اقترب العام الدراسي من الانتهاء، كان عامًا مليئًا بالجهد والعمل الكثير ولكن كذلك، الحمد لله، مليئا بالنجاحات. تمكنت مدرستنا، المدرسة الألمانية الدولية بدبي، للمرة الأولى، من الحصول على تقدير جيد جدًا من هيئة المعرفة والتنمية البشرية. ولمن لا يعرف، فهذا إنجاز لأن نظام المدرسة ألماني، وله طبيعة مختلفة في التقييم مقارنة بالنظام البريطاني الأكثر انتشارًا في الإمارات ومنطقة الخليج.

وقد ساهم في ذلك كل قطاع بالمدرسة، بداية من رياض الأطفال ثم المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بتطور كبير عن العام الماضي. وقد ذكر مدير مدرستنا كلمة أراها ذات أهمية كبيرة، وهي أن "مدرستنا حصلت على هذا التقدير بعد محاولات عديدة بسبب المثابرة على تحقيق الهدف".

كان لفريق اللغة العربية والتربية الإسلامية، الذي تشرفت بقيادته، دورًا بارزًا في هذا الإنجاز، حيث حققنا تقدمًا في ثمانية مجالات كواحدة من أكثر أقسام اللغة العربية والتربية الإسلامية تقدمًا هذا العام، بالإضافة للحصول على تقدير جيد جدًا للعرب ولغير العرب في المرحلة الابتدائية. في هذا السياق، خالص الشكر لفريق هيئة المعرفة والتنمية البشرية على دورهم الكبير في رفع قيمة وشأن اللغة العربية والتربية الإسلامية بالمدارس وحرصهم على حث المدارس لدعم فهم الطلاب للثقافة الإسلامية والعربية والإماراتية.

 

 

 

 

 

 

التطوير الشخصي وتبادل الخبرات:

 واحدة من التحديات الهامة لكل معلم هي كيفية تطوير ذاته مهنيًا في ظل المهام الكثيرة المنوط بنا القيام بها. لذا من الأهمية بمكان وجود خطة لتنظيم الوقت وترتيب الأولويات وحضور مؤتمرات وملتقيات من أجل تبادل الخبرات مع الزملاء والخبراء في المجال. من خلال تلك الخطة الزمنية، تشرفت بالمشاركة كمتحدث أو محاضر في أربعة مؤتمرات تعليمية متعلقة بتطوير اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتعلمت من أساتذة كرام فيها.  كذلك أتيحت لي الفرصة لإجراء مقابلات إعلامية للحديث حول تطوير التعليم واللغة العربية في الإمارات، بالإضافة إلى كتابة أربعة مقالات صحفية، وكتابة قصة للأطفال قيد النشر، وأخيرًا التحضير لمقال أكاديمي حول تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

تأهيل جيل  للقيادة:

واحدة من التحديات التي واجهتنا بالمدرسة هي المركزية في الإدارة، حيث كانت تعتمد المدرسة على شخص واحد يدير كل فرق اللغة العربية والتربية الإسلامية، والباقي معلمون يساعدون تطوعًا ولا ينالون أي مسمى قيادي. ولذلك كانت الخطوة الأهم بالنسبة لي هي تأهيل جيل للقيادة من الزملاء الأفاضل بمسميات قيادية حقيقية وليست معنوية، وبهذا أصبحت القيادة تعتمد على فريق وليس فردًا واحدًا، فإذا ما رحل قائد الفريق، وجدت المدرسة من يكمل المسيرة دون أن يتأثر العمل.

 

 

 

لكن هل كانت الرحلة سهلة؟

لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق، حيث سبقها أو تخللها بعض التحديات والعثرات المهنية، استلزم التغلب عليها إقامة خطط عمل لإكمال ما نقص وإصلاح ما تعثر ومواصلة تطوير ما نجحنا فيه. وكان نتيجة ذلك - بعد فضل الله - أن عدنا هذا العام أقوى مما كنا، وتقدمنا في ثمانية مجالات وبإذن الله يستمر العمل القائم على الخطط حتى وإن اختلفت الأفراد وتغيرت القيادات.

ولكن لماذا أذكر ذلك الآن والأمور تبدو جيدة؟ 

هذه رسالة للجميع، وخاصة للخريجين الجدد، بأن رحلة أي نجاح لا تخلو من التحديات والأخطاء والعثرات والمنغصات، المهم أن لا تقف محلك دون إجراء، وأنه "لولا العثرات ما تذوقنا طعم النجاحات".

