تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد اوريك أوشلان، مدير منظمة العمل بالقاهرة ، أن عدد عمالة الأطفال في العالم، يصل إلى 160 مليونا، وهو رقم ضخم ومؤشر على خطورة الظاهرة على الرغم من كل الجهود العالمية المبذولة لمكافحة عمل الأطفال.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمة العمل الدولية، بالتعاون مع وزارتي العمل والتضامن، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.


أضاف أوشلان، أنه في غاية السرور للمشاركة في افتتاح احتفالية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال هذا العام تحت شعار "دعونا نعمل على التزاماتنا: للقضاء على عمل الأطفال!"، لافتا إلى أن هذا الحدث له أهمية خاصة هذا العام لأنه يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال، وهو علامة بارزة في جهودنا لحماية الأطفال.
أوضح مدير منظمة العمل بالقاهرة، أن وجود 160 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لا يزالون يعملون في عمل الأطفال، هو عدد هائل يبرز الحاجة الملحة لمواصلة العمل،  هؤلاء الأطفال يجب أن نعمل على أن يمنحوا حقوقهم الأساسية التعليم واللعب والبيئة الصحية والآمنة.

أكد أنه بفضل الجهود المشتركة بين الحكومة المصرية والجهات المعنية ومنظمة العمل الدولية والشركاء الاجتماعيين، فإن خطة العمل الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسر (2018-2025) تعد شهادة على تعهداتنا المشتركة، نحن نخلق مسارات مستدامة نحو العمل اللائق للجميع.
يتزايد الاهتمام في مصر الآن لمعالجة عمل الأطفال على كل من المستوى السياسي وعلى أرض الواقع لمعالجة الأسباب الجذرية لعمل الأطفال في سلاسل التوريد المختلفة بما في ذلك القطن والياسمين والخدمات والصناعات الصغيرة وفي الشوارع، علاوة على ذلك، هناك دعوات لمزيد من الاهتمام والعمل اللازمين لمكافحة عمل الأطفال ودعم الأسر وتمكين النساء والأسر وإيجاد حلول اقتصادية واجتماعية بديلة مستدامة من خلال توسيع شبكات الحماية الاجتماعية، التعليم الجيد، التدريب المهني، زيادة الوعي المجتمعي، جمع البيانات الموثوقة، وتحسين الأطر السياسية والمؤسسية والتشريعية لحماية حقوق الأطفال وضمان حماية رأس المال البشري المستقبلي لهذا البلد.

ونوه اوشلان عن الشراكة بين منظمة العمل الدولية، بالتعاون مع شركاء التنمية والجهات المعنية، بجمهورية مصر العربية، لتنفيذ مشروعين هامين لمكافحة عمل الأطفال في مصر: مشروع الإسراع بالقضاء على عمل الأطفال في سلاسل التوريد في إفريقيا (ACCEL Africa) الممول من حكومة هولندا ومشروع مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في الصناعات الصغيرة والعاملين في الشوارع من خلال دعم تنفيذ الخطة الوطنية في مصر تحت شعار التمكين من خلال التعليم والتعلم في مصر(ETEL Egypt) الممول من الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، والأخير يبنى على ما تم إنجازه في إطار مشروع ACCEL Africa باستهداف عمل الأطفال في الصناعات الصغيرة والعاملين في الشوارع.
وبالتعاون مع العلامات التجارية العالمية للعطور وبدعم من منظمة العمل، ستبدأ منظمة العمل الدولية مشروع " الإسراع بالقضاء على عمل الأطفال وتحسين ظروف العمل وتمكين الأسر في سلاسل توريد الياسمين في مصر" (ACCEL Egypt - Harvesting the Future)، والذي يهدف إلى القضاء على عمل الأطفال خلال مرحلة قطف الياسمين من خلال تدابير حماية الأطفال وتحسين ظروف العمل في سلسلة توريد الياسمين في مصر. 

