الحكومة الصينية تنجح في القضاء على الفقر في شينجيانغ بفضل الزراعة

ترسيخ أعمدة التسامح والتعايش بين الأديان والقوميات العرقية المتنوعة

شينجيانج بوابة الصين الكبرى في "الحزام والطريق" بفضل حدودها مع 8 دول

زيارات وجولات في مواقع تراثية تعكس الثراء التاريخي المُتنوِّع

المائدة الشينجانية تتميز بالتوابل الحارة.

. والسمك المشوي بالصدارة

الأكاديمية الإسلامية في أورومتشي.. صرح ديني لتعليم أصول الدين وترسيخ الاعتدال

شينجيانغ زاخرة بتنوع موسيقي مُدهش ورقصات تقليدية عريقة

الرؤية - فيصل السعدي

السلام الاجتماعي والديني أساس التنمية الشاملة.. هذا ما أدركتُهُ خلال العشرة أيام التي قضيتُها في مقاطعة شينجيانغ الصينية، بما في ذلك فترة عيد الأضحى المبارك؛ حيث الأُلفة وتقبل الأديان والقوميات؛ مما ساهم في رفع المستوى التنموي للمقاطعة والمستوى المعيشي للفرد في هذه المقاطعة ذات الأغلبية المُسلمة والتي تتمتع بحكم ذاتي.


 

ولعل أكثر ما يثير الدهشة في مختلف المدن والقرى التي زرتها، استثمار الموارد الطبيعية في تجسيد لـ"بداية الحضارات"؛ فالمشاهد الزراعية والمساحات الحضراء لم تفارق نافذة الحافلة، كما لم تقتصر الثروة الزراعية الهائلة في شينجيانغ على زراعة الحبوب والفواكه؛ بل تعدت إلى زراعة القطن والخُوزامي بأحدث التقنيات الزراعية. ولم تكن  لتكتمل العملية التجارية إلّا بمصانع تُنتج مختلف المنتجات العطرية ومستحضرات العناية بالبشرة من زهور الخُزامَى، ومصنع القطن الذي ينتج المنسوجات والملابس، مما يضمن مختلف الوظائف للأسر الشينجانية، وبالتالي زيادة دخل الفرد وتحولت الكثير من الأسر الريفية الزراعية إلى أسر مُتمَدِّنة تعمل في الصناعة والبيع والتصدير.

ومع تنوُّع السلة الغذائية في شينجيانغ مثل البطيخ والعنب والكوميثرا والكرز والرُمّان وغيرها، نجحت الحكومة الصينية في القضاء على الفقر؛ حيث وفرت شتى الطرق والسبل في استزراع الأراضي القاحلة وتحويلها إلى استثمار وأمن قومي للبلد فقد تم العمل على استغلال الممرات المائية والأودية ومعابر المياة الناتجة عن ذوبان الثلوج في الصيف في ري المزارع بالإيضافة إلى محاربة التصحر والحد من التلوث.

السلام أساس التنمية

تعاملت الحكومة الصينية بحكمة التعايش وتقبل الأديان والثقافات مع جميع الأقليات المختلفة ليصبح حق ممارسة الشعائر الدينية حقًا لكل قومية. ومقاطعة شينجيانغ الأكبر مساحة بين المقاطعات الصينية، الواقعة في شمال غرب الصين. تتميز بالتعايش السلمي رغم  تنوع أعراقها؛ مثل: الإيغور والهان والكازاخ والكيرغيز والطاجيك والتتار وغيرها الكثير من القوميات، وهذا يعود إلى ارتباط المنطقة الوثيق بحضارة طريق الحرير القديم، وموقع المنطقة اللوجستي بحدود 8 دول هي: الهند وباكستان وروسيا ومنغوليا وكازخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان؛ ما جعل منها مركزًا تجاريًا مهمًا وبوابة الصين الكبرى في مبادرة الحزام والطريق.



 

وخلال الزيارة، تعرفتُ على الحياة الإجتماعية للفرد الشينجاني في البيت  والسوق والشارع وفي مواقع أعمالهم؛ حيث تجد المجتمع متسامحًا دينيًا بعيدًا عن التطرف، باعتبار أن جميع القوميات يجمعها تاريخ مشترك وتعاون اقتصادي أساسه السلام والتعايش.

