أكاديمي فرنسي يشرح حملة التضليل الإسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
قال خبير فرنسي في شؤون الشرق الأوسط إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قامت بتمويل حملة تشهير مناهضة للفلسطينيين تستهدف اليهود والأميركيين الأفارقة والتقدميين في الولايات المتحدة.
وأكد أن استمرار حرب غزة وتفاقمها يبرز يوما بعد يوم التشابه بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حيث ازدراؤهما لخصومهما ووصمهما لهم بأشد العبارات انحطاطا.
وأوضح الأستاذ في العلوم السياسية جان بيير فيليو -في زاويته بصحيفة لوموند- أن نتنياهو وبوتين يعيدان كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية من أجل تشبيه أعدائهما "بالنازيين" الذين يجب القضاء عليهم دون رحمة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أنهما لا يحترمان القانون الإنساني للنزاعات فيما يتعلق بحماية المدنيين، مما يجعلهما عرضة للملاحقة القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
بوتين (يمين) في لقاء سابق مع نتنياهو (رويترز) "باليوود" وأكاذيب أخرىبيد أن وعي الغربيين بحجم وتهديد حملات التضليل الروسية أكثر من وعيهم بالمخاطر التي تمثلها عمليات التضليل الإسرائيلية، وفقا لفيليو.
ولفت الخبير الفرنسي إلى أن غاليت ديستل اتباريان التي توصف بأنها "وزيرة الدعاية" الإسرائيلية دعت، بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، إلى "محو غزة بأكملها من على وجه الأرض"، وطرد "الوحوش" التي تسكنها، وقتل من يرفضون مغادرتها دون تردد.
وإثر تجاوزات اتباريان تم إلغاء وزارتها، لتفسح المجال للعمليات الدعائية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر.
والسبب في ذلك، وفقا لفيليو، هو أن الحظر المفروض على دخول الصحافة الدولية إلى قطاع غزة يسهل حملات التشهير ضد المصادر الفلسطينية، والاعتراض على المعلومات بشأن الخسائر البشرية الفظيعة الناجمة عن الضربات الإسرائيلية.
وبالتالي، فإن مؤسسة "باليوود" الأسطورية، (وهي تركيب مزجي مثير للجدل بين بالستاين (فلسطين) وهوليود)، متهمة باختلاق مراسم دفن ضحايا التفجيرات في غلاف غزة، بل حتى بتوفير أطفال بلاستيكيين لنساء مأجورات للبكاء على أطفال لم ينجبنهن، في تشابه مذهل مع الأكاذيب التي نشرها الكرملين في مارس/آذار 2022، في أعقاب غارة على مستشفى للولادة في ميناء ماريوبول الأوكراني.
ووصلت هذه الحملة الإسرائيلية ذروتها عندما صدق الرئيس الأميركي جو بايدن أسطورة قطع رؤوس 40 طفلا على يد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كيبوتس كفر عزة، علما أن أصغر ضحية قتل في تلك المنطقة كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وفقا للكاتب.
ولكن الصور الرهيبة للدمار في غزة، والمستشفيات المقصوفة، والأطفال المشوهين، وضحايا المجاعة، أقنعت الحكومة الإسرائيلية، بمواصلة "دبلوماسيتها العامة" المتشددة، وبإطلاق حملة غير رسمية، عهد بها إلى وزير الشتات عميحاي شيكلي الذي كان يعتبر السلطة الفلسطينية "كيانا نازيا جديدا"، قبل هجمات حماس على جنوب إسرائيل، وفقا لفيليو.
دعاية تتكيف مع كل جمهوروكشفت صحيفة هآرتس اليومية والمنظمة الإسرائيلية غير الحكومية "مراسل وهمي" (Fake Reporter) عن تفاصيل حملة التضليل هذه في الولايات المتحدة وكندا، حيث بدأت بإطلاق 3 مواقع "حقيقية مزيفة" تمزج بين الأخبار المؤكدة والأخبار المزيفة المقنعة.
واستهدف كل موقع من هذه المواقع جمهورا مختلفا، مع تكييف الرسائل وفقا لما يدين "محور الشر" إيران وحماس، أو ما يشيد بالروابط بين إسرائيل والمجتمع الأميركي من أصل أفريقي.
هآرتس: حملة التضليل هذه في الولايات المتحدة وكندا بدأت بإطلاق 3 مواقع "حقيقية مزيفة" تمزج بين الأخبار المؤكدة والأخبار المزيفة المقنعة.
وتوسعت الحملة في الربيع الماضي مع إطلاق مواقع جديدة، مثل "السامري الصالح" بخريطته التفاعلية للجامعات الأميركية التي تعتبر "آمنة" إلى حد ما لليهود، ومثل "مواطنون متحدون من أجل كندا" بخطابه الصريح المعادي للإسلام، والهادف إلى إبطال شرعية الدولة الفلسطينية.
وفي 29 مايو/أيار، حظرت شركة ميتا شركة ستويك الإسرائيلية من منصاتها، وحذفت المئات من حسابات فيسبوك المرتبطة بحملة التأثير هذه، قبل أن تؤكد صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الشتات الإسرائيلية هي التي قامت بتمويل هذه الحملة بما يصل إلى مليوني دولار.
ويعتبر مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، الأمر خطيرا بما يكفي للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق، ولكن الحكومة الإسرائيلية تنفي ذلك بكل بساطة دون أدنى تعليق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
صحفي فرنسي للجزيرة نت: سأرسل رصاصة لإسرائيل
باريس- في لفتة رمزية، كشف الصحفي الفرنسي المخضرم جاك ماري بورجيه -في مقابلة مع الجزيرة نت- عن قراره إرسال الرصاصة -التي حاول جيش الاحتلال اغتياله بها في رام الله قبل 24 عاما- إلى إسرائيل، تأكيدا على تبعية الرصاصة لها وارتكابها جريمة حرب بمحاولة اغتيال صحفي.