نصائح  ورسائل:

هنا أرسل رسائل ونصائح متواضعة من تجارب شخصية و محيطة، الهدف منها أن تساعدنا جميعًا على معاودة النجاح بعد أي كبوات أو عثرات: 

قم وتحرك: ولا تظن أن في تعثرك النهاية، قم وأكمل ما بدأت واعلم أن التحديات الصعبة والعثرات جزء من أي مهمة أو عمل. المهم كيف تتعامل مع تلك التحديات وتنهض من تعثرك. 

 

أنت الداعم الأول: كن انت الداعم الأول والأكبر لتطوير وتحفيز نفسك. فبالرغم من أهمية الدعم والتقدير من حولك، لكن البداية يجب أن تكون من عندك. الشيء الآخر ان الحياة بشكل عام لن تكزن منصفة طيلة الوقت ولذا فأنت بحاجة لتقوية نفسك لتدعم نفسها ذاتيا، وتكون كذلك عونا لمن حولك. سر الخطوات الصغيرة:

 عليك بالتخطيط الجيد لخطواتك، ولكن انتبه فالخطوات الكبيرة قد يصاحبها أحيانًا عثرات كبيرة. لذا، قسم الخطوة الكبيرة إلى خطوات صغيرة متتالية وستصل بشكل أسرع. واعلم أن الخطوة الأولى للنجاح هي الأصعب، فلا تيأس بل واصل وستصل. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ابتعد عن الصراعات: هذه نقطة هامة للغاية وهي الابتعاد عن المشتتات والصراعات، ابتعد عنها ما استطعت إلى ذلك سبيلًا. فهي مضيعة للوقت، ومرهقة للذهن والجسم، فيقل إنتاجك أو جودته، أو كلاهما للأسف. الصحبة الصالحة النافعة: تقرب من أهل التميز والعلم والخلق الحسن، وتعلم منهم، واعط تُعطى، وأنفق من علمك وخبرتك وسترى الخير من الله ولو بعد حين. 

 

 

 

 

 

 

 

نافس نفسك: عليك بالتركيز على ما ينقصك لتطويره، دون الدخول في مقارنة مع أحد، ولكن قارن حالك اليوم أمس، وخطط لغدك ليكون أفضل من اليوم.  وعليك بقول الشافعي رحمه الله 

" بقَـدْرِ الْـكَـدِّ تُـكْـتَسَبُ الْمَعَالِي             وَمَـنْ طَـلَـبَ الْعُلَا سَهِرَ اللَّيَالِي

وَمَـنْ رَامَ الْـعُـلَا مِـنْ غَـيْـرِ كَـدٍّ             أَضَـاعَ الْعُمْرَ فِي طَلَبِ الْمُحَالِ"

 

أنت قدوة لطلابك: واحدة من أهم نظريات التعلم هي نظرية التعلم الإجتماعي حيث يقلد الطالب ما يراه من قدوات، وأول قدوة يتأثر الطالب  في مدرسته بها هو معلمه، فكن قدوة حسنة له في كل شيء، فأنت صانع بقدوتك الحسنة لمستقبل أمتنا، فلنحسن  جميعا صنع مستقبل طلابنا.

أخيرا تذكر أن أي رحلة لا تخلو من التحديات والعثرات وصولا للنجاحات وأنه "لولا العثرات ما تذوقنا طعم النجاحات". فشكرًا لكل من ساهم في نجاحنا بالقول والعمل، شكرًا لكل من شجعنا ومد لنا يد العون ولو بكلمة لننهض بعد عثراتنا. 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: النجاح رحلة النجاح نصائح للنجاح من التحدیات

إقرأ أيضاً:

“جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

بقلم: فدوي النابلسي

أصدرت دار ويلوز هاوس للطباعة والنشر
الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥ رواية بعنوان “جريمة في بيت وزير” للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

و هي عمل أدبي مشوّق يحمل بين طياته مزيجًا من الدراما، الإثارة، والغموض، مع قضايا إنسانية واجتماعية عميقة.
وبحسب الكاتب، تنطلق الرواية بمشهد مليء بالتفاصيل في رحلة جوية تحمل الرقم 423، وهي رحلة تثير ذكريات قديمة لدى البطلة “شمس”.
تتداخل هذه الذكريات مع الأحداث الراهنة، حيث تسترجع الطفولة وفقدان الأم والصراعات التي عاشتها، مما يمهد للأحداث المشوقة التي ستأتي. تعيد الرواية القارئ إلى طفولة شمس، حيث تعيش مع والدين محبين.
تنقلنا الأحداث إلى رحلة علاج والدتها في الأردن بسبب مرضها، وما تعكسه هذه الرحلة من ذكريات مؤلمة ومواقف مؤثرة، مثل تدهور صحة الأم حتى وفاتها. هذه الأحداث تؤسس لصراع شمس الداخلي وتكشف علاقتها بوالدها الذي يصبح مصدر الأمان الوحيد في حياتها.

