انطلاق مباحثات الدوحة حول أفغانستان بمشاركة أولى لحكومة طالبان
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأحد الجولة الثالثة من المحادثات بمشاركة مسؤولين أمميين ومبعوثين خاصين إلى أفغانستان، وبين ممثلين لحكومة حركة طالبان يشاركون للمرة الأولى في هذه الجولة من المحادثات.
ووفقا للأمم المتحدة تهدف المحادثات إلى "زيادة المشاركة الدولية مع أفغانستان بطريقة أكثر متانة وتنسيقا وتنظيما".
وقال المتحدث الأممي إنهم التقوا وفد طالبان وإن "المناقشات التحضيرية بدأت في شكل منفصل مع الأمم المتحدة ومع المبعوثين الخاصين الحاضرين وممثلي طالبان".
وجدد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي في الجلسة الافتتاحية للمحادثات التزام دولة قطر الثابت تجاه الشعب الأفغاني، ودعمها للجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في أفغانستان" مشيرا إلى أن هذه الجهود المستمرة تشكّل تأكيدا على مشاركة قطر الفعالة في القضية الأفغانية.
وأشار الخليفي إلى أن هذا الاجتماع يستند إلى نتائج الاجتماعين السابقين وزخمهما ويعزز على وجه الخصوص الالتزام الجماعي بالعمل المباشر مع حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان وإيجاد أرضية مشتركة وتوحيد الجهود لدعم الشعب الأفغاني من خلال التخفيف من معاناته والتصدي لمختلف التحديات التي يواجهها والاستثمار في هذه الفرص المستقبلية.
ومن المفترض أن يجتمع مسؤولون أمميون وأكثر من 20 مبعوثا، من بينهم الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان، مع وفد حكومة طالبان برئاسة المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد.
ذبيح الله مجاهد يمثل حكومة طالبان في المحادثات (الجزيرة) تصريحات استباقيةوقال مجاهد في مؤتمر صحفي في كابل عشية المحادثات إن سلطات طالبان "تعترف بالقضايا المتعلقة بالمرأة"، مؤكدا أن "هذه القضايا هي قضايا أفغانستان ونعمل على إيجاد طريق منطقي نحو الحلول داخل أفغانستان حتى لا تقع بلادنا في الصراع والخلاف مرة أخرى".
وأضاف مجاهد عبر حسابه على موقع "إكس" أن وفد حكومة طالبان عقد اجتماعات في الدوحة مع مبعوثين خاصين من روسيا والهند وأوزبكستان.
كما أشار إلى أن الوفد "التقى ممثلا للسعودية وأجرى محادثات بناءة، لافتا إلى أن الرياض تريد إعادة فتح سفارتها في كابل في أقرب وقت".
وقبل انعقاد اجتماع الأمم المتحدة، أكد المسؤول في وزارة الخارجية في حكومة طالبان ذاكر جلالي أن أي اجتماعات تعقد بعد الأول من يوليو/تموز "لا علاقة لها" بجدول الأعمال الرسمي.
وسرت شكوك حول حضور حكومة طالبان جولة المحادثات الثالثة اليوم بعد عدم إشراكها في الجولة الأولى من التي أطلقها الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش في مايو/أيار من العام الماضي، ثم رفض حكومة طالبان دعوة إلى حضور الجولة الثانية في فبراير/ شباط الماضي.
وكانت سلطات طالبان استُبعدت من الجولة الأولى، ثم رفضت المشاركة في الثانية "إلّا إذا كان أعضاؤها الممثلين الوحيدين للبلاد". وتم استيفاء هذا الشرط في هذه الجولة.
موقف طالبان من التعليم يتصدر الانتقادات الغربية لحكومة طالبان (الأوروبية) انتقاداتوستتاح الفرصة أمام وفود الأمم المتحدة والوفود الدولية للقاء ممثلي المجتمع المدني، بمن فيهم جماعات حقوق المرأة، بعد اختتام الاجتماعات الرئيسية.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان استبعاد النساء الأفغانيات من الاجتماعات الرئيسية وعدم إدراج قضايا حقوق الإنسان في جدول الأعمال.
وقالت رئيسة منظمة العفو الدولية أنييس كالامار في بيان قبل المحادثات إن "الرضوخ لشروط طالبان لضمان مشاركتها في المحادثات من شأنه أن يخاطر بإضفاء شرعية على نظام القمع المؤسسي القائم على أساس الجنس".
وفي هذا السياق، قال حميد حكيمي الخبير في الشؤون الأفغانية لوكالة فرانس برس إن هناك قلقا "حقيقيا" في المجتمع الدولي حيال حقوق المرأة ودور المجتمع المدني في البلاد.
لكنه أوضح أن صناع السياسة الدوليين، "بينما يتقبلون أن طالبان ليست لاعبا مثاليا في اللعبة، فإنهم يدركون أيضا وجود هذه الفجوة التي لم يملأها الأفغان أنفسهم".
وأضاف "هناك وضع إنساني يتطلب التمويل، ومن ناحية أخرى لا يمكن التخفيف من المعاناة الإنسانية من دون مشاركة سياسية".
وفي السنوات الأخيرة، قطعت حكومات ومنظمات دولية ووكالات إنسانية عدة تمويلها لأفغانستان أو قلصته إلى حد بعيد ردا على عودة طالبان إلى السلطة، في أغسطس/آب2021، ما أدى إلى ضربة خطيرة للاقتصاد المتعثر أصلا.
