تعد قلعة بيت الفقيه التاريخية من المعالم الأثرية البارزة في محافظة الحديدة، غرب اليمن، ويعود بناؤها إلى ما قبل أكثر من 700 سنة؛ إلا أن هذا المعلم التاريخي الهام مهدد بالاندثار جراء العبث والإهمال المتعمد الذي تمارسه ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن.

ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية على المديرية عانت القلعة الإهمال المتعمد، بعد أن كانت أحد أبرز المعالم التاريخية والسياحية التي يزورها الكثيرون من أبناء الوطن وخارجه.

مناشدات متكررة أطلقها المعنيون بالحفاظ على الآثار اليمنية من الاندثار للتحرك سريعاً لصيانة القلعة وحمايتها، وهو ما لم يتم إلى اللحظة.

تشير المصادر التاريخية إلى أن قلعة بيت الفقيه تأسست في فترة الحكم العثماني، وتمّ بناؤها عام 1038 للهجرة، من قِبَل الأمير مصطفى باشا، شرقي المدينة، على ربوة يصل ارتفاعها إلى 14 متراً فوق مستوى سطح الأرض، وهي محاطةٌ بمبانٍ سكنيّة، وقد تمّ تجديدها لعدّة مرّات، وهي مستطيلة الشكل ومؤلّفة من طابقين تجسد في عمارتها الطابع العمراني الفريد الذي تتميز به كافة المدن التاريخية الواقعة في سهل تهامة غربي اليمن على غرار مدن زبيد وحيس وغيرها من المدن الأثرية الموغلة في القدم.

ويعود تاريخ تأسيس مدينة بيت الفقيه إلى العام 650 للهجرة على يد الشيخ الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل الذي بدأ في أواسط القرن السابع للهجرة بتأسيسها، فسميت في البداية بيت الفقيه ابن عجيل، للتفريق بينها وبين مدينة الفقيه بن حشير التي كانت قائمة في ذلك الوقت، وبعد اندثارها، سُمِّيت المدينة باسمها الحالي بيت الفقيه؛ لتبقى مع قلعتها واحدة من الشواهد على عظمة وتاريخ الحضارة اليمنية.

يقول الناشط، أحمد دواد، في منشور له على صفحته في فيسبوك: إن الواقع الحالي للقلعة اليوم لا يسر؛ فقد تعرضت لكثير من الإهمال وباتت في أمس الحاجة للصيانة والترميم لإعادة رونقها وألقها البديع. مضيفاً: "إلى وقت قريب قبلة لكثير من السياح والمهتمين بآثار ومعالم اليمن".

ما تتعرض له القلعة من إهمال متعمد ربطه آخرون من أبناء الحديدة بمخطط تنفذه ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، للاستيلاء على موقع القلعة تحت مبررات واهية. فخلال السنوات الماضية تعرضت القلعة للاعتداء من قبل قيادات حوثية حاولت البسط على الموقع تحت مبرر "إقامة مشروع سياحي".

وذكرت المصادر أن قيادات حاولت مراراً وتكراراً الاستيلاء على قلعة بيت الفقيه، بدأت فعلياً بالعبث بأجزائها تمهيداً لتسليمها إلى أحد المتنفذين التابعين لهم لأجل إقامة مشروع استثماري في الموقع. موضحين أن الميليشيات تنتهج مخططا إجراميا للإضرار بالأماكن الأثرية في الحديدة وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها لتدمير تلك المواقع والاستيلاء على مساحاتها وتسخيرها لمصالحها الخاصة.

وأشارت إلى أن الميليشيات الحوثية في السلطة المحلية بالمديرية ومحافظة الحديدة، رفضت الكثير من مقترحات ترميم وصيانة القلعة، وسط تبريرات بعدم وجود ميزانيات لصالح الاهتمام بهذه المواقع القديمة. وهو ما يؤكد أن الميليشيات الحوثية تتعمد عدم صيانة وترميم المواقع الأثرية للاستيلاء على مساحاتها.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

صنعاء.. مشرف حوثي يسطو على أرض مواطن في حزيز (فيديو)

أقدم مشرف حوثي رفقة مسلحين، على الاعتداء على أرض مواطن في منطقة حزيز جنوبي صنعاء، التي تخضع لسيطرة الميليشيا بقوة السلاح.

نشرت الطبيبة منال عبد اللطيف مقطع فيديو تروي فيه تفاصيل اعتداء مشرفين حوثيين من عائلة الريمي على أرض وبئر مملوكة لعائلتها، حيث بدأوا البناء فيها تحت تهديد السلاح.

وأكدت، في منشور لها، أن والدها عبد اللطيف عطية وأبناء عمومتها تعرضوا للاعتداء، وسط تواطؤ قسم الشرطة التابع للحوثيين، رغم وجود توجيهات بوقف الاعتداء على أرضهم عقب تقديم بلاغ رسمي.

رابط الفيديو

وشهدت الأشهر والسنوات الأخيرة تصاعدًا في عمليات السطو على أراضي المواطنين من قِبل مشرفين حوثيين، بدعم وتواطؤ من الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

مقالات مشابهة

  • الحديدة.. مقتل طفلة بانفجار لغم حوثي أثناء رعي الماشية
  • العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
  • استشهاد طفلة بانفجار لغم حوثي جنوبي الحديدة
  • صنعاء.. مشرف حوثي يسطو على أرض مواطن في حزيز (فيديو)
  • ورشة للمنسقين الزراعيين والتنمويين في مديرية بيت الفقيه بالحديدة
  • أبو عبيدة يعلن تسليم جثامين أسرى استهدفهم الاحتلال بشكل متعمد
  • مجموعة من طلاب المدارس في مدينة إدلب يتطوعون لتنظيف قلعة حلب الأثرية لتعود إلى ألقها كواجهة حضارية وسياحية في سوريا بعد التحرير
  • ملك إسبانيا: علاقات وثيقة مع مصر في مجال الاستكشافات الأثرية
  • محاسب واحد بدائرة حيوية بالفلوجة.. والأهالي: إذلال متعمد والاستياء العام يتصاعد
  • إعلان الحكومة الموازية من قبل الميليشيات يعد إعلان هزيمة واعتراف بسقوط مشروع اسقاط السودان نهائيا