وبالتعاون مع سفارة سلوفينيا، ستبدأ منظمة العمل الدولية مشروع "التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر من خلال الأنشطة المدرة للدخل الصديقة للبيئة والمستجيبة للنوع الاجتماعي لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بين الفتيات والأولاد".
تتضمن احتفالية هذا العام الإنجازات والجهود المشتركة المستمرة للهيئات الثلاثة المكونة من حكومة وأصحاب الأعمال والعمال والشركاء الاجتماعيين. هذه الجهود ضرورية للإسراع بالقضاء على عمل الأطفال في مصر. لذلك أنا فخور بمشاركة بعض من نجاحاتنا من مبادرتنا مع الأطفال من خلال برنامج "دعم حقوق الأطفال من خلال التعليم والفن والإعلام" (SCREAM)، حيث تم إعادة تأهيل الأطفال وهم الآن تم إعادة دمجهم بالنظم التعليمية المناسبة، وقد وجدت الأسر فرصًا اقتصادية مستدامة وتم شمولها ماليًا، بينما تم دمج التوعية بعمل الأطفال في البرامج الوطنية مثل برنامج "وعي" برعاية وزارة التضامن الاجتماعي التي ستطلق حملة توعية في عدة محافظات تستهدف مكافحة عمل الأطفال.
وبالشراكة مع وزارة العمل، سنطلق "أنظمة رصد عمل الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الممارسات الجيدة، التحديات، والتوصيات لنظام مراقبة عمل الأطفال في مصر". بالإضافة إلى ذلك، مع المجلس القومي للطفولة والأمومة (NCCM)، سنطلق "إجراءات التشغيل القياسية لمكافحة عمل الأطفال" وليتم إحالة الأطفال المخرطين في عمل الأطفال إلى الخدمات المناسبة.
كل عام، يكون هذا اليوم تذكيرًا قويًا بمسؤوليتنا الجماعية لحماية حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم. دعونا نؤكد التزامنا ونتخذ إجراءات حاسمة للقضاء عمل الأطفال.
في الختام،  أؤكد على الجميع مواصلة العمل بلا كلل نحو هدفنا المشترك. معًا، يمكننا بناء مستقبل حيث يمكن لكل طفل أن يحلم ويتعلم ويزدهر. شكرًا لكم على تفانيكم والتزامكم بهذه القضية الحيوية. دعونا نلتزم بتعهداتنا ونقضي على عمل الأطفال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التدريب المهني الحماية الاجتماعية اليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال خطة العمل الوطنية زيادة الوعي المجتمعي عمالة الأطفال منظمة العمل الدولية وزارة العمل وزارة التضامن أسوأ أشکال عمل الأطفال لمکافحة عمل الأطفال منظمة العمل الدولیة عمل الأطفال فی مصر على عمل الأطفال من خلال

