تجمع أنصار ومؤيدو الائتلاف اليساري في ساحة الجمهورية في باريس بعد أن أظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية مكاسب قوية لليمين المتطرف.

اعلان

كانت المشاعر تتصاعد في باريس عندما اجتمع الناخبون اليساريون مع قادة ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة (NPF) في ساحة الجمهورية في لقاء ما بعد الانتخابات سرعان ما تحول إلى احتجاج جماهيري ضد اليمين المتطرف.

وجاء الائتلاف اليساري في المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة، وفقًا للنتائج الأولية، خلف التجمع الوطني اليميني المتطرف (RN) يوم الأحد.

تقول إحدى الماشركات ليورونيوز: "أنا مكتئبة أشعر قليلاً وكأنني سأبكي. كان الأمر إما القيام بذلك أي الحضور للاحتجاج أو البقاء في المنزل والبكاء. أشعر بالخجل الشديد".

وردد تعليقاتها متظاهرون شباب آخرون في العاصمة باريس قالوا إنهم قرروا الانضمام إلى اجتماع NFP لأنهم كانوا في حالة صدمة وانزعاج من النتائج.

قال نشطاء الحملة الشباب من أحد أحزاب الائتلاف، La France Insoumise (LFI)، الذين اجتمعوا في وقت سابق من المساء لمشاهدة نتائج الانتخابات، إنهم توقعوا هذه النتيجة، ويركزون الآن على الجولة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو.

"أشعر بالخوف مما يمكن أن يحدث في أسبوع واحد لكن حالتي الذهنية هي حالة القتال. أنا مقاتل. وقال جيروين أتبوثاراجا، الناشط البالغ من العمر 21 عاما والمرشح المحلي السابق لـ LFI في ضواحي باريس ليورونيوز: "لا يزال أمامنا أسبوع واحد للحاق بالركب وهذا ليس مستحيلًا".

كل الأنظار على الجولة الثانية

قالت تارا فارما، الزميلة الزائرة في معهد بروكينغز والخبيرة في السياسة الفرنسية، إن النتائج كانت جيدة للائتلاف اليساري، لكنها لا تزال متخلفة كثيرًا عن اليمين المتطرف.

وأضافت: "كان هدف الائتلاف اليساري هو التقدم على الحزب الوطني الجمهوري ولكن هذا لم يحدث في الوقت الحالي".

وقالت سارة ليغرين، مرشحة الحزب الوطني الديمقراطي التي تم انتخابها بشكل صريح يوم الأحد في دائرتها الانتخابية في باريس، للصحفيين إن الانتخابات لم تنته بعد مع تركيز الائتلاف على الجولة الثانية.

"الموضوع ليس رؤية كيفية اللحاق بالركب في الجولة الأولى. هذا ما سيحدث في منتصف هاتين الجولتين".

وأضافت: "أعتقد أن التعبئة والمشاركة العالية تظهر أن لدينا الكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى التصويت، والأشخاص من الأحياء المحرومة والشباب وهؤلاء الأشخاص سيحددون نتيجة الجولة الثانية، وأقول لهم: أعطونا الأغلبية للجبهة الشعبية الجديدة".

إيمانويل ماكرون والكبرياء المجروح.. لماذا يكره الفرنسيون رئيسهم؟ اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير.. إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية الفرنسية

دعت الأحزاب في الائتلاف اليساري بسرعة كبيرة إلى "جبهة جمهورية" ضد اليمين المتطرف، مشيرة إلى أنها ستسحب المرشحين الذين وصلوا إلى الجولة الثانية إذا كان هناك بالفعل سباق ثنائي الاتجاه مع مرشح RN.

