في حوار خاص الدكتور محمد سالم الغامدي لـ( النيل الدولية) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
شمسان بوست /متابعات
أكد الكاتب السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي إن التعديل لغرض تحقيق دقة توافق الأمور الشرعية والحياتية مع حركة الكواكب والأبراج والفصول الأربعة
وقال الغامدي في حوار خاص أجرته( النيل الدولية) من شأنه تقليل تقليل الأختلافات في بداية الأشهر وخاصة المرتبطة بعبادات دينية كالحج والصيام ، وتوحيد المواقيت الدينية بين البلدان المسلمة.
الى نص الحوار :
حاوره : محمد العياشي
1. سعادة الدكتور محمد ماهي الأخطاء التي توجب تصحيح التراث الشرعي وتقويم الأشهر والأيام تشمل عدم التقيد بالمنازل الثابتة للقمر والتداخل بين المحاكم والسلطات الشرعية في تحديد مواقيت الشرعية السماوية ؟
ج1 :
الأخطاء كثر منها ماله علاقة بالساسة ومنها ماله علاقة برجال الدين ( الفقهاء ورجال الحديث )
لكن أبرزها :
– أن المجتمعات الإسلامية اهتمت بالنقل وتجاهلت العقل وكما نعلم أن العقل هو المتحكم في النقل لكن حدث العكس حتى في كتاب الله تعالى اختلف المفسرون بينما القرآن لايحتاج لهم لأن الله تعالى كمله كما في قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ) وفصله كما في قوله تعالى ( وكل شئ فصلناه تفصيلا ) وبينه كما في قوله تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ ) ولم يفرط فيه من شئ كما في قوله تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شئ لكن الفقهاء والمحدثون تنافسوا في ابتكار ماتكيله قرائحهم بعد كل الآيات السابقات فكتبوا ملايين الصفحات لهذا المكمل التام المفصل الذي عدد صفحاته 600 صفحة فقط
– أن المجتمعات الإسلامية اعتبرت أن كل المكتوبات البشرية دين يستوجب الإلتزام بها وفي المقابل تجاهلوا كتاب الله تعالى الذي شبههم الله تعالى فيه بالقطيع ( الأنعام ) الذي يندفع باتجاه من يسوقه دون وعي كما في قوله تعالى ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً )
– أن الكثير من الساسة ورجال الدين اتخذوا الدين مركباً لتجذير حكمهم وتحقيق مصالحهم الدنيوية فضلوا وأضلوا شعوبهم .
2. التقويم الروماني هو التقويم المستخدم في العصور القديمة في روما، وقد طرأت عليه التعديلات ليسجل العديد من الأحداث والمناسبات الحضارية.ماهي أبرز التعديلات؟
ج2:
هذا التقويم يبدأ العام فيه من أول شهر مارس وشهور هذا التقويم عشرة أشهر ومازالت تلك الأشهر تحمل نفس الأسماء من مارس حتى ديسمبر لكن فيعام 153 ق.م انتقلت بداية العام من مارس إلى يناير ثم فبراير وعندما تولى القيصر الروماني (يوليوس قيصر) كلف احد كبار الفلكيين وهو (سوسيجينيو) بوضع نظام ثابت للتقويم الروماني وفيه اعتمد التقويم الشمسي بدلاً من القمري ليتم التوافق مع الفصول الأربعة والظواهر الطبيعية وجعل السنة الكبيسة 366 يوم والسنة العادية365 يوماً وجعل بداية التاريخ الروماني أول يناير وجعل الشهور فردية العدد يناير مارس ابريل 31 يوماً وزوجية العدد 30 يوماً وجعل شهر فبراير 29 يوماً في السنة العادية و30 يوماً في السنة الكبيسة ثم عدلت أيام شهري سبتمبر ونوفمبر الى 30 يوماً بدل 31 يوماً واستمر هذا التقويم حتى اليوم.
4. ما هي النقاط المشتركة بين التقويم الهجري والتقويم الروماني هي اعتماد الاثنين على الحركة الشمسية، وماهو الاختلاف يكمن في الطريقة التي يتم بها تحديد المواقيت السماوية؟
ج4:
كل التقاويم تشترك في كونها حساب للزمن متوافقاً مع حركة النجوم والكواكب والفصول بغرض تثبيت اعمالهم الدينية والزراعية وكافة العمليات الحياتية حسب مناسبتها لكل فترة زمنية لكنها تختلف في أمور أخرى كعدد الأشهر والبعض منها يعنمد على حركة الشمس مع الأرض والقليل منها يعتمد على حركة القمر مع الأرض وكل التقاويم العالمية التي اعتمدت على حساب القمر مع الأرض فشلت .
5. ما أهمية اعتماد التقويم الهجري الشمسي الجلالي تكمن في الحفاظ على الهوية الإسلامية والتقويم الديني للمسلمين؟
ج5 :
هذا التقويم يسمى أيضاً بالجلالي نسبة لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة وهو تقويم مداره الأبراج الفلكية التي تمر فيها الشمس حيث أن لكل برج فلكي (30) درجة قوسية على مسار الشمس والشمس تمر ببرج واحد كل شهر في كل شهر شمسي ودقة التقويم الهجري الشمسي أعلى من الميلادي حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد لكل (3,8) مليون سنة مقابل نسبة الخطأ في التقويم الميلادي البالغة يوم واحد لكل (3300) سنة والتقويم الهجري الشمسي يتكون من (365) يوم في السنة البسيطة و (366) يوم في السنة الكبيسة ومبدأ سنة الهجرة النبوية.
6. ماهي اضافات التقنيات المتقدمة لعلم الفلك التي إضافات في مجال تقويم الأشهر والأيام من خلال تسجيل الحركات الكونية بدقة أكبر؟
ج6:
نعلم جميعاً أن العالم قد وصل إلى مراحل متقدمة في الحسابات الفلكية حتى أنها – أي التقنيات الحديثة – اصبحت تحسب ميلاد القمر والكسوف والخسوف وغيرها كثر بالثانية الواحدة لكن للأسف في مجتمعاتنا الإسلامية لازال الكلام البشري النقلي مقدس فهم يقفون كحجر عثرة أمام كل ذلك التقدم ويصرون على بعض الأعمال التي تجاوزها الزمون بقرون .
7. ماهي الحاجة لتعديل تقويمنا الهجري لتوافق حركة الأبراج والفصول، وذلك لضمان دقة توقيت الشرعية السماوية؟
ج7 :
فقط قرار من الحكومات وتفصيل وآليات عملية من عقلاء رجال الدين ومن علماء الفلك في الدول الإسلامية فالأمر سهل وميسر والتقاويم عمل بشري يصيب ويخطئ ويتعدل مادام لايتعارض مع كتاب الله تعالى .
8. ماهي تبعات اختلاف وتعدد التقويمات عبر الأزمنة تشمل الارتباك والتباس في تحديد المواقيت الدينية والاجتماعية؟
ج8:
لاختلاف البيئات والمواقع على الكرة الأرضية والإجتهادات من قبل بعض القادة والعلماء ومادام انها تتوافق مع حركة الكواكب والأبراج والفصول فحتما ستنجح أما اختلافها فختما يحدث الكثير من الأضرار .
9. كيف يمكننا الاستفادة من أبرز التقاويم العالمية من خلال دراستها ومقارنتها مع تقويمنا الهجري والاستفادة من التقنيات المتقدمة لتحسينه؟
ج9 :
أرى أن التقويم الجلالي موافق جداً لمجتمعاتنا الإسلامي كونه هجري يتوافق مع الكواكب والأبراج والفصول ونسبة الخطأ فيه شبه مفقودة لاتتجاوز يوم واحد لكل 3،8 مليون سنة مقابل نسبة الخطأ في التقويم الميلادي التي تقدر بيوم واحد لكل 3300 يوم في السنة الكبيسة .
