ضغوط بريطانية حثيثة لمنع مذكرة الاعتقال الدولية ضد نتنياهو
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن ضغوط حثيثة تبذلها بريطانيا لمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكر اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن بريطانيا قدمت وثيقة إلى المحكمة، تدعي فيها أن إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، من شأنه أن ينتهك اتفاقات أوسلو، مشيرة إلى أن لندن وجهت طلبا إلى قضاة الدائرة التمهيدية المسؤولين عن التحقق من صحة أوامر الاعتقال التي طلبها المدعي العام كريم خان.
وطلب خان في 20 أيار/ مايو إصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتضيف الصحيفة أن بريطانيا طلبت في وثيقة قُدمت أمام المحكمة في 10 حزيران /يونيو ونشرت يوم الخميس 27 حزيران / يونيو، التدخل في الإجراءات بصفتها "صديقة المحكمة". ومن المفترض أن يقوم أصدقاء المحكمة بتوعية القضاة بشأن نقطة واقعية أو قانونية في القضية. وفي هذه القضية، تؤكد بريطانيا أن إصدار مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت ينتهكان اتفاقيات أوسلو.
وحدد القضاة حجم الملخص بعشر صفحات ودعوا الذين يرغبون في السير على خطى البريطانيين إلى الإعلان عنه بحلول 12 تموز/ يوليو، "للحد من تأثير" الطلب البريطاني حول "سرعة المرحلة الحالية من الإجراء".
التدخل كملاذ أخير
ووفقًا للمستشارة القانونية لوزارة الخارجية، سالي لانغريش: "تنص اتفاقيات أوسلو بوضوح على أن فلسطين ليس لها ولاية قضائية جنائية على المواطنين الإسرائيليين. وعليه لا تستطيع فلسطين تفويض اختصاصها الجنائي إلى المحكمة".
وأوردت الصحيفة أن إعلان المدعي العام كريم خان في 20 أيار/مايو لم يلق ترحيبًا من قبل حلفاء إسرائيل، وخاصة الغربيين. وفي السادس من حزيران/ يونيو، ردًّا على أسئلة الصحفيين من قناة فرنسا 2 حول هذا الموضوع، أشار الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أن "التفويضات لم تصدر بعد".
بعد ذلك؛ لفت إلى أن إسرائيل ينبغي أن تحترم قواعد الحرب مؤكدًا أنه في حال صدور تفويض، فإنه سيواصل "الاتصال والعمل مع رئيس الوزراء نتنياهو طالما أنه سيكون رئيسًا لوزراء إسرائيل".
من جهتها؛ رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بمبادرة المدعي العام، مذكّرة بأن المحكمة ستصدر الحكم مع الأخذ في الاعتبار مبدأ التكامل والإجراء المحتمل للمحاكم الإسرائيلية. مع العلم أن المحكمة لا تتدخل إلا في المطاف الأخير؛ عندما لا تستطيع الدولة أو لا ترغب في إصدار أحكام على أراضيها لأسباب لوجستية أو سياسية. ومن أجل إقناع المحكمة؛ يتعين على إسرائيل إجراء تحقيقات فعالة في نفس الحقائق، ضد نفس المشتبه بهم.
ووفق الصحيفة؛ تهدد المبادرة البريطانية بتباطؤ دراسة طلبات إصدار أوامر الاعتقال. فنظرًا لعدم اعتراف إسرائيل بالمحكمة يستطيع نتنياهو الاستجابة لدعوة الكونغرس في 24 تموز/يوليو في واشنطن دون مخاوف كبيرة بشأن المحكمة الجنائية الدولية خاصة وأن الولايات المتحدة ليست عضوًا في المحكمة وغير ملزمة بالتعاون معها.
