ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "السكان في إسرائيل حالياً يتخوفون من تصعيد محتمل في الشمال. في غضون ذلك، دعت كل من الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وإيرلندا وروسيا وهولندا مواطنيها في لبنان إلى مغادرة البلاد. وتقوم السفارات الغربية في لبنان باستكشاف المنطقة الساحلية لتحديد النقاط المحتملة التي يمكن من خلالها تنفيذ عملية الإخلاء عن طريق البحر.


وقالت وزارة الخارجية الألمانية، في رسالة على موقعها الإلكتروني:"إن المزيد من التصعيد يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تعليق كامل للحركة الجوية من مطار رفيق الحريري، وبالتالي، لن يكون من الممكن مغادرة لبنان جواً بعد ذلك"."
وبحسب الصحيفة، "وصلت السفينة الهجومية البرمائية USS Wasp عبر مضيق جبل طارق إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. إن هذه السفينة لديها القدرة على تنفيذ عمليات إجلاء المدنيين، ولكن السبب وراء وجودها، وفقاً لمسؤول أميركي نقلاً عن مجلة "نيوزويك"، هو "الردع"، بمعني آخر دفع حزب الله وأسياده الإيرانيين إلى التفكير بعناية قبل تصعيد نمط هجماتهم الحالي. وليس من الواضح ما هو الدور الذي ستلعبه إذا تحولت الأعمال العدائية إلى حرب شاملة".
وتابعت الصحيفة، "إن احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل أصبحت الآن ملموسة وحقيقية. ومنذ 8 تشرين الأول، يقوم حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف والذخائر المضادة للدبابات يوميًا ضد التجمعات السكانية الواقعة على الحدود الشمالية لإسرائيل. وردت إسرائيل بتدمير أهداف حزب الله وبنيته التحتية. وفي أغلب الأحيان، يبدو أن كلا الجانبين يسعيان إلى احتواء المواجهة في منطقة ضيقة نسبيًا من الأراضي التي تقسمها الحدود. وفي الوقت الحاضر، هناك هدوء طفيف في حدة الهجمات في أعقاب القصف الكبير الذي شنه حزب الله بعد أن قامت إسرائيل باغتيال طالب عبد الله، أحد كبار قادة حزب الله في الجنوب، في 12 حزيران. وبطبيعة الحال، لم يتم حل أي شيء، والحرب الكلامية تتسع وتشتد".
وأضافت الصحيفة، "من جانبها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الجمعة، في منشور على منصة "إكس"، إنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان "فسوف تندلع حرب إبادة". وأضافت أنه في مثل هذه الحالة فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة ستكون مطروحة على الطاولة". وبطبيعة الحال، فإن "محور المقاومة" الإيراني منخرط بالفعل في كل أنحاء المنطقة لدعم "حماس"، المجموعة التابعة له في غزة. ويواصل أنصار الله - الحوثيون في اليمن حملتهم ضد الملاحة في خليج عدن، الممر المائي للبحر الأحمر".
وبحسب الصحيفة، "انخفض حجم الشحن على طول هذا الطريق التجاري الحيوي بنسبة 90 في المائة منذ بدء الهجمات في تشرين الثاني. وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن إطلاق طائرة من دون طيار على مدينة إيلات في جنوب إسرائيل يوم الأربعاء. ولكن في حين أن إيران قامت جزئياً بحشد مجموعاتها في كل أنحاء المنطقة ضد أهداف إسرائيلية وغربية، فمن الواضح أن طهران لا تسعى في هذه المرحلة إلى مواجهة شاملة مع أعدائها.ويصف قادة حزب الله الحملة التي بدأها بأنها تشكل "جبهة دعم" لحماس ضد إسرائيل في غزة. وقد أوقفت المجموعات الشيعية العراقية في الوقت الحالي إلى حد كبير هجماتها على الأهداف الأميركية في العراق وسوريا، ولا يزال استهدافهم الدوري لإسرائيل في الوقت الحالي ذا طابع رمزي إلى حد كبير".
وتابعت الصحيفة، "ترغب إيران في تجنب وصول الأمور إلى ذروتها مع إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك لأن استراتيجيتها المتمثلة في السيطرة البطيئة على المنطقة سارت على نحو جيد للغاية على مدى السنوات العشرين الماضية، إلى جانب مسيرتها الثابتة نحو اكتساب القدرة النووية، إذاً، لا يمكن أن يُنظر إلى طهران على أنها "خانت" عميلها الأصغر في حماس في غزة. ومن ناحية أخرى، لا يرى قادة إيران أي منطق في التضحية بفرسانهم وقلاعهم من أجل الاحتفاظ ببيدق في المنطقة".
وأضافت الصحيفة، "إن المعضلة التي تواجه القيادة الإسرائيلية والأميركية في الوقت الحاضر هي ما إذا كان ينبغي السماح لطهران بالمشاركة في حملة عدوانية على مستوى المنطقة، والقرار الإسرائيلي في هذا الشأن سيحدد ما إذا كانت الفترة الحالية ستنتهي بتصعيد سريع وعنيف، أو في استمرار نمط الصمود وما يتبعه من انخفاض تدريجي في التوترات. أما المسار الأخير، في مايتعلق بفقدان الردع والتنازل عن المبادرة، فلن يكون بلا تكلفة، وليس أمامنا سوى الانتظار". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی الوقت

