ماذا يعني انتقال إسرائيل إلى امرحلة الثالثة من الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهاء العمليات العكسرية المكثفة على قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثالثة، التي سيجري فيها خفض أعداد القوات العسكرية والغارات الجوية والتحول إلى العمليات الخاصة، وفقًا للقناة الـ13 العبرية.
الحرب لن تنته لكن ستكون أقل شدةوبحسب القناة العبرية، فإن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب لا يعنى انتهاءها، إذ شدد مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنّ العدوان على قطاع غزة مستمرًا، وهو ما أكده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال جلسة أمنية ترأسها اليوم، بمشاركة وزير دفاعه يوآف غالانت.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين في دولة الاحتلال، قولهم إنّ خطط اليوم التالي للحرب جاهزة وتنتظر الموافقة عليها.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية، اليوم، أنّ دولة الاحتلال تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، لكن الخطة لم تلق قبولًا لدى عديد من الأشخاص الذين تم إطلاعهم عليها.
ووفقا للصحيفة البريطانية فإن الاختبار التجريبي سيتم عن طريق إنشاء مجموعات لحكم قطاع غزة لا تنتمي إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن المقرر البدء في تنفيذ المخطط التجريبي خلال الفترة المقبلة في أحياء بمناطق شمال غزة، خاصة أحياء العطاطرة وبيت حانون وبيت لاهيا، وفقًا لما نقلته «فاينانشال تايمز» عن مسؤولين مطلعين.
خطة استبدال الحكم في غزة «خيالية»وبموجب المخطط، سيوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي المساعدات إلى الفلسطينيين الذين تم التحقق بعدم انتمائهم لأي فصيل سياسي، من خلال معبر إيرز، ليتولوا توزيع المساعدات، وستتوسع مسؤولياتهم تدريجيًا حتى تولي الحكم المدني في المنطقة، وفي حال نجاح المخطط، ستوسع إسرائيل المجموعات جنوبًا إلى أجزاء أخرى من غزة، كوسيلة لاستبدال حكم فصائل المقاومة.
وقال شخص مطلع على المخطط، أنه يأتي كوسيلة للضغط على فصائل المقاومة لدفع المحادثات المتعثرة معها بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، فيما قال أخرون إنها مجرد نسخة من المحاولات الإسرائيلية لتغيير نظام الحكم في قطاع غزة، وأفشلتها فصائل المقاومة، كما تم وصفها على إنها «مشروع خيالي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قطاع غزة الحرب على غزة فصائل المقاومة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!
سيؤرخ للسابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) أنه لم يكن سوى بداية لسلسلة زلازل وهزات كبرى غيرت خريطة الشرق الأوسط وكانت لها توابعها التى أثرت فى صراعات العالم.
بدأ العد التنازلى لنرى مركز الزلزال ينتقل من غزة، تلك البقعة الصغيرة، إلى باقى جغرافية المنطقة الشاسعة يغير معادلات ويقلب موازين ويعيد تشكيل تحالفات لصالح إما الحرب أو السلام، المهم أن التغيير بات حتمية قدرية.
الآن تتساوى شروط الحرب فى الميزان مع مثقال شروط السلم والاستقرار، وتستطيع شعوب الشرق الأوسط ترجيح كفة شروط السلم، فإن استمرت فى عزوفها وتركت الساسة دون نصح أو رأى أو ضغط يلجم أوهامهم رجحت كفة مشعلات الحرب.
فى غزة ما زال الزلزال يعمل لصالح المقاومة، فها هى تدك نقاط تمركز قوات العدو، وتدمر الدبابات وتردى جنوده قتلى، بل وتستهدف رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتزى هليفى، ويمهله القدر ربما لميتة تليق بحجم جرائمه.
بيد أن هذا الزلزال قد ينقلب على الفلسطينيين إذا لم تحاصر فصائل المقاومة «فتح وحماس» خلافاتهما والتناقض بينهما فى الضفة الغربية وغزة، وفى الرؤية لليوم التالى للحرب ليس على مستوى القطاع وإنما على مستوى إدارة الصراع مع المحتل، الذى لن ينتهى فور الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب.
