيطرة البشرية والمساءلة في ظروف مناسبة، بعيدًا عن ضغوط الحرب حيث يمكن أن تؤدي القرارات المتسرعة إلى خسائر جسيمة.

في العقود القادمة، ستعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على أنظمة الأسلحة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. التمسك بفكرة السيطرة البشرية أثناء الحرب سيضع الدول الديمقراطية في موقف ضعف أمام خصوم لا يلتزمون بهذه القيود. كما أن اتخاذ القرارات الحاسمة أثناء الحرب، في ظل الضغوط الشديدة، قد يؤدي إلى نتائج أقل أخلاقية. لذلك، ينبغي للحكومات برمجة المدخلات البشرية في الأنظمة مسبقًا، مع مراقبتها وتحسينها باستمرار، وبناء الثقة بها. الفشل في تحقيق ذلك قد يجعل السيطرة البشرية على الذكاء الاصطناعي العسكري أكثر تكلفة في الأرواح بدلاً من إنقاذها.

سيباستيان إلباوم عالم كمبيوتر أمريكي من أصل أرجنتيني، وأستاذ في جامعة فرجينيا.

جوناثان بانتر زميل ستانتون للأمن النووي في مجلس العلاقات الخارجية (CFR).

المقال نشر في Foreign Affairs

مقالات مشابهة

  • دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية
  • أهم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الصحة عام 2024
  • إيلون ماسك يطرح برنامجًا حديثًا للدردشة بالذكاء الاصطناعي
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي ووهم سيطرة البشر
  • ماذا يحصل لنا بسبب قلة النوم؟.. الذكاء الاصطناعي يجيب
  • متحف مصر الكبير..آثار فرعونية تتحدث مع زائريها بالذكاء الاصطناعي
  • اللغة في عالم الذكاء الاصطناعي
  • هواوي تطلق إيربودز بميزة إلغاء الضوضاء بالذكاء الاصطناعي.. السعر
  • قارب شمسي بالذكاء الاصطناعي ينقي 2.5 مليون لتر من المياه يومياً
  • فريق «SAIVV» في برنامج «GEN Z» يبتكر تطبيقا بالذكاء الاصطناعي لتتبع المصروفات