أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، بأن إسرائيل أطلقت سراح مدير مستشفى الشفاء في شمال غزة، محمد أبو سلمية، وعددا من المعتقلين الآخرين أثناء الحرب، بسبب "عدم وجود زنازين كافية".

وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت أبو سلمية وعددا من الكوادر الطبية في نوفمبر الماضي، بعد اتهام إسرائيل لحركة حماس باستخدام المستشفى كستار لمنشآت عسكرية ومراكز قيادية، وهو ما تنفيه حماس والعاملين بالمستشفى.

وكانت الأمم المتحدة تقدر عدد الموجودين في المجمع الواقع بغرب مدينة غزة في شمال القطاع، عند وقوع الاقتحام، بنحو 2300 شخص بين مرضى وطواقم طبية ونازحين.

من جانبه، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء ومعتقلين آخرين، واصفا ذلك بـ"الإهمال الأمني".

وكتب بن غفير في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة وعشرات الإرهابيين الآخرين هو إهمال أمني. لقد حان الوقت لرئيس الوزراء أن يمنع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من ممارسة سياسة مستقلة تتعارض مع موقف الحكومة".

وعقب الإفراج عنه، نقل المركز الفلسطيني للإعلام عن أبو سليمة قوله، إن "الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب نقص الطعام والشراب والإهانات".

وأضاف: "المئات من الكوادر الطبية تعرضوا للاستهداف من قبل إسرائيل، وعدد من الأسرى قتلوا تحت التعذيب"، مؤكدا "سنعيد بناء غزة وبناء مجمع الشفاء الطبي من جديد".

وفي مايو الماضي، زعم تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، استنادا إلى روايات من مخبرين إسرائيليين، أن فلسطينيين تعرضوا إلى "التعذيب" في مركز اعتقال "سدي تيمان" الصحراوي، والذي يسميه البعض بـ"جنة المتدربين"، وهو ما نفته إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان للشبكة حينها، إنه "يضمن.. السلوك المناسب تجاه المعتقلين في الاحتجاز، ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك الجنود والتعامل معه على هذا الأساس".

وأضاف: "في الحالات المناسبة، يقوم قسم التحقيقات الجنائية التابع للشرطة العسكرية (MPCID) بفتح تحقيقات عندما يكون هناك اشتباه في سوء سلوك يبرر مثل هذا الإجراء".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الحرية ل 183 أسيرا فلسطينيا مقابل 3 اسرائيلين

غزة/القاهرة "وكالات": سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ثلاثة رهائن إسرائيليين اليوم السبت مقابل تسليم إسرائيل عشرات المحتجزين والسجناء الفلسطينيين في رابع عملية تبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء حرب استمرت 15 شهرا في قطاع غزة.

وأطلقت حماس سراح الرهينتين الإسرائيليين عوفر كالديرون، وهو مواطن فرنسي يحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية، وياردن بيباس وسلمتهما إلى الصليب الأحمر قبل نقلهما إلى إسرائيل.

ولاحقا سلمت حماس الرهينة كيث سيجال، وهو أمريكي يحمل الجنسية الإسرائيلية، في ميناء مدينة غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي تسلمه.

وبعد ساعات ترجل أفراد أول مجموعة من بين 183 أسيرا فلسطينيا، كان من المقرر إطلاق سراحهم في إطار عملية التبادل، من حافلة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث كانت حشود كبيرة في استقبالهم.

واستعرض مقاتلو حماس قوتهم وانتشروا مرتدين زيهم العسكري في موقعي تسليم الرهائن،تأكيدا لسيطرتهم على غزة رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الحركة خلال الحرب.

ويرفع إطلاق سراح الرهائن في غزة اليوم عدد المفرج عنهم إلى 18، من بينهم خمسة تايلانديين أفرج عنهم يوم الخميس خارج إطار الاتفاق.

