خاطب ريغاتى جاتشاغوا نائب الرئيس يوم الأربعاء شعب كينيا بعد لحظات من استسلام الرئيس وليام روتو للضغوط العامة بشأن مشروع قانون المالية المثير للجدل الذى اقترح زيادة الضرائب. ولم يكن جاتشاغوا، الذي كان يقف عادة بجانب رئيسه خلال المناسبات أو الأحداث الحاسمة في مقر الرئاسة، من بين السياسيين الذين أحاطوا به في نيروبي وسط تقارير عن تزايد الخلاف مع روتو.

وفي خطابه المتلفز من مومباسا، اتهم جاتشاغوا المدير العام لجهاز المخابرات الوطنية، نور الدين حاجي، بالفشل في تقديم المشورة الكافية للرئيس بشأن مشروع قانون المالية 2024 الذي أدى إلى فوضى واسعة النطاق وخسائر في الأرواح في نيروبي وغيرها من المدن الكبرى. وقال "يجب أن يتحمل جاتشاغوا مسؤولية خذلان الأمة الكينية من خلال عدم قيامه بعمله وتقديم المشورة بشكل صحيح. يجب عليه أن يفعل الشيء المشرف ويستقيل من هذا المنصب".

رد فعل المتظاهرين في كينيا ضد زيادة الضرائب عقب استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم (رويترز)

وأضاف أنه كان من الممكن إنقاذ الأرواح والممتلكات لو أطلع جهاز الاستخبارات الوطنية الرئيس قبل شهرين على شعور الكينيين. ووصف نائب الرئيس حاجي بأنه غير كفء ومليء بعقدة النقص. وأضاف "كان نور الدين حاجي يحاول تشكيل فريق لصياغة الأكاذيب والدعاية، وعزا الفوضى لي وللرئيس السابق أوهورو كينياتا".

خلال نظام كينياتا، عمل حاجي رئيسا للنيابة العامة قبل أن يعينه روتو على رأس جهاز الاستخبارات الوطنية. في عام 2021، أدين جاتشاغوا ومعه مشرع آخر بتهمة الفساد والاحتيال التي تصل قيمتها إلى 7.3 مليارات شلن كيني (56 مليون دولار)، إلا أن التهم أسقطت عام 2022 بعد انتخاب جاتشاغوا نائبا للرئيس.

وأثار هجوم جاتشاغوا على حاجي ردود فعل متباينة من الكينيين، حيث وصف حاكم مومباسا السابق حسن جوهو تصريحات نائب الرئيس بأنها مثيرة للقلق، وتشكل مشاعر تهديد للأمن القومي وهي أساس قانوني متين لإقالته، وقال جوهو "أجد أنه من المثير للقلق أن يصدر زعيم بمكانته مثل هذه التصريحات في وقت تحتاج فيه الحكومة إلى أن يُنظر إليها على أنها تسير في اتجاه واحد".

وبشأن هذه التصريحات يقول ماكاو موتوا، الأستاذ الكيني الأميركي في كلية الحقوق بجامعة ولاية نيويورك، إن تصريحاته قبلية وهجوم مباشر على روتو "إن مشاعر جاتشاغوا تشكل تهديدا للأمن القومي". وقال لصحيفة أفريكا ريبورت "إنها أساس قانوني متين لعزله".

كما انتقد دومينيك وابالا، الخبير الأمني في نيروبي، أيضا جاتشاغوا لمعالجته المسائل الاستخباراتية علنا، واصفا تصرفاته بأنها خرق أمني خطير. وأضاف "كان ينبغي على جاتشاغوا أن يتعامل مع تحفظاته سرا مع رئيسه وضباط الأمن. لقد كشف جهاز المخابرات من خلال هجماته الشخصية على نور الدين حاجي".

الرئيس الكيني وليام روتو (رويترز)

بيد أنه بالنسبة لجون كارانجا، الناشط السياسي من حزب التحالف الديمقراطي الموحد الحاكم، فإن جاتشاغوا تحدث بدافع الإحباط. وأضاف "يجب أن يكون هناك بعض الحقيقة فيما قاله جاتشاغوا. أنا أصدقه. لقد خذل ضباط المخابرات روتو".

