الإفراج عن مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية.. وغضب بأوساط الاحتلال (شاهد)
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
أفرجت قوات الاحتلال، عن مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، المعتقل منذ بداية العدوان على قطاع غزة، والذي تعرض لتعذيب شديد طيلة فترة اعتقاله.
وفي أول تصريحات له عقب الإفراج عنه مع 50 معتقلا آخرين من القطاع، قال أبو سلمية: "وضع السجون مأساوي وصعب جدا، ويجب أن تكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى".
وتابع: "الأسرى يمرون بظروف صعبة جدا من نقص في الأكل والشراب والإهانة، لم يمروا بها منذ بداية الاحتلال عام 48 والأسرى أمانة في أعناق الجميع ويجب تبييض السجون في أسرع وقت".
وحول اعتقال الكوادر الطبية من غزة، قال أبو سلمية: "الاحتلال يستهدف الجميع ويعتقل الجميع دون استثناء، وهناك من الكوادر الطبية من استشهدوا تحت التعذيب داخل السجون".
ولفت إلى أن "الاحتلال أثبت مدى إجرامه باستهداف الكوادر الطبية والصحفية والنساء والرجال ودمر كل شيء في قطاع غزة، لكن بإذن الله سنبني قطاع غزة من الصفر، وسنعيد مجمع الشفاء الطبي الذي اعتقلنا منه كما كان وأفضل".
وكان الاحتلال أقدم على اعتقال أبو سلمية، خلال عملية إجلاء تحت تهديد السلاح، لكافة المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي، في 23 تشرين ثاني/ نوفمبر 2023 أثناء محاولة الانتقال إلى جنوب قطاع غزة مع المرضى والمصابين.
وعقد أبو سلمية مؤتمرا صحفيا، بعد وقت وجيز من الإفراج عنه، تحدث فيه عن تفاصيل إضافية تتعلق بفترة الأسر وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون داخل السجون.
وقال أبو سلمية، الاحتلال تعامل مع الأسرى كأنهم جمادات والأطباء كانوا يضربوننا، والأسرى يتعرضون لصنوف من التعذيب، ولمدة شهرين لم يأكل أي أسير سوى رغيف خبز واحد يوميا.
ولفت إلى أن الاحتلال "لم يوجه إلي أي تهمة رغم محاكمتي 3 مرات، وكان الاحتلال يقتحم الزنازين بشكل يومي، وخلال العدد يجري الاعتداء بالضرب على الأسرى بشكل يومي".
وحول الضجة التي أثارها الإفراج عنه في أوساط الاحتلال، أعرب أبو سلمية، عن استهجانه لحديثهم بعدم معرفتهم بالإفراج عنه، وقال، إن خرجت بطريقة سلمية.
وأحدث الإفراج عن أبو سلمية، موجة غضب في أوساط الاحتلال، وطالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بإقالة رئيس الشاباك وإعادته إلى منزله، باعتباره المسؤول عن إطلاق سراحه.
كما هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء وطالب بإقالة قادة الأمن.
وعارض زعيم حرب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء واعتبره سقوطا أخلاقيا وأمنيا وقيميا.
من جهته، زعم مكتب وزير الجيش يوآف غالانت أن غالانت لا يعلم عن قرار الإفراج عن أبو سلمية.
بدوره قال بيني غانتس، إن الإفراج عمن "منح رعاية للقتلة يوم 7 أكتوبر، وساهم في إخفاء مختطفينا خطأ عملياتي وأخلاقي".
وأضاف غانتس: "هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة، ومن اتخذ قرار الإفراج عن أبو سلمية يجب أن يقال فورا".
ونقلت "يسرائيل هيوم" عن أهالي الأسرى الإسرائيليين قولهم إن "قرار الإفراج عنه علامة عار أخلاقي وبصق في وجوه الأسرى".
من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن "إسرائيل أفرجت عن 54 أسيراً من غزة بسبب الاكتظاظ في سجونها، من بين المُفرج عنهم مدير مستشفى الشفاء الذي آوى عناصر حماس، الدكتور محمد أبو سليمة".
الإفراج عن الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء pic.twitter.com/zW9X9QBog6 — محمد سعيد ???????? (@MhmdSaidPal) July 1, 2024
مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبوسلمية بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال: سنعود إلى عملنا وسنبني مجمع الشفاء من جديد. pic.twitter.com/TvaMrOjQYx — فلسطين بوست (@PalpostN) July 1, 2024
الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء في أول تصريح له بعد خروجه من السجن ..
"وضع السجون مأساوي وصعب جدا، ويجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى". pic.twitter.com/BobarsaB40 — بلال نزار ريان (@BelalNezar) July 1, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مجمع الشفاء اسرى مجمع الشفاء محمد ابو سلمية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدیر مستشفى الشفاء الدکتور محمد أبو قرار الإفراج عن محمد أبو سلمیة الإفراج عنه مجمع الشفاء قطاع غزة عن مدیر
إقرأ أيضاً:
دمَّره الاحتلال وأغلقه.. جرحى غزة يحتضرون أمام المعمداني
غزة- يجلس الحاج عبد الرحمن أبو الليل داخل عربة مخصصة لأعمال البناء، يجرُّه شاب تمكن من الوصول إليه بعد إصابة مباشرة بقصف من طائرة "كواد كابتر" الإسرائيلية المسيَّرة، بينما كان في طريقه إلى بيته شرق حي الشجاعية في قطاع غزة لجلب الطحين، كما يفعل مواطنون كثيرون عادة.
ويقصد الغزِّيون بيوتهم في المناطق الشرقية، مستغلين الهدوء النسبي في ساعات الصباح الأولى، لجمع الحطب أو لجلب بعض الحاجات أو الأطعمة، فقد نزح معظمهم على عجل حين باغتتهم القذائف الإسرائيلية.