10. ماهي الأسس الشرعية والعلمية التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد تقويم الأشهر والأيام في العصر الحالي تشمل تطبيق القواعد الفلكية والرصد الدقيق للحركات السماوية والشروط الشرعية المحددة؟
ج10:
فقط كتاب الله تعالى التام المكتمل والأخذ بالجوانب العلمية الفلةية وما وصل إليه العالم المتقدم في هذا الجانب والأهم من ذلك هو موافقتها لحركة الكواكب والأبراج والفصول الأربعة .
شكرا لك ..
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: کتاب الله تعالى التقویم الهجری السنة الکبیسة هذا التقویم فی السنة
إقرأ أيضاً:
مفهوم الحرية بين الخصوصية المجتمعية والمواثيق الدولية: جدل يتجدد في باب حوار
وناقش برنامج "باب حوار" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- فرضية حق المجتمعات في تحديد مفهومها الخاص للحرية، واستضاف مجموعة متنوعة من المفكرين والمتخصصين لمناقشة هذه القضية من زوايا مختلفة.
وبحسب أستاذ الشريعة الإسلامية يونس ريحان، فإن مفهوم الحرية يختلف باختلاف المرجعيات الفكرية، إذ يمكن أن تكون إما حرية بمرجعية فلسفية مادية تسعى إلى التخلص من كل القيود أو حرية ذات مرجعية أخلاقية عليا.
واستشهد ريحان بمفهوم الحرية عند سقراط الذي يراها "قدرة الإنسان على فعل الخير"، في حين يعرّفها مونتسكيو بأنها "انضباط بالقوانين".
وفي السياق ذاته، أوضحت طالبة الدراسات العليا نور أنور أن مفهوم الحرية يجب أن يراعي تنوع المجتمع الواحد، خاصة في الدول التي تضم تنوعا دينيا وعرقيا.
وأشارت نور إلى ضرورة توافق أفراد المجتمع على تعريف مشترك للحرية يحدد ما يمكن ممارسته وما لا يمكن.
أما الطبيب النفسي حذيفة برهم فقدّم تحليلا نفسيا لمفهوم الحرية، مستندا إلى نظرية فرويد في تقسيم النفس البشرية إلى 3 مكونات: الهو (الغرائز)، والأنا الأعلى (المثل العليا)، والأنا الذي يوازن بينهما.
وأكد برهم أن "الحرية المطلقة عبودية مطلقة"، مشددا على ضرورة وجود ضوابط تنظم الحريات.
وفي تناول مختلف، أكد الناشط الحقوقي أشرف يزبك أن الحرية حق إنساني لا يمكن فصله عن الأخلاق، مشيرا إلى أن الحريات الفردية تشمل حرية التعبير واختيار المعتقد والهوية.
وحذر يزبك من تحول الدكتاتوريات في العالم العربي من القمع السياسي إلى القمع الفردي.
من ناحيتها، رأت الصحفية والناشطة النسوية آلاء العمري أن المواثيق الدولية وميثاق حقوق الإنسان يجب أن تكون المرجعية الأساسية، محذرة من أن المجتمعات التي لا تلتزم بهذه المواثيق هي مجتمعات دكتاتورية وقمعية.
لكن طالبة الدراسات العليا مريم هاني قدمت نقدا للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن صياغتها تمت بمعزل عن العالم العربي وبقيادة دول غربية، مثل فرنسا وكندا والولايات المتحدة.
ودافعت عن حق كل مجتمع في تعريف الحرية بما يتناسب مع سياقه الثقافي والاجتماعي والتاريخي.
وأظهر النقاش بين ضيوف الحلقة تباينا واضحا في المواقف بين اتجاهين رئيسيين: الأول يدعو إلى الالتزام بالمعايير الدولية للحريات باعتبارها ضمانة أساسية لحقوق الإنسان، والآخر يطالب بمراعاة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات في تحديد مفهوم الحرية وضوابطها.
23/11/2024