يُظهر خطاب جاتشاغوا بوضوح أنه اختلف مع الرئيس روتو، كما يقول المحلل السياسي ويكليف أوديرا، محذرا من أن الخلاف سيؤدي إلى استقطاب سياسي في كينيا قبل انتخابات عام 2027. وأضاف "كان الأمر كما لو كان جاتشاغوا ينتقد روتو بشكل مباشر لأنه استغرق وقتا طويلا للاستجابة لمطالب المتظاهرين".

والخلاف المستمر بين الزعيمين، بحسب أوديرا، يجعل الكينيين يعتقدون أن موقف نائب الرئيس هذا أصبح الآن مصدر إزعاج. وأضاف "يجب على الزعيمين أن يقررا ما إذا كانا يريدان العمل معا أم لا. إن التحرك في اتجاهات مختلفة أثناء وجودك في الحكومة نفسها هو نفاق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نائب الرئیس

إقرأ أيضاً:

من هو حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني الجديد؟

 

أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلال جلستها المنعقدة يوم 26 أبريل 2025 في رام الله، مصادقتها على تعيين السياسي الفلسطيني حسين شحادة محمد الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين، ليصبح بذلك أول شخصية تتولى هذا المنصب في تاريخ السلطة الوطنية الفلسطينية.

وجاء القرار بناءً على توصية من الرئيس محمود عباس، واستنادًا إلى التعديل القانوني الذي أقره المجلس المركزي الفلسطيني خلال دورته الثانية والثلاثين. ويُعتبر هذا التعيين محطة مفصلية في هيكلية القيادة الفلسطينية، وسط تحديات داخلية وخارجية تواجه القضية الفلسطينية.

مسيرة حافلة في العمل السياسي

ولد حسين الشيخ في رام الله بتاريخ 14 ديسمبر 1960، وانتمى مبكرًا إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وقد أمضى نحو 11 عامًا أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يتدرج في مواقع قيادية عدة داخل السلطة الوطنية ومنظمة التحرير.

ومن أبرز المناصب التي شغلها:

رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير (2007 – 20 فبراير 2025).

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (26 مايو 2022 – 26 أبريل 2025).

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2009.

عضو في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الفلسطينية الأولى (1988).

عقيد سابق في قوات الأمن الوقائي الفلسطيني (1994 – 1995).

مشارك بارز في تأسيس اللجان السياسية بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.


كما تولى رئاسة لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC) وكان عضوًا في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني لملف المصالحة عام 2017.

دلالات التعيين

يرى مراقبون أن تعيين حسين الشيخ في هذا المنصب الرفيع يأتي في إطار إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، خصوصًا مع تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، وبحث القيادة الفلسطينية عن تعزيز مؤسساتها الدستورية.

وكان الشيخ قد شغل، إلى جانب مهامه الوزارية، دورًا محوريًا في إدارة العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، إلى جانب مشاركته في جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس فلسطين يشكر القيادة المصرية والشعب المصري على موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل لقاء رئيس المخابرات المصرية بـ طاقم التفاوض الإسرائيلي بالقاهرة
  • رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفدا إسرائيليا في القاهرة
  • القاهرة الإخبارية: رئيس المخابرات المصرية يلتقي طاقم التفاوض الإسرائيلي
  • رئيس المخابرات المصرية يلتقي اليوم طاقم التفاوض الإسرائيلي لبحث التهدئة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • عاجل.. رئيس المخابرات العامة يلتقي طاقم التفاوض الإسرائيلي بالقاهرة اليوم
  • الأمير سعود بن مشعل يستقبل رئيس مجلس المديرين بمطارات جدة
  • من هو حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني الجديد؟
  • دبلوماسي سابق: الهند تعجلت في إلقاء اللوم على باكستان في حادث كشمير
  • وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع