المسلة:
2025-04-29@10:08:17 GMT

وماذا بعد تلك التصريحات؟

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

وماذا بعد تلك التصريحات؟

1 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

قاسم سلمان العبودي

يوماً بعد آخر تتعالى الأصوات النشاز لأركان الحكومة الامريكية بالنيل من سيادة العراق وقادته . وكان آخرها تصريح النائب الأمريكي مايك والتز عضو الكونغرس الأمريكي الذي وصف رئيس أكبر مؤسسة قضائية في العراق السيد فائق زيدان بأنه يتخادم مع دولة أجنبية .

ففي الوقت الذي ندين بأشدّ عبارات الأدانة والرفض لتلك التصريحات الغير مسؤولة نوّد أن نشير إلى مايلي :

أولاً : أن المؤسسة القضائية تم تشكيلها وفق الدستور العراقي ، وتمت الموافقة عليها تحت قبة البرلمان العراقي الذي صوت ممثلوا الشعب عليّها بأغلبية مطلقة وعليه ، أن التطاول على شخص السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى هو تطاول على السلطة التشريعية وعلى الشعب العراقي بأكمله ، مما يستدعي تحميل السفيرة الأميركية في بغداد مذكرة أحتجاج شديدة اللهجة لتكون رادع لمن يريد الأستخفاف بالسيادة الوطنية .

ثانياً : أن العلاقات الثنائية بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما تكون وفق رؤية مشتركة بين الجانبين لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين ، وهناك مواقف مشتركة أستثنائية في تلك العلاقة ربما من الصعب تفهمها من قبل الجانب الأميركي الذي لايؤمن ألا بالمصالح الأنانية فقط والذي هو ديدن السياسات الأميركية على مدى عقود طويلة . فذهاب السيد فائق زيدان إلى زيارة الجمهورية الإسلامية تأتي وفق تلك السياقات البروتوكولية .

ثالثاً : نرى هناك خيط يربط بين تصريحات السفيرة الأمريكية القادمة إلى العراق والتي وصفت أبطال المقاومة العراقية بأنهم مرتبطون مع إيران ، وبين تصريحات عضو الكونغرس مايك والتز الأستفزازية ، مما يشير إلى أن هناك هجمة دبلوماسية أمريكية ضد العراق وقادته ، وخصوصاً بعد الأستقرار النسبي في العملية السياسية في العراق والتي أنتجت حكومة خدمات تحاول أن تعوض العراقيين النقص الحاد في المجال الخدمي والاقتصادي .

رابعاً : نرى أن الأستهداف الممنهج لأبطال المقاومة الإسلامية العراقية للمصالح الصهيونية والأمريكية جنباً إلى جنب مع باقي الساحات المقاومة ، والذي أوجع الكيان المحتل ، وراء تلك التصريحات الغير مسبوقة ، وهي رسائل سياسية أمريكية إلى العراق وأيران في وقت واحد . فبعد الفشل الكبير للكيان الصهيوني في صد المقاومة الإسلامية في غزة وجنوب لبنان ، أبرقت تل أبيب لحليفتها التقليدية واشنطن بالضغط على الساحة العراقية من أجل تخفيف الضغط الأسلامي المقاوم علّها تلتقط أنفاساً تُعينها على مواجهة التحديات الكبيرة التي وضعتها في مأزق استراتيجي كبير في مواجهة الساحات الإقليمية المقاومة ، والتي ترى تل أبيب أن العراق بات ولاية أمريكية بحسب الرؤيا الصهيونية القاصرة .

خامساً : أذا كان هناك مواد قانونية دولية تعاقب الدول التي تتقارب فيما بينها لمصالح سياسية واقتصادية متبادلة ، فإن واشنطن أولى بأن تكون عرضة للعقوبات الدولية كوّنها ساهمت بأكبر أبادة جماعية في قطاع غزة عبر دعمها للكيان الصهيوني ، فضلاً عن دعّمها السافر للنظام الأوكراني في حربهِ مع روسيا ، وغيرها من التدخلات الخارجية الكبيرة التي تمارسها واشنطن ضد الدول التي تتقاطع معها في المصالح .

أخيراً نشير إلى أنّ مجلس القضاء الأعلى الذي يمثل أعلى سلطة قضائية هو الحامي للدستور العراقي ، وهو حامي العملية السياسية والحارس الأمين لها . لذا فإن هذا الأستهداف هو أستهداف للدولة العراقية وسيادتها ، وقد أشارت بعض التسريبات بأن هذه التصريحات الأمريكية جاءت بوشاية من أحد السياسيين الأكراد في واشنطن للنيل من شخص السيد فائق زيدان الذي وقف بالضد ( وفق القانون العراقي) من بعض الخروقات التسويقية للنفط الخام المصدر من محافظات كردستان خارج الضوابط التصديرية لشركة النفط الوطنية العراقية سومو . أن صحت هذه التسريبات المنسوبة إلى تلك الشخصية الكوردية ، فعلى الحكومة العراقية أن تكون لها وقفة قانونية ودستورية جادة بحق تلك الشخصية التي تريد التسبب بتلك الأزمة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

حسام الفقي يكتب: جنون الذهب.. وماذا لو عاد ترامب معتذرًا؟

من سيحرك سوق الذهب أولاً: المشتري الجريء أم البائع المتخوف؟

 كمواطن مصري يتابع يوميا الأسعار علي كافة الأصعدة ولكن الذهب كاد أن يذهب عقلي من ارتفاعات متتالية سريعة جنونية ربما تكون متوقعة، يرتفع بتصريح وينفخض بتصريح، من هو المسئول عن ارتفاعه أو انخفاضه.

يُعتبر الذهب الأداة الاستثمارية الأكثر تداولًا على مستوى العالم، يليه الدولار الأمريكي، وأي خلل في قيمة الدولار ينعكس مباشرة على أسعار الذهب، الذي يُعد الملاذ الآمن في الأوقات الصعبة.

والدولار هو المؤشر الذي يقاس به أداء اقتصادات العالم، وأي تراجع في قيمته يؤثر على الجميع، مما يدفع الكثيرين إلى تحويل مدخراتهم إلى ذهب كوسيلة للتحوط.

سريعا تواصلت مع صديقين ذو خبرة كبيرة في الشأن الإقتصادي المحلي والعالمي، هل في حالة توافق المصالح الأمريكية الصينية سينخفض الذهب؟.

قال الصديقان إجابتين متشابهتين، وكانت كالتالي، العالم لم يثق في الدولار بعد الآن.

وأوضحا أن ارتفاع الذهب مرتبط بسياسات ترامب في الحرب التجارية وازدياد التوترات الجيوسياسية، ورغم تراجع الذهب في اليومين الماضيين، إلا أنه لا يزال مرتفعًا بأكثر من ربع قيمته منذ بداية العام، بسبب تصاعد التوترات التجارية وتدهور التوقعات الاقتصادية، مما عزز الإقبال على الأصول الآمنة.

وساهمت مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب في دعم الأسعار.

تشهد الأسواق العالمية حالة من الاضطراب نتيجة الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب، بالإضافة إلى الضبابية في سياساته التجارية، مما أثر سلبًا على التوقعات الاقتصادية لأكبر اقتصاد في العالم ودفع المستثمرين إلى التخارج من الأصول الأمريكية.

وقد تؤدي أي تقدم في المفاوضات الأمريكية الصينية حول التعريفات الجمركية إلى تراجع أسعار الذهب، بالتزامن مع انخفاض التوترات الجيوسياسية.

في ظل استمرار الضبابية في الحرب التجارية بين البلدين، تبقى الأسواق العالمية مضطربة، مما يطيل أمد التوتر ويؤثر على النمو العالمي، مما يعزز من الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب

في النهاية نتمني أن يعيش العالم أجمع في سلام دون حروب أو منازعات، دامت مصر محروسة تتنعم بالأمن والأمان برعاية الله وقائدها وجيشها وشرطتها ورجالها المخلصين.

طباعة شارك أسعار الذهب سعر الذهب سعر الذهب عالميا

مقالات مشابهة

  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • هل اقترب قيام دولة إقليم الساحل السوري؟ .. رامي مخلوف يُعلن تفعيل قوّات النخبة فمن قائدها وماذا عن قوامها؟
  • العثور على وثيقة بالسفارة العراقية في الخرطوم تثبت ان مريم الصادق عميلة لدى جهاز الامن العراقي
  • سفيرة الأناقة والتراث.. الدار العراقية للأزياء رحلة عبر التاريخ وهوية وطن
  • وسط تضارب التصريحات.. الصين تلغي الرسوم الجمركية على واردات أمريكية
  • التجارة: المساعدات العراقية من القمح للسوريين تعكس بداية لعلاقة استراتيجية جديدة
  • حسام الفقي يكتب: جنون الذهب.. وماذا لو عاد ترامب معتذرًا؟