هذا ما يعنيه فوز اليمين المتطرف في فرنسا.. دولة مشلولة أم حكومة تعايش؟
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
تظهر الأرقام الواردة من فرنسا رسميا، أن حزب الجبهة الوطنية أو "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وحلفاءه حصلوا على قرابة ثلث الأصوات في الانتخابات التشريعية حتى الآن، فيما حلف تحالف الجبهة الشعبية ثانيا بـ 28% من الأصوات، وتحالف الوسط الذي ينتمي له ماكرون ثالثا بنسبة 20% من الأصوات.
أين المشكلة في ذلك؟
◾تكمن المشكلة في أن الرئاسة ستكون بيد تحالف الوسط الذي يتزعمه ماكرون، فيما ستؤول الحكومة ربما إلى تحالف يميني متطرف مناكف للاتحاد الأوروبي، ومناهض للهجرة، وينظر إلى المسلمين في فرنسا بعين الريبة.
◾وربما تدخل الدولة في معضلة الشلل أو التعطيل، لكن إذا غلبت الأطراف صوت العقل، فستدخل الدولة الفرنسية في حالة "تعايش" لمرة رابعة في تاريخها.
ماذا يعني "التعايش"؟
يعني "التعايش" في فرنسا أن يتقاسم الرئيس ورئيس الوزراء - إذا ما تم تسميته من التحالف الفائز في البرلمان - السلطة التنفيذية، وتحدد الحكومة الخطوط العريضة للسياسة في البلاد، وليس الرئيس، ما يمنح الحزب الفائز مجالا واسعا في السياسة الداخلية، وموطئ قدم في السياسة الخارجية والأمنية جنبا إلى جنب مع الرئيس.
لكن "التعايش" لا يمنع الرئيس من عرقلة مشاريع وقرارات الحكومة، ما يعني تأخيرها، وربما الالتفاف عليها، أو إحباطها عن طريق تحويلها إلى المجلس الدستوري لفحص دستوريتها.
ويمكن للرئيس الفرنسي ضرب "التعايش" بالمادة 16 من الدستور الفرنسي، التي تمنح الرئيس صلاحيات استثنائية في الأزمات لضمان استمرارية الدولة دون طلب موافقة البرلمان عليها، لكن الخبراء يقولون إنه من المستبعد أن يفعلها ماكرون.
أمثلة سابقة
◾في عام 1986 عين الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتان الذي خسر حزبه الانتخابات البرلماني، جاك شيراك (يميني وسطي) رئيسا للوزراء.
◾وفي عام 1993 عين الرئيس نفسه، إدوار بالادور رئيسا للوزراء، وهو ينتمي لنفس حزب شيراك (الاتحاد من أجل حركة شعبية).
◾وعندما وصل جاك شيراك إلى الرئاسة اضطر إلى الدخول بدوره في حكومة "تعايش" من عام 1997 إلى عام 2002 ، برئاسة الاشتراكي ليونيل جوسبان.
هل يمكن أن يتجاهل ماكرون الفائزين؟
نعم يمكنه ذلك، إذا لا يوجد في دستور "الجمهورية الخامسة" لعام 1958 ما يجبر الرئيس على تسمية رئيس الوزراء من التحالف الفائز في الانتخابات التشريعية، لكن التحالف قادر على عرقلة أو إسقاط أي حكومة لا تعجبه، غير أن رؤساء فرنسا دأبوا على أخذ توازن القوى في البرلمان بعين الاعتبار عند تكليف رئيس للوزراء بتشكيل حكومة.
ما هي خيارات ماكرون؟
◾تكليف رئيس حكومة من اليمين المتطرف، والدخول في حالة تعايش رابعة بين الرئاسة والحكومة.
◾محاولة تشكيل تحالف بين الأحزاب الرئيسية. ومثل هذا التحالف لا وجود له حاليا ولكن ماكرون يحث الأحزاب على الاتحاد سويا لإبعاد اليمين المتطرف.
◾عرض المنصب على اليسار، إذا ظهر تحالف يضم أقصى اليسار والحزب الاشتراكي والخضر كثاني أكبر مجموعة، كما تشير استطلاعات الرأي. ويمكن لليسار بعد ذلك محاولة تشكيل حكومة أقلية.
ليست الانتخابات المبكرة خيارا، لأنه لا يمكن تشريعيا عقد انتخابات برلمانية جديدة قبل عام من انتهاء الانتخابات الحالية.