وبعد عملية التبادل، تكون إسرائيل أطلقت سراح 583 سجينا ومحتجزا فلسطينيا، من بينهم مسلحون يقضون أحكاما بالسجن المؤبد إلى جانب بعض من ألقى الجيش الإسرائيلي القبض عليهم خلال الحرب دون أن توجه إليهم اتهامات.

ووصلت حافلة تقلّ معتقلين فلسطينيين الى بلدة بيتونيا قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن خرجت من سجن عوفر الملاصق للبلدة، واستقبلها حشد من الفلسطينيين بالزغاريد والهتافات.

ووصلت الحافلة التي تقل المعتقلين الفلسطينيين الى ساحة قريبة من متحف وقبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش.وكانت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون المعتقلين في السجون الاسرائيلية أعلنت أن هذه المرحلة من الصفقة تشمل إطلاق سراح 183 معتقلا فلسطينيا لقاء ثلاثة رهائن اسرائيليين تحتجزهم حماس في غزة. وبين المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم 111 معتقلا من قطاع غزة اعتقلوا عقب السابع من أكتوبر 2023.

وحسب هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينية، بين المعتقلين الذين افرج عنهم اليوم 18 محكومين بالسجن المؤبد، و54 من أصحاب الأحكام العالية.

واصطف عدد كبير من مقاتلي حركة حماس بملابسهم العسكرية والعصبات الخضراء على رؤوسهم على شاطئ غزة اليوم لتسليم رهينة أميركي إسرائيلي في استعراض جديد للقوة بعد 15 شهرا من حرب مدمّرة مع الجيش الإسرائيلي.

وأقيمت منصة في ميناء الصيادين في غزة لتسليم كيث سيغل. ورفرفت حول المكان أعلام حركة حماس الخضراء، واختلط صوت أمواج البحر مع الأناشيد الوطنية التي كانت تصدح من مكبّرات الصوت.

وقبل ذلك، كانت حماس سلّمت الإسرائيلي ياردين بيباس والفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون في مراسم أخرى سريعة ومنظمة جرت في مدينة خان يونس التي دمرتها الحرب في جنوب قطاع غزة، الى الصليب الأحمر، بعد عرضهما على منصة أخرى.

وارتدى سيغل البالغ من العمر 65 عاما، ملابس رياضية سوداء وقبعة رمادية داكنة وأمسك بذراعيه مقاتلون كانوا يسيرون بخطى مسرعة إلى المنصة، ثم نزولا منها.

وقام سيغل بالتلويح لعدد من الفلسطينيين الذين تجمّعوا في المكان والكاميرات، ثم سلمه عناصر من حماس إلى عناصر الصليب الأحمر الدولي.

وقبل إطلاق سراح سيغل، وقفت صفوف منظمة من عشرات المسلحين المدججين بالسلاح من عناصر حماس الملثمين حول المكان. بينما انتشر آخرون وهم يحملون قذائف آر بي جي وأسلحة أخرى متنوعة.

وعلى المنصة ذاتها، رُفعت صور قادة حركة حماس الذين قتلوا في الحرب، وبينهم محمد ضيف، قائد كتائب القسام الذي اتهمته إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة وراء هجوم السابع من أكتوبر. وأكّدت حماس مساء الخميس أنّه قُتل إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها. وكانت إسرائيل أعلنت قتله في أغسطس.

وهتف مقاتلو حماس وهم يلوحون بأسلحتهم "نحن رجال محمد ضيف".

وتوقف المتفرجون، وعدد كبير منهم من الأطفال، لالتقاط صور سيلفي مع مقاتلي حماس، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية.

وفي إسرائيل تجمعت حشود فيما يعرف باسم ساحة الرهائن في تل أبيب لمشاهدة عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على شاشات خارجية عملاقة، وامتزجت الهتافات والتصفيق بالدموع مع ظهور الرجال الثلاثة في الصباح.

