عندما جاءت الإنقاذ ، كانت مدركة للأزمات داخل مؤسسة الجيش السوداني، أزمة اعترف بها الصادق المهدي في خطابه المشهور للرئيس البشير، وصف المهدي تلك الأزمات بأنها ناجمة عن غياب عقيدة قتالية وروح معنوية وسط الجنود والضباط، لم تهمل الإنقاذ ذلك الخطاب ولم تتجاهله، فهي كانت موجودة ضمن الجيش بعناصرها وضباطها وواعية بالحالة المزرية التي كانت تعاني منها المؤسسة.

كان تقييم القيادة وقتها أن الدولة تعاني من ضعف في القيادة الذي سببه الصادق نفسه وفي عناصر الجيش وفي غياب الباعث القيمي والمحرك العقائدي لهم ..

لم تقم الإنقاذ وقتها بحل الجيش وببناء جيش جديد ،ولكنها خلقت كياناً موازياً يساند الجيش ويدعمه، مع تكوين آلية خاصة داخل الجيش لاستيعاب ضباط محملين بعقيدة وتوجه محافظ قادر على خلق توازن داخل الجيش ، ساعدت تلك الآلية أو بما كان يعرف ب ” الإدخال ” في استعادة الروح المعنوية للجنود وخلق صبغة عقائدية على المؤسسة التي كانت تحتاج لذلك على الأقل من أجل استعادة الروح التي فقدتها في فترة الأحزاب..

علمت الإنقاذ أن مؤسسة الجيش عانت من علل كبيرة تحتاج لسنين طويلة من أجل إصلاحها بالكامل ولن تسعف حالة الحرب في العمل على معالجتها وإصلاحها ، ساعدت الكيانات الموازية التي أنشأتها الإنقاذ في معالجة الاختراقات التي كان يعاني منها السودان،

واستطاعت من خلالها تحقيق انتصارات كبيرة في الميادين العسكرية والأمنية، فساهم الدفاع الشعبي والأمن الشعبي والخدمة الوطنية والمكاتب الخاصة داخل المؤسسات المدنية في تحقيق انتصارات عسكرية بإشراف مؤسسة الجيش نفسها، التي لم يترك أمر الإشراف لضباط عاديين، بل لنفس الضباط الذين تم استيعابهم من قبل آلية الإدخال ، استمر هذا العمل إلى أن تم حل الآلية وجاءت مرحلة السلام الشامل وسقوط البشير .
يتبع
حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التی کان

إقرأ أيضاً:

ياور: من غير المبرر استمرار تواجد الجيش التركي داخل العراق بعد الإتفاق التركي وحزب الـpkk

آخر تحديث: 2 مارس 2025 - 11:45 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، جبار ياور، الاحد، أن قرار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، بنزع سلاح حزبه ووقف القتال مع الجيش التركي سيكون له تأثير أمني إيجابي على تركيا ودول الجوار، بما فيها العراق وإيران وسوريا.وقال ياور، في تصريح صحفي، إن “قرار أوجلان لم يكن مفاجئًا، بل جاء نتيجة مفاوضات جرت معه داخل السجن، بالإضافة إلى محادثات مع قيادات الحزب استمرت لأكثر من عام”.وأضاف أن “قرار نزع السلاح ووقف إطلاق النار بين حزب العمال والجيش التركي لا يخدم تركيا وحدها، بل ينعكس إيجابًا على دول الجوار والمنطقة بأكملها، نظرًا للوجود الفاعل لقوات الحزب في هذه الدول”.وأوضح أن “العمليات العسكرية بين الجيش التركي وحزب العمال تجري داخل الأراضي العراقية على امتداد 200 كيلومتر وبعمق يتجاوز 40 كيلومترًا”.وأشار ياور إلى أن “اكتمال الاتفاق بين الحكومة التركية وحزب العمال سيجعل من غير المبرر استمرار تواجد الجيش التركي داخل الأراضي العراقية، كما أن مقاتلي حزب العمال لن يكون لهم أي مكان هناك، مما سيمهّد الطريق لتسهيل عودة الأكراد العراقيين إلى قراهم التي هُجِّروا منها بسبب النزاع المسلح بين الجيش التركي وحزب العمال”.وشدد على أنه بعد هذا القرار “لن يكون هناك أي مبرر لوجود الجيش التركي داخل الأراضي العراقية، كما لن يكون هناك أي مبرر لبقاء عناصر حزب العمال الكردستاني”.يُذكر أن حزب العمال الكردستاني أعلن، امس السبت، وقفًا لإطلاق النار استجابةً لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، وذلك بعد أكثر من 40 عامًا من القتال ضد الدولة التركية.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: الحكومة الموازية في السودان اعتراف بمخطط التقسيم.. ومصر ترفض ذلك
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام
  • سياسة العصا لمن عصا هل ينجو منها السودان؟
  • ياور: من غير المبرر استمرار تواجد الجيش التركي داخل العراق بعد الإتفاق التركي وحزب الـpkk
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • مجمع الفقه الاسلامي يحدد قيمة الفدية داخل وخارج السودان
  • مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الدولة
  • لبنان يضبط 2.5 مليون دولار كانت في طريقها لحزب الله
  • إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة وفق هذه الآلية