ويزداد الأمر تعقيداً إذا كانت كل المعطيات حتى الآن تؤشر إلى شبه استحالة الوصول إلى هذا الاتفاق، ما يفرض على فصائل المقاومة كافة الاستجابة للمبادرات المصرية التى لا تتوقف لإبرام مصالحة فلسطينية - فلسطينية.
حديث المصالحة يكتسب هذه الأيام أهمية خاصة على خلفية خطة اليوم التالى للحرب التى أعدتها الولايات المتحدة، وجاء بها وزير خارجيتها «أنتونى بلينكن» وعرضها على مجرم الحرب نتنياهو وقدمتها مساعدته لشئون الشرق الأوسط إلى السلطة الفلسطينية.
ما أوردته التقارير الصحفية بشأن رد فعل السلطة من ناحية وحماس التى تعمل الخطة على تهميشها ينذر بنذير الشؤم، خاصة فى ظل الأنباء التى تتحدث عما يمكن وصفه بتحرشات أمنية من قبل أجهزة السلطة برجال المقاومة فى الضفة الغربية، تزامناً مع اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين على مدن وقرى الضفة.
فى لبنان أصبحنا أمام نتائج إيجابية لزلزال الطوفان، عندما انضم الإرهابى نتنياهو إلى النازحين من مستوطنات الشمال بعد وصول مسيّرة إلى غرفة نومه.
الرعب يتملك الإرهابى فيلغى حفل زفاف نجله «أفنير» ويطالب بعقد اجتماعات الكنيست التى يحضرها تحت الأرض.
مسيرات المقاومة جعلت الخوف يسكن قلوب الصهاينة وتدمر آليات العدو وتدك قواعده العسكرية وتصيب نحو ألف من جنوده وتقتل مائة لتمنعه من التقدم فى جنوب لبنان.
يريد الإرهابى «يوآف جالانت» وزير الدفاع الصهيونى، إنهاء العملية البرية تحت وطأة صواريخ المقاومة، لكن واشنطن تعد مسودة اتفاق لإنهاء الحرب تقضى بنزع سلاح المقاومة واحتفاظ جيش الاحتلال بحق اختراق السيادة اللبنانية والقيام بعمليات عسكرية والتجسس على لبنان بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتمكين الجيش اللبنانى من الوجود على الشريط الحدودى، بشرط العمل وفق تعليمات الولايات المتحدة، التى تشرف على جهة دولية تراقب مجمل المجريات السياسية والأمنية.
المسودة عنونت مشروعها الذى يضع لبنان تحت الاحتلال عملياً بتطبيق القرار الأممى «١٧٠١» شكلياً. ومع ذلك رفض الإرهابى نتنياهو المسودة، معللاً ذلك بأن الوضع الحالى يحتاج للمزيد من القتال لفرض شروط أفضل، لكن واقع جيشه المهزوم أمام قوات المقاومة يؤكد أن الحكومة اللبنانية قبل «حزب الله» ليسا فى مكان من يرضى باتفاق كهذا.
نتنياهو يريد المزيد من الوقت لعله ينجح فى إشعال نيران الحرب الأهلية وتشاركه الولايات المتحدة ذات الهدف، لأنها قامت بصياغة تلك المسودة ليرفضها لبنان. حتى لا ينقلب الزلزال على اللبنانيين بكل مكوناتهم السياسية والمذهبية عليهم التصدى لتلك المؤامرة، وعدم التفاعل مع أى تدخلات إقليمية تسعى لإشعال حرائق الفتنة فى سياق صراع أخرق على النفوذ، بدلاً من أن يكون لها مشروعها المستقل الذى يفرض حل الدولتين بالتنسيق مع قوى الإقليم ويحجم أطماع الإرهابى فى تل أبيب وحلفائه الغربيين استثماراً لزلزال طوفان الأقصى.