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا

بقلم : أحمد عصيد

يوم 15 مارس هو اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، قررته الأمم المتحدة من أجل مواجهة كراهية الإسلام عبر العالم، وهذا أمر إيجابي لأن كراهية الأديان والمعتقدات الدينية ليست  موقفا نبيلا أو إنسانيا، لكن بالمقابل، على المسلمين أكثر من غيرهم أن يعملوا على تغيير صورة الإسلام في العالم، ليس من خلال تفسير نصوصه وأركانه ومضامينه، فهذا عمل لا جدوى منه إذا لم يغير المسلمون سلوكاتهم التي هي أبعد ما تكون عن النموذج الإيجابي، فالآخر – الذي ارتكب بدوره أخطاء كثيرة وخاصة بعزل الجالية المسلمة في أحياء هامشية  – لا يفهم الإسلام إلا من خلال سلوك أهله، وليس ملزما بالتعرف على النصوص والمرجعيات، فقد سأل أحد ملوك الصين القديمة الحكيم كونفوشيوس كيف يتحقق العدل ؟ فكان جوابه: “بطريقة بسيطة جدا، أن تكون عادلا أيها الملك”. فالصورة الإيجابية عن الإسلام ينبغي أن يصنعها المسلمون أنفسهم سواء من خلال إصلاح أنظمتهم السياسية الاستبدادية ومجتمعاتهم التي ما زالت تكرس التمييز والقهر باسم الدين، أو من خلال تقويم سلوكاتهم في بلدان الغير، والتي يتم تبريرها – ويا للأسف – باعتماد نصوص دينية. ولا داعي هنا لسرد النماذج الصاعقة والأمثلة الكثيرة جدا، والتي للأسف تمثل المصدر الرئيسي المغذي لليمين المتطرف المتصاعد بشكل مخيف. لكن تصحيح سلوك المسلمين ستواجهه عقبة كبيرة جدا، وهو أن ذلك التصحيح لابد أن يمر عبر تصحيح فهمهم وتفسيرهم هم أنفسهم للدين الإسلامي، لأنهم إذا كانوا يعتقدون بأنهم بسلوكاتهم الخاطئة  يجسدون “الدين الإسلامي الصحيح”، فمن المستحيل أن يغيروا ما بأنفسهم، وأعتقد أن منطلق هذا التغيير هو تجاوز الفقه الإسلامي التراثي الذي يوقعهم في تصادم يومي مع بعضهم البعض ومع بقية العالم، وإبداع فقه اجتهادي جديد ملائم لعصرنا، كما سيكون عليهم أن يحرروا الإسلام من “الإسلام السياسي” الذي نجح في تسريع وتيرة تشويه سمعة الإسلام عبر العالم، وجعله مصدر خوف حتى داخل البلدان الإسلامية نفسها. لاشك أن هناك أيضا عوامل تاريخية ممهدة للإسلاموفوبيا حيث يعود الأساس الأول لظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين إلى سبب تاريخي هو الحروب الصليبية التي مثلت لقاء تصادميا دمويا بين الإسلام والغرب، لم ينته بنهاية الحروب بل استمر من خلال التمثلات التي غذتها الإنتاجات المكتوبة والشفوية لقرون طويلة. وتعود الظاهرة أيضا إلى المرحلة الكولونيالية التي كرست أشكالا من التعامل بين الإنسان الغربي الأبيض وباقي سكان المعمور، قوامها نوع من التعالي والمركزية الغربية، وقد لعب الإسلام دور اللحام الإيديولوجي بين مكونات المجتمعات الإسلامية في مواجهة الاحتلال وتأطير المقاومة والحركات الوطنية. هذه العوامل حكمت نظرة الإنسان الغربي للجاليات المسلمة بعد المرحلة الاستعمارية، فأظهر نوعا من التعاملات العنصرية لم يكن الجيل الأول من المهاجرين يشعر بها، حيث كان يعطي الأولوية لعلاقته بالدولة وللمكتسبات المادية والخدمات الاجتماعية، على العلاقة بالأفراد. ويفسر هذا الإعجاب الشديد الذي كان يعبر عنه أفراد هذا الجيل بالدول الغربية ومؤسساتها مقارنة بواقع بلدانهم المتردي، كما كانت أزمة الهوية الناتجة عن حالة الاغتراب متحكما فيها عبر الحفاظ على علاقة وطيدة بالجذور وبالوطن الأصلي وبالتقاليد والعادات الأصلية. هذه الروابط التي كانت تلعب دور التوازن النفسي سرعان ما شرعت في التلاشي والذوبان مع الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، وذلك بسبب ضعف العلاقة بالوطن الأصلي، وظهور عامل جديد هو تنظيمات الإسلام السياسي السلفية منها والإخوانية  العالمية المتشددة التي تمتلك شبكات تمويل هائلة، والتي نجحت في استقطاب نسب كبيرة من أعضاء الجالية، حيث أصبحت تلعب دور العزاء النفسي والتعويض عن حالة الاغتراب وفقدان المرجعية بالنسبة لأعضاء الجالية الذين عانوا من ضعف الاندماج، وساهم في ذلك بشكل كبير تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزايد البطالة مما دفع بالعديد من الشباب نحو المساجد التي يؤطرها أئمة بعضهم لا يكتفي بإمامة الصلاة والوعظ والإرشاد الديني بل يركزون على تكريس الخصوصية بمعناها المغلق، ونشر ثقافة الممانعة ضد قيم حقوق الإنسان على الخصوص، وضرب ثقافة التعايش في الصميم إلى حد يصل إلى درجة زرع مشاعر النفور والكراهية للمواطنين غير المسلمين، مما يظهر في سلوك أبناء الجالية بشكل عنيف. وقد كان لأوضاع تهميش الجالية المسلمة، واستعمال القضية الفلسطينية وأخطاء السياسة الخارجية الأمريكية بشكل كثيف دور كبير في تيسير عملية التأطير المنحرف هذه. و زاد من تأزم هذا الوضع بشكل كبير انتشار ظاهرة الإرهاب المسلح وظهور القاعدة وفروعها، مما جعل الإسلام مرتبطا في وجدان الإنسان الغربي بالعنف والدم، خاصة بعد أن تكاثرت الحوادث والوقائع الدموية التي أبطالها إسلاميون وسلفيون في كل من مالي والجزائر وليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن والصومال وكينيا ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وغيرها من البلدان. من جانب آخر كان لتخلف الدول الإسلامية وفشلها في بناء ديمقراطيات ناجحة، وفي تنمية مجتمعاتها، وإفراطها في استعمال الدين في اضطهاد أبنائها وخاصة من النساء  وعرقلة تطور بلدانها، تأثير كبير في ترسيخ فكرة ارتباط الإسلام بالاستبداد والقهر والظلم لدى الغربيين. من الخطأ إذن البحث عن حلول لـ”الإسلاموفوبيا” فقط عبر السعي إلى إقناع الغربيين بتغيير نظرتهم إلى الإسلام والمسلمين اعتمادا على بعض النصوص، ذلك أن هذه النظرة لا يمكن أن تتغير بدون أن يغير المسلمون سلوكاتهم واقعيا، سواء في بلدانهم أو في بلدان المهجر. ذلك أنّ الحقيقة التي ينبغي أن تظلّ نصب أعيننا هي أن الغرب لن يفهم أبدا الإسلام إلا من خلال ما يفعله المسلمون، سواء بأنفسهم وببعضهم البعض أو بغيرهم

مقالات مشابهة

  • منظمة التعاون الاقتصادي تخفض توقعات نمو منطقة اليورو بسبب التوترات التجارية
  • الرئيس السيسي: نفقد من 800 لـ 900 مليون دولار كل شهر بسبب ظروف المنطقة
  • برلماني: 45% من سوق العمل في مصر غير منظمة وغير رسمية
  • رفع الإيقاف عن 5 شركات إلحاق عمالة بالخارج لزوال أسباب الوقف
  • "اليونيسيف": الأطفال الفلسطينيون محرومون من الإمدادات والخدمات الأساسية
  • العمل: رفع الإيقاف عن 5 شركات إلحاق عمالة بالخارج لزوال السبب
  • ماتقيش ولدي : البوليساريو تجند الأطفال في النزاعات المسلحة
  • جامعة صحار توقّع اتفاقية لإطلاق "الشهادة الدولية لمهارات الحاسوب"
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا
  • مجدي يعقوب يكشف عن حياته الأسرية: فخور بأبنائي .. وأحاول تعويض ما فات