وعند أدائي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد شانسي الواقع في مدينة إيلي، رافقني شعور جميل بعد انتهاء صلاة العيد ومباشرة مسلمي المقاطعة التحيات الحارة لي وتهانيهم مرددين بكل فرح: "عَرَبُو.. عيد مبارك"؛ إذ أدركوا من ملامحي أني من دولة عربية، وقد لفتت انتباههم عمامتي العُمانية، وكانت مصدر سعادة وبهجة لهم. ولم تقف اللغة حاجزًا بيننا أبدًا، وكانت الابتسامة تعلو محياهم، والفرحة تملأ قلوبهم، ولم أتوقف عن التقاط الصور الجماعية طوال اليوم.

واهتمامًا واحترامًا للدين الإسلامي، بُنيت الأكاديمية الإسلامية في مدينة أورومتشي على مساحة 6 آلاف متر مربع باستثمار حكومي، وبدأت الأكاديمية عملها في عام 1989 والتشغيل الحديث في عام 2007. حيث تُعلِّم هذه الأكاديمية الطلبة قراءة القرآن الكريم وأصول الفقة والشريعة الإسلامية، إضافة إلى تَعلُّم اللغة العربية، ولذا نجد طابقًا بالكامل للتدريس باللغة العربية. ويضم المركز مكتبةً باللغة العربية، والصينية والإيغورية ولغات أخرى. وتحتفي الأكاديمية بتاريخ دخول الإسلام إلى الصين. ويحصل الطلاب عند تخرجهم على شهادة البكالريوس في علوم الإسلام، ويعملون أئمةً في المساجد.

ويؤكد الشيخ عبدالرحمن رئيس الأكاديمية الإسلامية في أورومتشي ورئيس قسم جمعية الدين الإسلامي في الصين: "لا يوجد في الصين من يُجبر شخص على تغير دينه، وهناك حرية تامة في الدخول إلى الإسلام وتعلم القرآن الكريم"، موضحا أن الاحترام متبادلٌ بين الأديان في الصين، والدين الإسلامي دين اعتدال وتسامح، وأن الأكاديمية من جانبها تكافح التطرف.

موروث ثقافي وتنوع حضاري

وتزخر شينجيانغ بتنوع موسيقي عجيب ورقصات تقليدية عريقة؛ حيث يملأ صوت العزف الأسواق والشوارع؛ ممزوجًا بجمال البساطة والطبيعة والأرواح المرحة، وتجد مختلف القوميات يؤدون معزوفات ورقصات مشتركة في الشوارع والأسواق.


 

وخصَّصَت الحكومة الصينية قرية "تايي" موطنًا لصناعة مختلف الآلات الموسيقية؛ وذلك للحفاظ على الموروث الموسيقى المتمثل في متحف الآلات الموسيقية، والذي صُمِّمَ على شكل طيني جبلي يُحاكي فترة طريق الحرير القديم؛ باعتبار أن شينجيانغ كانت معبر القوافل التجارية والفنون.

ويوضح المتحف تاريخ صناعة الآلات الموسيقية وتطورها عبر العصور القديمة؛ حيث يعرض المتحف قطعًا موسيقية تعود إلى أكثر من 300 عام من تاريخ وإنتاج الآلات الموسيقية في شينجيانع. واهتم الإنسان القديم بصناعة الآلات الموسيقية كي يعبر عن هويته ومشاعره.

ووثقت الزيارات الصحفية العديد من المواقع الأثرية في شينجيانغ، والتي تُبرهن على تاريخ قديم غني يعود إلى أكثر من 2000 عام؛ حيث تشهد بعض المناطق بقايا معابد ومساكن ومدافن كانت على مراكز ل
عبور طريق الحرير القديم.

وتعد التوابل الحارة والمكونات المحلية أهم ما يميز المائدة الشينجانية، فالوجبات الشينجانية في المنازل الريفية رحلةٌ لذيذةٌ عبر أقدم الثقافات تعكس التنوع الثقافي والطبيعي في المنطقة، ومن أشهر ما يُقدَّم في المطبخ الشينجاني: السمك المشوي واللحم المشوي والخبز والشاي الأخضر وسط فقرات من الموسيقي والرقصات التقليدية.