وظهر كالديرون وبيباس على منصة في خان يونس لفترة وجيزة، قبل تسليمهما إلى مسؤولي الصليب الأحمر. وظهر الرهينتان بجوار صور لمجموعة من قادة حماس، منهم محمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي أكدت الحركة الأسبوع الماضي مقتله.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان "عوفر كالديرون حر! نشارك أحباءه الارتياح الكبير والفرحة الغامرة بعد الجحيم الذي لا يمكن تصوره على مدى 483 يوما".

* باقي الرهائن

ومع هدوء القتال، تتسارع وتيرة الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى تسوية أوسع نطاقا.

ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة والتطبيع المحتمل للعلاقات مع السعودية في إطار اتفاق سيتم على الأرجح التركيز عليه في مرحلة ما بعد الحرب.

ومن المقرر خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إطلاق سراح 33 رهينة من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى مرضى وجرحى. وتشمل مفاوضات المرحلة الثانية الإفراج عما يزيد عن 60 رجلا في سن الخدمة العسكرية.

ومن المنتظر أن تبدأ المفاوضات بحلول يوم الثلاثاء بشأن التفاهمات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن المتبقين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وظلت المرحلة الأولى الممتدة لستة أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع وسطاء مصريين وقطريين وبدعم من الولايات المتحدة، على المسار الصحيح حتى الآن على الرغم من عدة وقائع دفعت كل جانب إلى اتهام الآخر بانتهاك الاتفاق.

وتقول حكومة نتنياهو وحماس إنهما ملتزمتان بالتوصل إلى تفاهم خلال المرحلة الثانية. وتضم الحكومة الإسرائيلية أعضاء من اليمين المتطرف يعارضون اتفاق وقف إطلاق النار.

لكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة لا تزال غير واضحة. وبدأت الحرب بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل. ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية، أسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ووفقا للسلطات الصحية الفلسطينية، قتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت الهجوم أكثر من 47 ألف فلسطيني وتسببت في تدمير معظم أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان. ولا يزال هناك إرث عميق من المرارة وانعدام الثقة.

يواصل قادة إسرائيل التشديد على عدم إمكانية بقاء حماس في غزة لكن الحركة تستغل كل فرصة لتأكيد سيطرتها على القطاع الذي لا تزال تديره رغم مقتل الكثير من قيادييها والآلاف من مقاتليها خلال الحرب.

ومع بدء عودة سكان غزة إلى منازلهم بوتيرة بطيئة، قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم الخميس في ختام زيارة للمنطقة إن قطاع غزة "لم يتبق منه شيء تقريبا" وربما تستغرق عملية إعادة إعماره من 10 أعوام إلى 15 عاما.

وأضاف في مقابلة مع موقع أكسيوس الإخباري "يتجه السكان شمالا للعودة إلى منازلهم ويرون ما حدث ثم يعودون... لا يوجد ماء ولا كهرباء. حجم الدمار الذي وقع هناك هائل".

(تغطية صحفية جيمس ماكنزي - إعداد مروة سلام وشيرين عبد العزيز ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

مقالات مشابهة

  • الحرية ل 183 أسيرا فلسطينيا مقابل 3 اسرائيلين
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • في انتظار الثالث..حماس تطلق سراح رهينتين إسرائيليين
  • مصلحة السجون الإسرائيلية توزع "أساور تذكارية" على الأسرى الفلسطينيين المحررين
  • وول ستريت جورنال: إطلاق سراح الأسرى تحول إلى مشهد مهين لـ إسرائيل
  • هيئة البث الإسرائيلية تعلن موعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. تفاصيل
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا
  • جيش الاحتلال: المحتجزة الإسرائيلية المفرج عنها آجام بيرجر في طريقها لإسرائيل
  • من أمام منزل السنوار… حماس تطلق سراح 3 أسرى
  • عاجل:- المقاومة الفلسطينية تطلق سراح أسيرة إسرائيلية في غزة وتستعد لتسليم أسرى آخرين