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 فرنسا أوكرانيا مارين لوبن الاتحاد الأوروبي غزة الانتخابات الأوروبية 2024 فرنسا أوكرانيا مارين لوبن الاتحاد الأوروبي غزة حزب يساري الانتخابات الأوروبية 2024 فرنسا أوكرانيا مارين لوبن الاتحاد الأوروبي غزة إيمانويل ماكرون روسيا حركة حماس مظاهرات فلسطين السياسة الأوروبية الجولة الثانیة الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

انسحابات انتخابية في فرنسا للحيلولة دون حكم اليمين المتطرف

بحلول مساء  اليوم الثلاثاء ستحدد في فرنسا أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بعد انسحاب العشرات من مرشحي اليسار واليمين لمحاولة منع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة رغم الانقسامات العديدة.

وحسب تعداد أولي أجرته وكالة فرانس برس انسحب مساء أمس الاثنين 155 مرشحا من اليسار ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون مؤهلين لخوض الجولة الثانية من السباق الانتخابي المقرر يوم الأحد المقبل.

ولا يزال الانسحاب ممكنا حتى الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء بتوقيت غرينتش لصالح منافس من حزب سياسي آخر، على أمل الحيلولة دون فوز مرشحي اليمين المتطرف.

والهدف من سلسلة الانسحابات هذه هو تشكيل "جبهة جمهورية" لمواجهة حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عاما) الذي تصدّر حزبه الجولة الأولى من الانتخابات بفارق كبير.

وفي حال أصبح بارديلا رئيسا للحكومة، ستكون هذه أول مرة تقود فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد 3 أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه ماكرون بإعلانه حل الجمعية الوطنية، صوت الفرنسيون بكثافة الأحد الماضي في الجولة الأولى من الانتخابات التي تثير نتائجها ترقبًا كبيرا في الخارج.

وحل التجمع الوطني (يمين متطرف) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33.14% من الأصوات (10.6 مليون صوت). وانتُخب 39 نائبا عن هذا الحزب في الجولة الأولى. وبذلك، تقدم على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار (27.99 %)، فيما جاء معسكر ماكرون في المرتبة الثالثة بفارق كبير (20.8 %).

وطالب اليمين المتطرف الفرنسيين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية. وقال رئيسه الشاب إن الجولة الثانية ستكون "واحدة من الأكثر حسما في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة" التي تأسست عام 1958.

من جهتها، قالت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان "نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة". وترأس لوبان كتلة نواب التجمّع الوطني في البرلمان الفرنسي كما انتخبت من الجولة الأولى في الشمال.

وأسس والدها جان-ماري لوبن في العام 1972 مع عنصرين سابقين في قوات الأمن الخاصة النازية، الجبهة الوطنية التي أطلق عليها اسم التجمع الوطني في العام 2018.

وأُدين لوبان الذي كان يركز خطابه على الهجرة واليهود، عدة مرات بسبب تجاوزاته، خصوصا بعد أن وصف غرف الغاز  الألمانية بأنها "مجرد تفصيل في التاريخ".

 

أعضاء البرلمان المنتخبون حديثًا عن حزب فرنسا الأبية، والجبهة الشعبية الجديدة يسيرون أمام الجمعية الوطنية في باريس (الأوروبية) سيناريوهات

وفي ظل حيرة وغموض على كل الجبهات، هناك عدة سيناريوهات مطروحة. ومع تراجع احتمال قيام "الجبهة الجمهورية" التي كانت تتشكل تقليديا في الماضي بمواجهة التجمع الوطني في فرنسا، بات من المطروح أن يحصل حزب جوردان بارديلا، ومارين لوبان على أغلبية نسبية قوية أو حتى أغلبية مطلقة الأحد المقبل.

غير أن سيناريو قيام جمعية وطنية معطلة بدون إمكانية تشكيل تحالفات تحظى بالغالبية بين الكتل الثلاث الرئيسية، يبقى ماثلا أيضا، وهو سيناريو من شأنه أن يغرق فرنسا في المجهول. وفي جميع الأحوال، خسر ماكرون رهانه على حل الجمعية الوطنية بعد هزيمة كتلته في انتخابات البرلمان الأوروبي  التي جرت في 9 يونيو/ حزيران الماضي.

