أسعار زيت الزيتون في ارتفاع بسبب تغير المناخ مع بطء في العثور على حلول
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
في مواجهة الاحترار المناخي الذي يؤثر على المحاصيل ويؤدي لارتفاع الأسعار، يضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير حلول، بالتواصل مع مجتمع العلماء، بما يشمل تحسين الري واختيار أصناف جديدة ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ.
وقال المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون خايمي ليلو بمناسبة المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي عقد هذا الأسبوع في مدريد بمشاركة 300 جهة مختلفة، إن « تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة، وعلينا أن نتكيف معه ».
« واقع » مؤلم للقطاع برمته، إذ يواجه منذ عامين انخفاضا في الإنتاج على نطاق غير مسبوق، على خلفية موجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
وبحسب المجلس الدولي للزيتون، انخفض الإنتاج العالمي من 3,42 ملايين طن في 2021-2022 إلى 2,57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع. وبالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 37 دولة، فمن المتوقع أن يشهد الإنتاج تراجعا جديدا في 2023-2024 إلى 2,41 مليون طن.
وقد أدى هذا الوضع إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 70%، حسب الأصناف المعنية خلال العام الماضي. وفي إسبانيا، التي توفر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين.
وأكد رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا بيدرو باراتو أن « التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار يشكلان اختبارا دقيقا للغاية لقطاعنا »، وأوضح « لم نشهد هذا الوضع من قبل ».
وقال « يجب أن نستعد لسيناريوهات متزايدة التعقيد تسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ »، مشب ها الوضع الذي يعيشه مزارعو الزيتون بـ »الاضطرابات » التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية 2008.
وفي الواقع، فإن التوقعات في هذا المجال ليست مشجعة للغاية.
ففي الوقت الراهن، أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن هذه المنطقة التي توصف بأنها « نقطة ساخنة » لتغير المناخ، تشهد احترارا بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي.
ويمكن لهذا الوضع أن يؤثر على الإنتاج العالمي على المدى الطويل. ويقول الباحث في معهد الزيتون اليوناني يورغوس كوبوريس « نحن أمام وضع دقيق »، يدفع باتجاه « تغيير طريقة تعاملنا مع الأشجار والتربة ».
ويوضح خايمي ليلو أن « شجرة الزيتون واحدة من النباتات التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخ الجاف. لكن ها في حالات الجفاف الشديد، تنش ط آليات لحماية نفسها وتتوقف عن الإنتاج. وللحصول على الزيتون، ثمة حاجة إلى حد أدنى من الماء ».
ومن بين الحلول التي طرحت خلال المؤتمر في مدريد، البحث الجيني: فمنذ سنوات يجرى اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون من أجل تحديد الأنواع الأكثر تكي فا مع تغير المناخ، استنادا بشكل خاص إلى تاريخ إزهارها.
ويكمن الهدف من ذلك في تحديد « أصناف تحتاج لساعات أقل من البرد في الشتاء وتكون أكثر مقاومة للضغط الناجم عن نقص المياه في أوقات رئيسية معينة » من العام، مثل الربيع، على ما يوضح خوان أنطونيو بولو، المسؤول عن المسائل التكنولوجية في المجلس الدولي للزيتون.
المجال الرئيسي الآخر الذي يعمل عليه العلماء يتعلق بالري، إذ يرغب القطاع في تطويره من خلال تخزين مياه الأمطار، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر، مع تحسين « كفاءتها ».
ويعني ذلك التخلي عن « الري السطحي » وتعميم « أنظمة التنقيط »، التي تنقل المياه « مباشرة إلى جذور الأشجار » وتتيح تجنب الهدر، بحسب كوستاس خارتزولاكيس، من معهد الزيتون اليوناني.
وللتكيف مع الوضع المناخي الجديد، ي نظر أيضا في مقاربة ثالثة أكثر جذرية تتمثل في التخلي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جدا ، وتطويره في مناطق أخرى.
هذه الظاهرة « بدأت بالفعل »، ولو على نطاق محدود، مع ظهور « مزارع جديدة » في مناطق كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون، وفق خايمي ليلو، الذي يقول إنه « متفائل » بالمستقبل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع.
ويعد ليلو بأنه « بفضل التعاون الدولي، سنتمكن شيئا فشيئا من إيجاد الحلول ».
كلمات دلالية ارتفاع الاسعار التغير المناخي الزيتون انخفاض الانتاج
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ارتفاع الاسعار التغير المناخي الزيتون انخفاض الانتاج زیت الزیتون فی تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
تراجع أسعار النفط بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية اليوم
شهد اليوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر، تراجع في أسعار النفط قليلا مع استعداد الأسواق للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن ارتفعت أكثر من 2% في الجلسة السابقة مع تأجيل أوبك+ لخطط زيادة الإنتاج في ديسمبر وتهدئة المخاوف بشأن الإمدادات.
ووفق لوكالة رويترز، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتا بما يعادل 0.2 بالمئة إلى 74.93 دولار للبرميل بحلول الساعة 0106 بتوقيت جرينتش في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 71.33 دولار للبرميل بانخفاض 14 سنتا أو 0.2 بالمئة.
وقال توني سيكامور محلل السوق لدى آي جي "نحن الآن في الهدوء الذي يسبق العاصفة"، مضيفا أن المستثمرين يركزون على نتيجة الانتخابات الأميركية واجتماع المؤتمر الشعبي الوطني في الصين والذي قد يعلن عن المزيد من إجراءات التحفيز".
وتلقت أسعار النفط دعما من إعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، وهي المجموعة المعروفة باسم أوبك+، يوم الأحد تأجيل زيادة الإنتاج لمدة شهر من ديسمبر مع ضعف الطلب وارتفاع الإمدادات من خارج أوبك مما أدى إلى تباطؤ الأسواق.
ومع ذلك، انتعش إنتاج أوبك من النفط في أكتوبر مع استئناف ليبيا للإنتاج، حسبما أظهر مسح أجرته رويترز، على الرغم من أن المزيد من الجهود العراقية لتلبية التخفيضات التي تعهدت بها لتحالف أوبك+ الأوسع نطاقا حد من المكاسب.
إيران توافق على خطة لزيادة الإنتاج بمقدار 250 ألف برميل يوميا
وقال موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت أمس الاثنين إن المزيد من النفط قد يأتي من إيران العضو في منظمة أوبك بعدما وافقت طهران على خطة لزيادة الإنتاج بمقدار 250 ألف برميل يوميا.
توقعات بوقوع إعصار يسبب خفض إنتاج النفط في الولايات المتحدة
وفي الولايات المتحدة، قال باحثون إن عاصفة استوائية في أواخر الموسم من المتوقع أن تشتد إلى إعصار من الفئة الثانية في خليج المكسيك هذا الأسبوع قد تؤدي إلى خفض إنتاج النفط بنحو 4 ملايين برميل.
وقال سيكامور في إشارة إلى أسعار خام غرب تكساس الوسيط: "من الناحية الفنية، يحتاج النفط الخام إلى التعافي فوق مستوى المقاومة عند 71.50/72.50 دولار لإبطال مخاطر الهبوط".
"كل هذا يشير إلى أنه لن يكون هناك أي تدافع من أجل رفع السعر إلى مستويات أعلى في الأمد القريب."
وقبيل صدور بيانات النفط الأسبوعية الأميركية يوم الأربعاء، أظهر استطلاع أولي لرويترز أمس أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت على الأرجح الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير والبنزين.