المسلة:
2025-01-29@06:03:33 GMT

وماذا بعد تلك التصريحات؟

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

وماذا بعد تلك التصريحات؟

1 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

قاسم سلمان العبودي

يوماً بعد آخر تتعالى الأصوات النشاز لأركان الحكومة الامريكية بالنيل من سيادة العراق وقادته . وكان آخرها تصريح النائب الأمريكي مايك والتز عضو الكونغرس الأمريكي الذي وصف رئيس أكبر مؤسسة قضائية في العراق السيد فائق زيدان بأنه يتخادم مع دولة أجنبية .

ففي الوقت الذي ندين بأشدّ عبارات الأدانة والرفض لتلك التصريحات الغير مسؤولة نوّد أن نشير إلى مايلي :

أولاً : أن المؤسسة القضائية تم تشكيلها وفق الدستور العراقي ، وتمت الموافقة عليها تحت قبة البرلمان العراقي الذي صوت ممثلوا الشعب عليّها بأغلبية مطلقة وعليه ، أن التطاول على شخص السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى هو تطاول على السلطة التشريعية وعلى الشعب العراقي بأكمله ، مما يستدعي تحميل السفيرة الأميركية في بغداد مذكرة أحتجاج شديدة اللهجة لتكون رادع لمن يريد الأستخفاف بالسيادة الوطنية .

ثانياً : أن العلاقات الثنائية بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما تكون وفق رؤية مشتركة بين الجانبين لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين ، وهناك مواقف مشتركة أستثنائية في تلك العلاقة ربما من الصعب تفهمها من قبل الجانب الأميركي الذي لايؤمن ألا بالمصالح الأنانية فقط والذي هو ديدن السياسات الأميركية على مدى عقود طويلة . فذهاب السيد فائق زيدان إلى زيارة الجمهورية الإسلامية تأتي وفق تلك السياقات البروتوكولية .

ثالثاً : نرى هناك خيط يربط بين تصريحات السفيرة الأمريكية القادمة إلى العراق والتي وصفت أبطال المقاومة العراقية بأنهم مرتبطون مع إيران ، وبين تصريحات عضو الكونغرس مايك والتز الأستفزازية ، مما يشير إلى أن هناك هجمة دبلوماسية أمريكية ضد العراق وقادته ، وخصوصاً بعد الأستقرار النسبي في العملية السياسية في العراق والتي أنتجت حكومة خدمات تحاول أن تعوض العراقيين النقص الحاد في المجال الخدمي والاقتصادي .

رابعاً : نرى أن الأستهداف الممنهج لأبطال المقاومة الإسلامية العراقية للمصالح الصهيونية والأمريكية جنباً إلى جنب مع باقي الساحات المقاومة ، والذي أوجع الكيان المحتل ، وراء تلك التصريحات الغير مسبوقة ، وهي رسائل سياسية أمريكية إلى العراق وأيران في وقت واحد . فبعد الفشل الكبير للكيان الصهيوني في صد المقاومة الإسلامية في غزة وجنوب لبنان ، أبرقت تل أبيب لحليفتها التقليدية واشنطن بالضغط على الساحة العراقية من أجل تخفيف الضغط الأسلامي المقاوم علّها تلتقط أنفاساً تُعينها على مواجهة التحديات الكبيرة التي وضعتها في مأزق استراتيجي كبير في مواجهة الساحات الإقليمية المقاومة ، والتي ترى تل أبيب أن العراق بات ولاية أمريكية بحسب الرؤيا الصهيونية القاصرة .

خامساً : أذا كان هناك مواد قانونية دولية تعاقب الدول التي تتقارب فيما بينها لمصالح سياسية واقتصادية متبادلة ، فإن واشنطن أولى بأن تكون عرضة للعقوبات الدولية كوّنها ساهمت بأكبر أبادة جماعية في قطاع غزة عبر دعمها للكيان الصهيوني ، فضلاً عن دعّمها السافر للنظام الأوكراني في حربهِ مع روسيا ، وغيرها من التدخلات الخارجية الكبيرة التي تمارسها واشنطن ضد الدول التي تتقاطع معها في المصالح .

أخيراً نشير إلى أنّ مجلس القضاء الأعلى الذي يمثل أعلى سلطة قضائية هو الحامي للدستور العراقي ، وهو حامي العملية السياسية والحارس الأمين لها . لذا فإن هذا الأستهداف هو أستهداف للدولة العراقية وسيادتها ، وقد أشارت بعض التسريبات بأن هذه التصريحات الأمريكية جاءت بوشاية من أحد السياسيين الأكراد في واشنطن للنيل من شخص السيد فائق زيدان الذي وقف بالضد ( وفق القانون العراقي) من بعض الخروقات التسويقية للنفط الخام المصدر من محافظات كردستان خارج الضوابط التصديرية لشركة النفط الوطنية العراقية سومو . أن صحت هذه التسريبات المنسوبة إلى تلك الشخصية الكوردية ، فعلى الحكومة العراقية أن تكون لها وقفة قانونية ودستورية جادة بحق تلك الشخصية التي تريد التسبب بتلك الأزمة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية

26 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  في إطار تعزيز العلاقات المصرفية والاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة، عقد محافظ البنك المركزي العراقي، علي محسن العلاق، اجتماعاً مع وفد أميركي برئاسة ستيف لوتس، نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية ورئيس مجلس الأعمال الأميركي – العراقي.

جاء اللقاء الذي جرى في بغداد لمناقشة آليات التبادل التجاري والتحويلات المالية الخارجية، في وقت حساس يتسم بتحديات كبيرة في القطاع المصرفي العراقي.

الحديث كان منصباً على عملية تحويل الأموال عبر البنوك المراسلة، حيث بحث الجانبان استراتيجيات تنظيم التحويلات المالية بين العراق والدول الأخرى. هذه المناقشات تأتي في أعقاب القرارات الأميركية الأخيرة التي تسببت في وضع 14 مصرفاً عراقياً ضمن القائمة السوداء بسبب الاشتباه في تورطها في غسل الأموال وتحويل الأموال الخارج، مما أعاق قدرتها على إجراء معاملات بالدولار.

كما تم التطرق إلى زيارة مرتقبة لوفد من البنك المركزي العراقي إلى واشنطن في أبريل المقبل، حيث سيلتقي ممثلو البنك مع غرفة التجارة الأميركية والشركات الأميركية في مسعى لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقد شدد العلاق على أهمية تعزيز الاستثمارات الأميركية في العراق، خاصة في مجالات الطاقة والبنى التحتية والتكنولوجيا الحديثة، مستفيدين من الاستقرار الأمني الذي يشهده البلد في الآونة الأخيرة.

اللقاء  يعكس تحولاً مهماً في العلاقة بين البلدين في المجال الاقتصادي، خاصة في ظل تطورات حاسمة في النظام المصرفي العراقي. الأزمة التي نشأت إثر فرض العقوبات الأميركية على المصارف العراقية لا تقتصر على التعقيدات القانونية فقط، بل تمتد لتأثيرات اقتصادية عميقة، لاسيما فيما يتعلق بالثقة في النظام المالي العراقي.

و إغلاق البنك المركزي العراقي لمنصة التحويلات المالية بالدولار، التي تم تشغيلها في عام 2023، قد أدى إلى تداعيات سلبية تمثلت في سحب الودائع المالية من البنوك التجارية، ما أثار مخاوف واسعة من إمكانية تعثر المصارف المحلية أمام متطلبات البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية. هذه الخطوة تشير إلى أزمة ثقة في قدرة البنوك العراقية على الامتثال للمعايير الدولية الخاصة بالتحويلات المالية، ما يعكس تحديات كبيرة قد تواجهها العراق في جذب الاستثمارات الأجنبية.

مؤشرات تراجع حجم الودائع في البنوك التجارية، التي وصلت إلى أدنى مستوى لها في 22 شهراً، تكشف عن تراجع مستمر في معدلات الادخار داخل النظام المصرفي.

و الانخفاض المستمر في حجم الودائع خلال الأشهر الأخيرة يمكن أن يكون دليلاً على التوجس لدى المستثمرين المحليين والأجانب من التعامل مع البنوك العراقية في ظل عدم وضوح السياسات المالية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • السيد الخامنئي: أمريكا تجسيد للاستعمار والغطرسة
  • «سوق أبوظبي» و«الأوراق المالية العراقية» يعززان التعاون في ممارسات التداول
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • وزير العدل: الحكومة العراقية تسير بخطى ثابتة لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان العدالة والمساواة لجميع أفراد الشعب العراقي
  • أحزاب المشترك تدين التصريحات التي تدعو إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • السوداني : حان الوقت لإنعاش الاقتصاد العراقي
  • ترامب يبدأ بشل الاقتصاد العراقي !
  • تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية
  • الرئيس العراقي يؤكد رفض بلاده لأي تدخلات تمس أراضيه