وحول تداعيات محاولة اغتياله في رام الله، قال بورجيه "فور وصولي إلى فرنسا، رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل. وبعد 3 سنوات، اتهمت إسرائيل الفلسطينيين بأنهم هم من نفذوا العملية وأشارت إلى وجود تحقيق سري للجيش لكن الملف ضاع في النهاية، وهذا يعني أنهم كانوا يسخرون مني".
وأضاف "بعد 18 عاما قضيتها بين محكمة الاستئناف والنقض، انتصرت وكُتب بالخط العريض أنني ضحية محاولة اغتيال متعمدة من جانب إسرائيل" مؤكدا سعادته بهذه النتيجة، إلا أنه انتقد المنظمات المعنية بالدفاع عن الصحفيين والإعلام الفرنسي الذي لم يتحدث عن هذه القضية.
وقال "كنت وحدي بكل ما تحمل الكلمة من معنى" حتى أن منظمة "مراسلون بلا حدود" لم تدعمه "وهو تصرف لا يفاجئني خاصة عندما رأيت أنها لم تجرؤ على إحصاء الصحفيين الذين قتلوا في غزة في تقييمها السنوي لعام 2023. كما أنها حصلت على جائزة قدرها 500 ألف دولار من إسرائيل، لذا لم يعد هناك أي داعٍ للحديث عن استقلالية الإعلام في الوقت الحالي".
صور الرصاصة الإسرائيلية التي كادت تقتل الصحفي الفرنسي بورجيه (الجزيرة) إرسال الرصاصةوحول قراره إرسال الرصاصة -التي اخترقت جسده واستقرت خلف لوح الكتف- إلى إسرائيل، بعد أكثر من عقدين على محاولة الاغتيال، أوضح بورجيه أنه بفضل التحليل الذي خضعت له الرصاصة، تمكن من التأكد أنها رصاصة من عيار 5.56 والبندقية من طراز "إم 16" إسرائيلية الصنع.
وقال إنه لا تزال الرصاصة محفوظة في سجل العدالة الفرنسي "ولدي عدة صور لها، لكنني قررت إرسالها إلى الإسرائيليين لأنها ملكهم، وأريد أن أعيد إليهم جزءا من معداتهم التي حاولوا تصفيتي من خلالها ووقفت عند سنتيمترات قليلة من منطقة القلب".
وتابع "أعتبر ما سأقوم به لفتة رمزية قد لا تغير الكثير لكنها تعبير عن الاستنكار والرفض الشديد لما يتم اقترافه بحق الصحفيين، ولأن كل ادعاءاتهم بأن هذا الصحفي أو ذاك عضو في حركة حماس أو حزب الله أو مجرم وناشط سياسي هي اتهامات كاذبة ولا أساس لها".
وأوضح أنه ينوي إرسال هذه الرصاصة في طرد إلى السفارة الإسرائيلية في باريس، وفي حال لم يتمكن من الحصول عليها من السجل الفرنسي فإنه سيقوم بإرسال طرد فارغ أو رأس حربي لرصاصة ما.
التذكار الذي أرسله الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عندما كان الصحفي بورجيه بالمستشفى في باريس (الجزيرة) العلاقة مع عرفاتوأكد الصحفي الفرنسي أن صداقة قديمة كانت تجمعه بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأن الأخير كان على وفاق مع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك الذي طمأنه وأكد له أنه سيتم الاعتناء به كما يجب.
وبعد وصوله إلى باريس وتلقيه العلاج، حصل بورجيه على وسام جوقة الشرف لأن شيراك اعتبره بطلا، وأوضح الصحفي الفرنسي "عندما كنت في الغيبوبة، أخبرني أصدقائي أن الرئيس الراحل عرفات أرسل لي زهورا وتذكارا صغيرا للمسجد الأقصى في القدس".
ولفت إلى أن "من بين الأمور التي أتذكرها مع الرئيس الفلسطيني الراحل، عندما كنت في رحلة على متن الطائرة معه وأراني قلادة معلقة على عنقه لصليب لورين، وأخبرني آنذاك أن الجنرال شارل ديغول أعطاه القلادة. لقد كان يتميز بالجانب الديني لأنه كان مسلما لكنه منفتح على كل الديانات والثقافات وقومي إلى أبعد الحدود".
وأشار إلى أنه اعتاد على إجراء المقابلات مع عرفات منذ أن التقى به للمرة الأولى في بيروت عام 1972، مضيفا "منذ ذلك الوقت، توطدت علاقتي به لدرجة أنه كان يسألني دائما عن أحوال عائلتي وأطفالي حتى خلال الحرب".
وفي جوابه على سؤال حول محاولة إسرائيل طمس الحقائق من خلال منع الصحفيين من دخول غزة لتغطية ما يحدث، أعرب عن إعجابه كثيرا بشجاعة فريق شبكة الجزيرة الذين أصروا على البقاء ومواصلة التغطية مرتدين خوذاتهم البسيطة فقط، ويحضرون جنازات أقاربهم أو زملائهم ثم يواصلون العمل.
وأضاف "أعتبرهم أبطالا حقيقيين ويستحقون جائزة نوبل عن جدارة. وقد كان مشهد حظر مكتب الجزيرة في الضفة الغربية فظيعا، وإن وصول الجنود البرابرة بالسلاح لأمر مخز بالفعل".