وإذا لم تتفق الأطراف؟
قد تتعرض فرنسا لحالة من الشلل السياسي يتم خلالها إقرار القليل من التشريعات أو عدم إقرارها على الإطلاق مع وجود حكومة مؤقتة تدير الشؤون اليومية الأساسية على غرار حكومة تسيير الأعمال.
ماذا قالوا؟
◾قال رئيس حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، إنه سيرفض منصب رئيس الوزراء إلى لم يفز مع تحالفه بأغلبية مطلقة لا تقل عن 289 مقعدا.
◾وقال بارديلا سأكون "رئيس حكومة تعايش، يحترم الدستور ومنصب رئيس الجمهورية، لكنّه لا يساوم".
◾قال رئيس الحكومة غابريال أتال: "اليمين المتطرّف بات على أبواب السلطة ويجب منع التجمّع الوطني من الحصول على أغلبية مطلقة".
◾قالت ماري لوبان، الزعيمة في حزب التجمع الوطني وأحد مؤسسيه، إن رئيس الحكومة في حالة "التعايش" سيكون المتحكم في الأمور.
◾قالت لور لافاليت النائبة عن حزب التجمع الوطني "إذا كانوا يعلمون أنهم لن يفوزوا (المنافسين)، فأنا أدعوهم إلى التنحي والسماح للتجمع الوطني بالفوز".
◾قال العضو اليساري في البرلمان الأوروبي رفاييل غلوكسمان "أمامنا سبعة أيام لتجنّب كارثة في فرنسا".
◾قال خبير الشؤون الفرنسية، هانز شتارك، إنه إذا فاز حزب التجمع الوطني وتحالفه فماكرون في موقف ضعيف ولا يوجد له بديل عن تسميه بارديلا رئيسا للوزراء.
ماذا ننتظر؟
ينتظر الفرنسيون والأوروبيون الجولة الثانية من الانتخابات المقررة الأحد المقبل لمعرفة حجم كل حزب وتحالف في البرلمان الجديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فرنسا ماكرون لوبان البرلمان الأوروبي فرنسا أوروبا البرلمان الأوروبي البرلمان الفرنسي لوبان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب التجمع الوطنی فی البرلمان فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: يجب دعم حكومة مدنية في سوريا تراعي الاختلافات
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه يجب دعم حكومة مدنية في سوريا تراعي حقوق المدنيين الأبرياء وتحترم الاختلاف الديني والعرقي في دمشق والبلاد السورية الأخرى.
ودعا بزشكيان في كلمة بالجلسة الخاصة بالأوضاع في فلسطين ولبنان، ضمن فعاليات القمة 11 لمنظمة الدول الـ8 النامية للتعاون الاقتصادي، مساء الخميس بالقاهرة، لضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، لضمان انسحاب قواتها من الضفة الغربية وقطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كافية وفورية إلى القطاع.
وأضاف بزشكيان: إن دخول "العدوان الإسرائيلي على غزة وجرائمه" للعام الثاني على التوالي "جريمة" بكافة المقاييس، مشيرا إلى "نهب الحقوق الأساسية من الشعب الفلسطيني"، مثل الحق في تقرير المصير والحق في التعليم والأمن الغذائي، وأثر على البنية التحتية في غزة بالكامل.
وطالب الرئيس الإيراني الدول العربية والإسلامية بوضع آليات لإعادة الإعمار في غزة، وضمان كل الترتيبات التي يحتاجها القطاع؛ لاستعادة عافيته في القريب العاجل، مضيفا: "إيران تدعم كل الحلول الممكنة التي تساعد على بسط سيادة فلسطين على أراضيها، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة".
ولفت إلى انتهاج الحكومة الإسرائيلية نفس النهج في قتل الأبرياء في لبنان، رغم المقاومة والإدانة الدولية والتآزر من دول العالم، والمطالبة المتكررة بضرورة وقف إطلاق النار، داعيا لاتخاذ قرارات عاجلة وفورية لإدانة ما يحدث، وفرض عقوبات على الهجوم على البنية التحتية واستهداف المستشفيات والمساجد ودور العبادة".
وذكر أن كل التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة أدانت ما يحدث من إبادة جماعية ونزوح قسري.
وثمن الرئيس الإيراني الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية للوصول إلى وقف إطلاق النار وإنقاذ الوضع الراهن في غزة.
وتستضيف القاهرة اليوم الخميس قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي D8 في نسختها الحادية عشرة، تحت شعار "الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد".
وتترأس مصر النسخة الحالية من القمة حيث تولت رئاسة المجموعة في مايو الماضي، وتستمر في قيادة أعمالها حتى نهاية العام المقبل