أورومتشي.. بوابة التبادلات التجارية

وتعد شينجيانغ العمود الفقري لمبادرة الحزام والطريق؛ باعتبارها المنطقة الأساسية لمشروع "الحرير الحديث"؛ حيث يُشكِّل  ميناء أوروموشي البري الدولي للتصدير العالمي، همزة وصل وتقاطع تجاري مُهم للعبور إلى وسط آسيا وأوروبا، لأنه "معبر تجاري محلي ودولي" يضمن الوصول إلى أسواق ضخمة.


 

ومن خلال شبكة سكك حديدية داخلية وخارجية، وخطوط بحرية وجوية تغطي كل آسيا الوسطى وروسيا، يعزز ميناء أورومتشسي الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي، ويُحقِّق ترابط الدول الواقعة على طول طريق الحرير البري والبحري التقليدي.

وفي حديث خاص لـ"الرؤية"، قال مدير ميناء أورومتشي إن تصل مساحة الميناء إلى 67 كيلو مترًا مربعًا، ويمتلك الميناء 5 رافعات عملاقة لتوزيع حوالي 100 حاوية يوميًا على مختلف الدول الواقعة على طريق الحيوي للمشروع، ويعمل الميناء على مدار اليوم والسنة دون توقف. ويضم الميناء منطقة حرة مُعفاة من الضرائب، ومن أبرز ما يُصدَّر من الميناء: الفولاذ والمنتجات الكهربائية والمنسوجات واللوازم اليومية، والمواد الأخرى بينما تشمل قائمة السلع المستوردة: النفط والمشتقات الطبيعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الآلات الموسیقیة الحکومة الصینیة طریق الحریر فی شینجیانغ

إقرأ أيضاً:

"مؤتمر الحوار الإسلامي" يؤكد دور الحوار في تعزيز وحدة الأمة وترسيخ قيم التعايش ومعالجة القضايا الخلافية

 

 

 

◄ الطيب: الموقف الموحّد من القضية الفلسطينية يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامية

◄ السيابي: الحوار هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق التقارب والتفاهم

◄ مقترح بوضع ميثاق "الأخوة الإسلامية لتوحيد الصف الإسلامي

◄ التحذير من "شيوخ الفتنة" واستغلال المذهبية للعبث باستقرار الأوطان

المنامة- ريم الحامدية

انطلقت، الأربعاء، فعاليات المؤتمر العالمي للحوار الإسلامي-الإسلامي بعنوان "أمةٌ واحدةٌ ومصيرٌ مشترك" في مملكة البحرين، برعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وبمشاركة أكثر من 400 شخصية من كبار العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من مختلف المؤسسات الإسلامية حول العالم.

ويناقش المؤتمر، الذي يشترك في تنظيمه الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين ومجلس حكماء المسلمين، عدة محاور رئيسية أبرزها الحوار الإسلامي - الإسلامي والرؤية والمفاهيم والمنهج ودور العلماء والمرجعيات الدينية في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية والحوار الإسلامي - الإسلامي وقضايا المواطنة بالإضافة إلى التحديات أمام تحقيق التفاهم الإسلامي.

وهدف المؤتمر إلى تعزيز التضامن والتعاون بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، وفتح قنوات التواصل والحوار البنّاء، وترسيخ قيم التعايش والتفاهم المشترك، كما يسعى إلى معالجة القضايا الخلافية بروح المسؤولية والاعتدال، وإيجاد آليات فعالة لتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة.

وفي كلمته، قال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن مواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة لن تنجح إلا من خلال اتحاد إسلامي يدافع عن الشعوب الإسلامي، ويفتح قنوات الاتصال بين كل مكونات الأمة الإسلامية، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول، وحدودها وسيادتها وأراضيها.

وعبرّ شيخ الأزهر، عن شكره للملك حمد بن عيسى آل خليفة على تفضله برعاية هذا المؤتمر، وذلك في ظل الظروف التي تقف فيها الأمة الإسلامية على مفترق طرق، مقدرًا لجلالته هذا الاهتمام بأمر الأمتين العربية والإسلامية، وهذه المبادرة الهادفة إلى تعزيز قدرة الأمة على مواجهة التحديات. كما أعرب عن تطلعه أن يساهم المؤتمر في تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة بكل إشكالاتها، وأن يلتقي الجميع بقلوب سليمة وأيد ممدودة ورغبة حقيقية في تجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي، وأن يحذر المسلمون دعاة الفتنة والوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال المذهبية في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وشق الصفوف بين مواطني الدولة الواحدة لزعزعة استقرارها الأمني والسياسي والمجتمعي، مؤكدًا أن كل هذه جرائم بشعة ينكرها الإسلام، وتأباها الأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية.