واعتمد مجلس النواب في الخامس من حزيران/ يونيو في الولايات المتحدة مشروع قانون "ضد المحكمة غير الشرعية"، متوعدًا بفرض عقوبات على المحكمة وموظفيها والمتعاونين معها. من جانبه؛ واعتبر الرئيس الأمريكي طلب المدعي العام إصدار أوامر اعتقال "فاضحًا"، فيما أرسلت 121 منظمة لحقوق الإنسان رسالة مفتوحة إلى جو بايدن في نهاية أيار/ مايو تطلب منه دعم المحكمة الجنائية الدولية.
وعلى الرغم من اعتماد 93 دولة إعلان دعم للمحكمة، غير أن العقوبات التي أصدرتها إدارة ترامب عام 2018 ضد المدعية العامة فاتو بنسودة، سلف كريم خان، لا تزال عالقة في الأذهان واقتراب الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر لا يبعث على الاطمئنان. وقد حددت هولندا؛ حيث يوجد مقر المحكمة الجنائية الدولية، إجراءات للتخفيف من الآثار المالية المترتبة على العقوبات المحتملة ضد المؤسسة نفسها.
التهديدات والترهيب
أصبح التزام هولندا بالمحكمة موضع تساؤل من قبل العديد من النواب، بعد ما كشفته صحيفة الغارديان والمجلة الإعلامية الإسرائيلية +972 مؤخرًا عن آلة تجمع بين التجسس والتهديد والترهيب، وضعتها إسرائيل منذ سنوات لمعارضة المحكمة.
في المقابل؛ يتعين على القضاة في لاهاي إصدار قرار بشأن أوامر الاعتقال المطلوبة ضد ثلاثة من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في حماس، وهم إسماعيل هنية ومحمد ضيف ويحيى السنوار. في مذكرة مؤرخة في 20 حزيران/ يونيو أُرسلت إلى المدعي العام كريم خان، رفضت حماس بشدة هذه الاتهامات.
وفي ختام التقرير؛ نوهت الصحيفة بأن المذكرة التي وقعها عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أكدت تصرف حماس "وفقًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي، وفي إطار حق الدفاع المسلح عن النفس، وهو نتيجة مباشرة للاحتلال العسكري"، وتنتقد المذكرة المدعي العام لـ"خلطه بين الضحية والجلاد"، مؤكدة أنها ستتعاون مع المحكمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بريطانيا المحكمة الجنائية نتنياهو بريطانيا نتنياهو جرائم حرب المحكمة الجنائية ضغط صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة المدعی العام کریم خان
إقرأ أيضاً:
ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
(CNN)-- أمرت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية (النائب العام) غالي بهاراف ميارا، الخميس، بالتحقيق في برنامج تلفزيوني زعم أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي "ضايقت شهود في القضية المرفوعة ضد زوجها، وعرقلت العدالة".
وقالت ميارا، في بيان: "يجب فتح تحقيق بسبب المزاعم حول مضايقة سارة نتنياهو للشهود وعرقلة العدالة فيما يتعلق بما بثه برنامج عوفدا"، الذي بث على قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
وزعم البرنامج الذي أذاعته القناة 12، الخميس، أن سارة نتنياهو هددت شاهدا في محاكمة التي يواجه فيها زوجها اتهامات بالفساد، وأضاف التقرير أنها ضايقت بشكل غير مباشر المستشارة القضائية ونائبها.
وتواصلت شبكة CNN مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للتعليق.
وقبل ساعات من صدور أمر التحقيق، دافع نتنياهو عن زوجته في فيديو أصدره مكتبه حيث وصف تحقيق القناة 12 بأنه "متحيز" و"دعاية كاذبة"، وقال: "أود أن أرى القناة 12 أو قنوات التحريض الأخرى تجري تحقيقًا حول المعسكر اليساري لكن لن يحدث هذا ببساطة".
وفي المقابل، انتقد وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين فتح التحقيق ضد سارة نتنياهو، ووصفه بأنه "انتقائي".
وقال ليفين، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "بينما يتوقع الإسرائيليون استدعاء أي شخص هدد مفوض الشرطة أو دعا إلى التحدي للاستجواب، فإن المستشارة مشغولة بفتح تحقيقات في أعقاب شائعات بثت على التلفزيون".