إقرأ أيضاً:

رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت

يعيش الآلاف من النازحين من جنوب لبنان في ظروف معيشية صعبة، دون عمل وبعيدا عن منازلهم وقراهم، وفي أماكن تفتقر للخدمات الأساسية، وكأنهم مغتربين في بلدهم، في حين يحلمون باليوم الذي يعودون فيه إلى قراهم، وقلب صفحة الحرب ورائهم، ومعبرين عن رغبتهم بعدم انخراط بلدهم في حرب شاملة ستكون مدمرة لهم ولبلدهم.

وفي شهادات لوكالة "رويترز" الإخبارية، تحدث الكثير من النازحين من جنوب لبنان إلى أماكن مختلفة من الشمال عن وضعهم الصعب وصعوبة الحصول على عمل لإعانة أسرهم، وغياب الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، وكأنهم مغتربين داخل بلدهم.
وقال محمود رسلان، من قرية العدايسة، الواقعة على الشريط الحدودي على مسافة صفر من شمال دولة الاحتلال، "لم يعد هناك أي محلات أو شيء يمكن الإعاشة منه، خرجت أنا وعائلتي ونزحنا بحثا عن مكان جديد آمن، وأحاول عمل أي شيء لكسب قوت يومي والنجاة بأسرتي".
وأردف الذي يقطن داخل أحد الفنادق الذي تحول إلى مركز لجوء، "أحاول أن أعيش أنا وأسرتي، مجرد الخروج من المنزل هذه غصة كبيرة في القلب"، متابع، "أحن لضيعتي (قريتي) أحن لترابها ولرائحتها".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية جزء كبير من القرى الحدودية، على رأسها قرى العدايسة وكفر كلا وعيت الشعب، قد تحولت إلى أنقاض بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية، وتقدم لمحة عن حجم الأضرار في أحد معاقل حزب الله الرئيسية في جنوب لبنان.
ورغم أن القتال الحالي بين إسرائيل والحركة الإسلامية الشيعية المدعومة من إيران، لم يتحول إلى حرب شاملة رغم التصعيد الكبير خلال الفترة الأخيرة، فإنه يمثل أسوأ مواجهة تحدث بين الطرفين منذ 18 عاما، مع وقوع أضرار واسعة النطاق في المباني والأراضي الزراعية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ويتبادل حزب الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد، إذ يطلق الحزب صواريخه باتجاه شمال إسرائيل، بينما ترد إسرائيل بالضربات الجوية والمدفعية، الأمر الذي تسبب في إخلاء جنوب لبنان تقريبا وهروب ما يقرب من مائة ألف، حسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، تاركين أعمالهم وأرضهم الزراعية ومنازلهم، خوفا على حياتهم.
ومنذ اندلاع الحرب، لقى 350 مقاتل من حزب الله مصرعهم، بينهم العديد من القيادات التي استهدفتهم إسرائيل.
وتهدد إسرائيل بأنها سوف تدمر لبنان وتعيدها إلى العصور الوسطى، مثل التدمير الواسع الذي ارتكبته في قطاع غزة، إذا تحول التصعيد الحالي إلى حرب شاملة.
ويشتكي النازحون اللبنانيون بعدم وجود أي مساعدات مقدمة من الدولة لهم للإعاشة في هذه الظروف الصعبة، إذ يتركون لمصيرهم وضحية لهذه التوترات.
وردا على هذه التصعيد، يطالب الكثير من اللبنانيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حزب الله بعدم التصعيد والدخول في حرب قد تكون مكلفة بشكل كبير للبنان، التي تأن تحت أزمة اقتصادية خانقة، تجعلها غير قادرة على توفير الخدمات للمواطنين، لا سيما الخدمات الصحية والكهرباء والمياه. وبحسب الوكالة، فإن العديد من المواطنين سبق وأن تداولوا هشتاغ "لبنان لا تريد الحرب" في العديد من المرات لمنع انجرار بلادهم إليها.
تقول سيدة أخرى نازحة من قرية العدايسة،"هربنا من الضيعة (القرية)، بعد 3 أيام من اندلاع التصعيد، وذهبنا إلى بيروت، لأن بيتنا مواجه للجانب الإسرائيلي، وخشيت أنا وأولادي على حياتنا، لذا نزحنا جميعا، برفقة أمي وأختي".
