قد يترأى لكثيرين أن مفاعيل زيارة امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى بيروت تحتاج إلى وقت لتتضح، خصوصا في الشق المتعلق بالملف الرئاسي وابقاء لبنان بمنأى عن أي خطر ، فلقاءات المسؤول الفاتيكاني كانت متعددة وقد سجل في خلالها ملاحظات الأفرقاء والعوائق في التقدم للوصول إلى حل، وبدا متفهما لما سمعه، دون الاسترسال مع أحد، فمهمته تقوم على الاستفسار والتأكيد أن حاضرة الفاتيكان تقف إلى جانب اللبنانيين .


لم يرغب الكاردينال بارولين ان يخصص فريقا في لقاءاته على حساب فريق آخر، ولم يشأ دعم أي مقاربة على حساب اخرى ، لكنه سأل عن كيفية إنجاز الحل ، وإمكانية إنجاز تفاهم داخلي وحمل كلامه الكثير من التحذيرات حول بقاء البلد من دون رأس وانهيار المؤسسات .
لم يطلق الكاردينال الفاتيكاني وعودا قريبة بالحل ، ولا حتى كشف عن مبادرة يعمل عليها بعد عودته إلى حاضرة الفاتيكان لأطلاع قداسة الخبر الأعظم البابا فرنسيس على نتائج زيارته. ففي البداية لا بد من وضع خارطة طريق لأي مسعى والتأكد من امكانياته في النجاح حيث فشل الأخرون ، في حين يبقى ملف الجنوب في صدارة الأهتمامات مع نبذ حاضرة الفاتيكان لأي سفك للدماء او حرب تدميرية.
وهناك سيناريوهان بشأن مفاعيل الزيارة ، وفق ما تؤكد مصادر سياسية واكبت هذه الزيارة ل " لبنان ٢٤ " ، إما أن يتم تحضير أرضية مناسبة لمبادرة فاتيكانية خاصة بالأقطاب الموارنة في ظل انعدام التفاهم بينهم دون تحديد الموعد، والارجح أنه إذا كانت الدعوة من هذا القبيل فقد لا ترفض، أما السيناريو الثاني فهو مواصلة دعم أية حلول من شأنها إخراج لبنان من أزمته ، وبالتالي لا بد من انتظار بعض الوقت، لافتة إلى أن الرجل الثاني في الفاتيكان كرر تأكيد أهمية الرهان على النقاط المشتركة بين كل المكونات اللبنانية وانه اطلع من البطريرك الماروني بشارة الراعي على تحذيراته المتكررة من الشغور وحضه الأفرقاء على انتخاب الرئيس وانه يتحدث ذلك في كل مناسبة.
وتعرب المصادر نفسها عن اعتقادها أن الأفرقاء المسيحيين من قوى المعارضة لم يتراجعوا عن مطلب جلسة الأنتخاب الدستورية وهذا ما تبلغه منهم الكاردينال بارولين الذي نقل رسالة تدعو إلى أهمية المحافظة على الميزة اللبنانية في العيش المشترك وعدم المس بها تحت أي ظرف كان. وتؤكد المصادر أنه لم يأت على ذكر أي موضوع خلافي ، لأن هدف الزيارة أولا وأخيرا المساعدة في تغلب لبنان على مشاكله.
ولا تستبعد المصادر أن تكون هناك سلسلة اتصالات يقودها الفاتيكان وذلك في مرحلة لاحقة في سياق الرسالة الدائمة والمتصلة بالمحافظة على لبنان، أما بالنسبة إلى تحييده عن الصراعات فتلك مسألة مفروغ منها .

ليست هناك من أهداف سياسية وراء زيارة المسؤول الفاتيكاني، لكن مما لاشك فيه أن مروحة لقاءاته دلت على أن هناك حركة ما في المستقبل القريب من اجل البلد .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما

توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج، الأحد، في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.

وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في "بيت القديس جاورجيوس" حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.

وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/ فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.



ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/ سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.

والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.

ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن أنطوان كرباج "أبدع في المسرح الإغريقي في "أوديب ملكا" ومسرحيات شكسبير كـ"ماكبث" التي بدأ بها حياته المسرحية".

لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية "فاتك المتسلط" في مسرحية "جبال الصوان" (1969)، و"المهرب" في "يعيش يعيش"(1970)، و"الوالي" في "صح النوم" (1971)، و"الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح" (1972)، والقائد الروماني في "بترا" (1977).

"ممثل عالمي"
وأشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي إلى أن كرباج "كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه" و"من أبرز القامات المسرحية في لبنان".

وأضاف: "كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته".

أما طربيه فقال إن كرباج "كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع". ورأى فيه "ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم".

ومع أن كرباج "كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل"، إلا أنه بحسب معيكي "لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون".

وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية "حكم الرعيان" سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في "زنوبيا" (2007) و"عودة الفينيق" (2008).

وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية "جان فالجان" في مسلسل "البؤساء" عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور "المفتش" في مسلسل "لمن تغني الطيور" (1976)، وأيضا دور "بربر آغا" في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.

كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي "نساء في خطر" (1982)، و"الصفقة" (1984)، وفي "امرأة في بيت عملاق" للمخرج زيناردي حبيس (1985).

"صرح" مسرحي
وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.



وقال معيكي: "كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره".

وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه "الزمن الجميل" في الفن اللبناني.

ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة "إكس" بأنه "كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي".

مقالات مشابهة

  • وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
  • الموت يغيّب «أنطوان كرباج».. أيقونة المسرح اللبناني
  • الجيش اللبناني: تم الرد على مصادر النيران في سوريا
  • وفاة الفنان اللبناني أنطوان كرباج عن عمر ناهز 90 عاما
  • الممثل اللبناني أنطوان كرباج في ذمة الله
  • إشتباكات وسقوط قتلى وجرحى... هذا ما شهدته الحدود اللبنانيّة - السوريّة
  • الرئيس الفرنسي يستقبل نظيره اللبناني في باريس.. 28 مارس
  • ماكرون يستقبل الرئيس اللبناني في باريس 28 مارس الجاري
  • مراد يدعو إلى تحرك عربي ودولي لردع الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة لبنان!
  • العهد يحقق فوزًا على العباسية ويواصل تصدّره للدوري اللبناني