ومن المحتمل أن تُنتج الانتخابات التشريعية تعايشا غير مسبوق بين رئيس مناصر للاتحاد الأوروبي وحكومة معادية له، الأمر الذي يمكن أن يطلق شرارة خلافات بشأن صلاحيات رئيسي السلطة التنفيذية، وخصوصاً في مسائل الدبلوماسية والدفاع.

و حذر رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال من أن "اليمين المتطرف بات على أبواب السلطة"، داعيا إلى "منع التجمّع الوطني من الحصول على أغلبية مطلقة".  أما العضو اليساري في البرلمان الأوروبي رفاييل غلوكسمان فيؤكد "أمامنا 7 أيام لتجنب كارثة في فرنسا"، داعياً إلى انسحاب جميع المرشحين الذين حلوا في المرتبة الثالثة.

مأكرون يأمل في عدم ذهاب أي صوت إلى اليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية  (الفرنسية) الأحمق المفيد

لكن  حزب فرنسا الأبية حليف غلوكسمان فيرى أن هذه القاعدة لن تطبق إلا في الدوائر التي حل فيها مرشحو التجمع الوطني في المرتبة الأولى بحسب رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.

و في المعسكر الرئاسي، لايزال الخط غير واضح. ففي اجتماع لحكومته أمس الاثنين، لم يصدر ماكرون تعليمات واضحة، حسبما أفادت عدة مصادر وزارية.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع "إن الرئيس ماكرون أكد على ضرورة عدم ذهاب أي صوت لليمين المتطرف" وذكّر بأن اليسار دعمه مرتين في 2017 ثم في 2022 ليصبح رئيسا. لكن ماكرون لم يدل بأي بتصريحات علنية اأمس .

وأعلن العديد من مرشحي معسكره بقاءهم في الجولة الثانية. لكنأغلبية المرشحين المنسحبين تبدي ترددا حين يتعلق الأمر بدعم مرشحي فرنسا الأبية خصوصا أن حزب ميلانشون متهم بمعاداة السامية. ووصفه مسؤول نقابي بارز بأنه "الأحمق المفيد لجميع أولئك الذين لا يريدون التنحي".

العالم يراقب

وتراقب العديد من العواصم العالمية الأزمة السياسية في فرنسا. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "ألمانيا وفرنسا تتحملان مسؤولية خاصة تجاه أوروبا المشتركة ولا يمكن لأحد أن يظل غير مبال".

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن نتائج الجولة الأولى من هذه الانتخابات تعكس "اتجاها خطيرا" تسلكه فرنسا وأوروبا.

وأعلنت روسيا أنها تتابع "الانتخابات في فرنسا عن كثب"، فيما أكدت واشنطن أنها "تعتزم مواصلة تعاونها الوثيق مع الحكومة الفرنسية حول مجمل أولويات السياسة الخارجية".

في المقابل أشاد آخرون بالنتيجة التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي، على غرار رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي اعتبرت أن "شيطنة" اليمين المتطرف لم تعد مجدية".

مقالات مشابهة

  • انتخابات فرنسا: فرصة أخيرة أمام ماكرون والتيار اليساري للحيلولة دون حكم اليمين المتطرف
  • انسحابات انتخابية في فرنسا للحيلولة دون حكم اليمين المتطرف
  • اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا.. كيف جاءت نتائج الجولة الأولى؟
  • فرنسا.. اليمين المتطرف يفوز بالجولة الأولى من الانتخابات النيابية
  • اليمين المتطرف يفوز بالجولة الأولى من الانتخابات النيابية الفرنسية
  • الانتخابات التشريعية الفرنسية.. ماكرون يخسر الجولة الأولى
  • رئيس الوزراء الفرنسي يحض على عدم التصويت مطلقا لليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات
  • اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا.. حزب ماكرون ثالثا
  • بدء الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا