أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالملتقى الذي بدأ الحديث عن فكرة الاقتصاد الأخضر منذ دورته الأولى في ٢٠١٨، ليسلط الضوء على مدار الست سنوات الماضية على هذا الملف الهام، في وقت لم يحظى باهتمام مباشر من المواطن البسيط، ووجود نوع من العزلة بين ملف الاقتصاد بشكل خاص والملف البيئي والاستدامة بشكل عام، مما يجعل المبادرات المطروحة الملتقى ضمن آليات رفع الوعي وتطبيق مفهوم الاقتصاد الأخضر من خلال مشروعات ومبادرات فعلية بين الشباب على الأرض.

جاء ذلك خلال الكلمة التي القتها الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في الملتقى السادس لاستراتيجات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، بحضور كوكبة من ممثلي الوزارات والمجتمع الدولي والقطاع الخاص والخبراء، كفرصة تسليط الضوء على قطاعات الاستثمار الأخضر الواعدة وتقديم الحلول العملية والمبادرات، وذلك كخطوة لبناء دستور التوافق بين مختلف الأطراف المعنية من حكومة وقطاع خاص وممولين ومجتمع مدني واكاديمين للمضي نحو الاقتصاد الأخضر.

وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى أن تخصيص جلسة حول الاقتصاد الأخضر في مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى الذي اطلقته مصر منذ أيام قليلة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، كأحد دلائل الاهتمام المتنامي بهذا الملف، وإحدى ثمار الخطوات الثابتة التي يتم اتخاذها على المستوى الوطني، مؤكدة على شراكة مختلف الأطراف سواء الحكومة أو المجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطنين لوضع خطة واضحة لمفهوم الاقتصاد الأخضر وترجمة هذا المصطلح إلى خطوات فعلية على أرض الواقع.

وتحدثت وزيرة البيئة عن خطوات الدولة المصرية وما سيتم اتخاذه خلال الفترة القادمة في ملف الاقتصاد الأخضر، بدءا من تغيير لغة الحوار لقطاع البيئة وإعادة هيكلة القطاع البيئي، بتوجيهات واضحة من فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال ٤ محاور يتمثل المحور الأول فيها الحد من التلوث وكيفية التعامل مع تلوث الهواء والمياه والبحار والتربة، والمحور الثاني وهو استدامة الموارد الطبيعية، والمحور الثالث وهو كيفية التعامل مع الملفات والقضايا العالمية والتي لم نكن السبب فيها وتؤثر بصورة مباشرة على حياتنا مثل قضية تغير المناخ والتنوع البيولوجي، والمحور الرابع وهو خلق وتهيئة المناخ الداعم.

وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن تهيئة المناخ الداعم كان من خلال شراكة حقيقية بين الحكومة  وكافة اطياف المجتمع من شباب ومرأة وقطاع خاص، ومن اهم الخطوات التي حرصت عليها الدولة إشراك مختلف القطاعات والوزارات في المجلس الوطني لتغير المناخ برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ وخطة المساهمات الوطنية المحدثة، إلى جانب إشراك الشباب والقطاع الخاص في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ وخطوات مواجهة تغير المناخ، الاستفادة من مخرجات مؤتمر المناخ COP27 الذي تم خلاله طرح أفكار المشروعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك مشروعات محطات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات الهيدروجين الأخضر، وايضًا مشروعات استنباط أنواع معينة من المحاصيل أكثر مرونة مع تغير المناخ.

واكدت وزيرة البيئة أن الوزارة تمكنت من ربط القطاع البيئي بمختلف المجالات والقطاعات بالدولة، واستطاعت ادراج الملف البيئي على مستوي كافة القطاعات كملف أساسي من خلال إصدار معايير الاستدامة البيئية، وتقييم الأثر البيئي لأي مشروع يتم تنفيذه، والحرص على إشراك القطاع الخاص في تنفيذ هذه المشروعات كشريك اساسي.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن تمكين القطاع الخاص من العمل في الاقتصاد الأخضر يتطلب العمل على التشريعات والإجراءات، فمثلا قانون تنظيم إدارة المخلفات الصادر عام ٢٠٢٠ يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإعادة استخدام المخلفات مرة أخرى، ليركز دور الدولة على التنظيم وإصدار التشريعات وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص، فقامت الدولة بإنشاء بنية تحتية وصلت إلى ٢٠ مدفن صحي و٦٣ محطة وسيطة و١٦ مصنع تدوير على مستوى الجمهورية، ليقوم القطاع الخاص بإدارتها، إلى جانب ربط الاقتصاد الدوار في ملف المخلفات بالصناعة، مثل استخدام الوقود البديل في صناعة الاسمنت، والتقليل التدريجى من استخدام الفحم في مزيج الطاقة بها من خلال زيادة نسبة الوقود البديل، لتتجه حاليا مصانع الأسمنت إلى انشاء مصانع تدوير المخلفات الصلبة لانتاج الوقود البديل الذي يغذي خليط الطاقة بها، وهذا دليل على تغير النظرة للبيئة، والاتجاه لخلق ميزة تنافسية لمنتجاتنا.

