طوفان الأسمدة الروسية الرخيصة يهدد الأمن الغذائي في أوروبا
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
يشكل إغراق دول أوروبا بالأسمدة الرخيصة القادمة من روسيا، تهديدا لتلك الصناعة بالقارة العجوز، وقد يؤدي لإخراج المنتجين الأوروبيين من أسواق، وباتالي فإن ذلك سيشكل خطراً على الأمن الغذائي لدول الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل، حسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
ووفقا لنفس الصحيفة، فإن تدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي "تراجع بشكل كبير" بعد غزو قوات الكرملين لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022، مما دفع الدول الأوروبية إلى اللجوء إلى مصادر إمداد أخرى.
لكن موسكو واصلت استخدام إنتاجها من الغاز، لإنتاج الأسمدة النيتروجينية الرخيصة وتصديرها إلى أوروبا.
وذكر خبراء أن واردات بعض الأسمدة، مثل اليوريا، زادت بعد حرب روسيا على أوكرانيا قبل أكثر من عامين، لافتين إلى أن الأسمدة الرخيصة "ساعدت المزارعين الأوروبيين في تحسين إنتاجهم، لكن منتجي الأسمدة في دول الاتحاد الأوروبي أصبحوا يجدون صعوبة في المنافسة".
سوق الأسمدة.. سلاح "النفوذ" الروسي والدول الفقيرة تدفع الثمن بقيت شحنة من عشرين ألف طن من الأسمدة الروسية، محاصرة لعدة أشهر في ميناء روتردام الهولندي، إلى أن أن نجحت وساطة الأمم المتحدة في تحريرها أخيرا من أجل إيصالها لملاوي.وقال بيتر سينغر، الرئيس التنفيذي لشركة "إس كي دبليو ستيكشتوففيركي بيستريتز"، التي تعد أكبر منتج للأمونيا في ألمانيا: "نحن الآن نتعرض لفيض من الأسمدة الروسية التي تكون أرخص بكثير من أسمدتنا، وذلك لسبب بسيط، هو أنهم يدفعون مبالغ زهيدة مقابل الغاز الطبيعي مقارنة بنا نحن المنتجين الأوروبيين".
وحذّر: "إذا لم يتحرك السياسيون، فإن القدرة إنتاج السماد في أوروبا ستنتهي".
ويتوافق كلام سينر، مع تصريحات سفين تور هولسيثر، الرئيس التنفيذي لشركة "يارا إنترناشونال"، وهي إحدى أكبر شركات إنتاج الأسمدة المعدنية القائمة على النيتروجين في العالم، الذي قال، في أبريل، إن أوروبا "تسير بخطى ثابتة نحو الاعتماد على الأسمدة الروسية".
وتفرض العقوبات الغربية استثناءات على صادرات الغذاء والأسمدة الروسية، لتجنب إعاقة الأمن الغذائي، بيد أن أن سينغر وهولسيثر يعتقدان بأن موسكو "تستغل هذه الثغرة لتمويل حربها".
"لا غنى عنها".. سلعة "غامضة" تشعل الصراع بين روسيا وأوروبا قررت ليتوانيا إيقاف القطارات المحملة بشحنات سماد البوتاس القادمة من بيلاروس إلى ميناء رئيسي على بحر البلطيق في الأول من فبراير المقبل مما يقطع شريان اقتصادي هام عن دولة الرئيس الأوتوقراطي ألكسندر لوكاشينكو.وفي هذا الصدد، قال خبير الأمن الغذائي في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، تيم بينتون، إن المنتجين الأوروبيين "طالما اشتكوا من الميزة التي يحصل عليها منافسوهم الروس بفضل الغاز الطبيعي الأرخص، لكن حججهم أصبحت أكثر وزناً منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا".
وهذه التحذيرات تعكس مخاوف جادة حول مستقبل صناعة الأسمدة الأوروبية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب الأسعار التنافسية للأسمدة الروسية.
ويؤكد مسؤولون وخبراء في القطاع الزراعي، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على القدرة الإنتاجية داخل أوروبا، وحماية الأمن الغذائي القاري من المخاطر المحتملة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسمدة الروسیة الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
غازبروم الروسية تتوقع انخفاض أسعار تصدير الغاز في 2025
توقعت شركة غازبروم الروسية للغاز، الثلاثاء، أن تكون أسعار تصديره في 2025 أقل من المستويات الحالية في أوروبا وآسيا وأقل من متوسط مستويات 2024.
وقالت وزارة الاقتصاد الروسية أيضا إنها تتوقع انخفاض أسعار الغاز، الذي تنتجه غازبروم، خارج أسواق الاتحاد السوفيتي السابق في 2025 إلى 304.4 دولار في المتوسط لكل ألف متر مكعب من الغاز من 328.4 دولار متوقعة هذا العام.
وتواجه الشركة تحديات ناجمة عن انخفاض مبيعات الغاز في أوروبا، ومن المتوقع أيضا أن يتوقف نقله عبر أوكرانيا إلى القارة بمجرد انتهاء سريان اتفاقية العبور الحالية في نهاية العام.
وتكبدت غازبروم خسارة صافية قاربت سبعة مليارات دولار العام الماضي، وهي أول خسارة تمنى بها منذ 1999، بسبب انخفاض المبيعات إلى الاتحاد الأوروبي الذي كان ذات يوم المصدر الرئيسي لإيرادات الشركة.
وذكرت غازبروم اليوم الثلاثاء أنها تتوقع ارتفاع مبيعاتها من الغاز في 2024 بمقدار 155 مليار روبل (1.5 مليار دولار) إلى 4.6 تريليون روبل وبأن تزيد الأرباح عن 2.8 مليار روبل، وهو أحد أكبر أرباحها الأساسية على الإطلاق، قبل استقطاع الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك.
وأقر مجلس إدارة الشركة برنامجا استثماريا لعام 2025 بقيمة 1.52 تريليون روبل انخفاضا من 1.64 تريليون هذا العام.
وقالت غازبروم إن مجلس الإدارة وافق الشهر الماضي على الأموال المرصودة في الخطة والتي ستخصص بشكل أساسي لتطوير مراكز إنتاج الغاز في شبه جزيرة يامال بشرق روسيا وتوفير الغاز للمنازل.