وتابعت، "نفتقد للأمان والاستقرار ولراحة البال، نفتقد للعمل".
وتقيم هذه السيدة مع أولادها في غرفة بفندق مونتانا، الذي تحول إلى مركز لجوء، موضحة، "في عيد الأضحى، جلسنا في الغرفة أنا وأبنائي نبكي وحدنا".
توضح الوكالة أنه على عكس إسرائيل التي تمول إقامة في الفنادق للنازحين من الجنوب وتوفر لهم سكن مؤقت، إلا أن العائلات في لبنان لا يتلقون أي دعم تقريبا من الدولة، ويعيشون بحثا عن عمل وعن إعاشة سواء من المساعدات أو أي عمل مؤقت يجلب لهم بعض الليرات.
توضح الوكالة أن حتى الفنادق التي تفتقد للسياح في الوقت الحالي باتت ملاجئ للمواطنين، فندق مونتانا استقبل أكثر من 152 عائلة، كما تحول فندق الصنوبر إلى مركز إيواء للنازحين في منطقة العرقوب، وحاليا يضم 40 عائلة، وجميع غرفه ممتلئة باللاجئين وليس السياح.
هذا ما يحدث للطفل باسم علي، صاحب الثانية عشر من عمره، الذي افترش الشارع بالكرتون لبيع بعض المواد الغذائية للإنفاق على والديه، يوضح باسم، "منذ 5 ديسمبر، وتهجرنا من منازلنا بسبب العدو الصهيوني، كان هناك قصف بالقرب من منازلنا، وفي منزلنا، لذلك نزحنا وجئنا إلى صيدا".
يضيف الطفل، "عملت هذه الفرشة من الكرتون لبيع بعض المنتجات كي أساعد والدي وأهلي بالمصروف اليومي".
يوضح الطفل أنه لم يعد يدرس، بعد ترك مدرسته في قريته، وعدم التمكن من التسجيل في مدرسة جديدة.
وقال الشهود إن الأضرار التي وقعت بالكثير من القرى في الجنوب تماثل الأضرار التي حدثت في عام 2006، في الوقت الذي أثار فيه التصعيد مخاوف متزايدة من حرب شاملة أخرى بين الخصوم المدججين بالسلاح.
حتى وأن تمكن هذا الطفل من إيجاد هذا العمل ذو الدخل الضئيل، إلا أن جاره النازح إلى مدينة صيدا لم يجد نفس المصير.
يقول نازح من قرية العدايسة، "حينما بدأ القصف وأنا في المنزل، شعر أولادي وزوجتي بالخوف الشديد، وقررنا الهرب إلى مدينة صور، وبقينا هناك حتى نفذت أموالي، ولم يعد لدي أي مدخرات لإنفاقها، ولا يوجد عمل لي هنا".
وتابع، "أعيش في طابق لا يوجد به كهرباء، وكأني في العصور الوسطى"، مستطردا، "خلال العيد، كنا متعودين لتبادل التهانئ بيننا، لكن بالنسبة لي فعيد الأضحى الأخير لم يكن عيد، لا استطيع الاحتفال وأنا بعيد عن منزلي وقريتي، وأشعر وأني مغترب في بلدي".
وبين، "الحرب أثرت علي كثيرا، لقد تدمر جزء من منزلي وسقط السقف"، متابعا، "لا نريد التصعيد، ولا نريد أن تندلع حرب شاملة، حينها لن يكون الخسائر مادية فقط، ولكن بشرية وباهظة".
ورغم اختلاف التجارب والصعوبات التي يواجهها النازحون، إلا أن أمنية ودعوة واحدة تجمعهم: رؤية هذه الحرب تنتهي والتمكن من العودة إلى منازلهم وقراهم حتى وأن كانت مهدمة. 
يختتم محمود رسلان بالقول، "أمنيتي العودة لقريتي وتنتهي هذه الحرب وهذه الغمة، ونعود إلى حياتنا الريفية".

مقالات مشابهة

  • لإجراء محادثات بشأن لبنان.. هوكستين في باريس
  • ماكرون يحذّر نتنياهو: لمنع اشتعال الوضع بين إسرائيل وحزب الله
  • المبعوث الأميركي في باريس لمحادثات جديدة حول لبنان  
  • لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية
  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • تقرير لـNational Interest: الحرب بين حزب الله وإسرائيل من شأنها أن تلتهم الشرق الأوسط
  • خبير استراتيجي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل مسألة وقت.. والمنطقة مقبلة على خراب
  • نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي
  • يديعوت: حرب لبنان لا أحد يريدها.. رسالة حازمة من واشنطن