 وقال شيخ الأزهر: "علينا أن نأخذ من تجارب غيرنا من المعاصرين ما يشحذ عزائمنا في تحقيق اتحاد إسلامي تعاوني يدافع عن حقوق الأمة، اتحاد ينبني على مشتركات ودعائم لم تتوفر لغيرهم من الأمم من الجغرافيا والتاريخ والجنس واللغة والدين والتراث والثقافة والمصير المشترك".

واستدل شيخ الأزهر على حاجة الأمة للوحدة، بما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر في ظل ما يثار عن السعي إلى تهجير أهل غزة، مشيدًا بالموقف الموحد والمشرف الذي اتخذته قيادات وشعوب الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة ذلك، مؤكدًا أنه موقف مشجع، ويعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي.

وقدم شيخ الأزهر في ختام كلمته مقترحا بـ"وضع ميثاق أو دستور باسم دستور أهل القبلة أو الأخوة الإسلامية، ينطلق من الحديث الصحيح:  "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته"، مطالبًا الحضور بدراسة هذا المقترح والبناء عليه".

من جانبه، أكد فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب مفتي سلطنة عمان، أن الحوار بين المذاهب الإسلامية هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق التقارب والتفاهم، وتعزيز ثقافة التعايش المشترك، موضحا أن الحوار لا يقتصر على كونه تبادلًا للأفكار، بل هو أداة أساسية لإزالة المفاهيم المغلوطة وتقليل النزاعات التي قد تعصف بوحدة الأمة الإسلامية.

واستعرض الشيخ السيابي التحديات التي تعترض جهود الحوار الإسلامي، ومن أبرزها سوء الفهم المتبادل، والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، واستخدام الخلافات المذهبية لأغراض سياسية، مبينا أن هذه العوامل ساهمت في تأجيج النزاعات، ما يستوجب تكثيف الجهود لتصحيح هذه المفاهيم وتعزيز ثقافة الحوار كقيمة إسلامية أصيلة.

وأكد الشيخ السيابي أن الحوار الإسلامي ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة عملية لضمان وحدة المسلمين واستقرار مجتمعاتهم، مشيرا إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار عندما يكون مبنيًا على أسس سليمة، فإنه يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي والتقارب بين المذاهب المختلفة.

وقال فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أن مستقبل الأمة الإسلامية مرهون بقدرتها على إدارة اختلافاتها بالحوار الهادف، بدلًا من اللجوء إلى النزاعات والصراعات، مؤكدا أن الحوار الإسلامي عندما يكون قائمًا على مبادئ العدل والاحترام، يمكن أن يكون مفتاحًا لإحياء روح التعاون بين المسلمين وتعزيز وحدتهم في مواجهة التحديات المشتركة.

مقالات مشابهة

  • السليمانية تحتضن مؤتمرًا لتعزيز التعايش السلمي بمشاركة واسعة.. صور
  • عناصر مسلحة تختطف الصحفي عماد الديني أمام أسرته في المكلا
  • تقديم خدمات تثقيفية متنوعة لـ1680 طفلا في قافلة شاملة بالبحيرة
  • السوداني يطمئن المسيحيين العراقيين: مستمرون في محاربة خطاب الكراهية وتعزيز التنوع الديني
  • عضو الأكاديمية الصينية يشيد بدور وزارة الأوقاف في تعزيز السلام والتسامح
  • وفد الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في زيارة لوزارة الأوقاف
  • وزير الأوقاف: المجتمعات الإسلامية في حاجة لإعادة إحياء قيم التعايش والتسامح
  • وزير الأوقاف: العلاقة بين المذاهب تقوم على التعايش
  • "مؤتمر الحوار الإسلامي" يؤكد دور الحوار في تعزيز وحدة الأمة وترسيخ قيم التعايش ومعالجة القضايا الخلافية
  • دوري نجوم العراق.. التعادل السلبي ينهي لقاء الميناء والقاسم