وفي ظل عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المناطق الشرقية من مدينة غزة باعتبارها مناطق حمراء، يصنفها الاحتلال على أنها مناطق قتال خطِرة، يستهدف فيها كل ما يتحرك دون اعتبار أو حصانة للعمل الإنساني في حدودها، فيضطر المواطنون لاستخدام طرق بدائية لنقل المصابين.
يقول المواطن أبو محمد قريقع للجزيرة نت: "استشهد أخي جراء استهدافه مباشرة، لكن طفله كان مصابا، فلفّه أحد الجيران بغطاء ونقله بعربة تجُّرُها دابَّة، ومنها إلى سيارة، واستغرق نقله وقتا طويلا، وحين وصلنا إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وجدنا أبوابه مغلقة، فاستشهد ابن أخي لتأخر وصوله، ولعدم تمكن المستشفى من استقبال الجرحى".
إعلانوكان شقيق أبو محمد قد أصيب، وكان رفقته ابنه الصغير خلال عودته إلى منزله شرق حي الزيتون.
وكانت إدارة مستشفى المعمداني قد أعلنت إغلاق أبوابه وعدم استقبال المصابين، بعد خروجه عن الخدمة قسرا بفعل قصف إسرائيلي مباشر، استهدف أقساما حيوية فيه، أبرزها قسم الاستقبال والإسعاف، الذي يعد العصب الرئيسي لخدمات الطوارئ في غزة، إضافة إلى أقسام الصيدلية والأشعة والمختبر والعيادات الخارجية.
ويصعُبُ على الغزيين تقبُّل خروج المعمداني عن الخدمة، بعدما اعتادوا ارتياده، فقد كان الملاذ الوحيد المخصص لاستقبال الجرحى لعدة شهور، خاصة سكان المناطق الشرقية، الأكثر قربا منهم والأكثر كثافة في غزة، كحي الزيتون والشجاعية والدرج والتفاح، إضافة إلى تلبيته الخدمات المتكاملة للجرحى بمدينة غزة.
ويوضح الصحفي المقيم في مستشفى المعمداني، عبد الله شهوان للجزيرة نت ذلك، إن المستشفى أصبح أخيرا لتكفين الشهداء، حيث يصل المصابون يوميا دون تمكن المستشفى من استقبالهم، وأن سيارات الإسعاف تنقل الجرحى من بوابة المعمداني إلى أحد المستشفيات المؤهلة، مبينا أنه وثّق استشهاد مصابين خلال نقلهم إلى تلك المستشفيات.
أمام العجز!ومع إعلان المستشفى المعمداني مضطرا توقف خدماته، يقول مدير المستشفى الدكتور فضل نعيم للجزيرة نت، إنه من الصعب على أي صاحب قرار في مؤسسة صحية أن يقف عاجزًا أمام مريض كان يعالجه طيلة شهور من الإبادة.
ويرى أن إدخال المريض إلى منشأة غير مؤهلة للتعامل معه قد يُضاعف تدهور حالته الصحية، ويفقده ما وصفه بالفرصة الذهبية للنجاة، معتبرا أن نقله مباشرة إلى مركز قادر على تقديم الرعاية اللازمة هو "الخيار الأكثر إنسانية وعقلانية"، خاصة بعد توزيع المستشفى المعمداني كوادره الطبية على أقسام الطوارئ في مستشفيات غزة.
إعلانوأكد نعيم أن الواقع الجديد للمنظومة الصحية جعل المريض "مشتّتًا ومضطرًا للانتقال من مركز لآخر بحثًا عن علاج طارئ أو اعتيادي"، ولفت إلى أن "المعمداني" كان آخر ما تبقى من مرافق صحية متكاملة في شمال القطاع، وكان يستقبل يوميًا قبل استهدافه أكثر من 500 حالة في قسم الطوارئ، ونحو 1000 أخرى في العيادات الخارجية.
ونتيجة لذلك، أوعزت وزارة الصحة في غزة للمواطنين التوجه إلى ثلاثة مستشفيات موزعة في أنحاء المدينة، وهي مجمع الشفاء ومستشفى القدس والمستشفى الميداني الكويتي، وكلها تقدم خدمات جزئية، وقد تم استصلاح أجزاء منها بعدما دمَّرها وأحرقها الاحتلال في هجماته البرية المتكررة.
وحذَّر نعيم من أن تشتت الخدمات بين مستشفيات غزة قد يودي بحياة العشرات من المصابين يوميا.
وقال إن نقل جريح في حالة الخطر من أحد مستشفيات غزة على بعد عدة كيلومترات إلى مستشفى المعمداني، حيث جهاز تصوير الأشعة المقطعية الوحيد في غزة، أمر يودي بحياة عدد من المصابين بشكل مستمر، رغم أن الأصل وجود الخدمات الطبية المتكاملة في مكان واحد، خاصة مع انعدام وسائل المواصلات وتردِّي حال الشوارع.
من جهته، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، للجزيرة نت: إن لخروج مستشفى المعمداني عن الخدمة "أثرا خطِرا جدا" على المنظومة الصحية، في ظل تهالك خدمات الطوارئ المقدمة.
وأضاف أنه بسبب إغلاق المعابر منذ بداية مارس/آذار، وعدم دخول حبة دواء واحدة أو أي من المستلزمات الطبية، لا يبقى أمام الجريح من خيار سوى انتظار الموت في أي لحظة.
وأكد أبو سلمية، أن مستشفيات غزة تعمل حاليا كوحدة واحدة، في محاولة دائمة للنهوض من بين الركام، باعتبار أن ما تحياه هو صراع من أجل البقاء رغم كل محاولات الإبادة.
إعلان