تكبر شمس وسط تناقضات المجتمع: الحب، الخيانة، والانغماس في الواقع القاسي. تكتشف أن العالم حولها ليس كما يبدو، وأن هناك أسرارًا غامضة تحيط بمن هم قريبون منها. تدخل شمس عالمًا من العلاقات المشبوهة، حيث تدفعها صديقتها بلقيس إلى مواقف تهدد براءتها وسلامتها النفسية. يتحول مسار الرواية إلى ذروة الإثارة عندما يتم الكشف عن جريمة غامضة في بيت وزير.

تتشابك خيوط الجريمة مع شخصيات الرواية، وتظهر علاقات سرية ومؤامرات تضع الجميع في دائرة الشك. تسلط الرواية الضوء على قضايا الفساد والجشع والتناقضات التي يعيشها أفراد المجتمع في ظل السلطة والمظاهر الاجتماعية. تُظهر الرواية كيف تتحول الثقة إلى شكوك، وكيف أن أقرب الأشخاص قد يكونون أكثرهم خطرًا. تسلط الضوء على الشخصيات الثانوية مثل بلقيس التي تجسد نموذجًا للفتيات اللاتي يقعن ضحية الفساد والانحراف. تتعلم شمس دروسًا قاسية حول الصداقة والثقة في الآخرين.

تصل الرواية إلى خاتمة مشوقة حيث تتشابك الأحداث بين كشف الجريمة الحقيقية وحل الألغاز التي طاردت الشخصيات طوال الرواية.
يضطر الأب إلى اتخاذ قرارات صعبة لحماية شمس من تداعيات الجريمة ومن العالم القاسي الذي يحيط بها. بينما تجد شمس نفسها أمام اختبار كبير، تختار خلاله بين الانتقام أو المضي قدمًا في حياتها بأمان. “جريمة في بيت وزير” عمل أدبي متكامل يمزج بين الغموض، الدراما، والفلسفة. تسلط الرواية الضوء على تعقيدات النفس البشرية وتناقضات المجتمع، مما يجعلها رحلة مليئة بالعبر والدروس.

كما تدعو الرواية القارئ للتفكير في قيم العدالة، الحب، والخير وسط عالم مليء بالأسرار والخيانة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ رواية "جريمة في بيت وزير" هي العمل الخامس ضمن الأعمال الأدبية للكاتب أحمد كانم، بعد رواية "لهيب الأرض" الصادرة في العام 2020 عن دار جزيرة الورد في القاهرة وفي طبعتها الثانية عام 2021 عن دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا، "فتاة بيكاديلي" الصادرة عن دار ويلوز هاوس في ٢٠٢٣، "أسواق الرقيق" عن دار النخبة للطباعة والنشر بالقاهرة في ٢٠١٨ بالإضافة إلى كتابه ذائع الصيت " المسكوت عنه في السودان" والذي أعيد طبعه لأكثر من أربع مرات جميعها عن دار ويلوز هاوس بإستثناء الطبعة الأولى التي صدرت عن دار جزيرة الورد في العام ٢٠٢١ في القاهرة.

fofu2861@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مصر وقطر تبحثان الترويج للخطة العربية-الإسلامية لإعادة إعمار غزة
  • اللجنة العربية الإسلامية تطالب بوقف دائم لإطلاق النار في غزة
  • بسيارة فارهة .. أحمد سعد يعلن عن رجوعه لزوجته
  • أحمد نجم يكتب: العادات السيئة عند الأطفال
  • صحة مطروح: نجاح استئصال طحال متضخم بوزن 7 كيلوجرامات فى المستشفى العام
  • أي هجوم مرفوض.. فريدة سيف النصر: بحب شيرين عبدالوهاب وصوتها لا يتكرر
  • رحل زوجها بعد عامين زواج.. الأم المثالية فى الدقهلية.. قصة نجاح بدأت من محل بقالة
  • السيسي: تحركنا بخطى ثابتة ومدروسة على الرغم من التحديات التي واجهتنا
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
  • من عربة متنقلة إلى إمبراطورية للحلويات: رحلة نجاح رجل أعمال تركي