مسرح السامر يشهد احتفالية هيئة قصور الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو وسط إقبال كبير ارتفاع سعر الذهب اليوم الاثنين 1 يوليو 2024

وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر بدأت فكر الاقتصاد الأخضر بتشريعات واضحة، وحوافز للقطاع الخاص بقانون الاستثمار الجديد في مجالات إدارة المخلفات بأنواعها، والهيدروجين الأخضر  وبدائل البلاستيك، إلى جانب الاعفاءات الضريبية، ووضع الملف على أجندة أولويات القيادة السياسية، وضخ معلومات لتوعية المواطن ليكون شريك رئيسي في منظومة الحفاظ على البيئة.

ولفتت وزيرة البيئة إلى ان التحديات البيئية ليست مقتصرة على دولة بعينها، ولكنها تحديات عالمية، ولذا لعبت مصر دور رئيسى فى المشهد الإقليمي والدولى فى ملف البيئة بداية من ملف افريقيا وصولا إلى مؤتمر المناخ COP27، واستضافة مصر للدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط (اتفاقية برشلونة) لعام 2025، مشيرة إلى ان وجود مصر كلاعب قوى ورئيسى فى الاتفاقيات الإقليمية والدولية ساعد على دفع الملف البيئي،  ودعم مصر فى طريقها لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة،  مؤكدة على اهمية أن تتشارك كافة القطاعات من الزراعة والصناعة والمراكز البحثية والشباب وغيرها فى التعامل مع ملف الاقتصاد الأخضر والبيئة،  فكل القطاعات متشابكة وتتأثر جميعها بالتحديات البيئية المختلفة،  ولهذا نحتاج إلى الاستثمار فى الشباب والكوادر البشرية،  لذلك اهتمت الدولة بالتركيز على دمج مفاهيم تغير المناخ والتنوع البيولوجي،  فى المناهج التعليمية من سن النشء بالمدارس حتى مرحلة الجامعة، بهدف تغير ثقافة المجتمع وخلق جيل واعى وقادر على مواجهة التحديات البيئية وآثارها المستقبلية.

وتضمن الملتقى عدد من الجلسات، ناقشت موضوعات مسارات الاستدامة والازدهار الاقتصادي للزراعة المصرية، ومعايير التصدير للأسواق الخارجية واستراتيجيات الأسواق العالمية، وتأثير التمويل المستدام على تطوير سوق الكربون والفرص والتحديات، إلى جانب طرح عدد من الموضوعات للحديث مع الخبراء فيما يخص تأثير آلية ضبط حدود الكربون على الصادرات، ودور الذكاء الاصطناعي في الحد من آثار تغير المناخ، ودمج المخاطر البيئية في تقييم الائتمان وممارسات إدارة مخاطر التمويل الأخضر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزيرة البيئة البيئة المناخ تغير المناخ الخضراء الدکتورة یاسمین فؤاد الاقتصاد الأخضر وزیرة البیئة القطاع الخاص تغیر المناخ إلى جانب من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: نسبة وصول المرأة إلى شغل المناصب القيادية «مثالية»

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على الدور الذي تبذله الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين وضع المرأة المصرية، وتعزيز مكانتها، للمشاركة فى عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، مشيرة إلى ترجمة ذلك أيضاً فى تضمين برنامج عمل الحكومة الذي شمل أهدافًا رئيسية واضحة للتمكين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للمرأة.

جاء ذلك خلال استعراض الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اليوم تقريراً حول جهود وإنجازات وحدة المرأة في وزارة البيئة وجهازيها شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات، وهى تعد واحدة من الوحدات، التي أنشأتها وزارة البيئة، لتكافؤ الفرص، ونشر الوعي البيئي بين المرأة، بالإضافة إلى عدد آخر من الأهداف، حيث تعمل الوحدة على محورين أساسيين، هما مراعاة النوع الاجتماعي في منظومة العمل الإداري بجهازي شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات وإدراج المساواة في النوع الاجتماعي كمبدأ رئيسي لضمان تحقيق الاستدامة البيئية في كافة السياسات والخطط البيئية.

ونوهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الى الدور الذي تبذله الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين وضع المرأة المصرية، وتعزيز مكانتها، للمشاركة فى عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، مشيرة إلى ترجمة ذلك أيضاً فى تضمين برنامج عمل الحكومة الذي شمل أهدافًا رئيسية واضحة للتمكين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للمرأة.

وأكدت وزيرة البيئة، على العمل على تشجيع وتنشيط دور القيادات النسائية في وزارة البيئة وجهازيها وإعطاء دور أكبر للمرأة في المهام والأنشطة، كما تم إعداد خطة بناء قدرات سنوية لفرق عمل وحدة المرأة بالفروع الإقليمية وتنفيذها من خلال الوحدة أو بالتعاون مع جهات مانحة مثل برنامج الأمم المتحدة للمرأة واليونيسيف، كما تم تدريب ١٧٩ متدربة من الوزارة بدءاً من مارس 2024 وحتى مارس 2025.

كما قامت وزارة البيئة بتوقيع بروتوكولات تعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني للتعاون في مجال المشاركة الإيجابية للمرأة في العمل البيئي مثل مؤسسة الوفاق للبيئة والتنمية المتكاملة بكفر الشيخ والمؤسسة الخضراء لأصدقاء البيئة والتنمية المستدامة بالعاشر من رمضان.

وتشير الإحصاءات الدورية لنسبة العاملات بالوزارة ونسب المرأة بالوزارة في المناصب القيادية، حيث تبين أخر إحصاء تم فى (فبراير 2025) وصول المرأة إلى نسبة 50.4% من شغل المناصب القيادية وهي نسبة مثالية بالمقارنة بإجمالي نسب المرأة العاملة في الوزارة في جميع المستويات الوظيفية والتى تقدر بحوالي 27% من إجمالي العاملين بالوزارة بجهازيها.

وشاركت وزارة البيئة من خلال وحدة المرأة وبالتعاون مع الإدارة العامة للجمعيات الأهلية والأفرع الإقليمية لجهاز شئون البيئة فى رفع الوعى البيئي وتنظيم برامج تدريبية وأنشطة لكافة فئات وشرائح المجتمع، وذلك في مجال حماية البيئة وقضايا البيئة المختلفة، حيث بلغت ٣٥٧ ندوة، و١٢ ورشة عمل، إضافة إلى تنظيم ٢ مهرجان بيئي، وقد شارك واستفاد منها ما يقارب من 9000 من سيدات ورجال المجتمع المدنى والطلاب والأطفال، كما تم تقديم الدعم لعدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية بعدد من الشتلات الأشجار.

وقد تناولت ورش العمل والندوات موضوعات بيئية مختلفة حول التمكين الاقتصادى للمرأة في المشروعات البيئية، وأهمية الوعي البيئي للأسرة والحفاظ على البيئة من التلوث والحد من استخدام البلاستيك، كما تم تنظيم ندوات علمية عن المحميات الطبيعية في مصر، والتعريف بالتنوع البيولوجي، إضافة إلى كيفية التخلص الآمن من المخلفات المنزلية.

اقرأ أيضاًوزيرة البيئة: أطلقنا أول منصة إلكترونية تحوي ما يزيد على 40 فرصة استثمارية

وزيرة البيئة: الارتباط بين المناخ والتنوع البيولوجي تحدي يواجه التوسع في الطاقة المتجددة

وزيرة البيئة: حريصون على تهيئة المناخ الداعم لتنفيذ مشروعات تحويل المخلفات لطاقة بمصر

مقالات مشابهة

  • أسوشيتدبرس: “كارثة درنة” نموذج صارخ لكوارث تغير المناخ 
  • وزيرة البيئة: نسبة وصول المرأة إلى شغل المناصب القيادية «مثالية»
  • وزيرة البيئة تشارك بمؤتمر إعلان المشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
  • جامعة أسيوط تشارك في الملتقى العربي الطلابي السادس لإعداد القادة بجامعة الشارقة
  • وزيرة البيئة: 40 فرصة استثمارية في مجال البيئة وتطوير 26 حزمة استثمارية لإشراك الشباب
  • وزيرة البيئة: أطلقنا أول منصة إلكترونية تضم 40 فرصة استثمارية
  • "العالم قد تغير".. وزيرة المالية البريطانية تنوي خفض تكاليف إدارة الحكومة بـ15%
  • النقل: نصف مليون مسافر على متن الطائر الأخضر خلال كانون الثاني وشباط الماضيين
  • وزير الاتصالات: التكنولوجيا الحديثة ركيزة لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تغير المناخ
  • وزير الخارجية: التغيير الفعلي لمكافحة تغير المناخ يتطلب دورًا فعالًا للمجتمع