أطفال أفغانستان.. جيل جديد يحلم بدولة مستقرة (الأوروبية) 3 سنوات من العزلةومنذ عودتها إلى السلطة لم تعترف أي دولة رسميا بسلطات طالبان. حتى نيكاراغوا التي عينت سفيرا لها لدى كابل قبل أسبوع لم تأت على ذكر الاعتراف بحكومة طالبان.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي عينت الصين سفيرا لها في أفغانستان، وأعلنت وزارة الخارجية الصينية حينئذ أن سفيرها قدّم أوراق اعتماده في حفل أقيم في العاصمة الأفغانية، معتبرة ذلك "تناوبا طبيعيا يستهدف مواصلة دفع الحوار والتعاون بين البلدين".
وقالت الخارجية الصينية لدى اتخاذ تلك الخطوة "بصفتنا دولة صديقة جارة تقليديا لأفغانستان، حافظت الصين دائما على علاقات دبلوماسية وتبادل وتعاون في عدة مجالات مع أفغانستان".
ولم تعترف أي حكومة أجنبية رسميا بحركة طالبان، ولم تقل بكين ما إذا كان تعيين سفيرها يشير إلى أي خطوات أوسع نحو الاعتراف الرسمي بطالبان.
ومنذ ذلك الحين أرسلت دول وهيئات أخرى، مثل باكستان والاتحاد الأوروبي، دبلوماسيين كبارا لقيادة البعثات الدبلوماسية باستخدام لقب "القائم بالأعمال"، مما لا يتطلب تقديم أوراق اعتماد سفير إلى الدولة المضيفة.
يذكر أن حركة طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية يوم 15 أغسطس/آب2021 بعد الانسحاب الأميركي وتفكك قوات الأمن الأفغانية، التي تم تشكيلها بدعم غربي على مدى سنوات، وفرار الرئيس أشرف غني المدعوم من الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی أفغانستان حکومة طالبان إلى أن
إقرأ أيضاً:
بمشاركة مصرية.. انطلاق الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد اليوم “بيت الفلسفة” بالفجيرة، انطلاق أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة، المقام تحت شعار “النقد الفلسفي” وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة.
افتتح المؤتمر سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقى ولى عهد الفجيرة، الذى أكد على أهمية النقد ومكانته فى تاريخ الثقافة العربية والأدب والفلسفة والفكر، وأشار إلى دوره فى التعبير عن حرية العقل الموضوعية، وفهم الآخر، وتطوير الوعى الإنسانى والمجتمعى عبر التفكير الناقد والحوار والتحليل.
وتابع :"أن حكومة الفجيرة تولى اهتماما خاصا لتعزيز دور الفكر والثقافة فى المجتمع، وذلك ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقى، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، التى تهدف إلى بناء مجتمع معرفى يقوم على تمكين الإنسان، وخلق أجيال واعية بأهمية المعرفة والفكر، تسهم فى نهضة الوطن وتدعم تنافسيته العالمية على كافة المستويات".
ونوه “الشرقى” إلى ضرورة الاهتمام بتعزيز التواصل الفكرى والثقافى بين مختلف الأطياف الفكرية من حول العالم، وتبادل التجارب والمعارف والأفكار فى المواضيع التى تخدم تطور الفكر الإنسانى، وتمنح الفرص لإثراء النقاش حول مختلف القضايا الفلسفية الملحة وعلى رأسها النقد الفلسفى، كما أشاد بالموضوعات التى ستتم مناقشتها خلال أيام المؤتمر.
تضمن الافتتاح كلمة ترحيبية ألقاها الدكتورأحمد البرقاوي، عميد بيت الفلسفة، ثم فيلما قصيرا سلط الضوء على تاريخ تطور الفكر النقدي الفلسفي عبر العصور، تلى ذلك كلمة البروفيسور بوروشوتاما بيليموريا، عضو هيئة التدريس في جامعة سان فرانسيسكو وزميل جامعة ملبورن تحدث فيها عن أهمية النقد الفلسفي من وجة نظر مختلف الثقافات.
تضمن اليوم 4 جلسات شارك فيها مجموعة من كبار الفلاسفة من مختلف أنحاء العالم، ومنهم الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة الاسبق ومجموعة من ستاءة الفلسفة.
حيث تحدث في الجلسة الأولى الدكتور أحمد البرقاوى عن “ماهية النقد الفلسفى، وتحدث المفكر الدكتورعبد الله الغذامي عن “النقد الثقافي”، وترأس تلك الجلسة الدكتور سليمان الهتلان.
بينما أدار الجلسة الثانية الدكتور حسن حماد، وتحدث فيها الدكتور فتحى التريكى عن “النقد فى الفلسفة الشريدة”، وطرح الدكتور محمد محجوب في ورقته “ماذا يمكننى أن أنقد”، وقدم الدكتور أحمد ماضى قراءة نقدية عن “الفسلفة العربية المعاصرة.
وفى نفس السياق، تناولت الجلسة الثالثة والتى قدمت باللغة الإنجليزية عدة موضوعات، أبرزها: “الإبستيمولوجيا ونقد المعرفة العلمية” الذي طرحه د. مشهد العلاف، بينما ناقشت د. ستلا فيلارميا موضوعا عن “فلسفة الولادة”، كما شاركت د. كريستينا بوساكوفا بمداخلة بعنوان “الخطاب النقدى لهاريس - نقد النقد”، وأدار تلك الجلسة د. فيليب دورستيويتز.
واختتمت جلسات اليوم بجلسة أدارها د. أنور مغيث، وناقش فيها د. على الحسن "نقد البنيوية للتاريخانية"، وتحدث أيضا د. على الكعبي عن "تعليم الوعى النقدى".
وعلى صعيد آخر تم توقيع كتابي “تجليات الفلسفة الكانطية في فكر نيتشه” لـ د. باسل الزين، و”الفلسفة كما تتصورها اليونسكو” لـ د. المهدى المستقيم.